|
مابعد -ترامب... مابعد -كورونا..؟؟!!..
اكرم هواس
الحوار المتمدن-العدد: 6804 - 2021 / 2 / 2 - 00:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا احبذ ان يوحي العنوان في خلق التصورات حول اي رابط بين ظهور الكورونا و وجود الرئيس ترامب ... لكن القاسم المشترك في مفهوم "ما-بعد" الذي اصبح ظاهرة في ذاته تم و مازال يستخدم كعنصر اساسي في الخطاب السياسي و الثقافي التبريري للتغييرات المتسارعة في العقود الاخيرة...
كثيرة هي مصطلحات ما-بعد... مثل ما بعد-الراسمالية و مابعد النمو و ما بعد الاستهلاك ومابعد -الايديولوجية و مابعد- الدين و ما بعد- الفلسفة و ما بعد -الحداثة ووو... لكنها كلها ظلت في اطار رغبات و احلام او تعريفات لحالة تدور حول تطوراجتماعي مختلف عما سبقه... و هذه حالة التاريخ اساسا.. و ان اصبح التغيير اكثر تسارعا في ظل التقدم التكنولوجي ... لكن التوقعات في الوصول الى "بر الامان" ظلت في اطار الاوهام Illusions .. و هذا ما يمكن ان يصدق على احلام ما بعد -ترامب و ما بعد- كورونا..
لا شك ان بعضا من اهم مصطلحات "مابعد" لم يستطع ان يثبت تغييراً ملموساً... الراسمالية ما تزال تعيد انتاج ادواتها و هيمنتها و قيادتها للعالم اقتصاديا وسياسيا... الدين عاد و بقوة و الايديولوجيا لم تمت و ان تم تغيير نمطها و خطابها السياسي ... الاستهلاك ما يزال على اشده حتى لو اوقفت عجلاته مؤقتاً بفعل الكورونا.. و الكورونا يعيد انتاج ذاته بتحورات لا احد يعرف افق انتهاء حياتها... بل ان اغلب الدراسات تذهب الى هذا الفيروس الملكي سيبقى يشكل ثنائية جديدة مع الحياة على الارض و معه انواع مختلفة من فيروسات مشابهة قد تستفاد ديناميكية التقاطعات بين الثغرة العلمية التي احدثها كورونا و التهور في مستوى مقاومة الجسد البشري لهذه الفيروسات و هكذا ...
هنا تبرز احدى اهم الاشكاليات و هي ان مفهوم ما بعد -كورونا قد يكون على شاكلة مفهوم مابعد- الحداثة حيث يتم تبرير المستوى غير العقلاني في العنف و اللا مبالاة في زمن عقلاني متطور لم تسبق البشرية مثلا له... حيث اصبح مفهوم مابعد -الحداثة عنوانا لتجريد مجموعات من الشباب و القوى المجتمعية من قيمها "الانسانية " التي عادة تؤسس اطارا تنظيميا لها و من ثم تبرير نمط عنفها غير القابل للتوصيف الا من خلال مفهوم ما بعد -الحداثة ذاته... اي و كأننا نتحدث عن عنف ميكانيكي غير قابل للتأويل بسبب الاحباط من تاثيرات التقدم التكنولوجي و التطور الاجتماعي الذي حول المجتمع الى طاحونة ممنهجة Computerized في دورانها حول ذاتها دون يستطيع الانسان ادراك ميكانيزمات فعاليتها..
بكلام اخر... ان مفهوم مابعد -الحداثة كان يمثل للمفكرين و القوى الاجتماعية اليسارية في العقود الاخيرة من القرن الماضي ثورة مجتمعية صامتة ضد آليات التطور الراسمالي و بذلك يمثل حالة اللا انتماء او رفض التماثل مع المحصلة المجتمعية التي انتجها التطور الرأسمالي. ..
بشكل ما فان هذا التفسير كان يقدم تبريراً "منطقياً" لانتشار نوع من السلوكيات و العنف "اللا ارادي" في مجتمعات المدن الكبرى في الدول الغربية... لكن على المستوى الدولي كانت اعمال العنف و الحروب تزداد ايضا و تقودها قوى نابعة من ذات المجتمعات الغربية... و لا ادري ان كان مفكرو مابعد الحداثة يربطون هذه الحروب بتلك الحالة المجتمعية الناشئة في المجتمعات الغربية..ام ماذا..؟؟!!..
اي ان ظهور و هيمنة نخب فكرية و سياسية قادت الولايات و الدول الغنية الى حروب "لا منطقية" انما كانت بتاثير حالة مابعد- الحداثة .. و بالتالي ربما "لا يتحمل" تلك النخب عبء الحروب الهوجاء كونها كانت تحت تاثير دوافع "غير ارادية"..!!..
و على اساس ذات النمطية التبريرية فان ظهور الرئيس ترامب و كذا "التوظيف السياسي" لفيروس كورونا.. هما يمثلان بشكل ما ذات الحالة .. و الكلام عن مابعد- ترامب او ما بعد-كورونا انما امتداد او تطور نوعي لحالة مابعد -الحداثة... و هذا قد يعني ان التوقعات تذهب نحو المزيد من الصراع و العنف و قد ندخل حروب اللقاحات و الصراع على احتكار الاوكسجين و العلاقة مع القوى الكونية الاخرى خارج الارض...
رغم ان اللقاحات لم تثبت فعاليتها خاصة في ظل فوضى ظهور نماذج متمحورة و كذلك فيروسات جديدة فان ما يمكن ما يمكن ان نعرفه حتى الان هو ان هناك مليارات من الناس في المجتمعات الفقيرة لن يصلهم اي لقاح... و ان الاقتصادات الكبرى تحملت خسائر هائلة ليس فقط في القيمة الفعلية انما ايضا في القدرة على اعادة تفعيل الآليات القديمة للانتاج خاصة الزراعية و الحيوانية و لعل واحدا من اهم اسباب ذلك هو ظهور اجيال من الشباب في العقد القادم بلا تعليم او سيّء التعليم Maleducated في مستوى العلوم النظرية و التطبيقية في المجتمعات الغنية...
و هذا يعزز من فكرة ديمومة حالة مابعد -الحداثة و السلوك اللا ارادي في التدمير....اما المجتمعات الفقيرة فامرها موكول الى ....؟؟؟.. حبي للجميع
#اكرم_هواس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكورد و حوار الذات..2
-
الكورد و حوار الذات..1
-
العراق... ما بعد اللا دولة ..؟؟!!..
-
ذكرى سمير امين..: اللا تبعية .. و اعادة بناء -الحكاية- التار
...
-
مصر-اثيوبيا...اشكالية الهيمنة..؟؟..2
-
مصر-اثيوبيا ... اشكالية الهيمنة ..؟..1
-
كورونا... صيام اخر..؟؟...2
-
كورونا... صيام آخر..؟؟..1
-
المرأة و الحديد.. هل يلتقيان..؟؟!!..
-
مخيال... عالم ما بعد الشيطان....!!..
-
الثورة -العفوية-...!!!.،
-
-الانسان الإله- و عقلانية الحرب...1
-
أوراق بغداد...2
-
تضخم الأحادية... سريالية الأنا الممتدة..
-
أوراق بغداد...1
-
الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...2
-
الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...1
-
العراق و عولمة الفساد ... هل من حل..؟؟..
-
مصر ..أفريقيا .. و التنمية المستدامة: معادلة تتبلور ...2
-
مصر ..أفريقيا .. و التنمية المستدامة: معادلة تتبلور ...1
المزيد.....
-
حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام
...
-
تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو
...
-
مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
-
عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت
...
-
انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية
...
-
طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
-
صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
-
مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس
...
-
واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|