أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - الكورد و حوار الذات..2














المزيد.....

الكورد و حوار الذات..2


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 13 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكورد و حوار الذات ... 2

ردود الفعل ازاء المقالة السابقة كانت مؤثرة... ربما بسبب تزامنها مع المظاهرات في واحدة من اهم مدن عالم الكورد و هي السليمانية و غيرها من المناطق المتاخمة في اقليم كوردستان .. حيث وصلني في وقت قياسي لم يتجاوز الساعتين من نشر المقالة بيان من احد الاطراف الرئيسية يؤكد الالتزام بمبدأ الحوار.. و قد شكرتهم ذلك .. بينما وصلتني رسائل ذات طبيعة مختلفة و قاسية بعض الشيء من اطراف اخرى ... كما انقطع الاتصال مع بعض الصحفيين الذين يعملون في قنوات تلفزيونية و صحف مهمة جدا في كوردستان.. !!..

مع الاحترام للجميع اعتقد ان هذه و تلك من الرسائل المختلفة كانت تعبيرا عن اشكالية الحوار التي تناقشها هذه المقالات ..

رغم اني لا اريد مناقشة موضوع المظاهرات ليس فقط لاني كما ذكرت في المقالة اود تجاوز النفق السياسي... لكن ايضا لان الاشكالية الاساسية في عدم الاستقرار في المجتمع الكوردي و تجربة اقليم كورستان ترتبط بشكل جدي في علاقة الدولة "الادارة السياسية" في الاقليم و داخل الاحزاب و التنظيمات مع الانتلجنسيا الكوردية ( باحثون كثيرون كتبوا عن هذه الاشكالية و شخصيا كتبت ايضا كتابين و مجموعة كبيرة من المقالات منذ سنوات طويلة و مازلت )...

اعتقد ان المؤسسات السياسية الكوردية عموما وضعت المثقفين في اطار عمل ثقافي لم يتجاوز ابدا قضية اثبات البعد التاريخي ل " امة الكورد" و حقها في تقرير المصير ... و لذلك لم يستطع المثقف الكوردي التفاعل مع التطور الثقافي في العالم كما لم تسنح له الفرصة كي يهتم و يتفاعل مع التغييرات الجذرية في التطور الاجتماعي في المجتمع الكوردي ذاته...

لعل من اهم مؤشرات هذا التناقض الصارخ انه بينما وصلت الابعاد المادية للحداثة و ما بعد الحداثة الى المجتمع الكوردي و خلقت طبقية مجتمعية رهيبة (سنناقشها لاحقا) نجد ان الكثير من المثقفين ( مع جل الاحترام للجميع) ما زالوا يبحثون عن اصولهم و يتحدثون عن "انتماء الكورد الى هذه او تلك من الحضارات و الامبراطوريات القديمة ... بل ما يزال يتغني "باصالة هذه الشريحة او تلك... بينما يعزز "المستعمرون" من قوتهم و يرسخوا مصالحهم و يبنون "مستقبل" اجيالهم القادمة وفق رؤى و استراتيجيات قد تكون فعالة او لا.. لكنهم يخططون و لا يبحثون عن الجذور انما عن الحاضر و الآتي..

مع كل الاحترام مرة اخرى لمشاعر و جهود هؤلاء الاعزاء لكن لا ادري عن اية جذور و اصالة يبحثون ... و ماذا ينفع اذا كنّا من ابن فلان ... او ابن فلان من اولاد آدم... او ربما كنّا من بكتريا XI او XXIIIXXII..وفق نظريات التطور و تصورات داروين و غيره..؟؟.. هل يجرؤ مثلا احد من الامريكان الذين يسيطرون على العالم ان يبحث عن جذوره... ام هل اهتم احد مراكز الدراسات الانثروبولوجية في امريكا الدول الاوروبية بالبحث عن اصول المجتمعات الغربية غير قضايا White Supremacy هيمنة الرجل الابيض .. و Eurocentrism المركزية الاوروبية التي رسخت ثقافة الاستعمار..؟؟

رغم اهتمام الاف البحثين في العالم بقضية الكورد تاريخيا و انثروبولوجيا الا انه لم يستطع اي باحث محلي او دولي ان يثبت ميل الكورد للهيمنة على الشعوب الاخرى ... و عليه فالاشكالية تبدو و كان الاستعمار (باشكاله المختلفة) اخرج للكورد (ضمن شعوب مثيرة اخرى خاصة في الشرق الاوسط) دودة الارض" او فكرة البحث عن الجذور القومية و الاثنية و الطائفية ووو.. و بذلك دفع الناس للبحث عن "كنز" لا ينفع ... بينما استولى هو (الاستعمار) على الكنوز و المياه و الهواء ... و ترك الشعوب تتغذى على الاساطير... اي ان الكورد تعرضوا الى هيكلية معقدة من الاستعمارات التي تتوالد ليس على الارض فقط انما ايضا و بشكل اخطر في ذاكرة الشعوب و منها و تداخلت في ذاتهم التي يفتخرون بها فخلقت قوقعة في الذاكرة الكوردية يدور فيها الكورد مثل حلقات الرقص و القتال التي يعتبرها البعض هوية الكورد دون مشاكل الارض و الانسان ... ( ساعود الى هذه الاشكالية لاحقاً)..

في المحصلة فان دور الانتلجنسيا الكوردية اختزلت في فرضية تجاوزتها تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات و هي البحث عن الجذور التي لا احد يعرف اين حدودها التاريخية و الانثروبولوجية .. بينما تاهت النخبة السياسية الكوردية بين بنيتها الثورية ( اشكالية الثورة و الدولة ) و عجزها في ادارة المجتمع فتحول اهتمامها الى البحث عن عدو جديد لكي تعطي ديمومة لدورها التاريخي... لكن هذا العدو الجديد لم يكن من البساطة ايجادها في ظل التواجد الامريكي و تمدد المشروع الديمقراطي .. و هكذا كانت اولى محطات البحث عن العدو الجديد هي "العودة الى الذات الشريرة" فكانت حرب "الاخوة" التي لم تنتهي ابد انما حصلت فيها هدنة ممتدة بفعل التاثير الاميركي لكن بجدول مفتوح للتجاوزات و اعادة تشغيل ماكينات الدمار بين الحين و الاخر..

و على هذا الاساس يبدو ان جوهر الحوار تتمثل في الواقع كأنه "استراحة مقاتل" اكثر مما هو محطة لاعادة التقييم و الاهتمام بالتطور الاجتماعي و البحث عن مشروع بديل للادارة و التواصل مع الجوعى و المهمشين... نتابع ... حبي للجميع..



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد و حوار الذات..1
- العراق... ما بعد اللا دولة ..؟؟!!..
- ذكرى سمير امين..: اللا تبعية .. و اعادة بناء -الحكاية- التار ...
- مصر-اثيوبيا...اشكالية الهيمنة..؟؟..2
- مصر-اثيوبيا ... اشكالية الهيمنة ..؟..1
- كورونا... صيام اخر..؟؟...2
- كورونا... صيام آخر..؟؟..1
- المرأة و الحديد.. هل يلتقيان..؟؟!!..
- مخيال... عالم ما بعد الشيطان....!!..
- الثورة -العفوية-...!!!.،
- -الانسان الإله- و عقلانية الحرب...1
- أوراق بغداد...2
- تضخم الأحادية... سريالية الأنا الممتدة..
- أوراق بغداد...1
- الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...2
- الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...1
- العراق و عولمة الفساد ... هل من حل..؟؟..
- مصر ..أفريقيا .. و التنمية المستدامة: معادلة تتبلور ...2
- مصر ..أفريقيا .. و التنمية المستدامة: معادلة تتبلور ...1
- يمشي و يحمل جرحه معه...


المزيد.....




- الكرملين يكشف عن موعد وصول بوتين إلى ألاسكا.. فهل يتأخر عن ل ...
- السفير زملط في بلا قيود: نحن مع أي ترتيبات انتقالية تنهي الح ...
- قمة ترامب وبوتين في ألاسكا.. ما رمزيتها وماذا يريد الطرفان؟ ...
- قرى درزية في الجنوب السوري معزولة عن العالم واتصالها الوحيد ...
- عقب صلاة الجمعة.. قتيل ومصاب في إطلاق نار قرب مسجد في السويد ...
- نتنياهو وحلم “اسرائيل الكبرى”
- مالي: المجلس العسكري يتهم -قوى أجنبية- بالتخطيط لزعزعة استقر ...
- فشل مفاوضات جنيف بشأن معاهدة جديدة للحد من تلوث البلاستيك
- فيديو - قبيل قمة ألاسكا... احتجاجات مناهضة لبوتين في أنكوريد ...
- تنديد أممي دولي متصاعد بخطط إسرائيل الاستيطانية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - الكورد و حوار الذات..2