أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - الكورد و حوار الذات ...3














المزيد.....

الكورد و حوار الذات ...3


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 9 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المقالة السابقة ذكرت مصطلح "حلقات الرقص و القتال" و لعل ما يود الكثيرون ان يطلقوا عليها "ملحمة كوباني" تحمل الكثير من عناصر الاسطورة و الواقع و كذا الرموز و التحول الذي كان ينشده الكورد و الدعم الدولي (ساعود الى هذه النقطة)... لكن "حوار الكورد مع الذات" يحمل الكثير من التساؤلات: هل كانت حرب داعش خطيئة الكورد..؟؟.. او بشكلٍ اعمق : هل وقوف الكورد بوجه مشروع داعش يعتبر انتصارا لحق الحياة كما يتصور الكثيرون ام خطيئة في رقاب الكورد تضاف الى تراث ثوراتهم الكثيرة و رفضهم التخلي عن هويتهم الثقافية و الاثنية منذ قيام الدولة الوطنية او القومية في الشرق الأوسط..؟؟..

السؤال قد يبدو غريبا امام منطق الدماء و الاغتصاب و الدمار الذي صنعته داعش في دول المنطقة و خاصة العراق و سوريا... لكن ذاكرة الشعوب و ذهنية التعالي القومي و الاثني قد تبلور تصورات اخرى غريبة و متناقضة مع الواقع في اللحظة التاريخية التي يحصل فيها تغيير ولو بسيط او حتى تبسيطي في الواقع على الارض او في تصورات مركبة على عجل عن الواقع...

لا بئس ان نبدأ بطرح بعض العناصر الرئيسية في اشكالية اليوم حيث تبدو الأمور و كأن هناك تبلور جديد لصراع عربي-كوردي يتجاوز محطة ظهور داعش و دور الكورد في اخماد ثورتها... ربما علينا ان ندرس عناصر تبدو و كأنها تشكل قوة دفع لاعادة رسم المسار العام : الاولى ..عولمة الكورد... الثانية ... الهجوم على أربيل بدلا من دخول بغداد(يمكن مراجعة مقالتي المتعددة عن عولمة الكورد و الهجوم على اربيل ).. ثالثا... رؤية الغرب حول الحليف المقاتل (مقاربة مع صراع الاتحاد السوفيتي و القوى الغربية و جدار برلين )و ليس الحليف الحضاري (اسرائيل)... رابعا.. ارتباك صورة الكوردي عن ذاته... خامسا... الحدود المشوشة بين العربي و العروبي و الاسلامي و الداعشي..

كل من هذه الملاحظات تحتاج الى مناقشات مستفيضة و دراسات كثيرة حتى نصل الى استنتاج ما... لكن في هذه المقالة ربما نستطيع ان نرسم مسارات للتلاقي و التقاطع بين هذه العناصر و بالتالي استحصال مفهوم متعدد الأبعاد عن اشكالية دور الكورد في شرق اوسط تتراكم فيه إعداد الطامحين الجدد و المدعين بالحفاظ على قداسة "الوطن" و "الأمة"...

اعتقد اننا يمكن ان نبدأ من النقطة الاخيرة ... "تشوش الحدود بين العربي و العروبي و الاسلامي و الداعية" سيوفر لنا فرصة كبيرة لتفكيك شبكة الترابطات المختلفة و علاقتها بظهور الكورد على الساحة السياسية و تنامي دورهم و بالتالي ايضا توالد التصورات حول ارتباكهم الذاتي و اشتباكهم مع عدو لا يملك "حدودا" واضحة مما ترك الباب واسعا امام دخول القوى الدولية و تحويل الصراع التاريخي الى قوة دفع من اليات العولمة...

الدولة العربية الحديثة كان من المؤمل منها ان تكون دولة مواطن على نهج النماذج التي القادمة من "المصدر" في اوروبا ... لكن هذه الدولة لم تتجاوز التاريخ .. فالسيادة ظلت للعرب (الفرس و الترك في ايران و تركيا)... و بدا واضحا ان هذه السيادة العربية هي امتداد لآليات التعريب التي صاحبت الفتح الاسلامي حيث كان العرب أهم عنصر في المجتمع الجديد و لغتهم و ثقافتهم ازالت الثقافات المحلية للبلدان التي تم "فتحها" او "استعمارها" او اي وصف اخر يمكن ان نطلق عليه!!...

هيمنة "العربية" ثقافة و منهاجا و سلوكاً خلقت تناقضات مع فكرة المواطن في مفهوم الدولة الحديثة و خلقت صراعات مع المجموعات البشرية غير العربية و منها الكورد... للتهرب من هذه الاشكالية طرحت فكرة العروبية في محاولة لخلق دوافع ذاتية عند غير العرب لقبول هيمنة العرب مع هامش بسيط للاحتفاظ بالهوية الذاتية ... لكن "مشروع العروبية" فشلت تماما في خلق انسيابية مجتمعية في مفهوم المواطن و الوطن.. كما لم يستطع الإسلاميون تجاوز قوقعة تجربة الخلافة فالدولة بالنسبة لهم هي ولاية في خلافة واسعة لكن ليس لها وجود .. و صورة المواطن مشوشة بين قوالب المسلم/ الذمي... العربي/ الأعجمي ... القاسم المشترك هو العربي... سيد القبيلة... او الريس القائد... او الخليفة المطلق... بينما الاخرون تابعون سياسيا و فكريا... و هذا ما انتج حالة "التشوش الثقافي و الانشطار الذاتي" عند غير العرب و منهم الكورد..

بكلام اخر ...هذه القوالب الصلدة تركت آثاراً كثيرة عند غير العرب لكن اهم اثر هو خلق ارتباك في بلورة مفهوم تطوري عن الذات و هويتها... و هكذا ظهرت حركات و احزاب سياسية و افكار ثقافية مختلفة أعاقت بلورة مشروع ثقافي و رؤى حول حدود الانتماء و التلاقي عند الكورد ...

في المقالة التالية سنناقش محصلة دور الكورد مع تجربة داعش...حبي للجميع



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد -ترامب... مابعد -كورونا..؟؟!!..
- الكورد و حوار الذات..2
- الكورد و حوار الذات..1
- العراق... ما بعد اللا دولة ..؟؟!!..
- ذكرى سمير امين..: اللا تبعية .. و اعادة بناء -الحكاية- التار ...
- مصر-اثيوبيا...اشكالية الهيمنة..؟؟..2
- مصر-اثيوبيا ... اشكالية الهيمنة ..؟..1
- كورونا... صيام اخر..؟؟...2
- كورونا... صيام آخر..؟؟..1
- المرأة و الحديد.. هل يلتقيان..؟؟!!..
- مخيال... عالم ما بعد الشيطان....!!..
- الثورة -العفوية-...!!!.،
- -الانسان الإله- و عقلانية الحرب...1
- أوراق بغداد...2
- تضخم الأحادية... سريالية الأنا الممتدة..
- أوراق بغداد...1
- الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...2
- الجزائر ... تفكيك الاحجية..؟؟...1
- العراق و عولمة الفساد ... هل من حل..؟؟..
- مصر ..أفريقيا .. و التنمية المستدامة: معادلة تتبلور ...2


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - الكورد و حوار الذات ...3