أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان رحمة - أبن ... الحمار














المزيد.....

أبن ... الحمار


غسان رحمة
كاتب صحفي

(Ghassan Rahma)


الحوار المتمدن-العدد: 7405 - 2022 / 10 / 18 - 22:47
المحور: كتابات ساخرة
    


ما يحدث لنا ألان هو أننا شعب اعتاد الصبر والتحمل . كما اعتاد على الغير في تحسين أحواله والدفاع عن ابسط حقوقه كانسان في بلد يعد رابعا من حيث الخزين النفطي في العالم . قد يكون كلامي قاسيا على البعض ولكن هذه هي الحقيقة . صدام حسين جثم على صدورنا ثلاث عقود وجرعنا المر في كؤوس لا تنضب وأدخلنا حروب ما كان له دخولها لو كان لنا صوت مسموع او ومواقف جادة أو أرادة شعبية تذكر
. صدام كان كما كل من حكمنا قبله وبعده يعلمون باننا شعب لا يستطيع اتخاذ قراره من تلقاء نفسه . شعب يعرف الونين لا يعرف الصراخ يعرف النبرة لا يعرف العبرة . صدام لم نسقطه نحن كشعب ولم تسقطه قوى عراقية وطنية ولدت من رحم الوطن. بل سمحنا للولايات المتحدة الأمريكية باسقاطه بدلا عنا واحتفلنا معها بسقوط بغداد واحتلال العراق . وحين تم تعيين حاكم عسكري أمريكي علينا . خضعنا ورضينا وبدائنا
ننتظر منقذا جديدا ولكن هذه المرة ليخلصنا من الاحتلال الأمريكي .
وتحت ( شعار لا للاحتلال ) سمحنا بدخول الارهابيون والجماعات المتطرفة الى العراق ومنها تنظيم القاعدة الارهابي لمحاربة المحتل و أخراجه بدلا عنا . فكانت النتيجة بان هؤلاء قتلوا العراقيين أكثر من مقاومتهم للأمريكان وشقوا لحمه الصف العراقي وأشاعوا الطائفية المقيتة بيننا . وأيضا لم يكن لنا غير الصبر وانتظار الفرج القادم . فكانت تلك الأحزاب السياسية النتنة التي جاءت لنا من غرب الأرض وشرقها . فاتخذنا منها ملاذا وأمانا من الطائفية .وتهافتنا عليها مثل ( مهروش وقع بكروش ) وكل حسب مذهبه وقوميته . وتحت قسم الولاء والطاعة . بعنا بصك مصدق العراق لهم
نعم أيها العراقيون الأشاوس نحن الشعب من أوصل العراق لما أل له ألان . ليس صدام أو الأمريكان أو الارهاب أو حتى الاحزاب السياسية التي حكمت العراق الجديد باسم الديمقراطية بعد عام 2003 والله لا يصلح ما في قوم حتى يصلحوا ما في انفسهم

ولعل ما كتبه الشاعر احمد مطر في قصة حمار ابن حمار اصدق تعبير لما جرى ويجري لنا . لذا ارويها لكم . لعلكم تعقلون

كان يا مكان في أحد الإسطبلات العربية مجموعة من الحمير. وذات يوم أضرب حمار عن الطعام مدة من الزمن. فضعف جسده وتهدلت أذناه وكاد جسده يقع على الأرض من الوهن. فأدرك الحمار الأب أن وضع ابنه يتدهور كل يوم. وأراد أن يفهم منه سبب ذلك. فأتاه على انفراد يستطلع حالته النفسية والصحية التي تزداد تدهورا. فقال له : ما بك يا بني؟ لقد أحضرت لك أفضل أنواع الشعير. وأنت لاتزال رافضا أن تأكل . أخبرني ما بك.. ولماذا تفعل ذلك بنفسك؟ رفع الحمار الابن رأسه وخاطب والده قائلا : نعم يا أبى.. إنهم البشر.. دهش الحمار الأب وقال لابنه الصغير : وما بهم البشر؟ فقال له: إنهم يسخرون منا نحن معشر الحمير. فقال الأب: كيف ذلك؟ قال الابن ألا تراهم كلما قام أحدهم بفعل مشين يقولون له يا حمار. وكلما قام أحد أبنائهم برذيلة يقولون له يا حمار.. أنحن حقا كذلك؟ يصفون أغبياءهم بالحمير ونحن لسنا كذلك يا أبى.. إننا نعمل دون كلل أو ملل.. ونفهم وندرك.. ولنا مشاعر..

عندها ارتبك الحمار الأب ولم يعرف كيف يرد على تساؤلات صغيره وهو في هذه الحالة السيئة.

ولكن سرعان ما حرك أذنيه يمنة ويسرة ثم بدأ يحاور ابنه محاولا إقناعه حسب منطق الحمير.. انظر يا بني إنهم معشر البشر خلقهم الله وفضلهم على سائر المخلوقات لكنهم أساءوا لأنفسهم كثيرا قبل أن يتوجهوا لنا نحن معشر الحمير بالإساءة. فانظر مثلا.. هل رأيت حمارا خلال عمرك كله يسرق مال أخيه؟ هل سمعت بذلك؟ هل رأيت حمارا يعذب بقية الحمير ليس لشيء إلا لأنهم أضعف منه أو أنه لا يعجبه ما يقولون؟.

هل رأيت حمارا عنصريا يعامل الآخرين من الحمير بعنصرية اللون والجنس واللغة؟

هل سمعت يوما ما أن الحمير الأمريكان يخططون لقتل الحمير العرب من أجل الحصول على الشعير؟

هل رأيت حمارا عميلا لدولة أجنبية ويتآمر ضد حمير بلده؟

هل رأيت حمارا يفرق بين أهله على أساس طائفى؟

طبعا لم تسمع بمثل هذه الجرائم الإنسانية فى عالم الحمير.

ولكن البشر هل يعرفون الحكمة من خلقهم ويعملون بمقتضاها جيدا؟

لهذا يا ولدى أريدك أن تحكم عقلك الحماري، وأطلب منك أن ترفع رأسك ورأس أمك عاليا.. وتبقى كعهدي بك «حمار ابن حمار»..

واتركهم يا ولدي يقولون ما يشاؤون.. فيكفينا فخرا أننا حمير،

لا نكذب،

لا نقتل،

لا نسرق،

لا نغتاب،

لا نشتم، لا نرقص فرحا وبيننا جريح وقتيل.

أعجبت هذه الكلمات الحمار الابن فقام وراح يلتهم الشعير وهو يقول : نعم سأبقى كما عهدتني يا أبي.. سأبقى أفتخر أنني «حمار ابن حمار» ثم أكون ترابا ولا أدخل النار التي وقودها الناس والأحجارةة



#غسان_رحمة (هاشتاغ)       Ghassan_Rahma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة ... أن عادت .. عدنا
- استح ... قاق
- العودة الى الحنانه بخفي حنين
- الاطار كفل التيار وثنينم طياره
- دولة السوداني والخيارات الصعبة
- احرقوهم ... كما حرقوكم
- البرق الازرق يعود على واشنطن بالقلق المرعب والعراق خارج السر ...
- استقاله الحكومه ... بدايه الثوره وليس نهايتها
- بهذا اصبح التوك توك .. ايقونه ثوره الاصلاح
- مزهر الشاوي ... تاريخ نضال واعمار شهدت المواني العراقية في ع ...
- كذب من قال في العراق اعلام ... حر ومستقل
- هواجس ليله باردة جدا
- عربيات
- الحلول الوسطى
- قصة حمار ابن حمار
- واحد في اربعة
- هل يصلح الدعاء .. بهذة المهن
- اسم على غير مسمى
- حرية بالدهن الحر
- هل ستنجح السعودية في تجميع جثة الخاشقجي وتعتق رقبة بن سلمان ...


المزيد.....




- هيلين كيلر.. الكفيفة الصماء التي استشارها رؤساء أميركا لعقود ...
- 40 عاما على إطلاقه.. ماذا تبقى من -نقد العقل العربي- للجابري ...
- فيلم -شرق 12-.. سردية رمزية لما بعد ثورات الربيع العربي
- يحقق نجاح كبير قبل عرضه في السينما المصرية .. أيرادات فيلم أ ...
- في جميع أدوار السينما المصرية .. فيلم الشاطر رسميًا يعرض في ...
- لمى الأمين.. المخرجة اللبنانية ترفع صوتها من في وجه العنصرية ...
- وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم ع ...
- قانون التوازن المفقود.. قراءة ثقافية في صعود وسقوط الحضارة ا ...
- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان رحمة - أبن ... الحمار