غسان رحمة
كاتب صحفي
(Ghassan Rahma)
الحوار المتمدن-العدد: 6090 - 2018 / 12 / 21 - 04:16
المحور:
الادب والفن
صغيرا كنت حين قابلت الحزن وجه لوجة لاول مره . وكنت اخافه و اهرب منه باكيا لاجئا لاحضان امي .
رحمها الله كانت تبتسم وتقول لي مداعبة شعر راسي القصير . لا تخف لا تذعر لا ترتعب . اتخذه صديقا لك وحاول ان لا تجعله يراك مبتسما مرحا كي لا يمل مرافقتك . الحزن يابني الحقيقه الوحيدة التي لا يمكن تزيفها. ومنذ ذلك الوقت وانا والحزن لا نفارق بعضنا ؟
*****************
لا يوجد متسع من الوقت .
امامي ثواني معدوده كي ولد من جديد ؟
*****************************
فجاه ودون سابق انذار احسست اني ارى الاشياء تلو والاشياء من خلف نافذة غطى شفافيتها ندى الليل الطويل وبزغ الفجر عليها بعد ليله شتائية باردة .
قلت في نفسي ساخرا من نفسي مجرد ارق . لكني اصبت بالعمى
------
خرجت كالمعتاد الى عملي مستصحبا معي صديقي الجديد الذي اخذ على عاتقه ضرب الارض امامي . سالني من شاهدني عن سر العصى التي احملها معي قلت انها رفيقي الجديد في عالمي الجديد. فضحك مني من ضحك وشتمني بسره من شتم
------
جلست خلف مكتبي . فتقدم نحوي من لا اعرف وبعد ان رمى تحيه الصباح قال ارجوك اتم هذة المعامله . قلت بعد ان رددت الصباح بالصباحات والخير بالخيرات .اسف يااخي لا استطع اتمام لك ما تريد فانا اعمي ؟
-----
سمعته يضحك ثم يردف قائلا . ارجوك اكمل لي معاملتي فكلنا اصبنا بالاعمى . وقفت بعد سماعي كلمته الاخيره وانا بغايه السعادة .ومددت يدي بحماس لمصافحته قائلا احقا انت اعمى مثلي . فضرب الطاوله التي امامي بقوه وقال بصوت عال جاءت الى هنا لاتمام معامله لي لا لسماع ومشاهده مسرحيه سخيفة لممثل فاشل .
-----
انتابني الغضب ومسكت العصى الرفيق وقبل ان ارفعها الى الاعلى واهوي بها على رأس من يقف امامي . تدخل زميلا لي كان يشاطرني الغرفة والعمل وبعد ان رفع شي ما من على مكتبي قال لي بنزعاج وبصوت فض مابك اليوم ايها الواقعي . سكت ثم قال للشخص الذي كان واقفا امامي . تعال معي يا اخي وانا اتمم لك ما تريد
-----
استغرب كثيرا لما بدر من زميلي . وغادرت العمل فورا. وفي بيتي المظلم السعيد جلست باول مقعد يواجهني واخرجت اخر سجارة من علبتي ورحت ادخنها بشراهه غريبة ؟
#غسان_رحمة (هاشتاغ)
Ghassan_Rahma#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟