أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - لا تضعوا العصي في دواليب التغيير















المزيد.....

لا تضعوا العصي في دواليب التغيير


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 11:56
المحور: القضية الكردية
    


الكلام موجه بطبيعة الحال الى المتنفذين من مسؤولي أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – ب د ك – س ) الذين لاهم لهم في السنوات الأخيرة سوى عرقلة أي حوار جاد من اجل حل ازمة الحركة الكردية السورية ، لانهم كما يظهر لايستطيعون البقاء الا في أجواء الازمات للحفاظ على امتيازاتهم ، ومصالحهم الخاصة .
أولا – مرة أخرى في أولويات عملية التغيير :
كثيرون من الحريصين على الحركة الكردية السورية ، والساعين من حيث المبدأ لاعادة بنائها ، وتطويرها ، يدفعهم السهو نحو الدرب الخطأ الأطول زمنا ، والأكثر عناء ، فيطالبون مثلا بتنحي مسؤولي الأحزاب ، أو اجبارهم على ذلك ، ليحل آخرون لشغل مواقعهم ، او حل احزابهم ، او جلب مسؤولين جدد في حال انعقاد مؤتمراتهم ، وكأن طريق حل الازمة ، وإعادة البناء يمر بالضرورة عبر غياب هؤلاء ! ، أو أن التغيير يقتصر على تبديل اشخاص ! .
ثانيا لا أيها السادة : صحيح ان معالجة العامل الذاتي هي مدخل لابد منه لحل الازمة ، ولكن هذا العامل يشمل الى جانب المسؤولين الحزبيين كلا من الهيكل التنظيمي الديموقراطي المنتخب حسب الأصول ، والبرنامج السياسي المتوافق عليه وهو الأهم ، والسياسات الصائبة القومية ، والوطنية ، والكردستانية ، والخارجية الأخرى على قاعدة استقلالية القرار .
ثالثا - هناك غالبية مستقلة ساحقة من معتنقي الوعي القومي الديموقراطي المنفتح من مختلف الطبقات الاجتماعية بالداخل والخارج ، وبينهم مناضلون قدامى ، وأكاديمييون ، و،اختصاصييون ، ومهنييون ، وفئات الشباب من النساء والرجال ، ومبدعون في الفنون ، والثقافة ، والاعلام ، وهؤلاء معا يشكلون الكتلة التاريخية المنقذة .
رابعا – ليس جميع المنتمين الى هذه الفئات ، والشرائح ، المشكلة للكتلة التاريخية ، من جنس ( الملائكة ) او لايخطئ ، او يلتزم بمهام التغيير بحذافيرها ، بل تجد هنا وهناك من هو متردد ، او متلون ، او رمادي ، او يتحين الفرص ، او يبحث عن جاه ، او يطمع بمال ، ومن حسن الحظة يشكل هؤلاء قلة قليلة .
خامسا - وعندما يتم تنظيم صفوف هذه الكتلة او بعبارة ادق عندما تنظم نفسها بنفسها ، وتصيغ مشروعها البرنامجي السياسي الواضح ( وهما امران غير مستحيلان ) بل يمكن ان يكونا في متناول اليد اذا توفرت الإرادة ، أقول الارادة وليس الموجات الموسمية اللفظية ، والشعارات المجردة من العمل والممارسة ، والالتزام ، حينها ستقف الأغلبية الشعبية المنتجة في صف واحد ، ويضطر مسؤولو الأحزاب الى المشاركة في المؤتمر الكردي الجامع من دون اجبار ، او اكراه ، بل خشية انعزالها ، وتقوقعها على هامش الاحداث ، أما اذا كان المسؤولون الحزبييون يبحثون عن السلطة ، والجاه ، او يرفعون آيديولوجيات مغايرة لمشروع الحركة الكردية السورية الموحدة ، او يتبعون لمراكز خارجية ، فهذا شأنهم ، وهم وحدهم يتحملون المسؤولية التاريخية .
سادسا - وتجاوبا مع رغبة قطاعات من القوميين الديموقراطيين الكرد المستقلين في المزيد من التسهيلات في طريق المؤتمر المنشود الذين يرون صعوبة عقده بحسب الصيغة السابقة المطروحة ، ومن اجل توفير الثقة ، وتعزيز المسار ، والانطلاق نحو استكمال خطوات عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، وعدم تجميد المشروع بسبب أعذار ، وشروط الاحزاب ، وتمسك مسؤوليها با السلطة ، والمنافع ، والمواقع اقترح حراك " بزاف " التالي :
١ – ان يعقد المؤتمر بغالبية مستقلة ، ومشاركة الأحزاب ، باشراف لجنة تحضيرية من ثلثين من االكرد المستقلين ، وثلث من الأحزاب .
٢ – يراعى في تشكيل اللجنة التحضيرية وكذلك في اختيار أعضاء المؤتمر من المستقلين تمثيل المناطق الكردية الثلاث بالتساوي ( الجزيرة – كوباني – عفرين ) وكذلك مشاركة كرد دمشق ، وحلب ، والساحل ، وبلدان الاغتراب ، على ان لاتقل نسبة مشاركة المرأة عن أربعين بالمائة، مع غلبة الاعمار الشبابية .
٣ – ان تكون المهمة الأولى للمؤتمر المنشود ، وبعد صياغة البرنامج السياسي ، وخارطة الطريق واقرارهما ، انتخاب المجلس المسؤول عن الإدارة السياسية العامة بعيدا عن أية سلطات تنفيذية عسكرية ، وأمنية ، وكذلك آيديولوجيا المحاور ، وتناط به في المرحلة الانتقالية ومدتها عام مسؤولية العلاقات ( الوطنية ، والكردستانية ، والخارجية ) فقط من اجل تقييمها من جديد ، ووضع الأسس السليمة لها ، وتمثيل الكرد السوريين على تلك الأصعدة في جميع الحوارات التي ستجري مستقبلا ، على ان تغطى مصاريف اللجنة للفترة الانتقالية من تبرعات ، ومساعدات من الأصدقاء من دون شروط ، أو على شكل قروض من الأحزاب خصوصا التي تتصرف بالمال العام .
٤ – وفي هذه المرحلة الانتقالية تترك الحرية للأحزاب لادارة امورها الخاصة وبينها سلطاتها ، واداراتها ، وصلاتها ان ارادت هي ذلك ،على ان تندمج بعد هذه المرحلة نهائيا في مؤسسات المؤتمر .
٥– بعد عام ، وانتهاء المرحلة الانتقالية ، يعقد مؤتمر الاندماج الكامل بنسخته الثانية ، على قاعدة واضحة ، وباشراف المجلس القيادي المنتخب من الجولة الأولى ، وحسب دراسات ، ووثائق ، وتقرير سياسي تتظيمي تعد من اجل ذلك .
سادسا - من هم المستقلون في الحالة الكردية السورية الراهنة ؟
بسبب المرحلة الانتقالية المتحركة ، وغير المستقرة في كل سوريا وخصوصا بالمناطق الكردية ، وتوزع الكرد عمليا بين عدة احتلالات ، ونفوذ وسلطات امر واقع ، واستمرار عملية الهجرة والتهجير ، والقمع الفكري ، والسياسي ، والحزبي من جانب مختلف مسؤولي ، وأجهزة ، ومؤسسات أحزاب طرفي الاستقطاب وبالأخص من بيده السلطة ، من الصعب جدا التوصل الى نتائج دقيقة في مسألة الفرز السياسي النهائي ، والانتماء الحزبي ، والتوجه المستقل ، فمثل هذا الفرز قد يتحقق في المجتمعات المتقدمة الديموقراطية ، حيث يضمن القانون حرية الفرد ، والجماعات ، ولكن لاوجود لذلك في شرقنا التعيس ، وفي بلدنا الاتعس ,وفي مناطقنا المنكوبة ، ولم يعد سرا الاجماع العالمي لدى المراكز ، والرأي العام على ان الأحزاب ليست من منظمات المجتمع المدني خصوصا التي تتعامل مع السلاح ، وتمارس العنف ، وتعيش على المال السياسي ، ولاتمارس الديموقراطية ، ولاتقبل الاخر المختلف .
لو توفرت حرية الرأي ، والفكر ، لوجدنا الان في ساحتنا الكردية السورية منظمات مدنية ، ومراكز الحوار الفكري ، والسياسي ، وجمعيات ثقافية تنظم الندوات النوعية ، والمناقشات الجادة حول الحاضر ، والمستقبل ، والمشروع القومي والوطني ، ولوجدنا روابط ، واتحادات مهنية ، ونقابات ، ونوادي ، ومنتديات تنمي الابداع ، وفوق كل ذلك وبقوة السلاح ، والمال السياسي ، تحاول الأحزاب بكل السبل بما فيها الملتوية – اصطناع – مجموعات باسم المستقلين لسببين : الأول لاظهار شعبيتها – الافتراضية الواهمة - ، والثاني لقطع الطريق على الحراك المستقل الحقيقي ، لذلك ليس من المستبعد ان نجد هنا وهناك ( مستقلين وحزبيين ) بآن واحد ، و ( مستقلين بشروط ) ، و ( مستقلين – مقنعين ) و ( مستقلين تحت الطلب ) تجدهم ليلا لدى الأحزاب ، ونهارا يغردون على صفحات التواصل الاجتماعي بقدر ماهو مسموح ، حتى التعبيرات الثقافية ، والجمعيات في الخارج متورطة بغالبيتها في لعبة – الغميضة – هذه .
من شروط استقلالية أي حراك كردي سوري الاعتماد على الذات ، وطرح البرنامج السياسي الواضح ، وامتلاك المشروع النضالي بشقيه القومي ، والوطني السوري في مواجهة نظام الاستبداد العدو الرئيسي لشعبنا ولكل السوريين ، من اجل التغيير الديموقراطي ، وإعادة البناء في المراحل المختلفة ، واتخاذ المواقف الصحيحة ، والشجاعة من كل الاحداث ، والتطورات ، خصوصا رفض عسكرة المجتمع ، أو زج المرأة في القتال ، مع الاعتراف بحقها بتبوؤ اعلى المناصب ، والمواقع القيادية ، والإدارية ، والسياسية ، وتوضيح الاليات المتبعة لتحقيق اهداف المشروع ، والايمان بضرورة انقاذ الحركة السياسية كاولوية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها بالطرق المدنية الديموقراطية عبر مؤتمر كردي سوري جامع ، وآخيرا وليس آخرا ان تكون نواة أي حراك مستقل مبنية على الشفافية ، والوضوح ، والعلاقات الديموقراطية ، والمشاركة الجماعية ، على قاعدة انتخاب لجان متابعة من اللقاءات التشاورية ، بعيدة عن – السيستيم – الحزبي الآيديولوجي .
سابعا – يجب وبالضرورة ان تكون الإيجابية عنوان المرحلة التي تجتازها حركتنا السياسية ، والتصدي الفكري والثقافي ، والسياسي للمهام القومية ، والوطنية حتى لوتعددت الرؤى ، والقراءات ، ووسائل حل الازمة ، صحيح ان معرفة ، وتقييم ، وتشخيص الازمة واسبابها تشكل المدخل الى عملية التغيير ، ولكن يجب وقف التركيز فقط على هذا الجانب ، ووضع حد لجلد الذات ، والانتقال الى المرحلة المتقدمة وهي صياغة الحلول النظرية البرنامجية ، والعملية للانقاذ ، وحل أزمة الحركة السياسية ، ومناقشتها بصورة نقدية صريحة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لامستقبل للكرد السوريين من دون حل أزمة حركتهم
- فلنفتح كل الدروب المغلقة امام الحوار
- لن تتشكل شخصية ثقافية للكرد السوريين الا باستعادة الشخصية ال ...
- مؤتمر وطني جامع ولا مائة مؤتمر حزبي
- في السياسة التعليمية للكرد السوريين
- شروط الحوار الناجح بين الكرد السوريين
- اعادة بناء الحركة الكردية السورية مهمة أولى وعاجلة
- عود على بدء : نحن والخط الثالث
- العراق رهينة الشيعية السياسية
- كانت الفرحة اكبر لو شملت الوحدة كل أطياف كردستان ايران
- أعيدوا بناء حركتكم قبل فوات الأوان
- من تزييف التاريخ الى تزوير الوقائع
- التفاعل بين الثقافي والسياسي في تطور الفكر القومي الكردي
- السورييون لن يتحملوا المزيد من المفاجآت
- عود على بدء : التوازن بين القومي والوطني
- الحدث الذي أعاد تعريف وتجديد الحركة الكردية السورية
- تأملات في دروس التجربة التونسية
- الخيار الشعبي هو الحل للازمة
- الشرق الأوسط هدفا لاسياد - القمتين -
- دفاعا عن الحقيقة


المزيد.....




- أمام محكمة العدل الدولية... أمريكا تبرر حظر إسرائيل لمساعدات ...
- غزة على شفا المجاعة: غارات على مدار الساعة ومخزونات الغذاء إ ...
- رايتس ووتش: إعادة هيكلة الخارجية الأميركية تهدد حقوق الإنسان ...
- وفد شبابي من منظمات المجتمع المدني في منطقة المتوسط الجنوبية ...
- تطبيق لمساعدة المكفوفين على فهم محتوى الصور
- طهران تنفذ حكم الإعدام في مواطن إيراني بتهمة التجسس لصالح ال ...
- اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحين.. واعتقال عدد من الخارجين ...
- الأونروا-: إسرائيل ستحرم 800 طفل من حقهم في التعليم بالقدس
- كسور وبقع.. حماس تتهم إسرائيل بتعذيب الأسير عبد الله البرغوث ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب -إبادة جماعية تبث بشكل مباشر- ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - لا تضعوا العصي في دواليب التغيير