أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - محمد القيسي حكاية بغدادية أصيلة ..!














المزيد.....

محمد القيسي حكاية بغدادية أصيلة ..!


يوسف العاني

الحوار المتمدن-العدد: 7395 - 2022 / 10 / 8 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


حين يلتقي الجمهور بفنانهِ عبر المسرح او السينما او التلفزيون تصبح العلاقة بينهما علاقة حميمة تعززها وتقويها وتنميها حصيلة عطاء الفنان وامكاناته الابداعية .. وهكذا تصبح هذه العلاقة علاقة صداقة يفتقدها الجمهور حيث يغيب صاحبها الفنان .. ويتفقدها الجمهور متسائلاً عن فنانه الذي أحبه . وحالات الاهتمام بالفنان تأخذ سبلاً عديدة ، واحدة منها فضول الجمهور في ان يعرف عنه كل شيء ، تاريخه حاضره ، حياته الخاصة ، أبناءه ، دراسته ، ثقافته ، هواياته .. وحتى الاكلات التي يحبها !! .
قبل اسبوعين تقريباً نشرت جريدة العراق الغراء لقاء مع الفنان الصديق العزيز (محمد القيسي) تحدث وهو على فراش المرض عن عدة قضايا كان أهمها إصراره في ان يعود معافى ليمثل ويبدع ، وبين سطور الحديث بواعث تساؤل عن اهتمامات هذا الفنان والربط بين فنه وبين اختصاصه " المصرفي" وشغفه في المقام وتعلقه العميق ببغداديته وعراقيته الاصيلة .
وحين زرت الصديق الحبيب (أبا سحر) في مستشفى " ابن البيطار" وجلست بجانبه كما اعتدت كلما التقيته ، تحدثنا عن اشياء كثيرة وعن الاصدقاء وعن المسرح ، وعلمت ان كثيرين يسألون عنه ويتمنون له الشفاء ، ثم قال لي : يوسف انت اخوية .. ابتسمت وهمست في نفسي لماذا لا اشبع فضول الكثيرين الذين لا يعرفون هذا الانسان الفنان المعرفة الحقة ومساره الفني والحياتي الذي ارتبط به وبعدد من فناني مسرحنا العراقي؟ فذاك ما يخفف عنه بعض تساؤلات المحبين ويخفف عنه جهد الحديث !
حين تقرر تعييني مدرساً معيداً في كلية التجارة والاقتصاد من قبل عميد الكلية استاذي الدكتور جابر جاد عبدالرحمن للإشراف على النشاط الفني في الكلية عام 1950م .. كنت قد كتبت مسرحيتي (راس الشليلة) .. وكان علي ان اقدمها في حفلة من حفلات سمر لكلية التجارة والاقتصاد .. وكان من بين الطلبة الذين سبق لهم ان شاركوا في التمثيل خلال فترة دراستهم الثانوية : عبدالرحمن بهجت وراسم القيسي .. وكانت في المسرحية شخصية مراجع " بدين" يظل يروح ويجيء ويصعد وينزل دون فائدة او جدوى لإنجاز معاملته .. فاقترح راسم علي ان نفاتح ( محمد القيسي) فهو يحمل المواصفات الشكلية وهو من الممثلين الموهوبين المعروفين في ثانوية الأعظمية .
جاء محمد القيسي وعمل معنا وكأننا اسرة واحدة تربطنا علاقة حميمة تمتد سنوات طويلة .. ومنها اي هذه العائلة كان واحداً من اعضاء فرقة المسرح الحديث ، وطالباً في معهد الفنون الجميلة – فرع التمثيل – وطالباً جاداً وجيداً في كلية التجارة والاقتصاد حين اخذ موقعه الوظيفي في اكثر من بنك بجدارة الموظف الحاذق والمخلص والامين والحريص على المسؤولية والمصلحة العامة .. فكان على المسرح ملء التقدير وعراقيته الحقة خلقاً وسلوكاً وموقفاً كريماً امام الجميع حين تطلب منه معونة او يُدعى لتنفيذ مهمة مهما كانت صعبة وعسيرة .
محمد القيسي من فنانينا القادرين التزاماً وصدقاً وعفوية ، ظل كما كان لا يرفض طلباً لكي يمثل اي دور وان صغر ، يفعل ذلك كي لا " يزّعل" الاخرين ويهرع الى تلبية طلبات الاصدقاء والغرباء معاً ، فظهر على شاشة التلفزيون وفي السينما .. وحين يعود الى " البنك " تتعلق عيناه بالحساب وينصرف تفكيره الى الارقام والمعاملات المصرفية الدقيقة ..لكنه بين هذا وذاك يغمض عينيه ليردد مقام (المدمي) او " الخنبات " ويردد بوذية يستعيد بها نكهة محلته القديمة العريقة ..
ليس وفاء اكتب ، ولا تعبيراً عن صداقة استعيد شيئاً يسيراً من ذكرياتي عن ابي سحر او محبتي له ، وانما حديث صداقة احسست انني مطالب بكتابته وأبو سحر يقاوم المرض ليعود الى مكانه في المسرح او التلفزيون او السينما كما تألق منذ عام 1951م في (رأس الشليلة) ، وفي عام 1958م في (مسمار جحا) ، وفي عام 1958م ايضا في فيلم (سعيد افندي) ! كما تألق في اعمال تلتها اكدت طيبة وفن وبساطة وابداع الانسان الكريم محمد القيسي فعذراً لهذا الايجاز وتمنيات من القلب مني ومن محبيه بالشفاء العاجل .



#يوسف_العاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاضل خليل ظل أمينا على العمــــل فكرةً وأثراً
- مع النخلة والجيران
- آخر ساعات .. جعفر علي
- مسرح بغداد يتذكر .. فاروق فياض !
- هاني هاني ... وكلمات الدموع ..!
- حديث آخر لقاء مع : وجيه عبدالغني
- غازي وسليم ..رحلا في اسبوع واحد
- عبدالله العزاوي...والكلمة المتأخرة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة الثامنة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة السادسة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة الخامسة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة الرابعة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب... الحلقة الثالثة
- لم يستأذن منا ورحل !
- زاهر الفهد ايها الطيب .. وداعا
- بهنام ميخائيل ... وفنان المسرح الذي يجب ان يكون ...!
- عبدالجبار عباس ...غادرنا بهدوء كأنه الصمت
- خليل شوقي.. والتلفزيون
- الواقع والحداثة في مسرح الخمسينات
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...(الملا عبود الكرخي)


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - محمد القيسي حكاية بغدادية أصيلة ..!