أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - آخر ساعات .. جعفر علي














المزيد.....

آخر ساعات .. جعفر علي


يوسف العاني

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 03:40
المحور: الادب والفن
    


سمعته مرة يعزف على البيانو .. ويغني ..! حين أنهى الاغنية والعزف التفت فرآني .. ضحك ولم يقل سوى كلمتين .. " احيانا أغني " وكان بيننا حديث عن سيناريو فيلم (المنعطف) الذي يخرجه .. قلت له : " أنا متعب في العمل ..! "
قال : " أعرف وهذا ما يفرحني .. "
جلست خلف البيانو .. وأنتظر مني أن اعزف مثله ! لم أعزف طبعا فأنا لا أعرف العزف ، بل رددت بصوت خافت " على شواطىء دجلة مو .." وقلت هذه أغنيتي العراقية المفضلة .
قال : " سمعت ذلك منك في برنامج باذاعة بغداد " .
قال : " صحيح ، فأنا لا أقدم المفاجآت مثلك ! " .
انتبه الي ورحت أذكره كيف عاد من امريكا وهو يحمل شهادة الماجستير في السينما ، ليدرس فن الصوت والالقاء .. وحينما اعترض البعض على ذلك فاجأهم بوثيقة تؤكد دراسة هذا الفن .. فن الصوت والالقاء ، واخذ موقعه بجدارة .
مرة ونحن نصور في فيلم " المنعطف " – 1975 – " زعل " جعفر .. ويبدو ان زعله كان بسبب ظروف الانتاج التي لم تعجبه .. وتركنا ! نحن ولا سيما أنا وسامي عبدالحميد .. زعلنا عليه .. لانه لم يخبرنا بأسباب الزعل .. وقررنا ان نعاتبه عتابا مريرا حين نراه ..
جاء بعد يوم .. وهو غارق في الضحك .. وحينما اقترب منا وقبل ان يقول كلمة او نقول له كلمة ، توقف عن الضحك وقال : ( لا تقولوا شيئا فضيتها بضحكة) وعدنا الى العمل بحماس كبير !
ترى هل كان صاحب المفاجآت هذا . يخبيء طريقة موته الاليمة مفاجأة لنا جميــــعا .. ؟
هل كانت مجموعة المفاجآت التي سبقت موته ووضعته في حياة مرة واليمة مفاجآت له .. آخرها موت ابنته غير المحسوب .. هل سبقت موته لتتجمع حوله وتوقعه في أقسى حالات المعاناة وهو يقترب من دواع الحياة التي رسم لها وفيها أحلى وأجرأ الصور على الشاشة وفي المسرح؟
أليس هو صاحب " فين ردك " ملحمة الخروج عن المألوف من مسرح العلبة الى فضاء رحب واسع في " الأخيضر " ومعه مجموعة من شباب لم يكن يجرؤ الواحد منهم تجاوز الخشبة الضيقة ..؟
راح هناك ليعزف ويملأ الفضاء موسيقى الصوت الانساني والآلة ويكون الرائد في هذا المضمار ..
اليس هو صاحب الذهن المتألق الذي ما جاء بمبادراته من فضاء الارتجال والفراغ ومفهوم الثقافة الفنية السطحية التي تعتمد اصطلاحا تعرف بسطور دون أن تدري ما تحت السطور من جوهر وعمق رؤى ..؟
اليس هــــــو الذي تـرجـــم وألف وعلم ودافع عـــن العلم في صفوف الدراسة وادارة التلفزيــون وعلى الشاشـــــــة ..؟
كل ما نقوله قليل فجعفر علي أكبر من كل الكلمات المألوفة والاقوال المتعارفة .. لكن كل ما نقوله عن ساعات موته قليل وقليل وحفيدته تقوده بحثا عن علاج عن مأوى في مكان يداوى فيه .
غريبا كان .. وكثيرون لا يدرون من هو... بملابسه المتواضعة وصوته المؤدب وهمومه المتراكمة التي لم تكن قد تجاوزت الاسابيع .. تسير معه وحوله وأمامه .. حتى فارق الحياة .
من كان يحلم أن صاحب " فين ردك " .. و" الجابي " و" فهم السينما " و" المنعطف " تثبت الاسس النقية لفن أسيء استعماله وعبث به ثم استشرى ليشوه كل الحقائق التي كانت مرآة الناس الطيبين وصدى المتعبين والمحبين والحالمين بالغد الآتي ..
آخر ساعات هذا الرائد كثفت كل متاعب وآهات الناس بعمق قسوتها وكأنها ترسم تساؤلا كبيرا كبيرا ... " لماذا حدث هذا .. لماذا ..؟ "
وانا اتساءل .. " اما كانت لجعفر علي نهاية غير تلك النهاية " اتساءل وأظل اقول : لماذا ؟



#يوسف_العاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح بغداد يتذكر .. فاروق فياض !
- هاني هاني ... وكلمات الدموع ..!
- حديث آخر لقاء مع : وجيه عبدالغني
- غازي وسليم ..رحلا في اسبوع واحد
- عبدالله العزاوي...والكلمة المتأخرة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة الثامنة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة السادسة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة الخامسة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة الرابعة
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب... الحلقة الثالثة
- لم يستأذن منا ورحل !
- زاهر الفهد ايها الطيب .. وداعا
- بهنام ميخائيل ... وفنان المسرح الذي يجب ان يكون ...!
- عبدالجبار عباس ...غادرنا بهدوء كأنه الصمت
- خليل شوقي.. والتلفزيون
- الواقع والحداثة في مسرح الخمسينات
- تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...(الملا عبود الكرخي)
- عوني كرومي ...... رحلة مسرحية مبدعة لم تنته بعد
- يحيا العراق ومسرح العراق
- إلى من يهمهم الأمر.. تذكروا فنان المسرح فاضل جاسم..!


المزيد.....




- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - آخر ساعات .. جعفر علي