أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير الحامدي - مداخلتي في ندوة تقديم كتاب -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الكتاب الأول- التي قدمت في دار الثقافة ابن رشيق بتونس يوم 02 سبتمبر 2022















المزيد.....

مداخلتي في ندوة تقديم كتاب -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الكتاب الأول- التي قدمت في دار الثقافة ابن رشيق بتونس يوم 02 سبتمبر 2022


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7379 - 2022 / 9 / 22 - 18:40
المحور: الادب والفن
    


أولا أريد أن أشكر إبني أحمد على تحمله عناء متابعة هذا النص منذ أن كان فكرة ثم جملة ففقرة ففقرات فنص.
أحمد ولدي كان قارئي الأول ... كنت كلما كتبت جزءا أو فصلا إلا وقرأته عليه ويمكن القول أنه شاركني كل جزئية فيه مشاركة تامة وكان كاتبا وقارئا وناقدا في نفس الوقت لنص لم يتحول بعد لصفحات ورقية.
قد تكون ذائقتي وأفكاري ليست ذائقة وأفكار أحمد ولكنا تمكنا من أن نقف على المشترك بيننا ونتقدم في الكتابة والنقاش وقد حسمنا أثناء ذلك عديد المسائل المتصلة بالكتابة وبالأدب وبالحياة عموما.
ثانيا لابد أن أنوه بمجهود السيدة والسادة سلوى جربي مثلوثي وحسين الحامدي وصالح مصباح وبلقاسم العمامي وخليفة المنصوري ومنجي جباري وحبيب الهمامي وعثمان الأحمدي وكمال العلوي ومحمد عمامي ومصطفى الملوحي فقد ساعدوني كثيرا بالتوجيه والنقد والنقاش ليصير النص كما هو مطبوع بين أيديكم فلهم جزيل شكري وكامل عرفاني .
وثالثا سأواصل وكمقدمة لمداخلتي القصيرة هذه باستعراض نصين قصيرين قصيرين لوالتر بنيامين من كتاب "شارع ذو اتجاه واحد" المقطع الأول عنونه بمحطة بنزين يقول فيه:
بناء الحياة في الحاضر خاضع لسطوة الحقائق أكثر بكثير من المعتقدات... في هذه الظروف، لا يمكن للنشاط الأدبي الحقيقي أن يطمح إلى أن يجريَ داخل إطار أدبي فذلك، على العكس، هو التعبير المألوف عن عقمه. والفاعلية الأدبيّة كي تكون ملحوظة، لا يمكن أن تولد إلا من تبادل صارم بين الفعل والكتابة.
والثاني عنونه بـ"الرقم 113"
وقدّم له ب: الساعات التي تخبئ الهيئة والشكل انصرمت داخل منزل الأحلام وفيه.
ويقول فيه:
"... ذات ليلة من ليالي اليأس رأيتني في الحلم أجدّد باندفاع صداقتي وأخوّتي مع أوّل رفيق لي من سنوات المدرسة، لم أكن قد رأيته منذ عقود ولم أتذكره إلاّ بالكاد، حتى في تلك اللحظة. لكنّني حين استيقظت رأيت بوضوح: فما كشف عنه اليأس، من انفجار، كان جثّة ذلك المخلوق الذي كان قد دُفن في أساس الجدار ليضع في ذهننا أنّ من يسكن هنا الآن لا يشبهه في شيء".
ربما أن هذين المقطعين القصيرين هما خير مدخل للولوج لعوالم ورقات من دفاتر ناظم العربي ليس من أجل فهم النص فأنا لا أبحث كثيرا على أن يكون نصّي مفهوما بل كل غايتي أن يدفع نصّي لتفجير القناعات الراسخة المعطِّنة إن صحت العبارة هذه القناعات التي صارت لدى كثيرين بمثابة الحقائق. والحقيقة أن ليست هناك من قناعات يمكن أن تكون راسخة وتوطَّن.
ليست هناك من قناعات دائمة لا تتغير ولا تبلى.
أيضا القناعات تموت وحين تموت فأجمل ما يمكن أن نقوم به تجاهها هو أن ندفنها بما يليق بها ... وما يليق بها هو شاعرية الفعل الإنساني تجاه نفسه... أي شاعرية الكائن المدرك لمعنى الآن وهنا. الكائن الذي يتخطّى يتغيّر ويغيّر يتدبّر يعمل يحلم... يتجدد مع كل فجر يشرق وكل شمس تبزغ...
الحقيقة هي وحدها التي لا تتغيّر إنها كالصورة الصورة الشمسية.
الحقيقة بنت لحظتها. كما الصورة الشمسية بنت لحظتها. فاضحة كاشفة لا يمكن إخفاء تفاصيلها. صورة تورط من يظهر فيها... وبعبارة أخرى تسجل حدثا يظهر فيه فاعلوه عراة إلا من حقيقتهم.
الحقيقة إن هذا الشغف مني بالصورة يعود لكتاب ومقال اطلعت
عليهما وتمكّنا مني وغيرا كل قناعاتي المتصلة بالفن والجماليات عموما. الكتاب هو كتاب حياة الصورة وموتها لريجيس دوبرييه والمقالة هي مقالة Petite histoire de la photographie لوالتر بنيامين وهي مقالة غير معروفة وربما منسية ولم أعثر على ترجمتها العربية.
قلت الكتاب والمقالة غيرا من قناعاتي المتصلة بالكتابة وبالفن والجماليات عموما ولم أبين كيف؟
فكيف غيرا؟
لقد نقلاني من عالم رولان بارت ومن ماركسيته التأسيسية وتفكيكيته غير الواضحة
ومن واقعية جورج أمادو ومن جماليات حنا مينا وجبرا إبراهيم جبرا ومن غرائبية غارسيا ماركيز إلى عالم آخر عالم نص عصيّ عن التصنيف. عالم لا يخضع فيه النصّ لا للتصنيف ولا لقواعد الجنس ولا لأية قاعدة. وتصير الكتابة فيه تعرية جمالية للعالم بحثا عن الحقيقة. والفكرة هنا للصديق فهمي البلطي اقتطفتها من نصّ قصير له منشور على صفحته في فايس بوك يقول فيه ... الذي يهم أساسا هو الحقيقيّة نفسها. والحقيقيّة هنا لا تعني أن نأخذ العالم كما هو، بل تعني شيئا آخر:.. أن نعرّي هذه المظالم وهذه العاهات بأكثر ما يمكن من دقّة، أحيانا بأكثر ما يمكن من سخرية أو من غضب وبأكثر ما يمكن من جمال، بما في ذلك جمال القبح نفسه، ومن ثمّة الذّهاب بذلك كلّه إلى حقل المقاومة... العالم هكذا، إنّه شديد القسوة، يجب تعريته وفرز الرّفاق داخله وحوله وبين طيّاته. الرّفاق، سواء كانوا آدميّين من لحم ودم، أو كانوا كتبا وأشجارا وقططا بريّة.
بكل امتلاء بهذه الأفكار كتبت وكان ورقات من دفاتر ناظم العربي نصّا حارقا مختلفا منفجرا. وربما هي المرة الأولى التي لا أعيش فيها تعتريني دائما حالما يخرج الكتاب من المطبعة في جميع الكتب التي كتبت أو المقالات التي نشرت في موقعي بمنصة الحوار المتمدن.
ورقات هذا نصّ لا هو بالسيرة ولا بالرواية ولا بالقصة ولا بالشهادة إنه بكل بساطة حكاية لا تدخل تحت سلطة أي جنس من هذه الأجناس الأدبية ولا يسلّم بأن يرى في غير مرآة الكتابة ككل. إنه نوع من الكتابة المتمردة المتشظية المتفجرة التي تأبى وترفض كل تصنيف...
النص يتضمّن خطا سرديا يكتب الحدث كتابة أشبه ما تكون بفعل الكاميرا التي تصور من زوايا متعددة. خط رأس ماله الحدث المشهد وتعنيه اللقطة والصورة لا بطل فيه فالحدث هو البطل والاسم صار حكاية. فناظم حكاية وخنتوش المرعي حكاية وسي بوراوي الوكيل ومنصور وسي بكار والمنوبي الطبي والسكيزو والأناركي كلهم حكاية وحكايات ونبيهة أيضا حكاية في الحكاية كلها.
هو أيضا لا يمزج بين الأجناس. الخطاب فيه أعمق من المكتوب.
الحوار فيه ينقطع ليتواصل في خلد من يقرأ. القصّ إِلْتِوائي قد يحسب البعض أنه لا ينتج غير فراغ سردي ولكن هو في الحقيقة يترك السرد للصورة وليس للحرف، للحدث وليس للبطل. يجعل القارئ منفعلا فاعلا يقرأ وفي نفس الوقت يكتب نصه الخاص أو في أدنى الحالات يفكّر فيه فينسحب من دنيا قَصَصِ الأبطال ومن مساحة التشويق أو الغرائبية إلى مساحة الشغف.
إنه النصّ الذي يحرّض على القراءة يحرّض على الكتابة بوصفهما ليسا عمل مختصين ...إنه بصريح العبارة يقول: ليكتف أو فليقنَع المختصون بالنقد والمتابعة...
ورقات من دفاتر ناظم العربي نص كما قال عنه محمد الهادي الوسلاتي في مقال منشور بجريدة الشعب.
نص مكتوب تحت القنابل المسيلة للدموع... نص يبتسم بشق الأنفس حتى تستقيم أجنحة الحياة ...كل شخصياته مقلوعة من النظام الصارم...
حكاية بلا لحم ولا دهون لأن الراوي... سلخ جلدها وأكل لحمها.
وكما كتب عنه الصديق حسين الحامدي.
...البعض من مقاطع هذا النصّ مدهشة في بنائها وفي لغتها وفي مضمونها: دفق من لغة هادرة ومن مشاعر جياشة متمردة ومن أفكار عميقة تستدعي التدبّر. هذه المقاطع تشد القارئ وتأسره فعلا.
وكما غاص في أعماق جمله ومعانيه السيد محمد شقراوي في مقال عميق باللغة الفرنسية هذه بعض مقاطع مترجمة منه:
يقول في مقطع أول.
في هذا العمل ... المتمرد عن كل شكل من أشكال الثبات العام، يمنح المؤلف نفسه بطريقة حاسمة للغاية كل الوسائل لافتراض نزاع مفتوح بشكل مفرط (إيديولوجي، سياسي، أخلاقي) لما كان غير فعال في تاريخ تونس
ويضيف.
أحد مصادر الابهار في هذا العمل هو الإشارة لـ (هوميروس، درويش، بابلو نيرودا، كافكا، سيزيف، إسخيلوس، ياسمينة خضرة، غرامشي، سبارتاكوس، عبد الرحمن الكافي، إلخ.) التي يعمد إليها المؤلف من أجل تطوير التأمل وهي استعارة، تتغذى على ثقافة نظرية وفلسفية ذات ثراء استثنائي.
ويواصل.
في كتاب "ورقات من دفاتر ناظم العربي" يطور كلّ من الراوي والشخصيات العديد من الأفكار حول اللغة... والمآلات الثورية هنا وهناك في العالم المعاصر. كما يوجهون انتباه القارئ نحو مناطق التداخل بين الموضوعي والذاتي... نحو قدرات الذات الجماعية على خلق الحدث الثوري، نحو الذاكرة كوسيلة متحركة لإنجازات الحرية، نحو التعبير عن الحرية والإبداع الجماعي الذي هو الحركة الثورية.
أخير النص أصدقائي مكتوب لكم للاحتفال بكم ومعكم وهو بصورة ما يتحدّث عنكم وعما جرى ويجري وكنا جميعا فاعلين فيه وشهودا عليه أو ربما ضحاياه. إنه في الأخير نصكم فاقرؤوه ثم أعملوا فيه سيوف النقد فهو لا يحيا إلا تحت وابل قنابلكم.
ويبقى أن يفتح السينمائيون والمسرحيون عيونهم ليروه.
02 سبتمبر 2022



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة تحت القنابل المسيلة للدموع: تقديم كتاب ورقات من دفات ...
- حبيب الهمامي يكتب عن نص -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الكتاب ...
- البِرْكَة لا تستحق حجرا لتحريكها بقدر ما تستحق أحجارا ورملا ...
- نص قصير من كتاب: -ورقات من دفاتر ناظم العربي الكتاب الأول ...
- تونس: من أجل مؤتمر للمقاومة ينجزه كل الذين يلتقون على مهمة ا ...
- تونس: حول الموقف من إضراب 16 جوان 2022
- تونس: مأزق قيس سعيد: قطع رقبة البيروقراطية النقابية أم التنا ...
- تونس: بعض كلام وليس كله بمناسبة انعقاد مؤتمر الجامعة النقابي ...
- تونس: لوبيات الفساد في وزارة التربية وفي غرفة صانعي الكتاب
- الماكينة الصدئة
- تونس: العصفور النادر الذي سقط في 25 جويلية 2021 في قفص شق ال ...
- سياسة الالهاء والدولة من جهاز قمع إلى جهاز لتحقيق أهداف الثو ...
- تونس المبادرة الديمقراطية مواطنون ضد الانقلاب أو صيحة المذ ...
- نهاية قيس سعيد
- 17 ديسمبر لا يحتاج دفاع الخردة السياسية والنقابية ومن استبدل ...
- أقوال - ناظم الحصري- عن الحكاية وأصل الحكاية
- يسار يمين حركات اجتماعية!!!
- حركة النهضة تناور من جديد وتصعّد ضد قيس سعيد
- معركة -شغل حرية كرامة- مازالت مهمة للتنفيذ
- 17 ديسمبر كان أمضى على موت -التجمع- فهل يكون عهد قيس سعيد اي ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير الحامدي - مداخلتي في ندوة تقديم كتاب -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الكتاب الأول- التي قدمت في دار الثقافة ابن رشيق بتونس يوم 02 سبتمبر 2022