أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج13














المزيد.....

نظرة الى الامام مذكرات ج13


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7368 - 2022 / 9 / 11 - 15:28
المحور: الادب والفن
    


مقهى في ام البروم (ا)
مغامرة ان تفتح كوة في قلعة الذاكرة ... انها رحلة هاجرة ...السنة حوالي 1965 الميدان ساحة ام البروم ...تلك المقهى ستقصدها يوميا مع ابيك او تلتحق به مع اخيك ... ليست مثل مقاهي هذه الايام ...صايات الدومينو لا تخلف صداعا وهم يصفقونها على المناضد بين التخوت الخشبية التي صفت عليه حصران من البردي...امتار فتستدير فخطوات فتكون امام الباب الخشبي الثقيل الخلفي لملهى حمورابي حيث يستقر شاب صامت عشريني بدشداشة ناصعة , مطرقا ..وربما ظهر بين فخذيه ما يستقطب الصغار والمتطفلين تتقدم قليلا يسارك بك الملهى , مغلق نهارا وفي الليل يحرسه انضباط عسكري , وامامك سينما الكرنك ...
قصاب يوم العيد لاول مرة يرتاد المقهى وهوغير متقلد مديته بحزام جلدي عريض (هم يسمحون لنا نحمل السكين .. يقول ).. بعدما خسر في داس الدومينو, اخذ يعول كمن مر بخسارة فادحة , اهي ثمن اربع استكانات شاي او لتصور نفسه غير قابل للخسارة ؟!!.
اخذ طفلين قريبا من فلكة الساحة وجلس القرفصاء قرب كومة حصى , واراهم حجرا كريما له خمسة وجوه ولكل وجه صورة ما , لامعة ... حين رآهم منبهرين ازاح الدشداشة عن فخذيه فلمحوا شيئا مخيفا بين فخذيه فلاذا بالفرار .
تخطى المائة عاما وظهرت له اسنان لبنية .. لحية كثة ووقار .. يحدث بقصص نادرة عن التراث فيسحر الجلاس...قيل هو واحد من خمسة سحرة حكمهم نوري السعيد بالاعدام .. في تلك الليلة الباردة بعد المنتصف طلب السيد بريمز من صاحب المقهى ابو فلاح .. وضع طاوة على ناره المستعرة وترك فيها مادة اضاف شيئا لها فانصهرت فسكبها في قالب فاذا هي مصباح ذهب ... قيل قصد به للكويت ليبيعه .
في 1969 كنت مع الحشود ضحى لاشاهد الجثث المعلقة في ساحة ام البروم ليهود اتهموا بالتجسس منهم جمال صبيح الحكيم – و عزرا ناجي زلخة تاجر لأدوات منزلية ..كان ذلك اول صورة اشاهدها للمشنقة ... تكررت الرؤيا في عام 974 بسجن البصرة فعند مغادرتي صديقي المعتقل الكعبي رايت غرفة مغلقة مغبرة فنفذت من ثقب ورايتها فكتبت (الفتى اذ رأى
من الثقب صمتا ومشنقة وغبار
قال ).. ومن المصادفة ان اتواجد في غرف الاعدام بالرضوانية بعد ذلك بسنوات .لم يشكل الموت هاجسا يقلقني .. لا ادري كيف تصورت الانسان منذ الصغر مثل نملة قابلة للسحق باية لحظة .لهذا حين حاول احد اصدقائي بعمر مبكر ان يداري ليبلغني بموت جدتي وجدني لست مكترثا وحدث لحظتها ما اضحكنا .
لا يمكن ان يحصى عدد المرات التي ينجو فيها الانسان من الموت او يحاول . اما ميتافيزيقيا فقد وضعتني الآية (رحمة الله التي وسعت كل شيء) في موضع الاطمئنان .لم يتمكن مني الموت وانا اطوف منفردا في قرى بامرني في شمال العراق ضمن فوج الكمدوز او لحظة القصف ليلا في بهمشير جنوب ايران -عبادان حيث اصبت اصابة بالغة بالكاحل .. نجوت من حملة الاعتقالات المسعورة في 979..واثر الانتفاضة 990 أكتفوا بعد عام عليها بزجي في الرضوانية لمدة سنة ...الموت لصيقك يترصدك .. قوة في نومك وصحتك تضحك في سرها من غفلتك ... وظللت اتذكر الجثث المعلقة بالحبال كلما مررت على الكنيست الذي اغلق اثر اعدام اليهود لانه كما قيل ضم جهاز تخابر مع الخارج.وهو لا يبعد كثيرا عن ضفة شط العرب ..كان حزب البعث قد نجح بالانقلاب واستولى ... وصوت دلال شمالي يدوي بكل شبر (من قاسيون اطل يا وطني .. ارى بغداد تعانق السحبا .. )...
في تلك المرحلة امر الوزير صالح مهدي عماش بان يقص او يصبغ كل ثوب لفتاة ترتدي المنجوب -وهو تنورة بالغة القصر- .. اثارت الحملة ضجة بين مادح وقادح فقد نشرت اهزوجة لعالم بصري في كتيب (وترتدي فوق الركب ... كمن تريد تعبرن شط العرب ..).
فيما احتج الجواهري من براغ 1970بقصيدة بعثها لصديقه الفريق عماش وزير الداخلية حينها - الذي اجاب عليها مجاريا فيما بعد - .
( رسالة مملحة :
وتقيس بالأفتار أردية بحجة أن تنافا
ماذا تنافي بل وماذا ثم من خلق ينافا
أترى العفاف مقاس أقمشة ، ظلمت اذن العفافا
هو في الضمائر لاتخاف ، ولاتقص ، ولاتكافا
من لم يخف عقب الضمير فمن سواه لن يخافا)
مرت فتاة غاية الرشاقة والبياض على المقهى , واثقة تماما ... كانت تتلفع بعباءة سوداء بارقة .. فلما جاورت المقهى افرجت عن العباءة فظهر المنجوب واشتعل الجو .. تنمرا ودهشة لكن العامل في مطعم ابو ستار -الذي كان يصيح وسط المطعم - استقل دراجته الهوائية وجرى يلاحقها .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار الطبيب
- قدح شاي
- ( خيمة الحركة ) قصيدة
- نهاية فاجعة لشاشة سينما محمود البريكان
- من شظايا الزجاج
- 3 قصائدوجوم
- فناجين قهوة من الورق المقوى
- مأتم وسوق
- الصيد( بيك اخطيتك )
- قصيدتان:التلال المستطرقة والقديس
- (ليقنعها بالزواج باحدهم ) قصة
- غربال ( قصيدتان )
- نظرة الى الامام مذكرات ج12
- اخيرا تفتت الوحدة
- الشاي و منديل ابو الحيلين قصة قصيرة
- العريف حمة
- اغتصاب الموتى وقصائد اخرى
- البريكان (مجهر على الاسرار وجذور الريادة ) ج6
- ثمل ليلة الانتخابات
- مقابر البصرة قصيدة


المزيد.....




- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...
- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج13