أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الوطنية -1-














المزيد.....

الوطنية -1-


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7365 - 2022 / 9 / 8 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1
الوطنية

طبيعي أن يشغل المهاجر نفسه بمسألة الإنتماء الوطني ، فكثيرون منهم لا يعترفون بأنهم موضوعيا ينتمون إلى وطن غير وطنهم الأصلي . أسارع إلى القول هنا بأني لا أدّعي من الأهلية ما يخولني اقتراح بحث عن الوطنية يتضمن المعايير التي يتوجب توافرها بالإنسان الوطني . فما أنا بصدده هنا لا يعدو تفكرا في المسألة الوطنية انطلاقا من تجربة الهجرة من البلاد الأصلية و الإقامة الدائمة في غيرها .
يعتقد المهاجر عادة أو في أغلب الأحيان أن غيابه مؤقت ، أو بالأحرى كان يعتقد ذلك قبل سنوات 1970 في البلاد العربية ، أي قبل أن تتعرض هذه الأخيرة في شهر حزيران 1967 لعدوان اسرائيلي مدبّر ، أسفر عن هزيمة وطنية ماحقة حلت بها و كشف في الوقت نفسه على الأقل في أوساط قطاع واسع من الجماهير الشعبية ، عن أن مرجع الإنتماء الوطني كان مايزال لديها ، إلى " الشخص " الرئيس أو القائد ، الذي يعد بالنصر سواء كان مهزوما أو لم يُهزم بعد . يرتع الناس في حالة أنتظار مديدة لا يعرف في الحقيقة متى بدأت .
لست هنا في معرض مداورة اسباب الهزيمة و نتائجها في الذهن ، لذا أقتضب فاقول أن الرئيس مالبث أن استعاد و عيه بعد الصدمة التي تلقاها و أحكم قبضته على زمام الأموربمساعدة عوامل كثيرة ، بعضها داخلي تمثل بشكل رئيس ، بدعم من الحركات الدينية ـ السياسية ، بالإضافة إلى عوامل خارجية مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ، أخذت شكل و ساطات و مشاريع تسوية .فما أود قوله هو أن الهزيمة التي صدّعت دعائم ركائز الأوطان بالمعنى الواسع للوطن ، موطنا آمنا و عيشا مشتركا و انتاجا أقتصاديا و ثقافة ، حاضرا و مستقبلا ، لم تواجه بردة فعل المواطنين دفاعا عن هذا الوطن بدءا من محاسبة المسؤولين عن الكارثة ثم البحث عن الأساليب و الوسائل الكفيلة بأخراجهم من المأزق الخانق .
لا نجازف بالكلام أنه جرى على مدى عقود من الزمن ، وأد الوطنية أو قمعها أو نفيها أو إغراءها أوإغواءها . أنعكس ذلك من و جهة نظري بهجرة مطردة و متزايدة ، لمن أستطاع إليها سبيلا ، بحثا عن وطن . الناس العاديون الطيبون ، يختارون العيش في وطن ، عندما يكون الإختيار ممكنا .
مجمل القول أن الإقامة في بلاد غير البلاد الأصلية ، هي هجرة بحثا عن و طن ، و تعبيرا عن حاجة أنسانية لدى الشخص ، لأن يحيا مواطنا . ينبني عليه أن الإنتماء الوطني هو حق للإنسان ، يشمل حقه في الهجرة من بلاده الأصلية عندما تفتقد فيها شروط العيش الوطنية ، و حقه أيضا في الإسيتطان حيث يقبل انتماؤه إلى وطن .
بكلام أكثر صراحة ووضوحا ، تعاني المجتمعات في بلدان مثل لبنان منذ خمسين عاما تقريبا ، من هجرة تختلف جوهريا عن تلك التي دفعت الكثيرين في مطلع القرن الماضي إلى الهرب من الطغيان والجوع . فنحن حيال " هجرة و طنية " إذا جاز التعبير ، أو بالأحرى حيال عملية نفي تقوم بها سلطات تمسك بزمام الحكم بوكالة غربية أستعمارية من أجل منع قيام دولة و طنية حقيقية .
لا أظن أننا بحاجة إلى أدلة و براهين على الدور الشرطي القمعي الذي تمارسه سلطة الدولة ، ليس في لبنان و حسب ، و أنما في غيره أيضا من أقاليم القطاع الممتد من مدينة البصرة شرقا إلى مدينة طنجة غربا ، ضد الوعي الشعبي بضرورة المشروع الوطني .
فمن البديهي أن العيش المفيد لا يتحقق إلا في أطار المجتمع الوطني المنتظم في سيرورة العيش المشترك . علما أن المقصود هنا بالمفيد هو المُنتِج إجتماعيا لعناصر أستمرارية الوجود المادي و الثقافي و هذا يختصر من وجهة نظري ، مفهومية الوطن بما هو حقل العمل الوطني للفرد بما هو عضو في الجماعة الوطنية .
و لكن من نافلة القول ان ما تقدم ليس دعوة إلى" الهجرة الوطنية " ، فهذا ليس منطقيا ، بل هو على العكس من ذلك تماما ، فالعيش المفيد يكون من خلال التحلي بالوطنية ، في كل مكان .هنا ينهض السؤال عن السلوك الوطني حيث يكون هذا الأخير محظورا و جريمة يطاله القانون . لبنان نموذجا .





#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدق أو لا تصدق ، زابوريجيا و إيضاحات الوزير الأميركي
- الدولة و الوطن
- الهلال الناري بين أوكرانيا و قطاع غزة
- مقابر و منازل (2)
- مقابر و منازل -1-
- الوقت المقتطع
- التطبع و التطبيع -7-
- عن الفكر و الموقف في السياسة في حكم العراق و بلاد الشام .
- كيف أخْتلقَ - الشعب الإسلامي - فرنسا نموذجا
- فرقعة في أوكرانيا و أرق و جوع و عطش وظلام في الشرق الأوسط
- الحائط المسدود ، الدولة اللاوطنية (2)
- الإعصار
- نكران الوطن
- الولايات المتحدة و سياسة السّلب والتسليح و التدمير و التعمير
- عن الوباء السابق و الحالي و القادم
- عن الدين و الدولة ـ 2 ـ
- ملحوظات على شاطئ النورماندي
- العنف غير المتماثل
- الدولة اللاوطنية
- عن الدين و السياسة


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الوطنية -1-