أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - ملحوظات على شاطئ النورماندي














المزيد.....

ملحوظات على شاطئ النورماندي


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7254 - 2022 / 5 / 20 - 23:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف أن شواطئ النورماندي في شمال فرنسا،شهدت في نهاية الحرب العالمية الثانية
(6 حزيران . 1944 ) تطورا هاما في سياق هذه الحرب تمثلت أساسا بدخول الولايات المتحدة الأميركية ساحة المعارك في اوروبا بوسائلها واساليبها العسكرية ، تحت عنوان عملية Overlord ،التي تسلّمت قيادتها بالتنسيق مع البريطانيين .

تجدر الإشارة إلى أن الإستعدادات لعملية الإنزال على الشواطئ الشمالية الفرنسية ، جرت توازيا مع المعارك الطاحنة التي كانت تجري على الجبهة الشرقية بدءا من سنة 1941 ، بعد مضي سنة على توقيع اتفاقية الهدنة بين فرنسا و ألمانيا (1940) ، بين المقاومة الروسية من جهة و قوات الغزو الاألمانية ، في إطار عملية سميت "بربوروسا " أطلقها الزعيم الألماني ، هتلر ،الذي كان مقتنعا على الأرجح ، بأن إلغاء الكينونة الأوراسية يتطلب السيطرة على ثرواتها الطبيعية و مقوماتها الإقتصادية ، هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن اسقاط الشيوعية يمثل شرطا لازما لسيادة النازية في أوروبا .

و لكن جرت الرياح بغير ماكان يشتهي ، فلقد تمكن الروس في سنة 1942 من صد هجوم قواته أمام مدينة موسكو ، حيث مثل ذلك أول مسمار في نعش النازية . يحسن التذكير في هنا ن بأن أكبر معارك الحرب العالمية الثانية دارت على الجبهة الشرقية بين الجيش الأحمر من جهة و القوات النازية من جهة ثانية ، و بأن 80 % من الخسائر التي تكبدتها هذه الأخيرة خلال سنوات 1941 – 1945 وقعت على هذه الجبهة ، الأمر الذي يدحض منطقيا الدعاية "الهوليودية" الأميركية الهادفة لمحو التمييز الإيديولوجي بين الشيوعية و النازية مقابل المبالغة في تضخيم و تعظيم الدور الذي كان للولايات المتحدة في هزيمة المانية النازية و إخفاء دور الإتحاد السوفياتي و التضحيات التي قدمها الوطنيون الروس دفاعا عن بلادهم .

هذا معطى تاريخي مثبت . و لكن من البديهي أنه لا يُنقص من تضحيات الجنود الأميركيين و الإنكليز و الفرنسيين و غيرهم الذين شاركوا في سنة 1944 في الإنزال على الشواطئ الفرنسية ، حيث ما تزال بصماتهم ظاهرة عليها ، متاحف تروى فيها الملاحم القتالية ، وإنشاءات عسكرية مذهلة ، و بقايا من الأسلحة التي استخدمها آنذاك المتحاربون . مهما يكن تستوقف المرء ، و تسائله ، و تُحيّره ، المقابر العسكرية الواسعة (مساحة المقبرة الأميركية تساوي 70 هكتارا أي 700 دونم ) ، الأميركية و الإنكليزية و الألمانية ، المزروعة بشواهد القبور والنصب ، تذكيرا باسماء القتلى و أعمارهم و تاريخ استشهادهم . تأخذك القشعريرة و انت تتجول في ممرات طويلة (فقد الأميركيون على سبيل المثال ، 33 الف جندي ) .و لكن ما يثير الدهشة هو الإستغلال لذكرى هؤلاء الجنود ، الذي لم يتطوعوا في غالبيتهم للقتال ، و لم يكونوا مناضلين في سبيل قضية ، و أنما نفذوا اوامر قادتهم العسكريين .هذا لم يمنع حكام بلدانهم من الإدعاء بانهم شهود على مزايا نظامهم الفكري و السياسي ، بما هو ضمانه للعدل و الديمقراطية و الحرية على الصعيد العالمي ، بالإضافة إلى الدفاع عن حقوق الإنسان .

و لكنك تعلم جيدا أن الحقيقة التي يحجبها النصب التذكاري هي في معظم الأحيان عكس الرسالة المراد إيصالها بواسطة براعة العمارة و جمال الحديقة و تنميق كلام الجدرانيات.



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف غير المتماثل
- الدولة اللاوطنية
- عن الدين و السياسة
- في مرحلة تفكيك الدولة !
- حروب الاطلسي في دول العروبة !
- الحروب الغشومة
- الحرب العبثية
- في خضم - صدام الحضارات -
- الحرب في أوكرانيا : حدودية أم وجودية ؟
- عصر الحجر
- السلاح النووي و الإعلام المانستريم و تصادم الحضارات في أوكرا ...
- القرابات الروسية و القرابات السورية
- الحرب ووباء الكوفيد و الثورات الملونة !
- الوجه الفلسطيني لحرب التحرير الجزائرية
- ثبات المسافة بين المركز و الأطراف !
- ملحوظات حول المسألة الوطنية !
- سقوط مشروع الدولة الوطنية : لبنان نموذجا
- سقوط مشروع الدولة الوطنية العمالية ! (1)
- سقوط الدولة في لبنان
- مقاربات مجردة (5)


المزيد.....




- ترامب يؤكد رغبة حماس في هدنة بغزة ويعلن إرسال أسلحة دفاعية ل ...
- -شهر واحد لتدمير كل شيء-.. ما العملية الأوكرانية السرية لإبا ...
- ليبيا - بنغازي: ماذا وراء استقبال المشير الليبي خليفة حفتر و ...
- هل التقى الرئيس السوري فعلاً بنتنياهو؟
- موريتانيا: خطوة مفاجئة من حزب تواصل قبل الحوار الوطني المرتق ...
- الحوثيون يعلنون غرق ناقلة بضائع عقب هجومهم عليها قبالة اليمن ...
- نتنياهو يسلم ترامب رسالة ترشيحه لجائزة نوبل ويؤكد: نعمل مع و ...
- تلغراف: مركز أبحاث بلير عمل على خطة -ريفييرا ترامب- لغزة
- خبير عسكري: المقاومة تعتمد خططا محكمة وتتفوق بهندسة الواقع ا ...
- عاجل | نتنياهو: التقيت وزير الخارجية روبيو وأجريت معه محادثة ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - ملحوظات على شاطئ النورماندي