أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - سقوط مشروع الدولة الوطنية العمالية ! (1)














المزيد.....

سقوط مشروع الدولة الوطنية العمالية ! (1)


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7149 - 2022 / 1 / 30 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا جدال في أن متغيرات و متبدلات كثيرة طرأت خلال العقود الزمنية الخمسة الماضية على المجتمع في البلدان الصناعية المتطورة ، لعل أبرزها كان ضمور الطبقة العمالية نتيجة التقدم الكبير و المتواصل في حقول علمية مثل المكننة و المعلوماتية ، الأمر الذي شجّع على تقليص الحاجة إلى اليد العاملة من جهة و على نقل المصانع إلى بلدان متأخرة حيث لا تراعى حقوق العمال فضلا عن توافر اليد العاملة الرخيصة فيها من جهة ثانية

نجم عن ذلك تراجع دور الحركة العمالية ، نقابيا و حزبيا ، في البلدان المذكورة ، في المجالين السياسي و الإجتماعي ، دليلا على أن تشارك العمال في المصنع قرّب فيما بينهم استنادا إلى إدراكهم بأنهم يتقاسمون نفس المصلحة و المصير . لا بد هنا من التنويه بالعناصر المتنورة التي ساهمت في تنمية وعي العمال و أقنعتهم بضرورة الإنتظام في النقابة العمالية و الحزب السياسي العمالي .

ما حملني في الوقع على وضع هذه التوطئة هو التذكير بان الكثيرين من العمال فقدوا البوصلة إذا جاز التعبير ،بعد أن نُقل المصنع إلى مكان آخر ، طلبا لتخفيض كلفة إنتاج السلعة ، فصاروا عاطلين عن العمل .حيث من المعلوم أن تأثيرالحصول على راتب، أي معاش ، من عدمه ، مختلف جدا على سلوك المرء ، مثلما أن التصرف الفردي يعكس ذهنية غير التي يعبر عنها التحرك الجماعي .

مجمل القول أن الحركة العمالية في البلدان الصناعية المتطورة فقدت بوجه عام ، الكثير من قدرتها على ممارسة دور فاعل في تقريروتوجيه السياسة الوطنية في بلادها ، و ان العاطلين عن العمل خرجوا من النقابات و من الأحزاب العمالية و تفرقوا فضلَّ بعضهم وانضموا إلى حركات سياسية متطرفة تنشط في خدمة رأسمال الذي أقفل المصانع و شرد عمالها . بكلام آخر أفشل الراسمال الليبرالي اللاوطني ، المشروع العمالي في البلاد المتطورة .

أما كيف استطاع رأسمال تحقيق مبتغاه ضد الطبقة العمالية ؟ فالإجابة على هذا السؤال تتطلب تفاصيل كثيرة ليست موضوع هذا البحث , لذا أقتضب فأقول أن العامل الرئيس الذي مكن رأس المال من أن يتغلب على الطبقة العاملة الوطنية ، كان من وجهة نظري الإستغناء عنها و استبدالها بطبقة عاملة مطواعة رخيصة في بلدان فقيرة ومتأخرة. ( حيث أن إجرة العامل هي دون التعويض الذي يتلقاه العاطل عن العمل في البلاد المتطورة ) . تحسن الملاحظة في هذا السياق أن الرأسمال استطاع امتلاك الكثير من وسائل الوقاية من "الحريق " الثوري العمالي ، فلقد قدم ماديا " راتب حد أدني" للعاطل عن العمل ، ضمانة صحية مجانية ، تعويضات عائلية ، تعليم مجاني ، توفير سكن بالإضافة إلى مشاريع تأهيل مهني . ناهيك عن امتلاكه أداة قمعية فعّالة عن طريق استخدامها بحرفية عالية .

لا بد في الختام من أن نلفت النظرإلى أن دور الإعلام كان هاما في تضليل الجماهير العمالية في البلاد المتطورة تحت عنوانين كبيرين :
1ـ مسؤولية المهاجرين عن مضاعفة أعداد العاطلين عن العمل و خطرهم على الهوية القومية
2ـ انخراط الدولة " مضطرة " في حروب خارجية دفاعا عن استقلال البلاد خصوصا و عن الحضارة الغربية عموما .
( يتبع سقوط مشروع الدولة الوطنية : لبنان نموذجا )



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الدولة في لبنان
- مقاربات مجردة (5)
- مقاربات مجردة (4)
- مقاربات مجردة (3)
- مقاربات مجردة (2)
- مقاربات مجرّدة -1-
- المسألة الكوفيدية و المسألة الفلسطينية
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات -3-
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات -2-
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات
- التطبع و التطبيع (5)
- التطبّع و التطبيع (4)
- التطبع و التطبيع (3)
- التطبّع و لبتطبيع (2)
- تطبُّع أم تطبيع
- المرصد اللبناني : الأجواء رصاصية !
- الدولة غير المرئية او الممحية !
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (4)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (3)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (2)


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - سقوط مشروع الدولة الوطنية العمالية ! (1)