أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - العنف غير المتماثل














المزيد.....

العنف غير المتماثل


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7249 - 2022 / 5 / 15 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيرورة العنفية الإلغائية نفسها تتبعها على السواء ، بالتضامن و التكافل ، الدول الغربية الكاسرة ضد الدول الضعيفة و حكومات النظام الرأسمالي الليبرالي ضد الطبقات الشعبية الفقيرة وجماعات المهاجرين والنازحين ،و كذلك نظم الحكم اللاوطنية في البلدان المتخلفة ضد الحركات الوطنية . أما الغاية منها فهي قتل الآخر المطلوب محوه أو إسكاته و منعه عن الفعل ، بعد أن يتم التحضير لذلك بإيهام الدهماء بواسطة التلفيق الإعلامي و التشويه الدعائي و أحيانا التعاويذ أيضا ، أن الشر والضرر هما في طبيعة هذا الآخر " المختلف عنا " و بالتالي لا بد من حصاره حتى يُهزّله الجوع و من تجريده من السلاح حتى يسهل قنصه كما تصاد الحيوانات . يحسن التذكير هنا بأن الولايات المتحدة الأميركية فرضت على العراق حصارا عسكريا و اقتصاديا خانقا على مدى عقد و نيف من الزمن ، عملت أثناءه على نزع السلاح ، تمهيدا لغزوه و احتلاله و تدميره و تفكيكه في سنة 2003 .
يستند هذا كله ، ضمنيا ، على تمييز و فرز الجماعة المستهدفة بالتصفية عن الجموع المُراد تأليبها و تحريضها ضدها . أي أننا في أغلب الأحيان حيال سيرورة إبعاد أو فصل و عزل ، جماعية ، على أساس خطة موضوعة مسبقا ، وتحت إشراف قيادة تبتغي تحقيق رغبات لا يعرفها بالضرورة زعماء الدهماء الذين يرتكبون المذابح امتثالا لأوامرها . إن المجرمين الحقيقيين في قضية إحراق المدينتين اليابانيتين ، هوريشيما و نكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية ، بواسطة السلاح النووي ، هم الرئيس الأميركي ومستشاريه ، وليس قائد الطائرة الذي ألقى القنابل على المدينتين المذكورتين . من نافلة القول أن ما أرادت القيادة الأميركية آنذاك تحقيقه ليس هدفا عسكريا ميدانيا ، و إنما هو ابلاغ دول العالم أنها الدولة الأٌقوى .
مهما يكن فإن السؤال الأساس يتعلق بمعرفة القادرين على ممارسة العنف غير المتماثل بحسب المصطلح الدال على مواجهة غير متكافئة بين مهاجم مدجج بالسلاح من جهة و مهجوم عليه أعزل أو شبه أعزل قياسا على ما يمتلكه الأول من سلاح من جهة ثانية ، ما يجعل نتائجها منطقيا ، محسومة سلفا كما لو انها " رحلة صيد " ، الأمر الذي يثير الحيرة حول مبرراتها وأهدافها المعلنة و المضمرة . زعمت وسائل الإعلام و الدعاية الغربية أن الدولة العراقية وقعت في قبضة حاكم غشيم ، يدعم الإرهاب و يهدد العالم بسلاح نووي ، و لكن الحقيقة التي تكشفت بعد الحرب ، أن الولايات المتحدة تريد نفط العراق ،و منع قيام دولة وطنية فيه لتوافر المقومات التي تتيح لها بأن تصير دولة إقليمية مؤثرة .
الجدير بالإشارة في هذا الصدد أن ممارسة العنف غير المتماثل فعليا ، ليست في متناول أية دولة ، بل هي حكر على ما يسمى الدول القطبية و لكن هذه الأخيرة تمنح إذا اقتضت حاجتها إلى ذلك ، إذنا بالقيام به ،نيابة عنها ، مؤقتا، بعد توفير الأدوات اللازمة و الشروط الملائمة ،لعصابة تتوكل بضرب الأستقرار الداخلي أو لدولة مجاورة لدولة وضعت على لائحة " الإرهاب " من أجل تأديبها أو قلب نظام الحكم فيها أو تفكيكها .
مجمل القول أن العنف غير المتماثل مرتبط عمليا بالقدرة على محاصرة الدولة المنوي أسقاطها ، عسكريا و اقتصاديا ، بقصد إرجاعها ، إلى أقصى الحدود الممكنة من مراحل تطورها البدائية ، بحيث يفترق الناس تحت تأثير انبعاث التخلف و الجهل و الشعوذة في المجتمع فيظهر التباين أكثر فأكثر فيما بينهم . هكذا يستطيع الصائد مطاردة الفريق الذي يستطيع أن يقدم عنه الصورة الأكثر غرابة ، فالعنف غير المتماثل يقتل الأكثر غرابة و الأكبر خطرا في مرآة الدول الغربية ، لتكذب و تتباهي هذه الأخيرة ،كما يفعل الصيادون أمام طرائدهم .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة اللاوطنية
- عن الدين و السياسة
- في مرحلة تفكيك الدولة !
- حروب الاطلسي في دول العروبة !
- الحروب الغشومة
- الحرب العبثية
- في خضم - صدام الحضارات -
- الحرب في أوكرانيا : حدودية أم وجودية ؟
- عصر الحجر
- السلاح النووي و الإعلام المانستريم و تصادم الحضارات في أوكرا ...
- القرابات الروسية و القرابات السورية
- الحرب ووباء الكوفيد و الثورات الملونة !
- الوجه الفلسطيني لحرب التحرير الجزائرية
- ثبات المسافة بين المركز و الأطراف !
- ملحوظات حول المسألة الوطنية !
- سقوط مشروع الدولة الوطنية : لبنان نموذجا
- سقوط مشروع الدولة الوطنية العمالية ! (1)
- سقوط الدولة في لبنان
- مقاربات مجردة (5)
- مقاربات مجردة (4)


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - العنف غير المتماثل