أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - استخدام الموسيقى في الدراما














المزيد.....

استخدام الموسيقى في الدراما


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7365 - 2022 / 9 / 8 - 00:57
المحور: الادب والفن
    


أكتب هذه الخاطرة حيث لفت انتباهي استخدام بعض المخرجين الشباب الموسيقى في مسرحياتهم التي قدموها خلال أيام مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي الذي انعقد أوائل شهر تشرين الثاني المنصرم، وقد لاحظت إساءة ذلك الاستخدام وخصوصاً عندما يكون هناك عزف حي على آلة موسيقية (الناي أو الكمان) إضافة الى المقطوعات الموسيقية المسجلة والمذاعة عبر (السماعات) كما حدث على سبيل المثال في عرض المجموعة المصرية (ليلة القتلة) وفي عرض المجموعة الجزائرية وفي كلتا الحالتين لم أجد مبرراً منطقياً ولا فنياً لتلك المزاوجة حيث لا علاقة للعازفين بالحدث الدرامي ولا بشخوص المسرحيتين وينم ذلك عن قصور في فهم أبسط قواعد فن الإخراج المسرحي.
استخدام الموسيقى في العرض المسرحي، سواء كان لإسناد الجو النفسي للمشهد أو لمرافقة الكلام الملحن أو لتغطية فترات الصمت، قديما قدم المسرح نفسه بل حتى في شكل الفن المسرحي بصيغته المرتبة في القرن الخامس قبل الميلاد على يد الإغريق القدماء، فقد كانت الموسيقى مستخدمة في الطقوس الدينية وفي الاحتفالات القبلية، وكان للطبل أثرها في تعزيز المشاركة الوجدانية للمشاركين في الطقس او للمراقبين له، اذ كانت الموسيقى جزءاً مكملاًُ للتراجيديا والكوميديا بمرافقتها للمقاطع الكلامية للحركة وكانت آلة الفلوت والادبو من الآلات المستخدمة آنذاك.
استمر استخدام الموسيقى في الدراما الدينية في القرون الوسطى وخصوصاً بمرافقة التراتيل في الكنيسة.
في عصر النهضة ظهر نوع من المسرحيات سمي (الانترميزي) كان للموسيقى دور فعال منها وقد مهد ذلك النوع لظهور الأوبرا في القرن السابع عشر ولعل أهم تطور في استخدام الموسيقى في الدراما تاريخياً حدث على يد الموسيقار (ريتشارد فاغز) وذلك عندما رفض الصيغة الموسيقية الدرامية المتبعة في الاوبرا القديمة وعمل على خلق التوازن بين العناصر الموسيقية – الغنائية وبين العناصر الدرامية - الحبكة والشخصية والفكر واللغة وما إليها في حين كان العنصر الغنائي هو المتغلب في الأوبرا القديمة.
كان (شكسبير) يعطي أهمية للموسيقى في مسرحياته وكما هو الحال لدى كتاب المسرحية في العهد الاليزابثي، وفي ذلك الحين تحولت الموسيقى من جزء مكمل او أساسي في العرض المسرحي الى ان تصبح وسيلة للتعبير ويمكن أن نجد في إرشادات ذلك الشاعر الكبير في نصوص مسرحياته الى الموسيقى فنقرأ جملاً مثل (موسيقى جدية عميقة) أو (موسيقى ناعمة) أو (أبواق من الداخل).
ومن المعروف عن المسرح الشرقي التقليدي - الهندي (الكاثاكالي) والصيني (اوبرا بكين)، والياباني (الكابوكي)، استخدامه للموسيقى المرافقة للكلام وللحركة وظهور العازفين على المسرح أمام أنظار الجمهور خلال العرض.
ويمكن القول إن الموسيقى التعبيرية والتصويرية قد أصبحت عنصراً مهماً في العرض المسرحي عند ظهور المدرسة الواقعية في النص وفي العرض من شأنها المساهمة في تحقيق عامل الإيهام بالواقع عن طريق توفير مكونات البيئة صوتياً وبصرياً، فكان لزاماً تنفيذ بعض المؤثرات الصوتية مثل صوت تساقط المطر أو هبوب عاصفة أو صوت الرعد أو ضجيج الشارع وغير ذلك، كما أصبح لزاماً لتحقيق الأجواء النفسية في بعض مشاهد المسرحية ودعم الحالة العاطفية التي تمر بها الشخصيات الدرامية أن تستخدم موسيقى تعبيرية توافق الفعل الدرامي أو تتخلل فترات الصمت أو تغطي فترات الانتقال من مشهد الى آخر او من فصل الى آخر.
وفي العصر الحديث ظهر خلاف بين الدارسين والمطبقين للفن المسرحي حول أهمية استخدام الموسيقى في المسرح الدرامي، المؤيدون لاستخدامها كوسيلة تعبيرية وتصويرية يدعون مساعدتها للمشاهدين في انشدادهم للمشهد المسرحي، ومساعدتها للممثلين في أدائهم وتقمصهم للشخصيات الدرامية، حيث تنتقل مؤثراتها من السمع الى المشاعر، ويرى المعارضون أن استخدام مثل هكذا موسيقى يؤثر في نقاء الدراما، ويبررون معرفتهم بأن الموسيقى هي تجميل غير ضروري للدراما وإنها تثير الأحاسيس على حساب الإدراك والعقل.
وأنهي الخاطرة هذه بملاحظة مهمة هي أن المخرجين المسرحيين والسينمائيين في بلادنا وفي بلاد عربية أخرى يستخدمون مقاطع من الموسيقى الغربية كسيمفونيات بيتهوفن وجايكوفسكي وغيرهما، لتكون موسيقى تعبيرية أو تصويرية في مسرحياتهم او أفلامهم مع ان موضوعات أعمالهم وبيئاتها عراقية أو عربية، فما علاقة الموسيقى الغربية بها، وعندما تحتج عليهم بهذا الخصوص يرون بأن الموسيقى العربية او الشرقية طربية أكثر مما تكون تصويرية أو تعبيرية، ونحتج مرة أخرى ونقول أليس بإمكان الموسيقى العربي ان يؤلف موسيقى تعبيرية؟ ألم يستطع الفنان (نصير شمه) أو الراحل (منير بشير) ذلك، ألم يساهم (نصير شمه) بعزفه على العود في موسيقى تصويره لمسرحية الغربي (الطبيب الصديق) المعنونة (ألف حكاية وحكاية من سوق عكاظ) التي عرضت في المسرح الوطني أواخر الثمانينات، وماذا تقولون عن موسيقى (محمد عبد الوهاب) في أوبريت (قيس وليلى)؟ وماذا تقولون عن موسيقى (الهام المدفعي) التي استخدمها المخرج (محسن العزاوي) في مسرحية غربية هي (لا تدفنوا الموتى) التي قدمت في مسرح الرشيد أواسط الثمانينات منذ القرن الماضي.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع الشاعر فوزي كريم
- (بيتر بروك) يستحضر كلكامش
- إسماعيل الشيخلي مصمم مبتكر للديكور المسرحي
- ماذا عن الرقص الدرامي (دراما دانس)؟
- كيف أصبح التجريب تقليداً والتقليد تجريباً؟!
- الكوميديا والتهريج
- كيف يطور الفنان المسرحي عمله؟
- المسرح التركي وكليوباترا
- أين هم الممثلون المسرحيون؟
- كاظم الساهر وملحمة كلكامش مرة أخرى!
- الخدمة العظيمة التي يقدمها المسرح للوطن
- منهج (لابان) في حركة الممثلين والراقصين
- الارتجال وأهميته في تلقائية أداء الممثل
- من رسائل الأصدقاء
- تساؤلات عن منظمات فنية عربية؟!
- استخدام التكنولوجيا في المسرح المؤيدون والمعارضون
- المسرح والسياسة
- ظاهرة التعري على المسرح
- متى يكون المسرح احتفالياً؟!
- المبتكرات الجديدة في المسرح


المزيد.....




- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - استخدام الموسيقى في الدراما