أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لقاء مع الشاعر فوزي كريم














المزيد.....

لقاء مع الشاعر فوزي كريم


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7364 - 2022 / 9 / 7 - 00:59
المحور: الادب والفن
    


مرة أخرى التقى الشاعر فوزي كريم ولكن على صفحات (المدى) الغراء، وذلك مع (هيدا غابلر) مسرحية (هنريك ابسن) الشهيرة، حيث شاهدها في احد مسارح لندن، أنا شاهدتها في احد مسارح باريس عام 1963، وأنا في طريقي إلى بغداد بعد أن أنهيت دراستي في الأكاديمية الملكية لفنون الدراما وقبل ذلك بأيام شاهدت المسرحية نفسها على شاشة تلفزيون (بي بي سي)، وشاهدها (فوزي) فيلماً سينمائياً غير ملون وبإخراجها المسرحي، وهو يقصد تلك النسخة التي ظهرت على شاشة التلفزيون كما اعتقد وكانت الممثلة السويدية الجذابة (انغريد برغمان) تمثل دور (هيدا).
في التلفزيون البريطاني مثلت (انغريد) الدور باللغة الانكليزية وفي المسرح الفرنسي مثلته باللغة الفرنسية بالبراعة حيث ظل أداؤها الدقيق والجذاب على مستواه العالي في كلتا الحالتين ذلك لأنها عاشت شخصية (هيدا) بكل صفاتها ومشاعرها وأفكارها، وكان الإخراج المسرحي في كلتا الحالتين واقعياً بل كاد يقترب من الطبيعة في النسخة الفرنسية، خصوصاً بما يخص البيئة المسرحية- منزل (هيدا غابلر) بكل صفاته النرويجية المحلية، جدرانه السميكة وشبابيكه المغطاة بالستائر الثخينة، وبالمدفأة التي يشتعل فيها الفحم فيها فيخرج منه طيب احمر مائل للاصفرار وبأثاثه القديم الثقيل، بينما في عرض التلفزيون البريطاني كانت البيئة اكثر حداثة واكثر تجميلاً وأكثر اصطناعاً.
وهكذا شاهدنا عوامل الإيهام مطبقة في كل العرضين وتلك إحدى صفات المدرسة الواقعية في الفن المسرحي كيف لا وكان (ابسن) في طليعة تلك المدرسة بل ومؤسسها برأي الكثيرين من الدارسين.
ومن الجدير بالذكر أن مسرحيات ابسن كانت محرمة على مسرح البوليفار الفرنسي حيث كانت الرقابة تعتقد أنها خرقت الأعراف الاجتماعية والتقاليد الفرنسية الرومانتيكية، ولم تجد تلك المسرحية طريقها إلى الجمهور إلا بواسطة المخرج الشهير (اندريه انطوان) صاحب فرقة المسرح الحر الذي استطاع أن يفلت من قيود الرقابة بتأسيسه فرقة خاصة تجتذب جمهوراً محدداً من المتذوقين وكان (انطوان) في إخراجه المسرحي يحاول تطبيق مبدأ الإيهام بالواقع في جميع عناصر الإنتاج –التمثيل والأزياء والمناظر والملحقات والإضاءة.
بعد أن كان المسرح يتعرض لشخوص وعلاقات ومشاكل وبيئات لا يشهدها المرء في حياته اليومية، ربما يقرأ عنها في الروايات وفي الملاحم وفي الأساطير، أنها تتعلق بحياة الآلهة والملوك والأمراء والقادة، وعندما حلت الواقعة تناول المسرح شخوصاً واحداثاً قد يكون الجمهور شاهدوها وراحت المسرحيات الواقعية ومنها مسرحيات (ابسن) النرويجي تكشف عن مشاكل عائلية او مشاكل اجتماعية اخرى، وقعت فعلاً او قد تقع، وفي الغالب مشاكل الطبقة البورجوازية التي ينتمي اليها كتاب المسرحية ومسرحية (هيدا غابلر) نموذج مسرحي يجمع بين الفعل الحقيقي والرمز المتخيل فهي تتحدث عن فشل الحياة بين زوجين غير متكافئين في الانحدار الطبقي وفي الخلفية الثقافية ومتباعدين في الاهتمامات وفيها يتحكم شخص ميت في شخصيات المسرحية الحية وهو (الجنرال) والد (هيدا) الذي يدفعها للزواج من الأكاديمية (تيسمان) حيث أنها لا تحبه لضعف شخصيته وتثور عليه ثورة رومانسية ولكن بعصبية لم تظهرها (انغريد بيرغمان) بل كبتتها داخل نفسها بعكس الممثلة الجديدة (داريل دي سيلفا) التي مثلت الدور في مسرح (اولدنيك) ابسن على حد تعبير شوقي كريم.
ليلاحظ القارئ الكريم أن المسرح في البلاد المتقدمة يظل على إحياء المسرحية القديمة كلاسيكية كانت أم رومانتيكية أم واقعية، فهو ما زال يقدم سوفوكل وارستوفاينس الإغريقيين، راسين وكورني الفرنسيين وشبله وغوته الألمانيين وشكسبير ومارلو الانكليزيين وكوتسي وبيرانديللو الايطاليين وجيكوف وتولستوي الروسيين، والقائمة تطول ولا تقتصر عروض مسارحهم على ما هو جديد كما نفعل نحن لأننا نخشى ان يقال عنها تقليديين إذا ما قدمنا إحدى روائع أولئك او إحدى كتابات يوسف العاني وعادل كاظم وخالد الشواف وصفاء مصطفى ويحيى قاف، إننا للأسف لا نعتز بثرائنا المسرحي كما يفعل الآخرون الأكثر تقدما منا إذ عندهم لا فرق بين مسرح ما قبل الحداثة ومسرح الحداثة ومسرح ما بعد الحداثة فكل ما فيها له قيمة فكرية وفنية عندهم.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (بيتر بروك) يستحضر كلكامش
- إسماعيل الشيخلي مصمم مبتكر للديكور المسرحي
- ماذا عن الرقص الدرامي (دراما دانس)؟
- كيف أصبح التجريب تقليداً والتقليد تجريباً؟!
- الكوميديا والتهريج
- كيف يطور الفنان المسرحي عمله؟
- المسرح التركي وكليوباترا
- أين هم الممثلون المسرحيون؟
- كاظم الساهر وملحمة كلكامش مرة أخرى!
- الخدمة العظيمة التي يقدمها المسرح للوطن
- منهج (لابان) في حركة الممثلين والراقصين
- الارتجال وأهميته في تلقائية أداء الممثل
- من رسائل الأصدقاء
- تساؤلات عن منظمات فنية عربية؟!
- استخدام التكنولوجيا في المسرح المؤيدون والمعارضون
- المسرح والسياسة
- ظاهرة التعري على المسرح
- متى يكون المسرح احتفالياً؟!
- المبتكرات الجديدة في المسرح
- في المسرح.. الثرثرة ضد الإبداع


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لقاء مع الشاعر فوزي كريم