أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ثلاثية الله الدين الإنسان














المزيد.....

ثلاثية الله الدين الإنسان


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7339 - 2022 / 8 / 13 - 03:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


واحدة من إشكاليات الإنسان في الوجود الأضطراب في وضع علاقة متينة وواضحة ومستقرة بينه وبين الله من خلال الدين، الصورة العامة والتقليدية الي فهمها عبر التأريخ هي الربط بين الله والدين، وكأن الدلالتان لهما مسار مختزل واحد لا يمكن تصور أو البحث عن غيره لأن ذلك يمثل في نظر الكثيرين هو الحد الفاصل بين للإيمان بالله وبين الكفر به، فتجنب البحث عن معنى متمايز وحدود مختلفة بين ما هو ‘اهي وبين ما هو ديني حتى لا يقع في محذور الكفر والألحاد.
هذه العلافة الثلاثية لا يمكن فهمها دون تفكيك أطرها الخاصة وطبيعة العلاقة بين أطرافها، العلاقة بين الله والإنسان هي علاقة طولية ثنائية لا يمكن أن تتداخل فيها أي موضوعية خارج طبيعتها، فهي مثلا علاقة خالق ومخلوق عابد ومعبود مالك ومملوك إلى أخر التفصيلات التي توضح ثنائية الربط، لينما العلاقة بين الإنسان والدين هي علاقة عرضية أو أفقية ذات أرتباطات متعددة ومتشعبة، يدخل الإنسان فيها بروابط مختلفة تبدأ من الذاتي الحسي السلوكي والعقلي ومنهم لخارجا الإنسان والإنسان الأخر، الإنسان والوجود، الإنسان والمكان والزمن، الإنسان والمعرفة وكل أرتباط له تشعب أخر، لذا لا يمكن أن نسيطر على مجمل هذه الروابط إلا من خلال أليات ومناهج ضخمة، تبدأ من فقدان الحرية في الخيار والأختيار وأنتهاء بكون الفرد ضمن مجموعة مشتركة بالوعي والتفاعل وضرورات البقاء، خاضع فيها محبرا ودوما للعقل الجمعي بشكل أو بأخر.
إذا الربط بين الله والدين على أنهما في مستوى واحد أساسه الإيمان بالله يعني وبالضروري الإيمان بالدين، هذا هو الخطر في ضبط العلاقة وربطها بإطار اليقين، فالإيمان بالله ومع كل التجربة الإنسانية التي خرج بها البشر هو موضوع فطري قد لا يجد الإنسان خلاص منه لأنه أولا ضروري وثانيا لأنه مرتبط بتطور الوعي ومن أول إدراكاته، الدين مرحلة لاحقة للوعي وقد لا يرتبط مفهوم الدين الواسع حقيقة بحقيقة الله المفهوم الذي ندركه، قد يتمثل لنا الله في بعض الأديان بالبعد الساحق اللا مدرك فيتحول تأثيره إلى مجرد رمز، لكنه يبقى من حيث لا يشعر الإنسان متصلا بفطرته الأولى من وجود رب خالق، وربما أكثر من ذلك مع تطور الإدراك ثم الفهم والتقدير.
يمكن للإنسان التعامل مع الله من خلال أستشعار ذاتي فطري دون أن يكون ملزما أو ملتزما بدين أو عقيدة، هذا الأمر ليس جديدا ولا قديما ولكنه واقع حدث ويحدث وبأستمرار دون أن يشكل أزمة عند الفرد، الدين يمثل المرحلة التالية التي ترسم شكل وحدود العلاقة بين الله والإنسان من منظور أيديولوجي فقط ولكنها لا تكشف ولا تنشئ أصل العلاقة، في حين أن علاقة الله مع الإنسان والعلاقة المقابلة لها هي التي تكشف طريق الدين وتمهد له وتؤسس طبيعتها ومنهجها، فكل مؤمن بالله بشكل فطري يبحث عن منهج لترجمة وعيه وإيمانه بالله كمفهوم مجرد، فمثلا الله في الإسلام يعبر عنه بأنه أرحم الراحمين، أما في المسيحية فهو أب الرب والمضحي بالفادي، بينما عند اليهودية هو رب الشعب اليهودي وملهمهم ومحيهم وصاحب الوعد.
هناك قهم أخر متصل بطبيعة العلاقة التي تربط الإنسان بالدين كونها علاقة تجربة ومعرفة قابلة للتغير والتطور مع تغير وتطور عمليات العقلنة والتمنطق في الفكر البشري، فمثلا نجد ظاهرة التحول الديني القهري والأختياري في الواقع شائعة بشكل أعتيادي، ولا تشكل هذه التحولات مسا بقضية الإيمان بالله، لكن لا نجد هذه الظاهرة في العلاقة الرأسية الشخصية بين الإنسان والله، إن إدراك هذه العلاقة هي بداية ونهاية في نفطة واحدة، قد تتغير مفاهيم الترجمة لكنها جوهرها وأصلها يبقى هو كما البداية والنهاية، لا نجد وعلى مر عمر التاريخ البشري بالحقيقة وليس بالإدعاء أن أحدا أنكر وجود الله كمفهوم مجرد وكعلاقة، التغيرات والتبدلات أصابت الشكل التمظهري لا الجوهر الأصلي الماهوي.
فكل اللا دينيين وكل الملحدين في ما مر من تاريخ مؤكد وحاضر مدرك لا ينكرون وجود الله بشكل أو بأخر، المنكر عندهم أما أن الله لا يتدخل في ما وضع من قوانين ومعادلات كونية وترك الوجود يتحرك من خلالها، والإنكار منصب على قضية سطرها الفكر الديني أن الله يتصرف مع الإنسان كما ستصرف الإنسان بذاته، هنا مفهوم أنسنة الله هو الذي يرفضه الملحدون ولا يقبلون أن تختزل الصورة العظيمة لله بإسقاط صورة الإنسان الضعيفة عليه، أما اللا دينيون فهم ينكرون أن يحاط الإنسان بأيديولوجيات فكرية وسلوكية معرفية وضعها البشر لتكون معبر عن إرادة ككائن مطلق بالغ التعقيد والإدراك بشكل حسي، إذا القضية مع الله محسومة بشكل واعي ما محسوم ولا مستقر هو علاقة الإنسان بالدين والتدين وطبيعة الإيمان به فقط.
إذا يمكننا أن نفرق بين طبيعة العلاقتين من خلال منظور الثابت والمتحرك ومن منظور المطلق والنسبي، فكل مطلق في أرتباطه مع الأخر يكون مطلق بطبيعته، وكل متحرك يستوجب حرية الحركة لا يمكنه الثبوت مطلقا، الله المطلق ثابت ونتائجه ثابتة لا تتغير، فمنذ بدء الخليقة ولليوم كان الله هو الله لم يتغير، السؤال هنا والذي يطرح بالمناسبة ما هو الله هنا؟ الجواب ببساطة كاملة الله هو صاحب القدرة على التحكم الذي يدرك ببساطة الفطرة ولكنه لا يدرك بتعقيد المحسوس والتجريبي، هذا من جهة ومن أخرى فالله من الأفكار التي تتلازم مع وجود الإنسان ولا يمكن تركها أو تجاهلها، لماذا؟ لأنها قرينة وجودنا والسؤال الدائم، هذا الثبات وهذا الفهم هو من جعل كل شيء دون الله متحرك متبدل متغير.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح5
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح4
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح3
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح3
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح2
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار
- تعطيل أعمال مجلس النواب وحله من خلال أستقالة رئيس مجلس النوا ...
- المهدي الموعود فاضل مؤجل
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح2
- على سبيل الفرض والافتراض ح7
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار
- على سبيل الفرض والافتراض ح6
- على سبيل الفرض والافتراض ح5
- الموقف السياسي العرافي اليوم
- رسالة إلى حامل الأختام المقدسة
- غي خضم الوضع العراقي الراهن مواقف واراء
- على سبيل الفرض والافتراض ح4
- على سبيل الفرض والافتراض ح3
- على سبيل الفرض والافتراض ح2
- على سبيل الفرض والأفتراض


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ثلاثية الله الدين الإنسان