أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح5















المزيد.....

الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح5


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7338 - 2022 / 8 / 12 - 12:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يكن هذا الرأي هو الوحيد في عدم صحة القضية وعدك إثبات ما هو خلاف العقل والمنطق الإيماني، فمن هذا الكثير ما جاء بقول الشيخ «عبد الله بن زيد آل محمود» في أحد كتبه ((اعلم أن أحاديث المهدي تدور بين ما يزعمونه صحيحًا وليس بصريح، وبين ما يزعمونه صريحًا وليس بصحيح، وأننا بمقتضى الاستقراء والتتبع لم نجد عن النبي ﷺ حديثًا صحيحًا صريحًا يعتمد عليه في تسمية المهدي))، بالرغم من أن الشيخ المذكور محسوب على الفئة المخالفة لدعاة فكرة المهدي بن فاطمة، ولكن ما يثبت كلامه أنه رغم تاريخ التدوين الشيعي الطويل والخوض المستمر في فكرة المهدي لم نجد ردا وافيا ومفحما ومعززا بالدليل عبلى هذا القول، وإن كان الكلام هنا مثلا يركز فقط على التسمية والتي هي عماد الفكرة أساسا، لكننا نجد الكثير من الروايات والأفكار والحجج التي تنسف القضية من أساسها الفكري ومن كلا الطرفين حتى ممن ثبت في مكان وأنكر في مكان أخر.
لا في الروايات التاريخية الواردة عن السنة ولا في الروايات الواردة من الطرف الأخر أثبات متفق عليه في موضوع واحد، بالرغم من شيوع الفكرة وأنتشارها وتجذرها، والذي يعده البعض سببا كافيا لتحقق من جدية وحضور القضية المهدوية، والحقيقية لو عدنا لنفس منطق هؤلاء فمثلا نجد أن فكرة عيسى بن الله هي أكثر شيوعا وأقدم وأوسع من فكرتهم بالرغم من أنهم ينكروها وبستقبحوها، فالكثرة والشيوع ليس من دلائل حقانية الموضوع وثبوته، لا تتجاوز أحاديث المهدي جميعها التي جاءت في جميع كتب أهل السنة عدداً محدوداً من الأحاديث تكرَّرت ذاتها في كتب عديدة، غير أن رواتها من الضعفاء والوضاعين والمدلسين وممن لا يحتج بهم ولا يستند على رواياتهم حسب القواعد المتبعة عندهم.
علاوةً على أن كل حديث يَذْكُرُ للمهدي اسماً وأوصافاً غير ما يذكره الحديث الآخر، وكلٌّ منها يُسمِّي المهدي باسم غير ما يُسمِّيه به الحديث الآخر!! فأحد الأخبار يذكر بشكل مبهم أن الخلفاء عشرة، في حين يقول الخبر الثاني: إن الخلفاء اثنا عشر خليفةً كلهم من قريش بشكلٍ مبهم!! وخبرٌ ثالث يقول: رجلاً!! وخبر رابع يقول: «أجلى الجبهة أقنى الأنف» (هل هذا يُعدُّ إرشاداً وبياناً لهوية شخصٍ؟!) أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟ والخبر الخامس: يقول من عترتي، والخبر السادس يقول: رجل من أهل المدينة، والخبر السابع يقول: اسمه الحارث بن حرّان، والخبر الثامن: رجل من قريش أخواله كلب (أي من قبيلة بني كلب)!! وأما الخبر التاسع فيقول: أن اسمه محمد واسم أبيه عبد الله، والخبر العاشر يقول: اسمه محمد بن الحسن، وكل ما أورده ابن خلدون في مقدمته المشهورة عن رواية المهدي عن طريف السنة لا تتعدى الأربع وعشرين حديثا فقط، والّتي خرّجها الأئمّة في شأن المهديّ وخروجه آخر الزّمان، وهي جميعا لم يخلص منها من النّقد إلّا القليل والأقلّ منه.
في الجانب الأخر وبالرغم من الهوس المتزايد مع الإصرار التام على إثبات القضبة بأي شكل، فهي لا تعد قضية منفصلة يمكن التعامل معها عقليا ومنطقيا للوصول إلى الحقيقية، القضية عند المسلمين الشيعة ذات بعد عقائدي تاريخي وفكري مرتبط بقضية أكبر وأعمق ولها حساسية خاصة وهي ارتباطها بقضية الإمامة المحورية الكبرى في الفكر الديني العقائدي الشيعي، فالمهدوية التي تمثل النهاية الطبيعية لفكرة الإمامة وحاصة عند الشيعة الجعفرية الأثني عشرية، أنها نهاية العدد وأكتمال الغاية من الإمامة خاصة بعد وفاة الإمام الحادي عشر الحسن العسكري وما تسبب من إحراج عند العامة كون المعروف أن هذا الإمام لم يعقب وبقول مؤرخوا الشيعة أنه كان في الحقيقية ظاهرا هكذا أما الواقع فقد ولد للحسن العسكري الإمام القاني عشر، وقد تم إخفاء أمره خوفا من توعد العباسيين له بالقتل وقطع النسل، ومما يذكر أن أشهر كتاب جمع كل ما ورد من أحاديث حول أخبار المهدي المُنتظر كتاب «بحار الأنوار» للمجلسـي.
في هذا الكتاب والذي يعد من أهم كتب الشيعة وأبرز ممن تصدى للروايات توثيقا وإيرادا والدفاع عن الفكرة بالرغم مما يلاقيه من نقد حاليا، إلا أنه مليء جدا بالتناقضات والتضارب الذي ينسف الفكرة ويطيح بها في مستنقع الأوهام والكذب، فمن البداية حول من هي أم الإمام؟ وعن تاريخ ولادته وعن الراوي الذي أذاع ذلك ونشره وهي السيدة حكيمة عمة الإمام وأخت الحسن العسكري، نشهد الكم الهائل من التناقض الصريح والواضح في الروايات، فهي أخبار لا يُمكننا أن نجد بينها حتى حديثاً صحيحاً ومقبولاً واحداً! ولا يفوت على أحد أن نذكر أننا لو دققنا في هذا الكتاب "بحار الأنوار" ونرجع في بيان أحوال الرواة إلى أقوال علماء الرجال الشيعة أنفسهم لحكمنا برفض كل ما جاء فيه جملة وتفصيلا فيما يخص قضية المهدي.
أورد المَجْلِسِيّ في المجلد 51 باب ولادة المهدي وأحوال أُمِّه عدَّة أقوال يُناقض بعضها بعضاً، من سنة ولادته أولا إذ قال المَجْلِسِيّ في ص4 وص15: إن ولادته كانت في سنة 256هـ ولكنه روى في ص2 أن سنة ولادته كانت 255هـ! وقال في ص23 إن سنة ولادته كانت 258هـ، في حين ذكر في ص25 إن سنة ولادته كانت 257هـ، وفي ص16 روى إن سنة ولادته كانت 254هـ، فمن مجموع هذه الروايات يُمكن الجزم بالقول إن سنة ولادته غير معروفة تحديدا والفارق بيم أصرها وأبعدها خمس سنوات!! وأما يوم الولادة فرُوي في ص2 أنه 15 شعبان وفي ص23 أنه 23 رمضان وفي ص24 أنه 9 ربيع الأول وفي ص 19 روى عن حكيمة عمته أنه وُلِدَ في النصف من شهر رمضان! وفي ص25 روَى أن ولادته كانت 3 شعبان. وفي ص15 نقل أن ولادته كانت 8 شعبان، وفي ص 16 روى أنه وُلد ليلة الجمعة من شهر رمضان، وفي ص 19 و20 نقل عن عمته حكيمة أنه لما وُلد تكلم ونطق بالشهادتين وقرأ عدة آيات من القرآن الكريم، والرواية رقم 14 نقلت عن حكيمة هذه ذاتها رواية بشكل مختلف، في موضع آخر على أن حكيمة لم ترَ الطفل أصلاً، بل سمعت به ! (ص 364).
أما ما يزيد من الحيرة في كيفية قبول التمسك بقضية روائية مضطربة تتهاوى أركانها كلما تعمقنا في أسانيدها وخطوط بناء الفكرة، فمن العجب العجاب من تضارب تاريخ الولادة يوما وشهرا وعام نجد ذلك الأضطراب يضرب أطنابه أيضا في أسم أمه، كما نلاحظ في كل الروايات التي يعتمدها أصحاب القضية، السؤال لو كان الأمر هذا حصل في قضية أخرى كما في مسألة الخلافة موضوع الجدل الثاني، هل يجد أولئك الدعاة العذر لهم فيما يردون من أسانيد وحجج أقل حدة مما في هذه الروايات من بون شاسع وأختلاف ظاهر لا يمكن سده أو تبريره؟ وحيث إنه ورد اسم والدته مختلفا عليه كشأن تاريخ ولادته. ففي ص2 روى المَجْلِسِيُّ عن أبي الحسن أن اسم أم المهدي «نرجس"، وروى في ص5 وص 23 من الجزء 51 من البحار أن اسمها «صيقل» أو «صقيل» وأنها ماتت في زمن حياة زوجها الإمام العسكري، 22 وروى في ص7 أن اسم أمه «مليكة بنت يشوعا»، وأورد في ص15 حديثاً جاء فيه أن اسم أُمَّه كان «ريحانة»، وذكر رواية أخرى تفيد أن اسمها كان «سوسن»، وفي ص23 رواية أن اسمها كان «حكيمة»، وفي ص24 أن اسمها كان «خمط"، وفي ص28 أن اسم أُمِّه كان «مريم بنت زيد العلوية»! .
روايات هذا الباب من المجلد 51 من بحار الأنوار فيما يخص ولادة المهدي أو محمد بن الحسن فقد بلغت سبع وثلاثون رواية منقولة من عدة مصادر، العامل المشترك فيهن جميعا أن في الرواة أما أشخاص مجهولين أو نقلا عن بعض أصحابنا، دون أن تُبيِّن من هم هؤلاء الأصحاب ومن أي بلد هُمْ؟ وهل كانوا عدولاً أم فُسَّاقاً؟ فهم مجهولون كلياً، حقاً إن الإنسان ليتعجَّب ويتساءل، أيُّ حُجَّة وأيُّ أصل أو فرع للدين يُمكن إثباته بتجميع مثل هذه الروايات المجهولة التي يرويها مجاهيل عن مجاهيل؟!! وبالطبع معظم الروايات التي ذكرناها لم يرَ رواتُها الطفل بل سمعوا به فقط ! ومتى كان السمع مثل الرؤية؟ كما أننا نجد فوق التضارب والأختلاق ورود أفكارً خرافيةً أخرى وهي قول الرواة مثلا إن أمهات الأئمَّة لا يصيبهم نفاس ولا يرون دمه ! أي أنهم ليسوا كسائر البشر، وهذا يُخالف آيات الله التي يقول تعالى لنبيِّه فيها: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ﴾ الكهف ١١٠، ومما ورد في الخرافة أيضا خرافة وهي قول الرواية 27 عن «أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ» عن «حَنْظَلَةَ بْنِ زَكَرِيَّا» وكلاهما مجهول الحال في كتب رجال الشيعة، إن المهدي كان ينمو كلَّ يومٍ بمقدار سنةٍ، بما معناه أن الطفل الذي وُلد منذ خمسة عشر يوماً يصبح عمره خمسة عشرة عاماً يعني أنه ليس بشـراً مثلكم بل بشـرٌ غيرُكُم !!.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح4
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح3
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح3
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح2
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار
- تعطيل أعمال مجلس النواب وحله من خلال أستقالة رئيس مجلس النوا ...
- المهدي الموعود فاضل مؤجل
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح2
- على سبيل الفرض والافتراض ح7
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار
- على سبيل الفرض والافتراض ح6
- على سبيل الفرض والافتراض ح5
- الموقف السياسي العرافي اليوم
- رسالة إلى حامل الأختام المقدسة
- غي خضم الوضع العراقي الراهن مواقف واراء
- على سبيل الفرض والافتراض ح4
- على سبيل الفرض والافتراض ح3
- على سبيل الفرض والافتراض ح2
- على سبيل الفرض والأفتراض
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 21


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح5