أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح4















المزيد.....

الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7337 - 2022 / 8 / 11 - 23:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من خلال ذلك يتبين أن الأستناد على التأويل الظرفي الأعتباطي لا يمكن أن ينتج إلا نتائج غير حقيقية، المنطق يقول المخارج لا بد أن تبدأ من المداخل أو النتائج تبنى على المقدمات، عندما تؤمن بقضية وخاصة إذا كانت جدلية غير محسوم بها أو تبنى على أفتراضات فكرية، لا بد أن تفحص كل علاقة منعزلة عن ما بعدها لكن يجب أن تكون مرتبطة بما قبلها، النص الذي ذكرناه واحد من النصوص الكثيرة التي تم تأويلها خارج المنطق القصدي، وحرفت عن المعنى الأصلي للوصول لغايات لا علاقة للنص بها، مثلا تم تأويل النص التالي إلى معنى أخر (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ* وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ)، يأت المتأول ليصرف المعنى العلمي والقصدي من سياقه ليصل لمعنى اخر هو كما يرون عن الرسول ص قوله « النجوم امان لأهل السماء، واهل بيتي امان لأهل الارض» أي اذا غابت النجوم اتى اهل السماء ما يكرهون !، ويمضي المتأول الأعتباطي أكثر من ذلك فيقول ما دامت هذه النجوم موجودة فالحياة مستقرة، ان الارض التي عليها حجة سواء كان نبياً او اماماً لا تعذب، الواقع أن الأرض التي فيها أصحاب هذا الرأي أكثر البقاع عذابا وعدم أستقرار وقتل وتدمير منذ أن تولة الفقهاء والرواة والمحدثين مهام خدمة السلطان.
إن الأعتباطية في التأويل خارج حدود القصد المعنوي المطلوب إبلاغه للناس ليس منهجا مقتصرا على فئة دينية دون أخرى، هو سلاح عام وقديم وكثيرا مت أصاب الأديان في حمود وتحجر في مسار وظيفتها وحول مجرى الدين من طريق العقل والحرية، إلى طريق التغييب الوعيوي ومصادرة حق الإيمان الحر، فقد تولى التأويل الأعتباطي مهمة تعميم الدلالات كليا وجزئيا، بمعنى جعل اللفظ ليس حاملا للمعنى بالضرورة، بل هو مجرد وجود ذرائعي لمعان محتملة يضفيها المخاطبون بهذه الألفاظ بصورة بعدية، لا يوجد في تلك الألفاظ معان قبلية أصلا ولا حتى ما يعرف عند الفقهاء بالمقاصد الكلية والجزئية، هذه النظرة الاعتباطية للغة تؤدي بالضرورة إلى الاعتقاد بأن جميع النصوص ذات بنية مجازية رمزية لا يمكن الركون لها مما يفتح الباب واسعا لأي تأويل معنوي حتى لو حالف جوهر وروح النصوص الكتابية.
وبالتالي يتحول القرآن من كتاب محكم في الدلالات والمعاني والنصوص إلى كتلة لغوية مجازية رمزية فاقدة للدلالة المسبقة مستندين إلى رواية أخرى لا أجزم أصلا بدقتها ولا حتى بمصداقية دلالاتها التوظيفية وهي مقولة (أن القرآن حمال أوجه)، التمسك الأعمى بمقولة حمال أوجه تضفى على الدلالات القصدية ما لا يتناسب مع المضمون المعلن في النص وهو المطلوب من الإنسان التمسك به أولا حتى تقوم الدلالة على الحاجة لتأويل، طالما الظاهر لا يكشف بشكل مؤكد كامل المعنى وتمام القصد، وإرجاء أكتشاف القصدية المطلوبة بشكل أكيد فيما بعد بحسب الفرضيات التي ينطلق منها الإنسان إلى تأويل النص، ويترتب على هذه النظرة الاعتباطية أن تفقد هذه الكتب الإلهية عموما والقرآن خصوصا، صفة الهداية، لأن كل ما ورد فيها ليس مرادا حقيقيا للشارع بحسب الظاهر، بل هو كتلة مجازية استعارية تحتاج إلى تأويل وتفسير كلاهما مؤدي للخلاف والشقاق والتنازع بغياب معيار أساسي وقانون ملزم في سلوك طريق التأويل والتفسير وكلاهما تحت مفهوم التدبر وليس التقرير.
غياب المعيار القياسي أو ما يسمى بالمسطرة القياسية التي يجب أن تكون منضبطة وثابتة وعامة ومجردة في ميزان التأويل، يكون معها أننا أمام تأويل معياري جزافي اعتباطي مجاني، إذ يمكن أن يكون لأية آية في القرآن المعنى ونقيضه في الوقت نفسه، من دون أن يكون لدينا قانون موضوعي يمكن عن طريقه الحكم على أحدهما بأنه تأويل خاطئ وعلى الآخر بأنه تأويل صحيح، الصواب والخطأ وفق المنهجية الهرمنيوطيقية ليس لهما وجود بالمعنى التقليدي المتداول عند الحكماء والفلاسفة حتى الآن، بل هما معا نسبيان متغيران، فهذا الفهم التفسيري للقرآن يكون صحيحا وفقا للفرض أ وهو فعلا صحيح لا لأنه متفق مع المعايير التفسيرية الموضوعية المنضبطة، بل هو صحيح لأنه يوافق الفرضيات والنظريات المسبقة التي انطلق منها أ في عملية فهم النص القرآني، والعكس صحيح وفقا لنفس الأسباب والمبررات كما حدق بشكل أساسي في فهم مصطلح أولي الأمر منكم الذي أثار جدلا واسعا لم ينتهي لليوم ، بين من يرى أن النص عام ومطلق لعدم أرتباطه بدلالة أو إشارة تخص أو تحد من إطلاقه، وبين ما يرى أن الحطاب موجه أصلا إلى عينة مختارة من المؤمنين يمثلون فقط أل البيت بدليل أن أمر الإطاعة لا يمكن أن يكون إلا لمن خصهم الله بالولاية والإمامة والتطهير وهذا مستخرج من سياق الآية الله والرسول وأولي الأمر.
في التأويل الأعتباطي إذا لا نستطيع أن نرجح رأيا تفسيريا على آخر لأن النص في الأساس فاقد للدلالة، ولذا تكون كل النتائج التفسيرية للنص القرآني متساوية في القيمة والاعتبار، ولا ترجيح لتأويل على آخر بناء على ذلك، أما النظرة القصدية فإنها لا توافق على كل هذه المقررات التي تؤمن بها الهرمنيوطيقا، بل تؤكد أن العلاقة بين الألفاظ والمعاني ليست اعتباطية، وأن كل لفظ محدد هو مخصص لأن يعكس معنى محددا، إلا أن الألفاظ تحمل معاني أصلية تمتاز بالكلية والشمول بالنسبة إلى المصاديق المتجددة، كما تؤكد القصدية أن الفرضيات التي لها تأثير فعلا في عملية التأويل، لا بد أن تكون بينة ومتفق عليها مسبقا ووفق معايير موضوعية ولا تجاهل الدلالات القصدية للنص حتى يتغير البناء اللفظي له، الأعتباط التأويلي بالحقيقة هو أن نقوم بإلغاء النص وأستبداله بالفهم الذاتي الشخصي المتغير والمتبدل مع تغير وتبدل الأحوال، والحقيقة أننا لا نقوم بتحديث دلالاته كما يتصور الاعتباطيون بالنسبة للنص القرآني الذي يكتنز تأويلا واحدا متسق مع نمطية الطرح العام للفكرة من خلال كتلة الأفكار العامة والخاصة للقرآن وعكس ما يمكن أن تنجح به الهرمنيوطيقا في نصوص أخرى وبالذات الأدبية الإبداعية، من خلال تحديث الفهم المتكرر والمتطور الذي يستند إلى إحداث الجدل بين النص والواقع، بحيث تكون للنص الأدبي والفني المبدع شخصيته المهيمنة على الواقع، كما يكون للواقع أسئلته الخاصة من قراءة النص أو أثره فيه والتي ينتظر عليه الإجابة من النص أو من فهم النص.
فالقضية المهدوية كما هو شائع في طرحها بنيت كل أعمدتها وأسسها على التأويل للنص القرآني خارج القصدية المعنوية والظرفية الحالية والزمكانية، وعززته بأحاديث موضوعة أو مستحدثة تتوافق مع نتائج التأويل لتكوين منظومة متكاملة من أسانيد مصدرها كما يزعمون الكتاب والسنة، ولو راجعنا كا الروايات والأحاديث كما يذكر السيد محسن الحكيم في تتبع ما ورد بشأن المهدي ووجوده ووفقا لطريقة العملية والعلمية في فحص السند والمتن والرجال، لا يصح من مئات الأحاديث الواردة عبر عصور تاريخية مختلفة إلا حديث واحد فقط يمكن أيضا صرفه لمقتضيات أخرى، ليس من الضرورة الإشارة فيه لحالة واحدة تخص المهدي المنتظر من أل فاطمة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح3
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح3
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح2
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار
- تعطيل أعمال مجلس النواب وحله من خلال أستقالة رئيس مجلس النوا ...
- المهدي الموعود فاضل مؤجل
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح2
- على سبيل الفرض والافتراض ح7
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار
- على سبيل الفرض والافتراض ح6
- على سبيل الفرض والافتراض ح5
- الموقف السياسي العرافي اليوم
- رسالة إلى حامل الأختام المقدسة
- غي خضم الوضع العراقي الراهن مواقف واراء
- على سبيل الفرض والافتراض ح4
- على سبيل الفرض والافتراض ح3
- على سبيل الفرض والافتراض ح2
- على سبيل الفرض والأفتراض
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 21
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 20


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح4