أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح2















المزيد.....

اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7335 - 2022 / 8 / 9 - 10:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المشكلة في اليوتوبيا الدينية تنفي المكان وتثبت الزمان على أن المكان ممكن أن ينشأ لاحقا، لكنها مصرة على أن الزمان يجب أن يكون أولا أو حتى بلغ في بعض الفهم الديني تصور أخر ربما يكون المكان أفتراضيا فقط، عندما قالت أن الحدث سيكون جوهريا معنويا رمزيا لا ماديا في زمن اليوم الأخر، وكأنها تريد أن تقول ولكن بشكل غير مباشر أن الزمن أيضا سيكون جوهريا لا حقيقيا، وبالنتيجة فاليوم الأخر هو زمان خارج المكان ومكان خارج الزمن، أي أن الموضوع سيكون مجرد تجريد ذهني خالص لا مصداق له بالواقع ولا يمكن حدوثه لفقدان المادة أصلا.
من النظريات العلمية التي تسير في نفس هذا الأتجاه وإن أختلفت في التفسير ما تقوله نظرية غريبة ومثيرة للحيرة أعدتها مجموعة من علماء الفيزياء تنص على إن (الوقت "ليس حقيقيا"، وهو "بناء" إنساني للمساعدة على التفريق بين الزمن الحالي وإدراكنا للماضي)، الحقيقية أن مفهوم الوقت يختلف عن معنى الزمن، فالوقت هو مقدار أو تقدير إدراكنا لحركة الموجود في الوجود زمنيا، أي الحركة محسوبة بالسرعة على المسافة، لكن مجرد ذكر أن هذا الإدراك بمجمله لا حقيقي، يعني لنا أنه واضع النظرية يدرك أن الزمن لا ينفصل عن المادة، وبالتالي المعيار الذي يقاس به الوقت لا ينفصل عن الحركة ذاتيا وإنما هو صناعة خارجية الغرض منها التفريق بين نقاط المكان .
إذا وكما تقول هذه النظرية أن الوقت مجرد "بناء بشري" صنعه الإنسان بذهنه وفي الحقيقة أنه وهم وخيال مجرد، فالزمن دائم الحركة في عمق المادة قد يظهر للخارج إذا أحدث تغيرا في حركة المادة، وقد لا يظهر لأن الحركة في الداخل غير مدركة بالوسيلة الطبيعية فلا نراها ولكن الزمن لا يتوقف، بمعنى أن الوقت يتغير في حركة مستمرة إلى الأمام ضمن المنحنى المغلق، السؤال هنا كيف يمكن أن نحدد الأمام أولا ؟ والسؤال الأخر هل من الممكن أن يتحرك للخلف؟، في الإجابة الأولى وقد سبق وإن ذكرتها في مباحث أخرى الأمام هو كل نقطة لم يصلها في الحركة الماضية، بمعنى أنه لا عودة للخلف فالخلف دائما هو الماضي لذا فهو لا يتوافق مه حركة متجهة دوما للمستقبل، الإجابة الثانية والتي فيها تفصيل أكبر لكنه يعتمد على فهم الإجابة الأولى.
يقول بعض الملتزمين بنظرية "الأزمة الكبيرة" إن الوقت سيتحرك إلى الوراء عندما يتوقف الكون عن التوسع ويبدأ في التراجع، المشكلة عند من ينقل الفكرة مترجمة من لغتها الأصلية للعربية لا يكون دقيقا بما يكفي للتفريق بين المصطلحات، النظرية تتحدث عن الزمن وليس الوقت، فالوقت وحتى بالأعتبار المتداول هو مقياس حسي يعني ينتهي بمجرد إدراك الهدف منه، فالوقت لا يتراجع لأنه مرتبط بحركة والحركة تمت، الرجوع في الحركة تستلزم وقت أخر مرتبط بالحركة الجديدة ولا علاقة لها لا بالتوقيت الأول ولا بالحركة الأولى، المهم هنا النظرية تتحدث عن رجوع الزمن بنفس المنحنى السابق ولكن للخلف عندما يتوقف الكون عن التوسع، بمعنى توقف المادة عن أنتاج نفسها أما بالتحولات أو بالحركة في الفراغ الذي يملأ الكون.
الحقيقة أن التراكم السيروري المتدفق بشكل سيال نحو جهة الفراغ دوما التي هي الأمام لا يمكنه فيه الأفتراض أن الزمن يرجع للوراء، السبب لو أخذنا اللحظة الآن (Now) كجزء من حركة المادة فإن حركتنا هذه هي جزء من (سلسلة متتالية من Nows )، أي سلسلة من حركة مادة متدفقة بأتجاه واحد ضمن المنحنى الأساسي، فالرجوع يعني أولا تصادم بين التدفق السيال نحو الأمام والحركة الراجعة للخلف، هذا التصادم سيسبب لنا أنفجارا كونيا حتى لو كان المكان صغير، بسبب أن إرتدادات هذا الأنفجار التصادمي ستنتقل عبر موجات مستمرة من مركز التصادم للخارج بشكل أشعاعي لأن حركة المادة في أي جزء منها مرتبطة بنظام كامل لا فتصل بينه وبين بقية الوجود، إذا لا يمكن أن يخترقه خلل دون أن يصيب كامل التكوين الوجودي.
المؤكد أن الحركة المادية في الوجود تسير بخط واحد وبأتجاه واحد دوما حتى تبلع أعلى قمة المنحنى، عندها تتجه لنقطة البدء متناقصة ولكن ليس للخلف الذي كان في الآن ماضي بعد الهبوط تحول إلى مستقبل قادم بالنسبة للنقطة الحرجة ومنها، فكل ماضي بالضرورة هو مستقبل طالما أن المنحنى مغلق ولا خروج منه، فالتغيير هو في الحقيقة مجرد وهم ذهني تجريدي خارجي، لأنه لا يوجد شيء يتغير في المادة كل شيء هناك - الماضي والحاضر والمستقبل، إذا ما لدينا وندركه هو صورة الذهن بأعتبارها وهم نحن جعلنا له ماهية وأقتنعنا به في لحظة، بأن الماضي قد حدث بالفعل وأن المستقبل غير موجود بعد، وأن الأمور تتغير، لكن كل ما أعرفه هو حالة ذهنية الآن لأن الزمن بكل تفاصيله يتعاقب بشكل مضطرد ومنظم ومتوالي ماضي الآن ثم ماضي كان مستقبل لنتجه إلى مستقبل كان ماضي.
نعود إذا إلى فهم الزمن من خلال علاقته بالمكان أو ما يطلق عليه الآن بالزمكان الذي أشار إليه علماء الفيزياء عندما دمجوا المكان بأبعاده الثلاث مع الزمن ليتحول المفهوم الموضوعي للمادة إلى فضاء بأبعاد اربعة، هم الأبعاد المكانية الثلاثة التي نعرفها، الطول والعرض والارتفاع مضاف إليها الزمن كبعد رابع، هذه الفضاء الرباعي تشكل النسيج أو الشبكة التي تحمل كل شيء في هذا الكون، كل جسم "مادة" مهما كان حجمه وكل حدث يخضع لها، فلا وجود للأشياء ولا للأحداث خارج نطاقي الزمان والمكان، وبناء على هذا التصور يمكن للفيزياء أن تفسر مثلا التأثيرات النسبية المرافقة لحركة الوجود، مثل السبب وراء التباين الذي يراه مراقبون مختلفون في زمن ومكان وقوع حدث ما.
قد يكون مفهوم الزمكان وسيلة إدراكية تفسر للخارج ظاهرية الحدث أستنادا إلى مسلمات يعدها الذهن البشري بديهيات، مثلا الأبعاد الثلاثة الطول العرض والأرتفاع والتي تحدد ظاهرية المكان بالنسبة لنقطة محددة، بدون هذه النقطة لا يمكن أن نتصور وجود الأبعاد أصلا، فالمكان في تفسير الفيزياء الظاهراتية يختلف عن الفيزياء المادية، حيث تدرس الأولى المكان بأعتباره ما يشغل حيزا في الوجود له ماهية قياسية محددة سلفا، فالمكان فيها هو المادة "كتلة-الكون"، وهذا المفهوم يتجاوز المكان كمادة أساسية مجردة بلا معيار خارجي، أي أن المادة في الفيزياء المادية ترى في أصغر وحدة تحمل صفات وماهيو الوجود كاملا هي المكان الذي يكون في جوهره الزمن بعيدا عن الكتلة ولا السرعة ولا أبعاد الأخرى، لأنها أساسا بعد واحد في ذاته لذاته.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار
- تعطيل أعمال مجلس النواب وحله من خلال أستقالة رئيس مجلس النوا ...
- المهدي الموعود فاضل مؤجل
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح2
- على سبيل الفرض والافتراض ح7
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار
- على سبيل الفرض والافتراض ح6
- على سبيل الفرض والافتراض ح5
- الموقف السياسي العرافي اليوم
- رسالة إلى حامل الأختام المقدسة
- غي خضم الوضع العراقي الراهن مواقف واراء
- على سبيل الفرض والافتراض ح4
- على سبيل الفرض والافتراض ح3
- على سبيل الفرض والافتراض ح2
- على سبيل الفرض والأفتراض
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 21
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 20
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 19
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 18
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 17


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح2