أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - مساحات 4














المزيد.....

مساحات 4


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 7338 - 2022 / 8 / 12 - 04:42
المحور: الادب والفن
    


لكل مساحة خربة، إله عاطل ورسل بلا رسائل.

عندما أطلّ على مساحة المشهد، تراودني دهشة قديمة، برأسها المبتور.

مغروسة في الوحول، دروع السلاحف المعمرة.. تلك المنقلبة على مساحاتها.

الخطوة مفقودة، والغناء مخبوء في حناجر متيبسة، ثمة مساحات تشي بما هو أكثر خيبة، من بؤس الاستمناء العقلي.

كمن يدّخر رؤوس العشب، ليؤنس وحدة المناجل. هذا الجفاف لا رجعة فيه، ومساحة العصف ترتوي بعارها.

يستهدف مصاصو الدماء، ثغور المساحات عادة. ليست صدفة، أن ينزف ثغر مساحتي، صديد ذهبه الأسود.

الخصومات الحادة، محض مراودات أرواح راكدة. رجّ المساحة الحاضنة بمهارة نادل أقدم، قد يكون هو السبيل.

تعلمنا أن نطيق وجود الأشياء حولنا، الأشياء التي قد لا تطيق وجودنا على مساحاتها.

على مساحة السور والقفص، كفّت الديكة عن الصياح.. بانتظار عودة الفجر.

لا أظن هذه الفخامة المشيدّة، قد اتسخت بوجود عجل أو بعير، اظنهم قد نسوا تاريخ وسخها القديم، قِدم الأرواح البشعة.

وتهمس في سرها عذوق الحشف المر؛ ثمة شبه أو تحالف، بين تصريف الأعمال على هذه المساحة، وتصريف المياة الثقيلة إلى النهر.

كل الأصوات تعلو فوق صوت الشعب، إذا كان مغيبّاً على مساحته.

الأفضل أن نحرث مساحة اللحظة، ولكن ليس من أجل أخرى قد لا تجيء.

على مساحة عقدين مزمليّن بالخسارة، لا شيء تهفو له أدمغة الحجر، سوى مطارق مذهبّة.. من ورق.

أحمل المصباح فجأة، وأبحث عن شيء ما مفقود، على المساحة المرئية من النهار.

الانغماس المفرط بالطقوسية؛ عملية إلهاء منظم، لصناعة العبيد، وهجوم استباقيّ، على مساحة إثراء محتمل.

فوق بلاط الأهداف المرهقة، لا أحد يريد أن يموت، أو يغادر ولو ببعض الندوب الجميلة.

لا يأكل الفقراء من بركات أي إمام، هي ريع زياراتهم المستلب. أقصد ذلك الفتات الذي يلقى لهم، على مساحة جلد الذات.

لابد أن تنأى عن مساحة طيشك القديم، تلك التي تهتف عليها لرجل دين، إذا كنت مؤمناً بثورة الوعي والإصلاح.

يُمسخ محتوى كل شيء إلى هباء، في المساحات التي تصحرّت مروجها.. من فرط الاجترار.

على مساحة المكشوف من الواقع، تأكدت أنهم بارعون، ومهمون جداً.. لحوَل الطريق.

السرقة لا تعدّ سرقة، على مساحتي المفخخة لتعجيل الفرج. فالمال سائب وإلى إشعار غير مسمى.. يقول خاسف الشمس بخاتمه.. ومن ينقذ ما يستطيع منه، يرفد رصيد حسناته كفاعل خير.

تنزف قيحاًً مساحة القهر والفراغ، عندما تتعامل مع أناس تفوَقوا في الإثنين؛ الغباء والمكانة.

على مساحة الضجيج اليومي والشغب، يتفوق الكبار دائماً.. على الصغار.

عندما تلقّى ضربة موجعة، سقط حراً، امتطى صهوة الرحيل عن جحيم مساحته.

لا تطمع بديمقراطية الأغلبية السياسية يا صاح. فعندما تكون الثقافة السائدة تحت خط الفقر المعرفي، تخترق الأغلبية الطائفية الانتخابات، وتطيح بالعملية الديمقراطية، كما يطاح بخراف الأضاحي.

أكتشف بعد دخوله الحمام، أن يده قد استطالت إلى تلك الدرجة الحرجة، التي يصعب عليه استعادتها. ظل حبيس النجاسة والمحاولة، على مساحة أحلامه الهائجة.

جلس نفس اللصوص على نفس الطاولة، لترتيب عمليات النهب القادمة، وتضبيط الحصص. كان يشرب النسكافيه على ذات الطاولة، ويفكر في شعارات جديدة كان سيقترحها لاحقاً، تفيد الحماس المرحليّ لصالح الضحايا؛ عندما شمّ ريح الغدر والخيانة.

اخذة بالتوسع بلا قيد، مساحة الجاهلية المعصّرنة.. بقشور الحضارة وبصاقها.

تفعل ما بوسعها لطعن الطبقة الكادحة، من خلف ستارها الناعم. تلك القوى المخادعة التي كثرما يلتف حولها الفقراء. ولا مقعد شاغر لقراءة هذا العماء الجمعيّ، واستقراء مساحته المنهكة.

على مساحة الكتلة الأكبر، تسقط الانتخابات بالضربة القاضية. وبالثلث المعطل تنتعش المحاصصة، وتنجو مساحة الحظيرة السياسية من رياح المعارضة.

هي ولادة جديدة، حالة الخروج من نفق الأزمات العصيبة. من العار أن يكون مخاضها عنفاً مسلحاً ومقابر. لكن الحروب ستبقى مساحة آمنة للفشل، وهزيمة مؤكدة لكل الأطراف المتناحرة.

سننعم بالكثير من الهدوء واللامبالاة، على المساحة الوحيدة التي ستنجو. دعونا ننتظر مساحة الفناء كما ينتظر الحبيب محبوبته.

من مفاهيم الاغتيال الحديث، أن لا تترك الزهور تنفث عطرها صوب البحر، فالغاية من كل عطر، يقول جهابذة المساحة الموصدة على ريحها.. هي أنوفنا المعقوفة للشم.

أعرف كيف ظل نجماً لامعاً، في المساحة التي ابتلعت كل النجوم. من يرتع بخيانة عقله، قد يلمع نجمه، في المساحات الساقطة.

وأنت تعيش زمن الدمامة والتوحش؛ لابدّ أن تراودك مساحة شك، فتسأل نفسك برهبة، هل حقاً كانت سفينة نوح.. للصالحين فقط؟

الإساءة المتعمدة للحقيقة هي التنمّر، وليس قول الحقيقة. إنما مساحة الهراء غالبة. والحقيقة كشرف أنثى الشرق باتت، يمكن أن تخطفها لحظة هراء.



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهود
- المرجان الأزرق
- مساحات 3
- صور متخيلة لا تتحقق
- من يلوم الشمس
- لا أخلاقيات المعرفة التقليدية 2
- لا أخلاقيات المعرفة التقليدية
- مساحات 2
- محاولة الرائي
- الشيطان النبيل
- رهط من الرجال
- مساحات
- رقصة داليا
- سفر الأنثى
- ذلك الشيء
- التجميل في سوق العدم 2
- التجميل في سوق العدم
- مرايا
- كيف تكون وطنياً بلا حدود
- لا يأتي فجأة


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - مساحات 4