أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - من يلوم الشمس














المزيد.....

من يلوم الشمس


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


لا تبدّد الشمس نفسها بما يكفي
الجهات تزأر باردة، منطفئة
تقامر بالحواس والدهشة، وتشير إلى مفارق اللاشيء
مولعة بالفخاخ وصخب السرابات اللامعة -كملاهي لاس فيغاس-
مضللِّة كأسطح الكثبان الزاحفة
ملبدّة بآمال مقاتلين مسحوقين
وأصداء آخرين ذعروا وماتوا.

حتى المخاوف الكبيرة والأحزان، تنبعث من الصدوع باردة
سرعان ما تلوثها الأضواء المراوغة
وحيثما تكون، تتسكع بها الأقدام، ولا تمسّها خسارة
لأنّ الشمس على شفا سطوعها
لا تبدّد نفسها بما يكفي.

عندما تهتز الأفكار كأوراق الخريف
تتدحرج الأيام والأحداث، ككرات الثلج
تتسارع منذهلة بلا مشهد، متحمسة للزوال
تتوارى بطعوم نيئة، منتفخة كأسماك النيص،
لكنها ضارية الجوع
تكاد تمزّق نفسها بقواطع غير مرئية.
وثمة أوقات ناعمة.. كغبار السطوح..
تسِفّها الزفرات وتنام متراكمة.
لكنهم عمالقة بما اكتنزوا
أولئك الذين تساقطت رؤوسهم.

لو تركنا الكبار يلهون ويعبثون كيفما شاؤوا
ستخرج من جيوب الليل آمنة
آفات الأرض الرخوة، وأجنّة تائهة
لكن قد تنبثق حقيقة جديدة أو جهة،
لا تكون مروّعة كغيرها.
والشمس ملأى قد تعود
مرّ وقت طويل وهي بقعة صغيرة صفراء
مُبدّدة في جهات الرسم أيضاً!

ربما للوسائل طيشها الأبدي، وصراخها الرخيم..كـفيلة السافانا..
ربما الغايات كالأدغال متشابكة، تترامى بصليل الأهواء الشريرة
وتغور في قيعان لغاتها العنيفة
إنما تلك التي راقصت صياح الديكة، قبل أن تلمع عين المارد في السماء،
قذفها لفم النار والريح
حطّابو الذاكرة.
والجرار التي امتلأت، قبل أن يفرّ النهر من مجراه،
حملتها إلى ملهاة الجبل
بغال يافعة
مقبلة على الانتحار.

تبدّد الجهات نفسها بما يكفي
تفرض ألقاباً فضفاضة.. كـسراويل القرويّات.. وأحذية ضيقة
لدروبها الوعرة
وثمة حشود ممتلئة، تتراقص كالنمل الأبيض، بلا خصور
تنشّ الهوام ومساقط البرق
عن غلال مواسمها الرديئة.

كإنها رقائق من صقيع فقد بياضه
تتكسر حينما ترتفع
أعلام الجهات التي ترقب وقودها
..كـجحيم الآلهة..

بضالتها المفكّكة تتمرغ لاهية
تلك الجهات القابعة خلف النوافذ السوداء
من أولئك الذين ابتكروا، لسِفاح فروسيتهم،
لعبة الموت السريري للأزمنة
وطرّزوا لعضّات الصقيع الحارقة
كل هذه القلنسوات الفخمة، المذهبّة بما يكفي
من البؤس والشتات
كيف تمرسّوا في الفراغات المطلقة
من أجل فرك حجر بحجر
بأصابع مبتورة؟



#فاتن_نور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أخلاقيات المعرفة التقليدية 2
- لا أخلاقيات المعرفة التقليدية
- مساحات 2
- محاولة الرائي
- الشيطان النبيل
- رهط من الرجال
- مساحات
- رقصة داليا
- سفر الأنثى
- ذلك الشيء
- التجميل في سوق العدم 2
- التجميل في سوق العدم
- مرايا
- كيف تكون وطنياً بلا حدود
- لا يأتي فجأة
- لا وقت عندي
- رسائل الصمت 2
- رسائل الصمت
- لتمسّك يدي
- قنديل


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - من يلوم الشمس