أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - التجميل في سوق العدم














المزيد.....

التجميل في سوق العدم


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 6824 - 2021 / 2 / 25 - 01:26
المحور: كتابات ساخرة
    


إنها ظاهرة تستحق الدراسة.
أن يقترب عدد مراكز التجميل في بلد، صالونات وعيادات؛ من عدد أكشاك بيع المأكولات الشعبية على الأرصفة، وأن تتنافس المراكز والأكشاك على أعداد الزبائن المقبلة بشهيّة منفتحة.
لست ضد التجميل، ولكن إذا أردنا التفاوض مع الطبيعة أو مراوغتها بعض الوقت، للظهور بشكل أفضل، فلنتفاوض دون هوس، بتعقّل وذكاء لا يطيح بالجيب والخلقة.

إنها من الظواهر الملفتة حقاً.
أن يعتزّ المرء بتاريخه المزوّر أيما اعتزاز، ولا يعتزّ بتاريخ وجهه أو جسده الذي يحكي الحقيقة.
والبلد الذي غابت عن مدنه وشوارعه ومرافقه العامة، مظاهر الترتيب والنظافة، وصور الجمال بأبسط مقوماته، وكأنه لا يستحقها؛ أن يدخل أناسه زرافات زرافات في دين المراكز، وكأنهم لا يستحقون حتى الوجوه التي خلقها الله. أو لا يحتملون الاحتفاظ بأنفسهم كما سوّتهم الطبيعة.

تراهم يحتشدون لنفض جيوبهم بفرح طافح، وكأن ملائكة الرحمة قد حطّت بها أخيراً ما يكفي من الأرزاق. لا يعرفون إن هذا الفرح، سيكون لربما آخر جيل من الأفراح التي بمقدورها أن تطفح، وأن تصبح مقروءة في الملامح السلسة، الملامح التي لا يكسوها الصقيع العشوائي الذي تسوّقه هذه المراكز الشرهة.

ربما صناعة فقه جديد بات ضرورة، فقه قراءة الملامح. من أجل تفسير تعابير الوجوه بعد التحديث، ومتابعة عنعناتها المنقطعة والمرسلة والموقوفة. أو الاجتهاد في تأويلها إذا تعسّر الفهم. فالتقطيب، في وقتنا هذا، قد لا يكون بالضروة نوع من العبس، أو التعبير عن أمر غريب قد حصل، بل قد يكون من تداعيات زحاف الحاجبين ليس إلاّ، فجلّ من لا يسهو في الرسم والنحت. والضحكة العريضة، قد لا تكون ضحكة بالمرة. بل مجرد محاولة جادة لبسط الشفتين المزمومتين بالقوة.. وهلم جرّا.

وبعد الغيث غيث..

مسرعون على أرصفة القمامة
متفاعلون مع الزمن المنكسر، بروح التأقلم المر والمرح.
روح رياضية، تدفع لشفط المزيد من شحوم المواجع.
الشفاه غليظة، ربما لوجه الله.
تشبه، بما يكفي، غلاظة المرحلة الحنيفة.
ومقلوبة بعسر الضوء، متورمة وصاعدة، تروم لمس الإنوف المنحوته، أو مسايرة واقع الأنفة الحديثة.
ولم تعد أهلّة الجباه أهلّة. ارتدّت عن بكارة تكوينها الأول.
لعبت بها الأصباغ والأوشام، بما يشبه النحس، صارت كالفزع متشابهة، كأنها ندوب معركة خاسرة. أو شعار موحد لمحو أميّة التفرّد بهويّة الجمال الطبيعي.
والرؤوس حمّالة غواية.
تلك التي لا تسترها رافعات الخرق والدبابيس، التي تهيل على أطوال أصحابها ما لا يقل عن ست بوصات على كل رأس؛
تراها حليقة الحواف بعناية، منتصبة الشعور في هوام الوسط، تشي أن في الأمر ما يشبه الجهاد. جهاد البخاخات واللواصق، لتحفيز الخصال العنينة.
مشاهد تجعلك تتفهم ولأول مرة، الفرق بين تطرف الذكور وتطرف الإناث على أرصفة القمامة.

يتبع..



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرايا
- كيف تكون وطنياً بلا حدود
- لا يأتي فجأة
- لا وقت عندي
- رسائل الصمت 2
- رسائل الصمت
- لتمسّك يدي
- قنديل
- بصمة المدينة
- صفعة المطر
- كلنا عنصريون
- المثليّة الجنسية والحتميّة الاجتماعية
- بوصلة التنوير العدمي
- لنارِكَ هذا اللوح
- جيسيكا..5
- جيسيكا..4
- جيسيكا..3
- جيسيكا..2
- جيسيكا
- العلمانية ضد محاربة الأديان..


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - التجميل في سوق العدم