أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - كتيب الانسان والبيئة بين النسخة المطبوعة والنسخة الأصلية















المزيد.....

كتيب الانسان والبيئة بين النسخة المطبوعة والنسخة الأصلية


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7333 - 2022 / 8 / 7 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يكاد أن يكون " النظام الديمقراطي الشعبي" القائم في سوريا حتى اللحظة أكثر الأنظمة الاشتراكية الشمولية تعلقا بفكرة الديمقراطية الشعبية وما يتفرع عنها من مقولات مثل مقولة القائد الضرورة . الانسان من وجهة نظر تلك الانظمة يجب ان يكون رقما أو برغي في آلتها البيروقراطية , على الأقل هذا ما استنجته من تعاملهم مع نشر كتابي المعنون : الانسان والبيئة تفاضل أم تكامل ؟
لقد خرج الكتاب من بين يدي رئيس تحرير الهيئة العامة للكتاب محّورا بشكل تام وكأنه هو المؤلف ولست أنا ولْأبدأ من الصفحة الأولى التي ارتأى الشيوعي العتيد الا ينشرها فهي لا تليق بدار البعث الاشتراكية . جاء في الصفحة الأولى من النسخة الأصلية الاهداء كالتالي . الى زوجتي فاطمة واطفالي الثلاثة : حنين, ايما , فريد : الذين لولاهم ما ابصرت كلمات هذا الكتاب النور , اما المقدمة فلم ينشر حرف منها وتّم الاستغناء عن كل ما في الكتاب من جداول وبيانات مثل شكل رقم 1 عن الأحقاب الجيولوجية ص 10 من النسخة الأصلية وشكل رقم 2 عن التسلسل الجيولوجي وشكل رقم 3 المختص لشجرة الحياة التي تعبت فيها كثيرا والتي تبدأ جذورها بالفيروسات وتنتهي اغصانها بالثدييات التي يتربع على عرشها الانسان .
أما كل الصور والبيانات التي اجتهدت فيها للدلالة على عبث الانسان مع البيئة فقد تّم حذفها ليخرج الكتاب وكأن لا علاقة لي به . النسخة الأصلية موجودة لديّ وعندما تتوفر لي الدار والقدرة على نشرها سأفعل ذلك ليقارن القارئ الكريم يين النسخة الصادرة عن دار البعث وين النسخة الأصلية وسأكتفي هنا بذكر المقدمة التي حُذفت بالكامل كما حذف قبلها الاهداء .
هذه هي حال الكتّاب مع النشر عند انظمة الديمقراطية الشعبية التي قالت الحياة كلمتها فيها وفي الكتب الصادرة عنها .
.......................................................
مقدمة:
قضيت صيف عام 1999 عاملا في ندوة مطعم التنور التابع الى منطقة صلنفة محافظة اللاذقية , مطعم التنور كان آنذاك منشئة سياحية مهمة ليس في صلنفة فقط بل و في الشرق الاوسط كله يطلق عليه اهل القرية التي تحتضنه (قرية لقمانة ) مزراب الذهب لان غّلته تزيد عن المليون ليرة سورية يوميا طيلة الموسم , في ذلك الصيف جرت الحادثة التالية التي لن انساها ما حييت.
بعد انتهاء الامتحانات المدرسية عصر اليوم الاخير من شهر تموز تجّول صاحب المطعم بين الاقسام كعادته مساء كل خميس من اجل التحضير ليوم الجمعة و استقّر به المقام في الندوة يستمع الى المطالب والاقتراحات ويراقب من نافذتها سير الحركة وقد تمكّنت وانا غسل كاسات الشاي من التقاط الحديث الذي دار بينه و بين احد عماله القديرين و هو رئيس قسم و كرسون أيضا . طلب الكرسون من المعلم وعدا بإكرامية خاصة قدرها خمسة بالمئة عن كل ما يزيد عن المليون كي يتشجع و يشرف على تلال البندورة والخس والبقدونس والخيار استعدادا للغد وقد وعده معلمه بذلك.
تشاء الصدف ان تمطر الدنيا بغزارة طيلة أواخر ليل الخميس وصباح يوم الجمعة لتشّكل سيولا جرفت معها كرسون البارحة وفراشه , ساعدها على ذلك عدم قدرته على الاستيقاظ من شدة الانهاك وهكذا ذهبت الخضار والفواكه مع المطر لتصبح غلة المطعم نهاية ذلك اليوم صفرا مكعبا.
انشغل اهل القرية بالحادثة اياما بلياليها
- كبارها اجمعوا على القول: ان الله اذا غضب على قوم جعل صيفهم شتاء لذلك على صاحب المطعم ان يبادر لدفع غضب الله عن مطعمه بالتوسل اليه عبر اوليائه و قد استجاب لطلبهم سريعا فأولم وليمة كبرى على جبل النبي متّى المجاور للمطعم شهدت اكثر من ذبيحة و اكثر من ذكاة و اكثر من صلاة غفران.
- شبابها المتدينين رأوا في الوليمة عملا غير كاف من اجل درء الخطر مستقبلا بل علينا ان نجد لهذه الحادثة تفسيرا في تغّير احوال المناخ و كتاب الله تعالى لا بد ان يساعدنا على هذا التفسير اذا أمعنا فبه جيدا وكما أخبرنا الله تعالى عن وسائل الاتصال الحديثة قبل ان يخترعوا المذياع بقوله : يأتيكم التناوش من مكان بعيد . فلابد ان يكون فيه اخبار عن الارصاد الجوية تساعدنا على الاستعداد لدرء مخاطر تقلباتها .
- شبابها التقدمي رأى في تلك الحادثة تغيرا مناخيا عاما على مستوى الارض جميعها سببه تلوث البيئة من قبل نظام الانتاج الرأسمالي وشركاته الاحتكارية التي تديرها الامبريالية الاميركية والصهيونية وبالتالي يجب تشديد النضال ضدها.
- اما انا فقد شغلتني تلك الحادثة وأشعلت في مخيلتي آلاف التساؤلات تمحورت أهمها حول الدين وحضوره الكثيف في البلدان العربية الاسلامية تحديدا وتشابكه مع المؤسسات الحكومية والتربوية, والدين تاريخيا هو طريق القلب الى المعرفة قبل أن ينضج طريق العقل ولذلك يتعارض مع العلم في كثير من الميادين ولنأخذ مثالا على ذلك مشكلة الخلق
كل الاديان السماوية تنظر للخلق بوصفه صفة من صفات الخالق . والانسان هو اول مخلوقات الله تعالى الله
لكن العلم ينظر للخلق نظرة علمية بدأت بالانتقال من الجامد الى الحي وكانت ولا تزال صلة الوصل بين الجهتين الفيروسات ومن ثم انتقلت الفيروسات الى الجراثيم ثم وحيدات الخلية ثم كثيرات الخلايا ضمن تطور من البسيط الى المعقد وانتهت بالإنسان حامل الوعي كنتاج وثمرة لهذا التطور. هذا يعني ان الانسان خلق الله وليس العكس
لا تجرؤ مدارس اغلب الدول الاسلامية ان لم نقل جميعها على عرض مشكلة الخلق من وجهة نظر الدين والعلم بشكل محايد ومستقل وبجوار بعضهما لا بل ان دساتير بعض البلدان يجيز تقديم صاحب مثل هذه الكتابة للمحكمة بوصفه قدحا للذات الالهية وقد تصل العقوبة الى الاعدام بحجة الكفر والزندقة.
وبسبب هذا الواقع المرير نشأ الخلط والتلفيق بين الدين والعلم لدرجة غير مقبولة لا في علم البيئة ولا في غيرها.
يبدو ذلك جليا في مدارسنا حيث تتعدى المهاترات بين مدرسي مادة العلوم ومدرسي مادة التربية الدنية اللسان لتصل الى العراك بالأيدي والتي نالني قسطا منها بوصفي مدرس علوم طبيعية .
تلك التساؤلات قادتني بالنهاية الى تحرير هذا الكتاب الذي أطمح من ورائه المساهمة في مراكمة ثقافة بيئية شعبية تجعل بيئتنا نظيفة وقليلة التلوث يتفوق فيها الانساني على الطبقي كوننا جميعا نبحر في مركب وسط أمواج عاتية حيث تكمُن مصلحة الجميع بالتعاون لسّد أي ثقب قد ينشأ اثناء الابحار كي لا نغرق جميعا بالنهاية .
ولكن ان جاءت كتابتي بلغة علمية صرفة فهذا لا تعني انني املك الحقيقة في ذلك بل انا مجتهد على ارضية علمية.
من جهة اخرى هذا لا يعني انني اقلل من دور المؤمنين لمساعدتنا من اجل الوصول الى توازن بيئي افضل من التوازن القائم حاليا وانني ان اختلفت معهم - في الوسيلة ورأيت ان استراتيجيتهم تعتمد على لغة القلب بدلا من العقل - الا أنني احترم هذه الرؤية واجد بالأيمان طاقة كبيرة يمكن ان تساعدنا في تخفيف مشاكلنا البيئية اذا احسنا التعامل مع المتدينين واطمح من خلال كتابتي ان امّهد لعلاقة احترام وتجاور بين رؤية العلمانيين للبيئة والتطور ورؤية المؤمنين.
كفانا صراعا واستغلالا لقوانين ومؤسسات وسلطة بلداننا من اجل تأجيج الصراع بين الجهتين.
حان الوقت لكي نُفتش على ما هو مشترك بيننا وهو الانسان وسعادته على هذا الكوكب بدلا من المهاترات بيننا .
كامل عباس – اللاذقية



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنا أكره الماركسيين كما يصفني أحد أصدقائي الحلقة الأخيرة
- هل انا أكره الماركسيين كما يصفني أحد اصدقائي ؟ 3
- هل انا أكره الماركسيين كما يتهمني احد اصدقائي ؟
- هل أنا اكره الماركسيين كما يصفني أحد الأصدقاء ؟؟!!
- النهاية غير السعيدة للعبة الأمم
- نحو هيئة دول جديدة متحدة : من الأمة الى الدولة
- نحو هيئة دول جديدة متحدة 3 الصين وهيئة الأمم المتحدة
- أمريكا وهيئة الأمم المتحدة - نحو هيئة دول جديدة متحدة - الحل ...
- نحو هيئة دول جديدة متحدة 1
- نحو هيئة دول متحدة جديدة
- امريكا كما هي على حقيقتها لا كما يراها ميشيل كيلو
- يحدثونك عن الانسان وحقوقه ؟!
- سيرة وانفتحت (11)
- فرنسا وأجواء الثامن عشر من بروميير فيها هذه الأيام
- انفجار المشرق العربي أم انفجار العالم ؟
- الخطوة الاندماجية بين تيار مواطنة ونواة وطن مالها وما عليها
- الأندلس في عصر بني عباد
- كوابيس النهار وأحلام الليل وما بينهما
- الجبناء رواية جديرة بالقراءة
- لا يزال الحق ضد العالم كله


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - كتيب الانسان والبيئة بين النسخة المطبوعة والنسخة الأصلية