أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كامل عباس - يحدثونك عن الانسان وحقوقه ؟!














المزيد.....

يحدثونك عن الانسان وحقوقه ؟!


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 18:57
المحور: حقوق الانسان
    


ان ما يجري في ماريوبول وبقية المدن الأوكرانية يفوق الوصف : نساء حاملات في بطونهن وعلى اكتافهن وهن يلهثن في المحطات وراء القطارات ليبتعدن عن أشلاء واحجار وشوارع ومدن يختلط فيها اللحم البشري الممزق بركام الحجارة , هذه تجر شنطة كبيرة فيها كل ما تبقى لها من عرق جبينها وتلك لاتريد التطلع الى الوراء لتتذكر من تركت في مدينتها أو قريتها , ملايين الأكرانيين والأوكرانيات أصبحوا بين ليلة وضحاها في خيم وملاجئ يحلمون بزجاجة ماء أو رغيف خبز . ما يجري في اوكرانيا الان يحّتم علينا اعادة قراءة تاريخنا كنوع حي تبين أنه هو الأسوأ من كل الأنواع الحية - التي ظهرت على الأرض- من جهة تعامل افراده مع بني جنسه .
المضحك المبكي في الموضوع هو الميثاق العالمي لحقوق الانسان الذي صيغ في هيئة الأمم المتحدة والذي تفاءلنا به جميعا كونه نتاج الحضارة البشرية التي أصبح عمرها أكثر من الفي عام وفيها ابتعد الانسان عن طفولته كما توهمنا .هذا البيان الذي يتقدم فيه القانون الدولي الانساني خطوة على حساب القوة التي سادت عصر الأمبراطوريات السابقة حيث كانت تتحدد حدود الأمبراطوريات بمدى مدافع جنودها في التاريخ . لنكتشف الآن ان كل ذلك كان انحناء من تلك الدول التي ربحت الحرب العالمية الثانية حتى تمّر الزوبعة فاذا بهذه الدول تتنكر الآن للميثاق وتلحس توقيعها وتقف عارية في صف الفاسدين في التاريخ . (لقد تنكروا له بشكل فاضح حديثا منذ أن سال لعابهم على خيرات ايران وعلى راسهم الرئيس السابق لأمريكا – أوباما - وهو يتفاخر بأنه يساري الهوى !لقد راحوا جميعا يلهثون وراء ولي فقيه شكّل دولة دينية عائدة للعصور الوسطى بدلا من ان يجتمعوا لا دانة دستورها الذي يخرق الميثاق العالمي لحقوق الانسان بشكل سافر .
اين م تفقوا عليه من حماية للمدنيين أثناء الحروب ؟ يخص امريكا هذا الكلام كما يخص روسيا وانا هنا اثبت ما قلته على صفحتي يوم اندلاع الحرب بين اكرانيا ورسيا لمن يهمه الأمر

(اعتقد ان الأزمة بين الرئيس الأوكراني والرئيس الروسي هي تعبير عفوي عن أزمة العالم الحالي بشكل او بآخر , الرئيس الفنان في أوكرانيا يقول لشعبه : لاتضعوا صوري على جدران بيوتكم وطاولاتكم بل ضعوا بدلا منها صور أطفالكم وانا عندما ستنتهي مدتي في الحكم لن ابقى يوما اضافيا . والرئيس الروسي الآتي الى الحكم من المخابرات السوفياتية يفصل الدستور على مقاسه مثل ديكتاتوريي البلدان المتخلفة ليحكم روسيا حتى عام 2036 وربما سيمددها الى الأبد ان وصل الى ذلك العام . سلوك الغرب يتحمل جزء من الأزمة ولم يكن هّمه في روسيا سوى ان يتشكل فيها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي حكم يتبنى ديمقراطيتهم القائمة على حرية الموت جوعا وهي التي اوصلت الغرب الى مّد فاشي يستند على قاعدة جماهيرية رجعية كبيرة .) .
خلاصة القول : كل الحيوانات تشفق على أبناء جنسها اكثر من الانسان , النملة تحب اختها النملة اكثر بكثير مما يحب الانسان أخيه الانسان , والنحلة في علاقتها بباقي افراد النحل مثال للتعاون ضمن خلية النحل لمصلحة الجميع . حتى الحمير تشفق على بعضها أكثر ما يشفق الانسان على أخيه الانسان . ما فعله عقل الانسان في اختراعاته العلمية كان ضارا بكل الأنواع الحية وقد أصاب الضرر الانسان ذاته أكثر ما اصاب البقية , ولو انه تُرِك لنا أن نستعمل عقلنا من اجل اختراعات علمية مفيدة لكل الأجناس الحية لكان وضعنا مع الطبيعة في أحسن حال . ان ما صُرف من اموال طائلة على صنع أسلحة الدمار الشامل – على سبيل المثال لا الحصر - لو تمّ صرفه من اجل تنمية اجتماعية عريضة لما بقي جائع على وجه الأرض. اخذ الانسان حتى اللحظة بمقولة الصراع الطبقي سواء كان تقدميا ام رجعيا , كل جهة لم يكن هّمها سوى تدمير الجهة الأخرى من اجل مصالح خاصة بطبقتها , مما انسانا كل التعاليم السماوية والأرضية التي تحض على احترام الانسان لأخيه الانسان . ما يجري في أوكرانيا ادانة لنا كبشر ويجب ان نتحرك جميعا للاحتجاج على الحروب التي تبين لنا ان وقودها الفقراء فقط وهي مناسبة لإصدار بيان جديد باسم كل المنظمات التي تعمل تحت لواء الانسان وحقوقه ,علّ ذلك يلهمنا لكي يبدأ تاريخنا الحقيقي القائم على أن يكون الانساني اهم من الطبقي في حياتنا كنوع حي .
كامل عباس – اللاذقية



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة وانفتحت (11)
- فرنسا وأجواء الثامن عشر من بروميير فيها هذه الأيام
- انفجار المشرق العربي أم انفجار العالم ؟
- الخطوة الاندماجية بين تيار مواطنة ونواة وطن مالها وما عليها
- الأندلس في عصر بني عباد
- كوابيس النهار وأحلام الليل وما بينهما
- الجبناء رواية جديرة بالقراءة
- لا يزال الحق ضد العالم كله
- حركة النهضة الاسلامية التونسية مالها وما عليها
- بريطانيا العالمية في عصر تنافسي – حوار ونقد -
- رواية طائر الخراب تمتع , لكن هل تفيد ؟!
- رواية - تقرير الهدهد – تمتع وتفيد أكثر من رواية - آيات شيطان ...
- درعا وانكسارا لأحلام في سوريا
- العتب على قدر المحبة يا دار فواصل
- برلين تقع في الشرق أم في الغرب ؟
- إصلاح النظام العالمي الحالي أصبح ضرورة موضوعية مُلِّحة
- قمة بايدن – بوتين : لاجديد تحت الشمس .
- الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الى أين ؟
- شارون بالا صحفية موهوبة أكثر منها كروائية
- كيف تحّول الحلم إلى كابوس في رواية الترب الأمريكي ؟


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كامل عباس - يحدثونك عن الانسان وحقوقه ؟!