أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - انفجار المشرق العربي أم انفجار العالم ؟















المزيد.....

انفجار المشرق العربي أم انفجار العالم ؟


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7176 - 2022 / 2 / 28 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مُدخل :
هناك مثل شعبي يقول : المكتوب يُقرأ من عنوانه . لقد أوحى عنوان الكتاب الذي بين يدي اليّ يشيء من هذا – انفجار المشرق العربي من تأميم قناة السويس الى غزو العراق - . من جهة أخرى أنا من المتابعين للدكتور جورج قرم ولكتاباته واحترم هذا المفكر القومي ولذلك قرأت الكتاب كله رغم ان صفحاته تتجاوز الألف وهي نقطة ليست لصالح عصر السرعة .
صدرت النسخة الأولى باللغة الفرنسية عام 1999 وترجم الى اللغات البولونية والايطالية والبلغارية . أما ترجمته الى العربية فقد صدرت عام 2006 قام بها مشكورا صديقه اللبناني د محمد علي مقلد . جاء في مقدمة الترجمة العربية بقلم الدكتور هذه الكلمات (أَمَلي أيضا أن يكون هذا المؤلف صالحا لانطلاق حوار جديد أكثر واقعية وصوابية فيما بيننا كعرب , لاستكشاف سبل الخروج من مسار الانحطاط ودينامية الفشل , ولإرساء دعائم نهضة عربية سامية تُخرجنا مما نتخبط فيه من أمراض جماعية وحروب داخلية وخارجية ولكي نتمكن من اللحاق بسائر الأمم ... )(1) .
حرضتني تلك الكلمات على ابداء رأيي كمحاور قضى من عمره حتى الآن أكثر من خمسين عاما من اجل نهضة ليس للعرب فقط بل وللكرد والفرس والترك وكل شعوب المنطقة والمقهورين في الأرض في كل مكان فيه وأتمنى ان يتسع صدر الدكتور لهذا النقد علّه يفتح صفحة جّدية في السجال مع كتاباته المتعددة .
.................................
أعتقد ان معاناة كل تجمعات الجنس البشري الآن تكاد أن تكون واحدة - سواء كانت مشرقية ام مغربية -مع النظام العالمي الجديد, بكل أسف ماضينا يؤرق حاضرنا ويضغط على أعصابنا منذ أن تعرّف البشر على الملكية الخاصة , ومع ان الملكية الخاصة نقلت النوع البشري من الجهالة الى الحضارة , الا ان صيرورتها آلمتنا وما تزال تؤلمنا بجانبين
- جانب انقسام المجتمع الى طبقات
- وجانب التوريث للملكية الخاصة ليولد البعض منا وفي فمه ملعقة ذهب والبعض الآخر ملعقة تراب .
حقيقة ان أي فرد بشري يولد في بيئة لا يختارها ويرضع مع حليب امه عادات وتقاليد تلك البيئة فنحن حتى الآن ليس لنا خيار لا في اسمنا ولا في ديننا ولا في طائفتنا وفقط عندما يكبر المرء ويشكل ثقافة خاصة به يستطيع ان يُعدل في تلك الصفات وما ينطبق على الفرد الانساني ينطبق على النوع الى حد كبير .
بدأت حضارات الشرق حول الانهار. النيل في مصر والرافدين في العراق وأنهار مماثلة في فارس والصين والهند مما استدعى ظهور مركز ينظم ويشرف على توزيع المياه تطورت مهامه مع الزمن لتشمل شق الترع والقنوات والمصارف وبناء القناطر والسدود والجسور وضبط مياه النهر على مدار العام والاحتياط لسنين الجفاف والفيضان.
هذا المركز تطّور الى حكومة قوية تشرف على نظام الري في طول البلاد وعرضها وتجمع بيدها كل السلطات وتقوم بتنظيم اعمال الصيانة والسخرة وبث الرعب والذعر في نفوس الناس لا رغامهم على الطاعة يقف على رأس هذه الدولة المركزية فرد قوي يصبح مهيمنا جبارا مقتدرا ....الخ.
اما في الغرب فقد استلم زمام الحضارة من الشرق حديثا وساعده على ذلك تحلل مشاعاته الاولى الجرمانية والسلافية الناجم عن الظروف الطبيعية – الاعتماد على مياه المطر بدلا من الأنهار - وانتقلت الى نمط كلاسيكي لتشكيلات اجتماعية متعاقبة أدّت الى توحيد السوق القومية على يد البورجوازية تميزت بمشاركة شعبية كبيرة وبدفع التطور في تلك المجتمعات من اسفل الى اعلى وفي زمن طويل نسبيا ترافق مع صراع طبقي عنيف احيانا بين الطرفين المتخاصمين وقادت جميع تلك الظروف الى الحكم النيابي البرلماني الديمقراطي.
ليست العّلة يا دكتور في العرب ولا في المشرق العربي, العّلة الآن في مجتمع دولي يديره حفنة من المليارديريين يتحكمون بحياتنا في المجال الاقتصادي والسياسي والعسكري والبيئي .
اعتقد انك تلاحظ مثلي كيف كشّروا عن أنيابهم عندما تهددت مصالحهم فلحسوا كل وعودهم السابقة ومواثيقهم عن الانسان وحقوقه وعادوا الى عصر الأمبرطوريات ,عصر القوة العارية عصر قانون القوة بدلا من قوة القانون الدولي ,والمأساة بالنسبة للشعوب أن الأمر لم يعد كما كان سابقا عندما كانت الدول منفصلة عن بعضها والأسلحة ليست متطورة جدا وبالتالي كان بالإمكان نجاح انتفاضات تجبر الحكام السابقين على الاستقالة .
انا اخالف منطقك القومي ولكنني أحترم القوميين امثالك الذين يريدون ان تكون القومية ممرا للأممية والانسانية عكس القوميين المتزمتين وقد احترمت كتابك واستفدت منه في تنويري حول قضيتين قوميتين هما القضية الناصرية والقضية الفلسطينية وأشير الى ذلك بعجالة هنا .
حول الناصرية : أختلف المثقفون العرب حول تقييم الناصرية فمنهم من رأى بعبد الناصر تكملة للرسول العربي ومنهم من رأى فيه دكتاتورا بدأت مأساتنا به فهو الذي أتى بنظام المباحث واستفتاءات ال99 % أما أنا فأتفق معك في كل كلمة قلتها حول الناصرية وأضيف : حاول عبد الناصر بقبله الكبير وحبه لشعبه أن ينهض بنا , ولكن النهضة تحتاج الى العقل وليس القلب , اعجبني قولك
(ان غياب سيدة الغناء العربي ام كلثوم هو وحده الذي سيسير كما لوحظ من مشاعر الحزن والحداد ما أثاره موت عبد الناصر والمقارنة هنا لا تقتصر على اهمية اللغة, والّا وقعنا من جديد في اغراء الصورة المستعادة عن سحر الكلام عند العرب وانما الانفعال المتوازن الذي خلفه موت زينك الكبيرين يفصح في الحقيقة عن كبت تاريخي مزدوج يقبع فيه المجتمع العربي كبت الحرية والكرامة السياسية من جهة وكبت الحب والجنس من جهة اخرى. فقد عبّر كل من صوت عبد الناصر وغناء ام كلثوم بالنسبة الى الشعوب العربية الصامتة منذ اجيال عن قرون من الاستبداد والطغيان السياسة من جهة اولى وعن آلاف السنين من التقاليد الابوية ومن الامتثالية العاطفية والجنسية من جهة ثانية)(2)
حول احتلال فلسطين هنا تجّلت عبقريتك بأحسن شكل
( نصل هنا الى طريقة عمل الأيدوليجيات المتعلقة بالهوية التي ينتجها الغرب ويصدرها والتي جاءت في المرحلة الراهنة لتحل محل هيمنة القيم الجمهورية والديمقراطية التي تميزت بها الثقافة الغربية لفترة طويلة. لقد ادت البربرية النازي وانكشاف الآلام المعاشة في ظل مختلف الانظمة الاشتراكية, والانتشار العجيب للثقافة الامريكية بأثاثها التوراتي على نطاق العالم الى تراجع التفاؤل بالقيم العلمانية التي بشرت بها فلسفة الانواع. في هذا المسار العام بدا مسار الطوائف الاوربية في اوروبا والولايات المتحدة يرمز الى التحولات التي طرأت على الحداثة مع نهاية القرن. هذا المسار أدى الى انحطاط اسطورة الجزور الاغريقية الرومانية في الثقافة الغربية وأحّل محلها مفهوم اليهودية المسيحية الذي كان يستعمل من قبل لمجرد وصف العقود الاولى من تاريخ المسيحية , حيث كان صعبا فصل العقيدة الناشئة عقيدة تلامذة المسيح عن مختلف العقائد اليهودية . ان الثقافة الغربية في نهاية القرن المنصرم بعودتها الى مرسى مقدس في نظرتها الى جزورها وبالتوافق مع استعادة ينابيع الهوية في الانتماء الديني, قامت في انقلاب اساسي طالت آثاره كل وجوه الحياة الحديثة والعلاقات بين الشعوب)( 3)
اوافق على كل ما قلته في هذا الكتاب حول القضية الفلسطينية وحول الفيتو الذي استعمل مرات متعددة من قبل امريكا لتجعل دولة محتلة فوق القانون الدولي خدمة لمصلحة امريكا على حساب الشعب الفلسطيني ولكن لا أوافقك حول ماتقول عن أمريكا وفهمي للحضارة الامريكية ولبراليتها مختلف عن فهمك.
من وجهة نظري تًعّد اللبرالية نظاما فلسفيا وسياسيا متكاملا ينطلق من الخاص الى العام, من الملكية الخاصة الى الملكية العامة ويقوم على الحرية بجانبيها السياسي والاقتصادي وهو يقر بأن واقع البشرية الحالي تسود فيه ملكية غير متساوية في المجتمع ,والحرية تعزز هذا التفاوت بسبب مواهب وقدرات الأفراد الشخصية يدعمها ما يرثون أيضا من آبائهم وأجدادهم, هنا يأتي دور الدولة لجعل هذا التفاوت في الملكية معقولا وقائما على ما يبذلون من جهود في العمل ,وقد عرض فلاسفة قرن الأنوار نظام اللبرالية بدقة وشرحوا باستفاضه وجوب ان تقوم اللبرالية على دعامتين أساسيتين من اجل الحرية المبتغاة لها هما الاصلاح والأخلاق او القيم , اللبرالية تدعو الى الاصلاح وليس الى الثورة , اللبرالية ترى ان الثورة هدم وبناء في حين يتفوق عليها الاصلاح كونه بناء على البناء , اللبرالية ضد العنف بما فيه الثوري, اما الأخلاق والقيم فهي لازمة للبرالية نفس لزوم الاصلاح .
باختصار الحرية بعرف الفلاسفة اللبراليين ليست جانب واحد بل جانبين اقتصادي وسياسي , والجانب الاقتصادي لن يستقيم الا مع تدخل الدولة لتخلق اقتصادا لا يقوم على ما هو كائن فقط , بل على ما يمكن ان يكون , أي تحقيق التطور الاقتصادي ضمن القيم الانسانية ولمصلحة المجتمع ككل . ان الفقر والبطالة لا يدلان على فشل أخلاقي او خلل شخصي لدى الأفراد , بل على العجز البنيوي للاقتصاد الذي يجّرد بعض الناس باستمرار من الحاجات الأساسية لحياتهم .
واذا كانت اللبرالية نظاما فان الديمقراطية ليست كذلك بل هي آلية في الحكم وليست مرتبطة باللبرالية ابدا وأقدم منها في التاريخ ولا تشترط العدالة الاجتماعية مثل اللبرالية ولها سلبياتها وايجابياتها, ومن سلبياتها أنها قد تحمل الى الحكم شخص مثل هتلر او ترامب او بن لادن وذلك عائد لأسباب عديدة تحتاج الى معالجة في موضوع مستقل, لكن عندما تقترن اللبرالية بالديمقراطية تعطي افضل النتائج لتطور المجتمعات .
لكن تشويه وتحوير الفلسفة اللبرالية- الذي تّم فيما بعد على يد من يُسموا زورا لبراليين جدد وهم من اللبرالية براء - بحيث دمجوا اللبرالية بالديمقراطية لتبدو اللبرالية وكأنها مع حرية السوق بما فيه حرية الموت جوعا أوصل امريكا وحلفاؤها في الغرب الى المأزق الحالي . هذا المسار أوصلنا الى انقسام مريع في اوروبا وامريكا بين حفنة لاتتجاوز 3% وبين باقي المجتمع , هذه اللبرالية شوّهت الجانب الجيد في الرأسمالية ودعمت الجانب الرديء من خلال اعتمادها على المصالح الدولية وإهمالها القيم والأخلاق التي دعت اليها كل الشرائع السماوية والأرضية. بكل أسف حلّت الشركات الرأسمالية في العالم الرأسمالي تحت القيادات الأمريكية الأخيرة محل المخابرات في الدول المتخلفة . ان الشركة لايهمها سوى الربح حتى لو أدّى الى افلاس زبائنها وقد اصبحت هي المتحكمة بالدولة ونحن الان نعاني من الشركات الرأسمالية فوق القومية التي تدير العالم,, باختصار أزمة مجتمعنا الدولي الحالية مع الغرب هي مع لبرالية سياسية منحازة للأغنياء على حساب الفقراء .
لكن اللبرالية نظام مفتوح النهايات عكس الأنظمة الشمولية وبالتالي يمكن العودة الى لبرالية اجتماعية وليست سياسية وتطويرها بما يتلاءم مع واقعنا انطلاقا من تطوير نظريات مفكري قرن الأنوار اللبراليين لتصبح مفيدة لكل الطبقات وليس للأغنياء فقط . بمعنى آخر اذا عادت امريكا والغرب الى مراقبة شركاتها كي تحّد من ارباحها وتجعلها في خدمة المجتمع وليس في خدمة الأغنياء فقط فان ذلك يؤهلها من جديد لأنكون في طليعة الركب الحضاري للجنس البشري.
ان امريكا يادكتور هي البلد الأكثر ديمقراطية في العالم , البلد الذي ينمو فيه حاليا تيار في الفلسفة والاقتصاد والأدب والفن يدعو الى هذا وان كان ما يزال ضعيفا ا انه أصبح مرموقا ويري لمريكا انتتعاون مع كل الحضارات وان تتخلص من وهم الحلم بقيادة العالم والجلوس دائما على راس الطاولة وهذا التيار الى جانب التاريخ الأمريكي الدمقراطي تمّكن من ازاحة ترامب من السلطة كما تعلم .
أحاول ان اشير هنا الى احد فلاسفتها اللبراليين الذي غيبّه الموت مؤخرا وهو أستاذ الفلسفة في جامعة هافارد – جون رولز – والذي طّور اللبرالية بما يتناسب مع العصر في كتابه الشهير العدالة كإنصاف لاشك عندي انك قرأته فالعدالة عنده كسائر الفلاسفة اللبراليين تنطلق من الواقع وليس من الرغبات وترّكز على مفهوم الخير والقيم لصالح الانسان من كونه انسان وهو لايقول بعقد اجتماعي تاريخي بل بعقد اجتماعي افتراضي يعتقد انه واقعي وينطلق من مفهوم الخير والقيم لمصلحة الانسان من كونه انسان ( المجتمع السليم هو نظام منصف بين مواطنين أحرار متساوين من جيل الى الجيل الذي يعقبه )(4) - ص 287 .
برأي رولز العدالة العدالة لاتتحقق الا في دولة ذات نظام لبرالي يقوم على التعددية وتحوي مؤسسات ترتبط بنظام دستوري وهو ينصح القيادة الأمريكية مثله مثل الكثير من الصحفيين والاعلاميين الذين يفكرون كما افكر – أو بالأصح الذي افكر انا كما يفكرون – أن تتخلى عن وهم الجلوس على راس الطاولة والا تتدخل في الشؤون الدولية وان تحترم الصين وطريقها الخاص بدل التفكير بجعلها تتبنى نهج الدمقراطيات الغربية حتى بالقوة اذا لزم الأمر
هنا الاختلاف الأساسي بيني وبينك ولقد بديت لي وكأنك في صف القوميين العروبيين المتزمتين أو صّف الشيوعيين المتطرفين الذين لايرون بأمريكا سوى الوجه الأمبريالي ودليليي على ذلك قولك ( --- الردود العربية الكثيرة على المؤلف السخيف لصموئيل هتغنتون حول صراع الحضارات -----)(5)
فعلا استعرب هذا القول من مثقف بحجمك يكتب عن مفكر مثل هنتنغتون بأنه سخيف ولا يحترم جهده كمفكر ولو اختلف معه مثلك مثل دعاة اليسار القومي والشيوعي المتشددين , انا شخصيا قرأت الكتاب أكثر من ثلاثة مرات ولم اجده سخيفا وحاولت الرّد على قانصوه الذي كتب حرفيا في مقدمة النسخة العربية ص25 (وهو من شأنه أن يساهم مساهمة نشطة في تزييف وعي المواطنين في مختلف بلدان العالم , ويفضي ذلك جميعا الى صرف الانتباه عما يجري في الواقع العالمي بحيث يتم تحريك الأطراف المختلفة بكفاءة واقتدار , لخدمة مصالح بعينها . بعيدة عن مصالح أوسع فئات الجماهير سواء في الشرق أو في الغرب . فالكتاب كله تذكير مُلح على واجب المواطنين في التشبث بالخصومة بين البشر , حتى يفرغ أصحاب المصالح لشئونهم وإدارة العالم الممزق . ونظرته في" الصدام الحضاري " ليست أكثر من ثوب قشيب لفكرة أو ممارسة عتيقة جدا هي " فرق تسد " (6)
يجهد هنتغتون في البداية لايضاح مفهوم الحضارة كما يبدو له , فهي عنده مزيج معقد من الأخلاق والدين والفن والفلسفة والتكنولوجيا والرخاء المادي ويمكن أن يحدد في كل حضارة عدد من المستويات الدنيا والعليا والمعادل الموضوعي لكل حضارة والتي تعطيها هويتها برأيه هي الثقافة.
هينغتون يرى أن اعتقاد الغرب بعالمية ثقافته , اعتقاد زائف ولا أخلاقي وخطر والاستعمار هو النتيجة المنطقية الضرورية لتلك العالمية . ( عالمية الغرب خطر على العالم لأنها قد تؤدي الى حرب بين دول المركز في حضارات مختلفة , وهي خطر على الغرب لأنها قد تؤدي الى هزيمته (7)
(إن التدخل الغربي في شؤون الحضارات الأخرى يمكن أن يكون المصدر الوحيد والأشد خطرا بالنسبة لعدم الاستقرار والصراع الكوني المحتمل في عالم متعدد الحضارات )(8)

( وفي عالم متعدد الحضارات فإن المسار البناء هو التخلي عن العالمية وقبول التنوع والبحث عن العوامل المشتركة )(8)
هنتغتون رأى بعيني نبي أحداث أيلول التي وقعت في عام 2011 وحذّر منها قبل ان تقع واقترح بديلا عنها نظام عالمي قائم على الحضارات وأوصى بأن تتمثل الحضارة العربية الاسلامية بصوت في النظام العالمي الجديد المقترح من قبله ولقد قُرئ كتابه من المثقفين العرب على طريقة - لاتقربوا الصلاة - فالعنوان هو صدام الحضارات واعادة تأهيل النظام العالمي , وليس صراع الحضارات كما كتبت !!!!!!
أعتقد شخصيا أن هنتنغتون اجتهد فان أصاب فله اجران وان اخطأ فله أجر واحد واطروحته ربما هي طوبوية لاتصلح للتطبيق ولكنها ليست سخيفة يا دكتور.
أصل الآن، الى الختام - والرد حول دعوتك للحوار من أجل نهضة عربية جديدة – وأرجو أن يكون ختام مداخلتي مسكا
بناء على كل ماتقدم في هذه المداخلة المتواضعة أقول : ان النهضة العربية التي تقترحها يلزمها شرطان
شرط موضوعي غير متوفر الان وهو اصلاح هيئة الأمم المتحدة لتصبح متماشية مع ما يتطلبه العصر وروح التطور . ان طريق الألف ميل يبدأ بإلغاء حق النقض الفيتو لدول مسماة كبرى في مجلس الأمن لتصبح قرارات المنظمة عائدة لجمعيتها العمومية وليس الى مجلس الأمن هذه الخطوة تفتح الطريق نحو جعل القانون الدولي سيدا للعالم وليس القوة بحيث يتاح اصلاح مؤسسات العالم التي يتحكم بها ملياردريي صندوق النقد الدولي وبالتالي يصبح ممكنا نجاح الثورات التي تم اجهاضها الواحدة اثر الأخرى حتى الان
2- شرط ذاتي متوفر في انتفاضات عربية على رأسها الانتفاضة السورية والسودانية والجزائرية والعراقية واللبنانية ولكنه ليس كافيا بل يحتاج الى الشرط الأول
مارايك دام فضلك ؟
كامل عباس – اللاذقية
....................................
هوامش :
1- ص 14 من كتباب انفجار المشرق العربي .
2- ص 188 ################
3- ص 669 #######################
4- ص 287 من كتاب العدالة كانصاف تأليف جون رويلز ترجمة حيدر حاج اسماعيل
5- ص 10 من كتاب انفجار المرق العربي .
6- ص22 من كتاب صدام الحضارات واعادة تأهيل النظام العالمي لمؤلفة صموئيل هنتغتون .
7- ص503 ################
8- ص 505 #################
9- 516 ##################



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطوة الاندماجية بين تيار مواطنة ونواة وطن مالها وما عليها
- الأندلس في عصر بني عباد
- كوابيس النهار وأحلام الليل وما بينهما
- الجبناء رواية جديرة بالقراءة
- لا يزال الحق ضد العالم كله
- حركة النهضة الاسلامية التونسية مالها وما عليها
- بريطانيا العالمية في عصر تنافسي – حوار ونقد -
- رواية طائر الخراب تمتع , لكن هل تفيد ؟!
- رواية - تقرير الهدهد – تمتع وتفيد أكثر من رواية - آيات شيطان ...
- درعا وانكسارا لأحلام في سوريا
- العتب على قدر المحبة يا دار فواصل
- برلين تقع في الشرق أم في الغرب ؟
- إصلاح النظام العالمي الحالي أصبح ضرورة موضوعية مُلِّحة
- قمة بايدن – بوتين : لاجديد تحت الشمس .
- الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الى أين ؟
- شارون بالا صحفية موهوبة أكثر منها كروائية
- كيف تحّول الحلم إلى كابوس في رواية الترب الأمريكي ؟
- قراءة ثانية في كتاب – الدولة القومية خلافا لإرادتها –
- صدمتني مذكرات نيلسون مانديلا
- هل انهزمت الثورة السورية (2)


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - انفجار المشرق العربي أم انفجار العالم ؟