أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - نحو هيئة دول جديدة متحدة 3 الصين وهيئة الأمم المتحدة















المزيد.....

نحو هيئة دول جديدة متحدة 3 الصين وهيئة الأمم المتحدة


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7277 - 2022 / 6 / 12 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحو هيئة دول جديدة متحدة
الحلقة الثالثة
الصين وهيئة الأمم المتحدة
الصين بلد يقع في اسيا وليس في اوروبا , وهي على رأس الشرق بالمعنى الفلسفي اكثر مما هو بالمعنى الجغرافي , وهذا يلتقي الى حد كبير مع تاريخ الصين القديم المتأثر بأديان مثل البوذية والكونفشيوسية والهندوسية تعتبر الانسان مثل سائر المخلوقات أحد مكونات الطبيعة وليس سيدا لها وجميع حكماء الصين القدامى رأوا ان السلطة على الأرض يجب ان تكون سلطة اخلاقية تحكم بالفضيلة وليس بالقوة ,وسواء صح هذا التحليل ام لا فإننا لا نستطيع أن نتجاهل الفروق التي ظهرت بين روسيا والصين منذ أواخر القرن العشرين وحتى الآن والتي أدت الى هزيمة التيار الاصلاحي في روسيا والانقلاب كليا على ماضيها الاشتراكي السابق , في حين انتصر التيار الاصلاحي في الصين اواخر السبعينات وبدأ بإصلاحاته على ارضية ما يسميه الاطار العام للمنظومة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية , بدأ الاصلاح بالأراضي الزراعية سُمح فيها للمزارعين بامتلاك الأرض التي يعملون بها . الاصلاح شمل كل الميادين بما فيها مؤسسات الدولة القديمة لتصبح مؤسسات ذات طبيعة استثمارية وبأعوام قليلة انتشلت الدولة الصينية ملايين الناس في بلدها من الفقر وادى النمو فيها لأن تصبح في أوائل القرن الواحد والعشرين قوة اقتصادية تكاد تكون الثانية في العالم . يمكن تشبيه النهضة الصينية الحالية بنهضة امريكا بعد الاستقلال . لقد ارسلت قيادة الحزب الشيوعي الجديدة الالاف من طلابها المخلصين للحزب و لعملية الاصلاح الجارية فيه الى أمريكا لنقل كل منجزاتها في حقل التخطيط والتأمين والبنوك والذكاء الصنعي وكل منجزات التكنولوجيا المتطورة العصرية وعادوا الى بلدهم لوضع كل علمهم في خدمة النمو الاقتصادي للصين .
أذكر هنا - وانا المتابع للتطورات في الصين منذ اوائل القرن - ثلاثة من الطلاب عادوا من أمريكاعام 2018 وتقلدوا مناصب مرموقة في الصين واظنهم ما زالوا في مناصبهم حتى الآن هم
1- لي كه تشيانغ . نائب رئيس الوزراء خريج جامعة هارفارد أنفق أكثر من ثلاثين عاما في التخطيط طويل الجل للتنمية , يتمتع بفهم عميق للكيفية التي تعمل بها قوى السوق .
2- يي جانغ . محافظ بنك الشعب الصيني , خبير اقتصادي خريج الولايات المتحدة .
3- شو تشينغ . خبير اقتصادي خريج جامعة اكسفورد, رئيس لجنة تنظيم العمل المصرفي والتأمين , يتمتع بخبرة في القيادة الاقليمية والعمل المصرفي المركزي وتنظيم الأوراق المالية .
من يقرأ كل مؤتمرات الحزب الشيوعي الصيني منذ وفاة ماوتسي تونغ وحتى الان سيجد فيها اصرار الحزب على الاندماج بالاقتصاد العالمي على اساس السوق مع التمسك بإدارة الدولة لهذا الاقتصاد بما يخدم الصين اولا والعالم ثانيا . انقل هنا فقرة من التقرير الذي قدّمه الأمين العام شي جين بينغ للمؤتمر التاسع عشر الذي عقد هذا العام و وفيه اصرار على متابعة النهج الاصلاحي في الصين .
(تدعو الصين شعوب الدول إلى توحيد الجهود لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وتشييد عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والرخاء المشترك وكذلك الانفتاح مع التسامح. وندعو إلى ضرورة الاحترام المتبادل والتشاور المتكافئ ونبذ عقلية الحرب الباردة وسياسة القوة بحزم، وسلوك طريق جديد للتواصل بين دولة وأخرى، يتمثل في "الحوار لا المجابهة والشراكة لا الانحياز"والى دفع تطور العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وأفضلية عامة وتوازنا وفوزا مشتركا. وإلى احترام تنوع حضارات العالم، وتجاوز الحاجز الحضاري بالتبادل الحضاري، وتجاوز التصادم الحضاري بالاستفادة المتبادلة حضاريا وتجاوز التفوق الحضاري بالتعايش الحضاري. كما ندعو إلى ضرورة المواظبة على الرِفق بالبيئة، والتعاون في مواجهة التغيّر المناخي وحسن صيانة الكرة الأرضية التي تعتمد عليها حياة البشرية كلها).
يتحدث الكثيرون في امريكا حاليا عن عودة الى عبادة الفرد في الصين كما كان الأمر عند الشيوعيين على زمن ستالين وماوتسي تونغ .
لكن القيادة الصينية تدافع عن نفسها على الشكل التالي كما فهمت من أدبياتها :
في ظل عالم سريع التغير لم تعد امريكا قادرة على ادارة العالم عبر احادية قطبية نشات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ولكنها مصرة على ذلك حتى ولو لزم المر لاستعمالها قوتها العسكرية , اذاء ذلك ارتأت القيادة الصينية للعمل على دعم عملية اتخاذ القرار بسرعة لمواجهة التحديات وبالتالي فتح الطريق امام شي ونائبه لمواصلة نهضة الصين هو وكل الكوادر المجربة والمقتنعة بالخط الاصلاحي . ان الصين مثلها مثل أمريكا واوروبا أصبحت أكبر من أن يُسمح لها بالفشل وقيادتها الحالية مسؤولة عن تطور نظام حكم قادر على تسليم التغيرات البنيوية لاقتصادها ومجتمعها في حين يعمل على ضمان المساءلة الفعالة , هل سيستطيع النظام الصيني التكيف مع التحديات طوية الأجل ذلك متروك للمستقبل . لكن سلوك امريكا تجاه دولتنا لايشي بأي رغبة لمساعدتنا على ذلك وهو ضار بها وبنا وبمستقبل العالم .
أجرى نائب رئيس مجلس الأمن في روسيا، ورئيسها ورئيس وزرائها السابق، دميتري مدفيديف، مقابلة مع قناة الجزيرة، بثته في 4 يونيو/ حزيران الحالي، يتمحور مضمونه على أن مبرر حرب روسيا على اوكرانيا هو فتح الطريق بالقوة نحو كسر احادية قطبية في العالم الحالي باتجاه تعددية قطبية نصل فيها إلى "هندسة نظام أمني عالمي جديد"، يقوم على التوازن ومراعاة مصالح الجميع.
انه كلام حق يراد به باطل وسلوكها يفتح الطريق نحو جهنم على البشرية .
واقع الأمر وحقيقته ان محرك تاريخنا المكتوب هو القوة العسكرية العارية وقد توهمنا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ان الدول القوية ستتنازل عن استعمال القوة لتفسح المجال لحل النزاعات بين الدول على اساس القانون الدولي لكن شيئا من هذا لم يتم فقد استمر الصراع كما كان على اساس حرب باردة بين المنتصرين تتحول الان الى حرب ساخنة جديدة . لم تستطع الهيئة الجديدة ومعها التراث التاريخي الانساني ان تؤثر في سلوك الدول المتطورة القائم على قوتها العسكرية لا في السابق ولا في الحاضر مع كل اسف وسلوك روسيا في اوكرانيا خير شاهد عل ذلك
. اما الآن وقد دخلنا في عولمة جعلتنا رغما عنا نعيش في قرية كونية واحدة كل المؤشرات فيها تشير الى أن استمرارها مرهون بالاعتماد على القوة الاقتصادية وليس العسكرية .
واقعنا الحالي فيه دولتان قويتان الآن
الدولة الأمريكية التي ما تزال تحتل المرتبة الأولى من حيث القوة العسكرية والاقتصادية لكنها تعاني في الداخل من ركود قاتل وانقسام يصل الى حد التهديد بحرب اهلية مما يجعل امكانية ان تفقد ذلك المركز كما فقدته روسيا سابقا وارد تماما
الدولة الصينية التي تجري فيها نهضة اقتصادية حالية جعلتها تحتل المرتبة الثانية وهي تطمح الى ان تنافس امريكا على قيادة العالم عن طريق مبادرتها المسماة الحزام والطريق
امريكا والصين تتشابهان الى حد ما في واقعهما الحالي .
امريكا تقف على رجل واحدة جوهرها سياسي .
الصين تقف على رجل واحدة جوهرها اقتصادي .
ان طموح الدولتين مشروع تماما
من أجل ذلك لا بد من عودة امريكا الى لبرالية قرن الأنوار لبرالية الرئيس الثاني والثلاثين فرانكين روزوفلت للتخلص من واقعها السيء ولتقف من جديد على رجلين هما الحرية الاقتصادية والسياسية أي الى لبرالية اجتماعية وسياسية معا .
اما الصين فان نهضتها لن تستمر الا اذا عكس الاقتصاد القوي الحالي نفسه على الارض الصينية في البلاد لتتحول الصين الى دولة ديمقراطية ولو بالتدريج بحيث تقف على رجلين هما الحرية الاقتصادية والسياسية .
هل سيتغلب المنطق الانساني على منطق القوة . وتتجه الدولتان للتنافس فيما بينهما على اساس اقتصادي وليس على اساس عسكري من دون ان تتدخل كل دولة بشؤون الدولة الثانية الداخلية وتفسح الدولتان المجال الى عالم قائم على تعدد الأقطاب يتعاون مع بعضه في هيئة جديدة لمصلحة الجنس البشري أم ان حربا عالمية جديدة ستدمر هذه المرة حضارتنا , هذا هو السؤال ؟



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا وهيئة الأمم المتحدة - نحو هيئة دول جديدة متحدة - الحل ...
- نحو هيئة دول جديدة متحدة 1
- نحو هيئة دول متحدة جديدة
- امريكا كما هي على حقيقتها لا كما يراها ميشيل كيلو
- يحدثونك عن الانسان وحقوقه ؟!
- سيرة وانفتحت (11)
- فرنسا وأجواء الثامن عشر من بروميير فيها هذه الأيام
- انفجار المشرق العربي أم انفجار العالم ؟
- الخطوة الاندماجية بين تيار مواطنة ونواة وطن مالها وما عليها
- الأندلس في عصر بني عباد
- كوابيس النهار وأحلام الليل وما بينهما
- الجبناء رواية جديرة بالقراءة
- لا يزال الحق ضد العالم كله
- حركة النهضة الاسلامية التونسية مالها وما عليها
- بريطانيا العالمية في عصر تنافسي – حوار ونقد -
- رواية طائر الخراب تمتع , لكن هل تفيد ؟!
- رواية - تقرير الهدهد – تمتع وتفيد أكثر من رواية - آيات شيطان ...
- درعا وانكسارا لأحلام في سوريا
- العتب على قدر المحبة يا دار فواصل
- برلين تقع في الشرق أم في الغرب ؟


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - نحو هيئة دول جديدة متحدة 3 الصين وهيئة الأمم المتحدة