أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - القصيدة المسرودة .. حانة كاكادو نموذجا














المزيد.....

القصيدة المسرودة .. حانة كاكادو نموذجا


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7302 - 2022 / 7 / 7 - 17:35
المحور: الادب والفن
    


كثيرا ما أقرأ بعض القصائد فيخال لي بأني أقرأ قصة قصيرة, كونها مكتوبة بنفس سردي واضح المعالم, حيث الراوي والوصف والشخصية المركزية وغيرها من عناصر السرد, وهذا ما لمسته جليا في معظم قصائد الشاعر هادي الحسيني ضمن مجموعته الشعرية الأخيرة (قصائد أوسلو) وتحديدا في قصيدة (حانة كاكادو) التي هي عبارة عن قصة قصيرة مختزلة عن رجل كردي ثمانيني يقيم في النرويج ويموت فيها.
ففي مطلع القصيدة نقرأ هذا المدخل الوصفي لراوٍ عليم (في حانة كاكادو / لا صوت يعلو على صت الموسيقى / النافذة المطلة على شارع تور كاته / تبدو هرمة)
ثم يسترسل الراوي واصافا (باب الحانة مثل رجل يتكئ على عكازه / الكراسي كأنها جلبت من متحف أثري)
بعدها مباشرة يقودنا الى الشخصية المهيمنة على الحدث (ثمة رجل يجلس وحيدا يدعى سالم الكردي)
ويخبرنا الراوي أن سالما هذا في الثمانين من عمره, أنيق الملبس, يدخن ويحتسي خمرا, ويغرم بالنساء, وإليكم بقية القصيدة التي تلاحق سالم في الحانة مع الموسيقى والنادل والخمارين والنساء اللواتي يرقصن بتعري ...
(حين يحتسي من كأس خمرته / يحدق في عيون النساء الشقراوات / فيرتعش قلبه حبا / ثمانون عاما ونيف كان ينتقل بين حانة وأخرى / يضع معطفه الأسود الى جانبه / أناقته تذكرني بأناقة عبد الوهاب البياتي / التدخين ممنوع داخل القاعة / يخرج الى الشارع يسحب أنفاسا من سجارة كان قد أشعلها بعد كأسه الأولى / وتشتعل في داخله نار الحب / ثم يعود الى مائدته يترقب / أحيانا تُقبّله امرأة داخل الحانة / تجلس معه وتحدثه / فينشغل بحبها الوهمي .. يحمر وجهه / ويصبح مثل المراهق يبتسم للهواء / يطلب المزيد من البيرة)
كل هذه المقاطع السردية جاءت على لسان راوٍ مجهول بضمير الغائب (هو) وبغتة يطل علينا راوي آخر بضمير المتكلم (أنا) ليخبرنا ...
(أراه من النافذة يضحك في سره / النساء يرقصن / ينصت الخمارون الى صوت الموسيقى / كؤوس الخمرة يتغير لونها /والنادل منشغل بتنظيف مائدة حبلى بالأوساخ / غادرها اثنان من الرجال الهرمين / تتعالى أصوات الموسيقى / ترقص الستائر, ترقص الكؤوس, ترقص الكراسي, الرجال كذلك يرقصون في باحة الحانة, والنساء يرقصن بتعري)
ويعود الراوي العليم ثانية ليضع نهاية للحدث, وخاتمة حزينة لحكاية أثيرة, عبر موت سالم الكردي وحيدا في الغربة.
(سالم يبتسم للمشهد الصاخب, متأملا سنينه الضائعة فوق جبال كردستان, كان يحتضن بندقيته في البرد القارص, وهو يضحك للموت / لم تحتضنه كردستان, لكنه مات في غربته وحيدا)
وأكاد أجزم أخيرا بأن هذه القصيدة, هي قصة قصيرة بامتياز وفق آليات السرد المتعارف عليها نقديا ومفاهيميا, من دون الانتقاص من شعرية النص وجماليته الحسية.



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سماحيات 27
- ملاحظات أولى في قضايا ثانية
- مصادفات الغرام في بئر البنفسج
- سماحيات 26
- قوة الإرادة .. ونعمة الحرية
- توقيعات
- أدب الارتزاق
- أسماء وعلامات في ذاكرة المعرفة
- سماحيات 25
- الأبوية الثقافية
- خالد أبو خالد / أقاتل دفاعا عن الطفل في داخلي
- في الشعر والشعراء
- اشكالية العنونة ومزاجية التسمية
- الحب والأسى عن يوم مضى
- لا دين في الصين
- ثلاث نقاط على ثلاثة حروف
- مفردات المحق والإقصاء والتهميش في التراث العربي الإسلامي
- محنة الثقافة .. محنة المثقف
- ثقافة الكراهية
- المنحى السردي في شجرة الحروف


المزيد.....




- المتحف المصري الكبير.. هل يعيد كتابة علاقة المصريين بتاريخهم ...
- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...
- فيلم -Scream 7- ومسلسل -Stranger Things 5- يعدان بجرعة مضاعف ...
- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب
- -ذي إيكونومست- تفسر -وصفة- فنلندا لبناء أمة مستعدة لقتال بوت ...
- لن تتوقع الإجابة.. تفسير صادم من شركة أمازون عن سبب تسريح نح ...
- حزب الوحدة ينعى الكاتب والشاعر اسكندر جبران حبش
- مسلسلات وأفلام -سطت-على مجوهرات متحف اللوفر..قبل اللصوص


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - القصيدة المسرودة .. حانة كاكادو نموذجا