أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - مصادفات الغرام في بئر البنفسج














المزيد.....

مصادفات الغرام في بئر البنفسج


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7240 - 2022 / 5 / 6 - 19:43
المحور: الادب والفن
    


تبدو القاصة الشابة كليزار أنور حاذقة في كتابة قصة قصيرة ذات حبكة ميلو درامية يغلـب عليـها عادة طابع الفبركة والافتعال فـي معظم قصص مجموعتـها البكـر (بئر البنفسج) الصادرة عن دار الشؤون الثقافية والتي نحن بصدد تفحص مضموناتها.
بدءاً القصـص التسـع التـي ضمتها المجموعة مكتوبـة علـى وفق ضمير المتكلم (أنا) تتوزع ثيماتها بين مفردات عاطفية لا تحيد عنها (( حب، فراق، لقـاء)) ويحكمها عـامل المصادفـة فـي غالب الأحيان، ومعظم شخوصها نسائية متعلمة وذات ثقافة عاليـة نسبيا موظفة، طبيبـة، رسـامة كاتبة، وجميعـهن يعصـف بـهن الحب العذري ويقعن في الغرام من النظرة الأولى، وبقراءة متأنيـة للقصص نستخلص أن الحـب (بمفهوم القرون الوسطى) هو القاسم المشترك لجميـع النصوص وما ترتب على ذلك هيام ولوعة وحنين ووجد وسقام, ففي قصـة (الفراشة) هنـاك موظفـة مصـرف تحلـم (في المنام) بفراشة ملونة على هيئة رجل الأحـلام تسـميه (صبي الفراشة) وفي اليوم التالي تـرى في مقر عملــها شـابـا لـه ذات العينين لصبي الفراشة فتقع فــي غرامه، ويعيرها كتـاب سـارتر لتقرأه, ثم يغيب لسنين عديدة، فتعيش محنة الفراق حتـي يطـل ثانية (مصادفة) فتورق أغصـان الشــوق فـي قلبـها وتزقزق العصافير بفرح غامر.
وفي قصة (في أواخر يوم ) هناك رجل يقرأ روايـة غرامية, فيكتشف (مصادفـة) أن كاتبـة الرواية هي حبيبته (رانيا) دونـت قصـة غرامـها العتيـد وثائقيـا بالأسماء الصريحـة والأحداث الفصيحة، وكيـف إنـهما التقيـا (مصادفة) عند أمينـة المكتبـة ليستعيرا كتاب نيتشة (كذا تكلم زرادشت) وتقدح شرارة الحـب في قلبيهما ثم يفترقان دون أيما سبب، وحين يذهب اليها ليعتذر لها عـن قسوته في فراقه وجحوده لها ممـا جعل منها روائية كبيرة تفرح هـي بعودته لعش الغرام، ولكنه يخبرها أنه جاء ليودعها إذ إنه على وشك السفر الــي خـارج القطـر بعـد ساعات فقط، وتسدل الستار.
وفي قصة (ويبقى الوفاء) هناك طبيب يعالج طفلا مريضـاً بصحبة أمه وأبيه فيكتشف (مصادقة) إن الأم هي حبيبته (تيجان) وقد أسمي ابنته علـى اسمها وحين يسأل عن اسم الطفل يخبره الأب بأن اسمه (رغيـد) على اسم الطبيب.
وهكذا دواليك, نجد رسامة في قصة (شمس تشرق في الليـل) تقيم معرضا, فيزورهـا فنـان موسيقى ويعجب بلوحاتـها، وتحضر هــي حفلة موسيقية وتستمتع بمعزوفاته ويسقطان صريعي الحب ويتعاهدان كما في القصة السابقة على أن يسميا ثمرة حبهما (طفلة) هي تسميه (انغام) وهو يسميها (ألوان) ثم يفترق عنها مسافرا الى كندا لسنوات ويتركها فـي دوامـة الانتظار واليأس ، وفي ليلة ليـلاء يهاتفها من هناك لتشرق الشمس في منتصف الليل.
وفي قصة (المفكـرة) فتـاة عصرية تدون مذكراتها وتعشـق رجلا بجنون من خلال النظـرات المتبادلة في عصر الأنترنيت وحين تدخـل معرضـا تشكيليا (بالمصادفة) تكتشف أنه رسـام مدهش وفنان على قدر كبير من الموهبة والأهمية, وهكذا يحبان بعضهما البعض بصمت (بصريـا) ولا أحد منهما يفشي بحبه للآخر الى الأبد، لان الكبرياء تمنعهما، ولا كبرياء في الحب على حد تعبير الشخصية العاشقة في القصة.
وتعود شخصية الرسام ثانية في قصة (أجراس العـودة) رسام بورتريه شهير، يقيم معرضا فـي باريس لكن ناقداً فرنسيا يشير الى أن لوحاته متشـابهة، وكلـها ملامح لشخص واحد، وهــذا الشخص هو (عبير) حبيبتـه التي لم يستطع نسيانها طوال أربع سنوات في باريس، فيقرر العودة، وحيث يصل يجد كتابها وقلمها ونظارتها الطبية (مثقفة أيضا) ولا يجدها هي, ويتكرر المشهد والشخوص فسي قصة (لوجـه الاخـر للقمـر) رسامة تعجب برسام يشجعها على الرسم ويقيمان معارض مشتركة ويسافران الى باريس معا، ثم يقرران أن يرتبطا ولكنـه يطلـب منها في اللحظة الأخيرة أن تترك الرسم لكي لا تنافسه في الإبداع، فتقرر خلع خاتمه مــن أصبعـها وتتركه من أجل الفن، لأنه مجـرد قشرة صلبة.
وتصلح قصة (لقـاء علــى جناح الموت) لشريط مصري أو هندي, طبيبة تفاجأ بأحد المرضـى المتسـربل بالدم بأنـه حبيبــها (وليد) الذي فارقها منذ سنوات طويلة, فتمنحه دمها دون فحـص طبي لأنها تعرف صنف دمه، وهو ما زال يحتفظ بهديتـهـا لـه في عنقه (سلسلة ذهبية) وهــا هي تحتفظ بهديته لها في أصبعها (خـاتم ذهبي) وهكـذا تعـود لـه الحيـاة وتشرق الدنيا ويزدهر الحب بلقـاء على جناح الموت.
مصادفات الغرام هذه والتي اصابتنا بالسأم والملل فـي الكثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية منذ الأربعينات حتى وقت قريـب, توافرت وتواشجت في مجموعة (بئر البنفسج) وأخيرا أود أن اهمس في اذن القاصة كليزار أنـور التي لا تنقصها الموهبة والأداة إن الحياة العراقيـــة زاخرة بالموضوعات وكفيلة بقلمها الـذي سطر قصة (الشاهد الوحيـد) التي نجت من إشكالية الغـرام وميوعة العاطفة, واتخذت من الحرب موضوعة لها.
وأعتقد أن الكاتب الذي يستقرئ محيطـه بشكل جيد بإمكانه أن يبدع نصوصا ذات أهمية وأتمني على الكاتبة أن تتخلـص مـن تأثير الاشرطة الميلودرامية التي طغت حتى علـى العنوانات ذات طابع الرومانسي الفج مثل (ويبقـى الوفـاء) و(شمس تشرق فــي الليـل) و(القاء على جناح المـوت) وبالرغم من هذا وذاك تبقى كليزار قاصة واعدة ومثابرة فـي عـالم القصة الفسيح.
جريدة الثورة ١ / ٥ / ٢٠٠٠



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سماحيات 26
- قوة الإرادة .. ونعمة الحرية
- توقيعات
- أدب الارتزاق
- أسماء وعلامات في ذاكرة المعرفة
- سماحيات 25
- الأبوية الثقافية
- خالد أبو خالد / أقاتل دفاعا عن الطفل في داخلي
- في الشعر والشعراء
- اشكالية العنونة ومزاجية التسمية
- الحب والأسى عن يوم مضى
- لا دين في الصين
- ثلاث نقاط على ثلاثة حروف
- مفردات المحق والإقصاء والتهميش في التراث العربي الإسلامي
- محنة الثقافة .. محنة المثقف
- ثقافة الكراهية
- المنحى السردي في شجرة الحروف
- مقامة الكيروسن بين المخيلة والواقع
- حلول الولادت ومسخها
- فنطازيا رأس الحصان الطائر


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - مصادفات الغرام في بئر البنفسج