أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - آمنت بالشعب المضيّع و المكبّل !















المزيد.....

آمنت بالشعب المضيّع و المكبّل !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 7293 - 2022 / 6 / 28 - 22:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تعش بلادنا الثرية حياة مستقرة كبقية دول العالم منذ زمن الطاغية الأرعن و حروبه المجنونة، و حروبه ضد الدول و القوى العالمية بسبب عناده و تعنّته (كما يجري) و تصوراته بكونها لا تختلف عن نزاعات و كونات (*) القرى و الحواري الشعبية و شقاواتها، من اجل الهيمنة و توسيع الغلّة الفردية الأنانية، مستخدماً و موظّفاً كل شعارات المراحل القومية و الآيديولوجية و الدينية القومية حتى شعار (العربية لغة اهل الجنّة)، التي حكم فيها الشعب بالحديد و النار . . حتى صارت الناس تتمنى ايّ بديل يخلّصها من كابوسه المخيف حتى لو كان (شارون)؟؟، بتعبير اوساط شعبية واسعة ضاعت عندها القِيْم و المُثُل بسبب الظلم الخانق و الإرهاب، و من اجل كسرة خبز حلال و نسمة حرية . .
و بعد عدة انتفاضات بطولية أُجهضت من قبل الدكتاتورية و دول و قوى المنطقة و العالم، التي نَتَفَتْ ما سعت له من ثروات العراق سرّاً وقّعها لهم القائد الضرورة بإسم (العرب و قضاياهم العظمى في تحرير القدس) . . حتى فرض عليه المحور الأميركي التنازل عن السيادة على مراحل، بدأً بتحريم اجواء العراق عليه في كردستان العراق ثم في جنوبه . . اللتين شكّلتا بؤرتي الإنتفاضات من اجل الحرية، و اللتين جعلت انظمة المنطقة الحاكم تتراجف منها حتى الآن . .
و وسط انواع الشعارات و الاكاذيب و النفاق و خروقات الأنظمة الدولية . . احتلت جيوش الولايات المتحدة و حلفائها العراق و اسقطت الدكتاتورية و سلّمت الحكم للقوى الإسلاموية (الشيعية) كممثل للمكوّن الأكبر لعرب العراق، وفق (اعراف) و دستور كُتب على عجل و على اساس المحاصصة و التوافق، و الأهم وفق عقود و اتفاقات و توزيع كعكات لم يُعلن عنها الى الآن . .
و جعلت قوى بارزة ناضلت ضد الدكتاتورية ببطولة مقدمة آيات التضحيات التي جرت التعمية عليها، حيث جعلتها جزءاً من ديكور لبديلها موظفة لذلك تغييرات عهد انقلابات عالمية كبرى في العلوم و الفكر و المفاهيم، انقلابات لم يألفها او يتمثّلها المواطن العراقي بسبب تكبيله و عزله و تضييعه المبرمج بانواع الممنوعات، وفق قوانين و دساتير القائد الضرورة القراقوزية المميتة التي سكتت عنها الولايات المتحدة و الغرب و الشرق، مادامت لاتخدش نهبها و مصالحها دون النظر الى معاناة الشعب العراقي بكل مكوّناته . .
و يشير برلمانيون و كتّاب و محللون الى انه، تم استلام السلطة ممن ادّعوا تمثيل الشيعة، بافراد بلا جهود بمستواها، بل بوساطات اميركية ـ ايرانية منذ فتوى المرشد الإيراني خامنئي اواسط التسعينات بحلال التحالف مع الشيطان الاكبر لإسقاط الدكتاتورية . . في زمن كلنتون و اصداره (قانون تحرير العراق)، في تناغم حمل الكثير من الأسرار و المعاني التي افتضح قسم منها . .
حتى صار التوافق و التحاصص ستاراً لخلق طبقة حاكمة من افراد و عوائل اثرت ثراءً فاحشاً (اوليغارشية) على حساب حياة و قوت و جهود جماهير الشعب العراقي بمكوّناته و خاصة الأكثر فقراً منها، بحجج تافهة جرى صياغتها بـ (قوانين) يسهل تحريف تفاسيرها . .
طبقة حاكمة اعتمدت اساليب تكميم الأفواه و قتلها، و قتل و تعويق المئات و عشرات الآلاف من شابات و شباب التظاهرات السلمية التي شكّلت تشرين قمّتها البارزة الى الآن، المطالبة بالحقوق الطبيعية للحياة الإنسانية التي نصّ الدستور على ضمان افضل منها، بل و صارت و كأنها سلوكاً (مقدّساً) للطبقة الحاكمة من اقصى البلاد الى اقصاها، بعناوين (القرآن و الحفاظ على الحق و العِرضْ) التي داسوها هم باقدامهم، و بتداخل المصالح الأنانية لأطراف من تلك الطبقة الحاكمة بمصالح دول اقليمية و كبرى، صارت تلك الأطراف و كأنها تعود لتلك الدول و لمصالحها . . بوصف ممثلين لأكثر من كتلة حاكمة في مقابلات على الهواء.
و بسبب عدم آهلية عدد كبير ممن جعلتهم الكتل الحاكمة في مواقع المسؤولية، و اهتمامهم بالمنافع المالية الضيّقة لكتلهم و بمنافعهم الأنانية الذاتية، و بمواجهة المعارضين بأنواع العنف و القسر و الإغراء مقابل السكوت . . ازداد الفساد الإداري حتى صار سرطاناً ينخر في مفاصل الدولة، و ادىّ ضمن التوجهات الطائفية الى اضعاف الدولة و تغييبها عن اداء دورها الطبيعي . .
و يرى متابعون بأنه و وفق ماتقدّم و في اجواء الإرهاب و الخوف و الكذب و النفاق و خدمة المصالح الأنانية و اللاأبالية و اهمال الشعب بمكوناته الكادحة و همومه، انتشر تعاطي المخدرات انتشاراً مخيفاً بفعل ضعف الحدود، انتشاراً ادىّ الى ان تكون البلاد عقدة من عقد مصادر المخدرات في المنطقة، وفق اخصائيين . . و وصلت البلاد الثرية و شعبها بأطيافه في الدرك الاسفل بين دول العالم، في الفساد الإداري و الأخلاقي، الفقر و البطالة، المخدرات، ازمات الغذاء، ازمات الطاقة في بلاد الطاقة، غياب الدولة، السير على المحاصصة الطائفية و تكريس الطائفية، و سوء استخدام التوافق الذي صار (غطيّلي و اغطيّلك) بتعبير احد ابرز قادة الكتل الحاكمة، و الشعب يزداد فقراً و آلاماً.
لقد تدهورت بلاد النهرين و سومر و بابل و الكوفة و بغداد و الف ليلة و صارت محطّاً للطامعين . . و حتى صار الصراع فيها ليس من اجل الرقيّ و الحضارة و العلوم و الثقافة، بل من اجل الحياة و الخبز . . بين الشعب بطبقاته الكادحة و بين سرّاق قوته و حقوقه بإسم الدين و المذهب الذين اساءوا للدين و للمذهب و لقادته الغرّ الميامين . .
و حكّام الكتل، غافلين عن الصراع التاريخي الفاعل فعله بين الطبقات الفقيرة و بين الطبقات الحاكمة العائلية الغنية (الاوليغارشية)، الذي صار يهدد بإنفجار شعبي واسع اعنف من تشرين السلمية، في وقت لم تعد فيه الوعود فاعلة مهما كانت، و الكتل الحاكمة بعيدة عن الشعب، مشغولة بمكاسبها و عدد ممثليها . . في وقت ترتفع و تزداد فيه مطالبات عاجلة، بتكوين حكومة طوارئ انتقالية بصلاحيات لاتخلّ بحرية التعبير و التظاهر . . تباشر بتشغيل المعامل المتوقفة لتوفير فرص عمل، دورات تأهيل براتب، التحرك العملي لتوفير المياه و دعم الزراعة، تحسين العملة، تحسين البطاقة التموينية، منع السلاح المنفلت و حصره بالدولة فعلاً بقوانين رادعة في محاسبة الخروقات . .

28 /6 / 2022 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) من كاون يكاون، مكاونات ريفية بدائية ان صحّ التعبير.



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات الصبا..اضرابات عمالية .15.
- صراع طوائف ام صراع طبقات ؟؟
- الصين، و آزوفستال يكشف !
- ذكريات الصبا..مجرمون و سياسيون .14.
- ذكريات الصبا..عباس شكاره .13.
- ذكريات الصبا ..الساطور! .12.
- الحرب في اوكرانيا . . و منطقتنا ! .4.
- الحرب في اوكرانيا . . و منطقتنا .3.
- الحرب في اوكرانيا و منطقتنا . . .2.
- الحرب في اوكرانيا . . و منطقتنا .1.
- ذكريات الصبا.. و حرقوا البيت! .11.
- ذكريات الصبا .. الإغتيال .10.
- ذكريات الصبا.عفا الله عما سلف.9.
- ذكريات الصبا..اعتداءات و آراء .8.
- ذكريات الصبا..زمن الاغتيالات .7.
- ذكريات الصبا..اعتداءات و تشريد .6.
- ذكريات الصبا..اول ايار 1959 .5.
- ذكريات الصبا.. ابو الهوب .4.
- ذكريات الصبا..الملا مصطفى .3.
- ذكريات الصبا الخال مزهر.2.


المزيد.....




- العراق.. السيستاني يشعل تفاعلا ببيان عن استمرار استهداف إيرا ...
- هل ما يحدث في طهران استهداف لتغيير أو تدمير النظام؟.. شاهد ر ...
- أضرار جسيمة داخل مستشفى سوروكا ببئر السبع إثر قصف إيراني واس ...
- إيران تمدد إغلاق مجالها الجوي حتى يوم غد
- جنرال العقوبات والقبضة الحديدية.. من هو محمد كرمي قائد القوا ...
- ياسين بونو.. أسطورة مغربية تتألق في أكبر البطولات العالمية
- الجيش الإسرائيلي يبث مشاهد لاستهدافه مفاعل آراك (فيديو)
- الخارجية الإيرانية: عراقجي سيترأس الوفد الإيراني إلى مفاوضات ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد باغتيال خامنئي (فيديو)
- روسيا تطالب إسرائيل بوقف ضرباتها للمواقع النووية الإيرانية ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - آمنت بالشعب المضيّع و المكبّل !