أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - مَعصية أمريكا كَمن يمتنع عن دخول الجنة















المزيد.....

مَعصية أمريكا كَمن يمتنع عن دخول الجنة


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7291 - 2022 / 6 / 26 - 18:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من العواقب التاريخية الكبيرة التي تحمل اثاماً لها مؤثرات مهمة تتحول الى عواصف في كل شيئ حتى في ظل الحروب والإنقسامات المُدرجة تتالياً منذ بداية ترابط أسس وثوابت دستورية يتحكم بها مَنْ يدعى رعاية حقوق الإنسانية فما بالك اذا ما ذهبنا بعيداً في دواخل مختطات فرض صيغة حكم القوى على الضعيف . منذ أياماً ذهب عملاق الإحتيال والدجل السياسي الماكر هنري كيسنجر الى إستعادة افكارهِ الغارقة في نظرةٍ فوقية ما بعدها دهاء في كيفية إستيعاب درجات الخطورة التي احدثتها الحرب الروسية والاوكرانية منذ ثلاثة اشهر ؟ حيثُ كان صامتاً بدون اي تصاريح اعلامية لكنهُ حين إغتنم فرصة التوغل في ما آلت اليه او فيما قد تؤل اليه اهوال الحرب الحالية التي صعقت الجميع بمن فيهم امريكا وسيدها العجوز هنري كيسنجر المعتبر المنظر الاول والاخير في رسم سياسات الولايات المتحدة الامريكية لعشرات العقود منذ مطلع عقد الستينيات من القرن الماضي بعد إغتيال الرئيس "جون كيندي " وإنفجار الحرب الفيتنامية التي كلفت الادارة الامريكية في تخبط غير مسبوق عند بداية تبلور ما سُميّ الحرب الباردة . او في ما يشبه تقاسم خارطة العالم ما بين غربي تتزعمهُ الولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الاطلسي ودول الغرب الغنية عموماً . و من ناحية اخرى كان الإتحاد السوفياتي ومن يدور في فلكهِ كقوة عُظمىّ تعتمد على دول فقيرة ونامية تسعى الخروج من عنق زجاجة الامبريالية العالمية والفوضوية الاستعمارية التي كانت سائدة حينما بدأت الامبراطوريات تفككها وتعطلها ، وكانت الشعوب تواقة الى التعلق بأي حبل يخلصها من براثن الغول الامريكي والبريطاني والفرنسي . اذن ، الحرب الفيتنامية هي التي فضحت تحكم هنري كيسنجر ومشروعه السياسي بعد تسلمه ملفات المفاوضات وفتح الابواب التي كانت مقفلة بوجه تسلط بلاد العم سام . منذ ايامها تأكد للذين بحثوا في عمق ما ادت اليه اراء العبقري الملغومة هنري كيسنجر بعدما اقنع الجميع في ترك بوابات الحوار مفتوحة لَهُ وهو من يعرف كيف ومن اين يبدأ، وعلى حساب ما يراهُ مناسباً للجميع ومنعاً لحروب قادمة وهكذا فعلاً كان صائداً وخبيراً في ما توقعه على الاقل حيث برز التحالف جلياً منقسماً بين شرقي وغربي ، هو الوحيد والكفيل الذي بمقدوره قراءة عواقب ما بعد الحرب وما بعد التغيير الذي طرأ على المجتمع الامريكي من اهوال عواصف نتائج حرب فيتنام و إنتشار التقسيم والتأييد للحرب مع بداية التحضير للحزبين الجمهوري والديموقراطي خصوصاً بعد فضيحة عمليات التجسس الكبيرة وما أتفق على تسميتها "" ووتر غيت "" من هنا كان المنظر هنري كيسنجر قد إقتنص كيفية تمرير خططه والعمل بها من قبل الطرفين الجمهوري والديموقراطي ، وبذلك يكون اول من حاول التحايل على الحزبين وتبني افكارهِ الهدامة فقط لصالح بلادهِ مهما كانت عواقبها الاقتصادية والسياسية وحتى الاحتلاليه . والتدخلات العسكرية الضخمة في امريكا الجنوبية وطرد زعماء يغردون خارج جنائن امريكا .
قال مؤخراً بعد صمت إن الجزء المختلف عليه بين اوكرانيا وروسيا من ناحية جزيرة القرم ومنطقة دونباس ومقاطعات اوكرانية اخرى ، يجب ان تتخلى عنها اوكرانيا لدواعى خطيرة كونها مدخلاً الى صراع مرير قد يتحول الى حرب عالمية ثالثة ؟!. وبالفعل ومن المنطق حسب رؤيتهِ ونزعتها الانتهازية فمن الضروري ايقاف نزيف الحرب وترك الامور حتى لو تحقق نصراً لروسيا على اوكرانيا وحلفائها في غرب اوروبا .
هذا يجرنا الى الآلية الإنتهازية لرؤية الحاقد هنري كيسنجر حول منع إستنزاف مقدرات حلف شمال الاطلسي والناتو من جهة . وترك فلاديمير بوتين القيصر الجديد والحديث في القيادة، فسوف يتحول الى داعياً مهماً للسلام وايقاف اصوات المدافع قبل دخول الجميع في متاهات ""ما لقيصر لقيصر وما لله لله ""
إنطلاقاً مبدئياً وإقتناع مرغم على تجرع قساوة وضراوة نتائج الحرب وتحمل الدول الغنية والكبيرة ضراوة غير مسبوقة في تبديد ثروات المنطقة الاوروبية التي لم تعرف الحرب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية . وكانت عواصفها ثقيلة بما آلت اليه بعد مقتل العشرات من الملايين في حرباً لم تكن بالحسبان ، وهكذا يسعى هنري كيسنجر اليوم بعد هيجان العالم ضدهِ معلنا ً ان الطريقة الوحيدة هي الإقتناص والإنتهاز للفرص وهذا ما اثار فوضى كبيرة حول من يؤيدهِ وبين من يُعارضهِ وفي الواقع لَهُ صولات وجولات كبيرة منذ تسلمهِ ملفات خارجية ، ومنها قضية القضايا فلسطين المحتلة حيث كان العراب الاول والحامي الاول للكائن الصهيوني منذ مطلع عقد السبعينيات وهو الذي رسم مخطط بقاء اسرائيل ودعمها وكانت تصريحاته فاضحة بعد حرب الغفران او العبور الشهيرة اكتوبر عام "" 1973 "" حيث كانت افكاره في مد إسرائيل ودعمها اثناء الحرب وصار اشبهُ بالمهندس الاول لجسر "" جَوى "" . الإمدادات العسكرية لتثبيت قوة إسرائيل برغم الاضواء التي برزت ايامها عندما كان مفاوضاً مع العرب حول إستيراد نفطهم وحماية منابعهِ والعمل على توازنات مهمة في كيفية المساواة بين دول عربية صديقة لها ثروات نفطية والمحافظة على كيان إسرائيل مهما كانت حجج من يدافع عّن حقوق الشعب الفلسطيني في عودتهِ ومنحهِ حقه الشرعي في الاقامة على اراضيه ،
لماذا هنا نعترف وإن كان ذلك الإعتراف سوف يقودنا الى جدال عقيم في قراءة معصية امريكا كمن يمتنع عن دخول الجنة ، المقصود في سبق البحث التاريخي والسرد الموجز لحيثيات ردة فعل تصريح كيسنجر الاخير وبكل هدوء منتظر من خلف نظاراته السميكة كأنهُ يغمز او يغمض عينيه عنوة لكى يقرأه الجميع ان امريكا لها سعة صبر وصدر فسيح ، وواسع ومن الصعب التصور اذا ما غضبت امريكا على اية جهة سابقاً او حاضراً او في المستقبل !؟. على من يتحداها فسوف يقع في مستنقع عميق لا قرار لقاعهِ وقعرهِ البعيد .
اما بداية إنفراج في عمق الحديث عن ايقاف الحرب الروسية الاوكرانية التي يبدو للثعلب وللعجوز الامريكي الذي يستعد الى زيارة اخر عناوينهِ التي يعتبرها مقراً مريحاً في مدافن امريكا التي وصلها إبان الحرب العالمية الثانية وكان شاهداً على ضراوة آتون الحرب وعواقبها في مجاهل محارق اوروبا التي كتب عنها وتحدث في سردهِ التاريخي قولاً وفعلا ً ، ان التاريخ يُكتب بالممارسات وليس بالإمتناع عن دخول الجنة ام الهلاك في جحيم الآخرة .
في معرض قراءة قصيرة لأفكار ذلك الماكر هنري كيسنجر صرح بعد حرب العرب مع إسرائيل ومنع تصدير النفط وقطعهِ عن العالم ، وتهديدات مماثلة فدار جدالاً كبيراً يومها وهو الذي صرح بالحرف
"" هل تظن أننا لا ندرك خطتكم ؟ انتم ترفعون الاسعار وسوف تتركون لأصحاب البترول جزءاً من ثروتهم الجديدة وأما الباقي فإنهُ سوف يجد طريقهُ الى بنوككم وخزائنكم."" وكان رد كيسنجر على "" ميشيل جوبير "" قولهِ "" ، لا يعنيني ما تدركونه او ما لا تدركونه . المهم ان تفهموا ان مشروع "" مارشال "" قد إنتهي الان - لقد كان حصولكم على الوقود رخيصاً جزءاً من مشروع "" مارشال "" لمساعدتكم . ولقد ساعدناكم لكنكم الان على وشك منافستنا بما ساعدناكم بهِ ""
لا تنسوا ان الولايات المتحدة هي التي تتولى برادعها النووى حماية اوروبا "" !! إنتهي الإقتباس من كتاب زيارة جديدة للتاريخ محمد حسنين هيكل .
هل كان المقصود ايامها منذ خمسة عقود فرض سلطة امريكا حتى على كبار حلفائها وهم اليوم يدركون تهور بعض القادة الجدد في فتح مناطق حروب جديدة قد يغرق الجميع بمياهها وتكون الولايات المتحدة الامريكية المنقذ الاول والوحيد ولكن بعد تحديد خطط فلاديمير بوتين الذي يسعى الى دخول الحلبة مجدداً برضاء الحلفاء في الصين وكوريا الشمالية وايران وفنزويلا ، وبعض الدول المنحازة عن الخوف من مشروع امريكا الذي يُعتبر ترغيباً وترهيباً حول معاداتها خوفاً من هلاك النار والمعصية الآيلة الى انتشار الغضب الامريكي . وإستعادة القيصر والدب الروسي صحوتهِ من غفوة مرحلية سحاباتها مقلقة بين السماء والجنه والنار والمعصية .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 26 - حزيران - جوان - / 2022 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخ يا بلدنا -- أعراس أجمل الأمهات المُودِعة --
- قبل إكتشاف الغاز في بحر لبنان -- هناك إرباك داخلي يليه حماية ...
- حين صرتُ حذِراً .. كان الفراق قد حضر
- إرهاب مُنظَم و إرهاب فوضويَّ
- يوم أطلقوا الرصاص على فلسطين
- الربع الأول من الألفية الثالثة مع بداية القرن الحادى والعشري ...
- سبقتني إليهِ دَمعَّاي
- اللغة والأدب سياق نهج التنوير عند -- كريم مروة --
- كيف السبيل إلى منالُكِ
- الضبابية تُطغي على ديموقراطية الإقتراع
- حي السلم وعربات مكبرات الصوت مع صوت مظفر النواب
- أحقاً نحنُ مسجونون في الأبدانِ
- تغطية شيرين أبو عاقلة لشيطنة العدو الصهيوني
- مَضت لا تبحثُ عن قصاصةٍ لكى تكتُب ليَّ
- أشكال متعددة لرفض سلطة الإحتلال الصهيوني
- إلى من يسكن الأكواخ
- في عيدكم رائحة عرق الأكَّف
- تتزاحم في موسم الإغتِسال
- عن قَصد أو بدون وعي -- الإحتراق المُستَفَّز --
- ألفتُ المكان الذي كُنتِ ترتَّدينهُ


المزيد.....




- فيديو: أهالي الرهائن الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بتقويض الات ...
- صادق خان يفوز بفترة ثالثة قياسية كعمدة للندن
- جيرونا يهدي الريال لقب الدوري الإسباني برباعية أمام برشلونة ...
- النيابة المصرية تكشف عن هوية أبو حمزة تاجر الأعضاء البشرية ب ...
- الطوائف الشرقية تحتفل بسبت النور
- محلل سابق في CIA يتوقع انتهاء العملية العسكرية بسيطرة روسيا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية أيمن زعرب أحد قادة -لواء رفح- جن ...
- قيادي بارز في حماس: الحركة لن تسلم ردها للوسطاء هذه الليلة
- تواصل المظاهرات عبر العالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غز ...
- حزب الله يقصف 4 مواقع للاحتلال وغارات إسرائيلية على جنوب لبن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - مَعصية أمريكا كَمن يمتنع عن دخول الجنة