أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الوسائط الحديثة في سينوجرافيا المسرح















المزيد.....

الوسائط الحديثة في سينوجرافيا المسرح


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7283 - 2022 / 6 / 18 - 14:14
المحور: الادب والفن
    


لاشك أن عملية إبداع المناخ التشكيلي علي خشبة المسرح تتطلب جانبًا كبيرًا من التقنيات الحديثة، فالخيال والرؤي المتعددة لفناني السينوجرافيا لا يمكنها ان تتحقق دون استخدام وسائط متعددة بتقنيات فنية وتكنولوجيا متطورة. وهو ما بدا لنا في الاهتمام العالمي المتزايد في استخدام الوسائط المتعددة في مناحي الفنون كافة. وبشكل خاص في سينوجرافيا العرض المسرحي.
وذلك بظهور سينوجرافيا لا تعتمد في صياغتها علي الوسائط التقليدية؛ الأمر الذي الكثير من المهتمين بذلك ومنهم الدكتور عبد الرحمن دسوقي الذي ساهم في تقديم دراسات حول تطوير العديد من المسارح ومنها مسرح سيد درويش بالإسكندرية ومسرح البلدية بمدينة طنطا. وكان آخر هذه الدراسات المبتكرة في مشروع القرية الذكية.
ويذكر أنه ظلت تخامره موضوع تعدد وسائط العرض المسرحي الحديث التي ظهرت علي المسارح الأوربية والأمريكية بغية الحصول علي الأوصاف الدقيقة لهذه الظاهرة، ومعرفة كل تطور وجديد بهدف محاولة نقل كل ماهو جديد ومتطور إلي الساحة الفنية والعربية،إذ لم تحظ الدراسات الحديثة في المكتبة العربية بالاهتمام الكافي في تطوير نمط الصورة المرئية وتشكيلها علي خشبة المسرح.
كذلك لم يتوافر لدي المسرح في مصر استخدام التقنيات الحديثة باستثناء المركز الثقافي(دار الأوبرا) الذي أنشأه اليابانيون أخيرًا.بالإضافة إلي محاولة تحديث تقنيات شبكة برواز خشبة مسرح الجمهورية بعابدين، والتي انتهت بعدة مشكلات ميكانيكية لم تحل، وذلك علي العكس مما يشاهد الآن في فن أوربا وأمريكا؛ الأمر الذي أدي إلي تحقيق أكبر قدر من رؤي فناني السينوجرافيا عالميًا.
وتهدف الدراسة التي قام بها الدكتور عبد الرحمن دسوقي إلي محاولة رصد ماهو جديد ومتطور في مجال تقنيات الصورة المرئية علي خضبة المسرح بأشكالها كافة،كما تهدف إلي التعرف علي الوسائط المتعلقة بالتشكيل علي خشبة المسرح بدءً من التمرد علي الأنماط التقليدية، وصولًا إلي الأشكال الحديثة منها.وتتلخص الأهداف في النقاط التالية
- دراسة الأشكال غير النمطية لفضاء العرض المسرحي
- دراسة الأساليب غير التقليدية في صياغة مكان الحدث الدرامي علي خشبة المسرح
- دراسة وسائل إحلال وسائط بصرية حديثة من خلال عمليات الإسقاط الضوئي محل المناظر التقليدية
- التعرف علي التقنيات المتقدمة في أجهزة العرض البصرية
- التعرف علي المسرح الرقمي وما يعرف بالواقع الافتراضي
وشملت الدراسة المحاور التالية:
- الفضاء المسرحي(مكان الاحداث) بوصفه وسيطًا متنوعًا لخلق البيئة التفاعلية بين الصالة والمنصة.
- الإسقاط الضوئي بوصفه وسيطًا غير تقليدي لصياغة المناخ التشكيلي للدراما
- المسرح الرقمي والواقع الافتراضي.
وكشفت الدراسة عن الوسائط غير التقليدية في تشكيل سينوجرافيا العرض المسرحي نمطًا من أنماط تنفيذ السينوجرافيا يناقض كل ماهو تقليدي من حيث الشكل،وباعتبارها وصفًا لما هو جديد في زمن ما، ذلك الجديد الذي يمثل أبعد حد يمكن ان تصل إليه الخطوة التالية المجاورة لها
وقد تناولت الدراسة وسائط تتعلق بالفضاء المسرحي، وانحصرت في إلغاء القوس المسرحي ،ووجود الممثل والمتفرج في حيز فراغي واحد- ويعد فراغ مسرح جروس في برلين ، الذي أعد بواسطة هانز بولتثج عام 19919/1920 يُعد من النماذج المتطورة التي أوجدت العلاقة الحميمة بين كل من المنصة وصالة المشاهدين، بالإضافة إلي المسرح الاحتفالي الذي أنشيء عام 1926 في كمبريدج وفيه استبعد الإطار التقليدي تمامًا، وأصبحت خشبة المسرح مكشوفة لدي المشاهدين.
ومن المسارح التي جاءت علي هذا النحو في ترتيب الفضاء ، مسرح إيدن كورت في إنفيرنس الذي أنشيء عام ذ976 وفيه تم بالفعل الإطار المرسوم والمزخرف.
وتناولت الدراسة أيضًا خشبة المسرح المفتوحة التي عني بها جاك كوبو، فجرب الخلفية الخاصة بالنموذج الإليزابيثي علي خشبة مسرج جاريك في نيويورك، وفي هذا الفضاء المسرحي اتسعت رقعة المنصة وألغيت مقدمة المسرح ،وأضيفت إليه مدرجات تنحدر تجاه الصالة وهو الشكل الذي يُعد المنهل الأساسي لإعادة البناء لمسرح الفيو كلومبيه الذي افتتح عام 1920ن وهو الفضاء نفسه الذي تصوره آرتو لمسرح القسوة يمتد ليشمل قاعة المشاهدينن وهو ما يسمح بأن ينتقل الفعل الدرامي من المركز إلي الأركان أو وسط المشاهدين.
ويذكر الكاتب ،أن هذا النوع من التجريب في الفضاء المسرحي قاد إلي إنشاء المسرح الاحتفالي بسترانفورد الذي يعرف بخشبة المسرح المفتوحة الثلاثية الجوانب التي تماثل المنصة الإليزابيثية. ذلك النوع من الفضاء المسرحي الذي يهدف إلي وضع الممثل في نقطة بؤرية مركزية لجمهور المشاهدين الجالسين علي ثلاثة جوانب من خششبة المسرح.
وتحدث عن المسرح الدائرين الذي يرد إلي احتياجات إخراجية محددة، مثل التخلي التام عن البناء المسرحي التقليدين ونقاء الشكبل المسرحي والأداء الكامل للممثل.إذ إن المشاهد يحيط به من كل الجهات، ومن ثم يصبح الاتصال أقرب ما يكون بين الممثل والجمهور الذي يصل تقريبا إلي حد التلامس.
وكشفت الدراسة عن الفضاء المسرحي المرن، وهو الاقتراح الخاص بالعلاقة بين خششبة المسرح وترتيب مقاعد المشاهدة لملاءمة كل أنواع العروض المسرحية،وقد بدأ هذا النمط منذ عام 1940 في جامعة كاليفورنيا حين تم تحويل قاعة الدراسة لهذه الغاية، وأُعيد ترتيب وحدات المقاعد بحيث يمكن أن تنفذ بسرعة وسهولة إعادة التشكيل بواسطة النقل، وقد سمح هذا البناء الحر بإقامة العروض الأوبرالية والموسيقية،كذلك أتاح استخدام المنصة الإليزابيثية مع خشبة مسرح مرتفعة داخلية، حيث يمكن إقامة الأبواب والشرفات المطلوبة.
وكذا تناولت الدراسة نمط استديوهات الدراما التجريبية وما تمنحه من فضاء يحقق لدراما المعاصرة التجسيد.
وفي المحور الثاني تناولت الدراسة الإضاءة باعتبارها وسيطًا، ذلك ان الإضاءة المسرحية لم تتوقف لمجرد إضاءة المنظر المرسوم، أو المصبوع أو ذي الأبعاد الثلاثة لخلق الأبعاد المادية للحدث، بل أصبح الضوء يقوم بهذه المهمة، ومن ثم أصبح وسيطًا مهمًا جدًا، وقد حل اللإسقاط الضوئي في عدد من العروض محل المناظر المسرحية التقليدية.
وفي المحور الثالث، والذي كان عن نظم الوسائط المتعددة كشفت الدراسة عن أهمية استخدام الوسائط المتعددة علي خشبة المسرح باعتبارها تمثل الإطار العام الذي ينظم وسائط سينوجرافيا العرض بكل ما فيه من مناظر وأضواء وإسقاطات علي نوافذ(شاشات) ذات تقنية متقدمة من خلال الحاسب الآلي، كما أن الوسائط المتعددة تُتيح تنفيذ ما يعرف بالواقع الافتراضي الذي تبني مناظره بناء رقميا.
أوضحت الدراسة أن الواقع الافتراضي عبارة عن وهم يجعل المشاهد يتفاعل معه بواقعية شديدة، بحيث يتخطي الواقع إلي عالم اللاواقع(يتخطي اللحظة الآنية ليتعايش مع وهم مفروض)، فيصبح في دنيا من الصور والأحداث المعدة رقميًا، ويندمج بواسطة الحاسب الآلي داخل صورة مجسمة من عالم صناعي (محسوس غير ملموس) ثلاثي الأبعاد بتقنيات عرض متقدمة، ويمكنه بذلك خلق الواقع الخاص به، وتحريك الأجسام والعناصر(المكونة للمنظر الافتراضي)
وقد استخدمت هذه التقنيات المتقدمة في كل من مسرحية "الآلة الحاسبة"ومسرحية" أجنحة" ومسرحية"ماشينال" التي قدمها قسم الواقع الافتراضي بجامعة كنساس، وقدمت علي مسرح موريال في أكتوبر 1991



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الكوميديا في الأدب والمسرح والسينما
- المأساة اليونانية في القرن الخامس ق.م
- الإنسان المصري علي الشاشة
- مستقبل الثقافة في مصر
- الحركة النسائية الحديثة: قصة المرأة العربية علي أرض مصرللدكت ...
- موسيقي مصر والسودان شواهد حضارية وثقافية
- تذوق الموسيقي العربية
- المرأة في الفكر العربي الحديث
- البطل في مسرح الستينيات للدكتورأحمد العشري
- الموال القصصي سينمائيًا
- الجماعات الهامشية المنحرفة في تاريخ مصر الاجتماعي الحديث
- مصر كما تريدها أمريكا من صعود ناصر إلي سقوط مبارك
- السامر الشعبي في مصر
- التصميم الافتراضي للمنظر السينمائي
- طوائف الحرف في مدينة القاهرة في النصف الثاني من القرن التاسع ...
- موسيقي أفلام يوسف شاهين
- ازدهار وسقوط المسرح المصري
- اتجاهات الإنتاج السينمائي من ثورة يوليو حتي ثورة يناير
- فن الفرجة علي الأفلام
- أزياء الاستعراض في السينما المصرية للدكتورة مها فاروق عبد ال ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الوسائط الحديثة في سينوجرافيا المسرح