أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - -الفَرْد- و-السياسة-!














المزيد.....

-الفَرْد- و-السياسة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1677 - 2006 / 9 / 18 - 08:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا جدال في اشتداد الحاجة إلى قانون جديد جيِّد لـ "الانتخابات" في الأردن، في سياق ما يُبْذَل، وما يجب أنْ يُبْذَل، مِنْ جهد في سبيل "تنمية سياسية" للمجتمع، يرى المواطنون ثمارها، ويقطفونها. وقد اقْتُرِحَ "نظام انتخابات مختلط، يجمع بين الانتخاب الفردي والقائمة النسبية، مِنْ خلال منحه الناخب صوتين". وروعي في "نظام القوائم النسبية" مَنْح المسيحيين والشركس والمرأة حُصصاً مِنَ المقاعد.

إنَّ "المبادئ"، دائماً، هي العِظام، التي لا بدَّ مِنْ كسوها لَحْماً، أي لا بدَّ مِنْ "تفصيلها". ونحن ما زلنا، في "مشاريعنا" و"لجاننا" و"مناقشاتنا"، بمنأى عن كثير مِنَ "المبادئ الديمقراطية"، التي لا بدَّ مِنَ الأخذ بها إذا ما أرَدْنا "تنمية سياسية"، تُحيي في المجتمع والمواطنين "الدافع (أو الحافز) السياسي"، وتُنْطِق "الأكثرية الصامتة"، وتُنْهي سلبيتها السياسية، وتُوْقِظنا مِنْ "نومنا السياسي الطويل".

ولا شكَّ في أنَّ إطلاق يد "الحزبية السياسية" في حياتنا السياسية هو الخطوة الأولى والكبرى التي ينبغي لنا أنْ نخطوها، الآن، أي منذ سنين، على الطريق المؤدِّية إلى مثل هذه "التنمية السياسية"، فـ "التمثيل الفردي"، الذي هو ضد نشوء وتطوُّر "المؤسَّسة" في نظام حياتنا السياسية والديمقراطية، حان له أنْ ينتهي، لينتهي معه كل هذا "الموروث الاجتماعي ـ السياسي" المضاد، في طبعه وطبيعته، للتطوُّر الديمقراطي لمجتمعنا.

"الفرد" الذي بصفة كونه "ناخباً" فحسب هو وحده الذي يحقُّ له الوجود في حياتنا السياسية. أمَّا "المرشَّح" فهو "الكيان السياسي"، أي "الحزب السياسي"، بأفراده (المنتخَبين حزبيَّاً) وبرنامجه السياسي.

وهذا "الفرد" الذي أصاب حياتنا السياسية والانتخابية والبرلمانية بالعفونة والركود والقصور، والذي يَفْهَم "الخدمة العامَّة" على أنَّها لبوس تلبسه مصالحه الشخصية والعائلية، أو "موضع" و"زمن" لـ "الاستثمار الشخصي"، ما عُدْنا في حاجة إلى منحه "الامتيازات الانتخابية" مِنْ خلال "نظام الصوتين".

هذا "الفرد"، قَبْلَ، ومِنْ أجل، أنْ نلبِّي لديه "الحاجة" إلى "خدمة الناس والمجتمع"، أي إلى "الخدمة العامَّة" التي يجري دمها في عروقه، لا بدَّ لـ "التنمية السياسية" مِنْ أنْ تشمله هو أيضاً، أي لا بدَّ له مِنْ أنْ يزاول النشاط، أو العمل، السياسي مِنْ خلال "جماعة سياسية منظَّمة"، فـ "الخدمة العامَّة" لن تغدو "خدمة في معناها الحقيقي" و"عامَّة في معناها الحقيقي" إلا إذا أدَّاها "الفرد" عَبْرَ "المؤسَّسة (السياسية ـ الحزبية)"، فمشكلاتنا لا حلَّ لها بجهود ووعي وثقافة وخبرة وموهبة "فرد" ولو رأى أنَّ لديه أُفُقاً يسع كل شيء ولا يسعه شيء!

على هذا "الفرد"، قَبْلَ أنْ يستوي إلى "الخدمة العامَّة"، في البرلمان وغيره، وقَبْلَ أنْ يستوي على "كرسي الخدمة العامَّة"، أنْ يتحوَّل إلى "كائن سياسي"، في معناه الديمقراطي والحضاري. وليس مِنْ سبيل له إلى ذلك سوى الدخول في "الحياة السياسية ـ الحزبية"، التي ينبغي لها أنْ تملك مِنَ "الحياة" و"مقوِّماتها" ما يسمح لها بأنْ تُحيي عِظام مجتمعنا السياسية وهي رميم. نحن، الآن، لدينا "أحزاب لا تحتاج إلى المجتمع"، ولدينا "مجتمع لا يحتاج إلى الأحزاب"، أي لدينا "مرض سياسي (ديمقراطي) عضال".

وإذا كان مِنْ سؤال ينبغي لنا إجابته فإنَّ هذا السؤال هو: كيف نَخْلِق تلك "البيئة السياسية ـ القانونية"، التي فيها يصبح ممكناً قيام أحزاب سياسية تحتاج إلى المجتمع، وقيام مجتمع يحتاج إلى الأحزاب السياسية.

الناس يحتاجون إلى "السياسة" مثل حاجتهم إلى "رغيف الخبز". ولكنَّهم لا يحتاجون إليها، ولسوف يظلَّون عازفين عنها، إذا هي ظلَّت، في خبرتهم واختبارهم، "أداة ضد التغيير" الذي يريدون، والذي يلبِّي احتياجاتهم الواقعية (لا الوهمية) ويحل المشكلات بما يتَّفِق مع المصالح العامَّة لا المصالح الفردية والفئوية الضيِّقة.

وكيف للأحزاب عندنا أنْ تكبر وتنمو وتتطوَّر إذا كان أقلها وزناً يَزِن سياسياً أكثر مِنَ "المجتمع"، الذي توفَّروا على "إقناعه" بأنَّ "للسياسة أربابها"، وبأنَّ "السياسة رجس مِنْ عمل الشيطان يجب اجتنابه"، وبأنَّها "لا تُطْعمُ خبز ولا تُسْمِن ولا تُغْني مِنْ جوعٍ"، وبأنَّ "الندامة في الرغبة فيها، والسلامة في الرغبة عنها"؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العصر الوسيط- يُبعث حيا!
- الفرصة التي يتيحها ضعف أولمرت!
- في -النسبية-
- بعضٌ من النقاط فوق وتحت حروف -الإرهاب-!
- بين الكوزمولوجيا والميثولوجيا
- الحل الذي يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- بعض من تجربتي في الفساد!
- -العَلَم العراقي-.. قصة ظلٍّ فقد جسمه!
- لِمَ تعادي الولايات المتحدة -إيران النووية-؟
- حلالٌ أن يتزوَّج الرجل ابنته.. حرام أن يتزوَّج مجتمعنا الديم ...
- صناعة تسمَّى -الاحتواء الإيديولوجي-!
- الحوار المستوفي لشروطه
- لهذا السبب ينبغي لإسرائيل استئناف الحرب!
- تناقض يطلب تفسيرا!
- -الأخلاق النووية- للولايات المتحدة!
- رياح الحرب ذاتها تتجه نحو إيران!
- غيض من فيض الدروس!
- -الدولة الأمْنِيَّة-.. قانون -الرعب المتبادَل-!
- لغز الموت!
- حزيران الذي انتهى في تموز!


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - -الفَرْد- و-السياسة-!