أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - بين الكوزمولوجيا والميثولوجيا















المزيد.....



بين الكوزمولوجيا والميثولوجيا


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 10:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"الكوزمولوجيا" هي من فروع "المعرفة البشرية"، التي يختلط فيها ويتداخل العِلْم والفلسفة (والدين) أكثر من أيِّ فرع آخر. ويمكن القول إنَّ "الكوزمولوجيا"، التي تبحث في الكون، نشوءاً وتطوراً ومصيراً، هي، في جزء كبير من جهودها وأبحاثها ونظرياتها، محاولة للإجابة عن الأسئلة والتساؤلات الفلسفية والدينية الكبرى، إجابة علمية فيزيائية، فنظرية "الانفجار (الكوني) العظيم"، على سبيل المثال، لا تعدو أنْ تكون، في بعض جوانبها الأساسية والمبدئية، امتداداً فيزيائياً (أو كوزمولوجياً) لـ "قصة الخَلْق التوراتية" الشهيرة.

ونحن لا يمكننا الوقوف على أهم المشكلات المعرفية، التي سعت "الكوزمولوجيا" في حلِّها، إلا إذا عُدْنا إلى "المنبعين الأكثر أهمية" لهذه المشكلات.

"المنبع الأوَّل"، هو إدراك البشر، حسِّيا، منذ القدم لحقيقة أنَّ لكل شيء في هذا الوجود لحظتي "نشوء" و"زوال"، فالشيء الذي لا ينشأ ليزول حتماً، لا وجود له البتَّة.

أمَّا "المنبع الثاني"، فيكمن في "تجربة الخَلْق البشرية"، فالإنسان في سعيه إلى خَلْق وإيجاد وصُنع الأشياء (بناء منزل مثلاً) تبيَّن له أمر في منتهى الأهمية، هو أنَّه قَبْل أنْ يصنع (يَخْلِق) شيئاً، لا بدَّ له من أنْ يكون قد "أراد" صنعه، كما لا بدَّ له من أنْ يكون قد "تخيَّل" أو "تصوَّر" هذا الشيء، أي أنَّ الشيء الذي يريد صنعه يُوْجَد في عقله قَبْلَ أنْ يصبح حقيقة واقعة محسوسة.

ومن هذه التجربة البشرية في صُنع أو خَلْق الأشياء، استنتج الإنسان أنَّ صُنع أو خَلْق الكون لا بدَّ له من أنْ يكون في الطريقة ذاتها، أي أنَّ الكون كان، قَبْلَ أنْ يصبح حقيقة واقعة محسوسة، كامناً في "إرادة غير بشرية"، وفي "عقل غير بشري".

وهكذا توصَّل الإنسان إلى "الفكرة الفلسفية الأُم"، وهي أنَّ للكون، أيضاً، لحظتي "نشوء" و"زوال"، وأنَّ هذا الشيء المسمَّى "الكون" كان، قَبْلَ أنْ يُوْجَد، "إرادةً" و"فكرةً"، كمثل "منزل" قَبْلَ إنشائه.

وسرعان ما تعدَّدت واغتنت، شكلا ومحتوى، هذه الفكرة الفلسفية الواحدة. وقد اتَّخذت، الآن، شكلها المعرفي الأرقى في "الكوزمولوجيا". ولكن دعونا نعود، الآن، ثانيةً، إلى "المنبعين"، اللذين ذكرناهما، لعلَّنا نتمكَّن من رؤيتهما بعينين مختلفتين.

"التحوُّل" هو معنى "النشوء" و"الزوال"!

في "المنبع الأوَّل"، يمكن ويجب أنْ نرى أمراً مختلفاً، وهو أنَّ "النشوء" لا يكون من "لا شيء" Nothingness. كما أنَّ "الزوال" لا يفضي إلى "لا شيء"، فالذي نراه في كلتا "اللحظتين" إنَّما هو "التحوُّل" Conversion.. تحوُّل شيء، أو أشياء، إلى "شيء جديد"، في "لحظة النشوء"، ثمَّ، وفي شكل حتمي، تحوُّل هذا الشيء الجديد إلى شيء آخر، أو أشياء أخرى، في "لحظة الزوال".

إنَّ لحظة نشوء "الماء (السائل)"، هي ذاتها لحظة "تحوُّل" الجليد، مثلاً، إلى ماء، وإنَّ لحظة زوال "الماء"، مثلاً، هي ذاتها لحظة "تحوُّل" الماء إلى بخار، فالماء نشأ، ولكنَّه لم ينشأ من "لا شيء"، وإنَّما من شيء آخر، هو الجليد، ثمَّ زال، ولكن زواله لم يفضِ إلى "لا شيء"، وإنَّما إلى شيء آخر، هو البخار.

"طريقة الفهم" الكامنة في هذا المثال هي وحدها الطريقة الصحيحة في حل مشكلتي "النشوء" و"الزوال" في وجه عام. وهذه الطريقة في الفهم لا تسمح لنا بالقول بضرورة وجود "الجسيم الأوَّلي"، الذي، وفق تعريفه، هو الشيء الذي ما كان قَبْله قَبْل.. الشيء الذي لم ينشأ من شيء آخر، أو من أشياء أخرى. حتى "الجسيم الأوَّلي" المسمَّى "كوارك" لا يمكنه أنْ يُوْجَد، إذا ما تأكَّد وجوده الفعلي، إلا بصفة كونه شيئاً "مركَّباً" Compound أي مؤلَّفاً من الأصغر منه، كتلةً وحجماً. ولن نصل، أبداً، إلى "الحلقة الأولى" من هذه السلسلة؛ لأنَّها سلسلة لا حلقة أولى لها. وثمَّة فيزيائيون يعتقدون، الآن، أنَّ "الكواركات" يمكن أنْ تنحل، فينشأ عن انحلالها "إلكترونات"!

قصارى القول، في هذا الصدد، إنَّ "النشوء" هو لحظة "تحوُّل (شيء إلى شيء) وكذلك "الزوال".

لا خَلْقَ من دون "مواد أوَّليَّة"!

أمَّا في "المنبع الثاني"، فيمكن ويجب أنْ نرى أنَّ الإنسان، في صُنْعِه وخَلْقِه لأي شيء، إنَّما يُنْجِز ذلك بمعونة "مواد أوَّلية"، ليست مِنْ صُنْعِه، أو خَلْقِه، في نهاية المطاف. إنَّها موجودة حتى قَبْلَ وجوده في هذا الكون.

نَعْلَمُ أنَّ الإنسان "يريد" هذا الشيء، و"يتخيَّل" وجوده، قَبْلَ أنْ يَصْنَعَهُ، أو يَخْلِقَهُ، ولكن إرادته وعقله لم يتمكنا، قط، ولن يتمكنا، أبداً، من صُنع، أو خَلْقِ، شيء من "لا شيء"، فوجود "المواد الأوَّلية" هو "الشرط الأوَّلي" لتمكُّن الإنسان من صُنع، أو خَلْقِ، أي شيء جديد، لا تصنعه الطبيعة من تلقائها.

لقد "عمَّم" الإنسان تجربته في "الخَلْق الإرادي الواعي"، ناظراً إلى خَلْق الكون كله في الطريقة ذاتها "تقريباً". ونقول "تقريباً"؛ لأنََّه لم يقلْ، في تعميمه، بأنَّ وجود "مواد أوَّلية" هو "الشرط الأوَّلي" لإنشاء أي شيء، مهما صغر أو كبر، وبأنَّ وجود هذه "المواد الأوَّلية" لا يمت بصلة إلى "إرادة" أو "عقل"، فالإرادة والوعي، وفق تجربة الإنسان التي قام بتعميمها، لا يصنعان شيئاً من "لا شيء"، وإنَّما يقومان، حصراً، بعملية "تركيب وتحويل".

"الكون" غير "العالم المادي"!

"الكون" هو كمثل سائر الأشياء لا بدَّ من أنْ تكون له لحظتا "نشوء" و"زوال"، ولكن ينبغي لنا أنْ نفهم هاتين اللحظتين على أنَّهما لحظتا "تحوُّل مادي".

وحتى يستقيم هذا الفهم، ينبغي لنا، أيضاً، أنْ نميِّز "الكون" Universe من "المادة" Matter التي ليس لها، ولا يمكن أنْ يكون لها، لحظتا "نشوء" و"زوال".

حتى في "الكوزمولوجيا"، رأينا خلطاً بين المفهومين ("الكون" و"المادة") يشبه، في دوافعه، الخلط بين مفهومي "المادة" و"الكتلة". وكثيراً ما قرأنا، حتى في كتب الفيزياء، أنَّ "المادة" تتحوَّل إلى "طاقة"، وأنَّ "الطاقة" تتحوَّل إلى "مادة"، مع أنَّ تحري الدقَّة العلمية يُلزمنا القول إنَّ "الكتلة" (بصفة كونها شكلاً للمادة) تتحوَّل إلى "طاقة"، وإنَّ "الطاقة" (بصفة كونها شكلاً آخر للمادة) تتحوَّل إلى "كتلة". كما يُلزمنا عدم النظر إلى ما يسمَّى "الطاقة الخالصة" على أنَّها "نفي خالص" لوجود "المادة". نقول بذلك؛ لأنَّ بعض الفيزيائيين الكبار رأوا في ما يسمَّى "الطاقة الخالصة" كائناً خرافيا كمثل العنقاء!

من أجل صياغة علمية لـ "السؤال"!

"السؤال"، عِلْم وفن وذكاء. وربَّما لا نغالي، أو نبالغ، إذا قلنا إنَّ بعضاً من الأسئلة كان، في حدِّ ذاته، في منزلة الاكتشافات أو الفتوحات العلمية، كمثل سؤال نيوتن عن سرِّ "سقوط التفاحة". إنَّ أي سؤال يمكن أنْ يكون مفتاحاً لمعرفة جديدة كل الجدة إذا ما استوفت صياغته شروطها المنطقية.

ولكن، ثمَّة أسئلة تنحدر بنا من أعالي المعرفة العلمية إلى الدرك الأسفل من الخرافة والجهل؛ ذلك لأنَّ هدف سائليها ليس مساعدة العقل الإنساني على سبر أغوار الحقيقة، وإنَّما أنْ يُدْخِلوا في روعنا فكرة أنَّ هذا العقل قاصر وعاجز، ينبغي لنا إلغاؤه عند بحث بعض المسائل والقضايا، التي تثير قلقنا الفكري، حتى إذا نجحوا في ذلك شرعوا في ملء "فراغ الجواب"، المتأتي من هذا النمط مِنَ الأسئلة، بأجوبة مقطوعة الصلة، تماماً، بالتجربة المعرفية العلمية.

ويصاغ هذا النمط من الأسئلة على النحو الآتي: إذا عطشنا، فإنَّنا نشرب الماء، فالشعور بالعطش، والذي لا يمكننا التغلُّب عليه إلا بشرب الماء، إنَّما هو السبب الذي يحملنا على شرب الماء. ثمَّ ينتقلون من هذه "المقدِّمة الصحيحة"، من حيث العلاقة السببية بين "العطش" و"شرب الماء"، إلى السؤال المتهافت منطقياً، وهو: "لماذا الماء من دون سواه هو الذي به نتغلَّب على شعورنا بالعطش؟".

نقول بالتهافت المنطقي لهذا السؤال؛ لأنَّه لو حَدَثَ أنْ كان سائلاً أو شيئاً آخر غير الماء هو الذي يُزيل شعورنا بالعطش لسَأَلْنا السؤال غير المنطقي ذاته، ولما تمكَّنا، بالتالي، من التوصُّل إلى معرفة علمية جديدة.

إنَّ الغاية "الفلسفية" لهذا النمط من الأسئلة هي تقويض مبدأ "السببية"، من خلال زرع اعتقاد في عقولنا بأنَّ "السبب" يؤدِّي إلى "النتيجة" ذاتها، دائماً، بفعل قوَّة غير قوَّة "الضرورة الطبيعية"، أي أنَّ "الاحتكاك"، مثلاً، كان يمكن أنْ يولِّد شيئاً آخر غير الحرارة؛ ذلك لأنَّ الصلة السببية بين "الاحتكاك" و"الحرارة" ليست، وفق هذا التصُّور المجافي للمنطق العلمي، من نسج قوَّة "الضرورة الطبيعية".

بيد أنَّ الأسوأ في هذا النمط من الأسئلة هو السؤال عن "العلَّة الأولى" لكل شيء في هذا الوجود. وقد تسرَّب هذا السؤال حتى إلى "الفيزياء الكونية"، فرأينا فيزيائيين عباقرة يُنهِكون أنفسهم، ويُنهكوننا معهم، في بحث عقيم عمَّا يسمُّونه "الجسيم الأوَّلي"، الذي منه نشأ كل شيء من دون أنْ يكون هو قد نشأ عن أي شيء!

وعندما يعثرون على هذا "الجسيم الأوَّلي"، ولن يعثروا عليه أبداً، سيسألون: "من أين جاء إذا لم ينشأ عن (أو يتألَّف من) جسيمات أخرى أصغر منه؟".

إنَّ أصل الخلل في هذه النظرة إلى الأشياء يكمن في كوننا نرى لحظتي "النشوء" و"الزوال" من دون أنْ نرى، في الوقت نفسه، الأهمَّ من ذلك، وهو "التحوُّل"، فنحن، على سبيل المثال، لا نرى، إلى جانب رؤيتنا للحظات "النشوء" و"الزوال"، أنَّ "الجليد" لم يختفِ من الوجود، وإنَّما "تحوَّل" إلى "ماء"، لم يأتِ إلى الوجود من "لا شيء"، وإنَّما من "الجليد" إذ ذاب وانصهر، وأنَّ "الماء"، من ثمَّ، لم يختفِ من الوجود، وإنَّما "تحوَّل" إلى "بخار"..

أجل، إنَّ لكل شيء لحظتي "نشوء" و"زوال"، ولكن ما من شيء أتى، أو يأتي، إلى الوجود إلا كثمرة "تحوُّل". كما أنَّ ما من شيء أتى، أو يأتي، إلى الوجود، أكان "مجرَّة" أم "كواركا"، إلا بصفة كونه "مركَّباً مادياً"، يتألَّف، بالضرورة، من مكوِّنات (عناصر، جسيمات..) أصغر منه، فالجسم أو الجسيم "البسيط" Simple أو "غير المركَّب" لا وجود له.. لم يُوْجَد، قط، ولن يُوْجَد، أبداً!

في خارج سياق "التحوُّل"، لا يمكن النظر إلى لحظتي "النشوء" و"الزوال". أمَّا إغفال حقيقة أنَّ المادة "مركَّبة"، ولا يمكن أنْ تكون "بسيطة"، فيفضي إلى "التشويه الخرافي" للحقائق العلمية.

الكون "نَشَأَ"، ولسوف "يزول"، فالزوال هو المصير النهائي والحتمي لكل ما يَنْشأ، ولكن الكون "نَشَأَ" كما يَنْشأ "الماء" من ذوبان (زوال) الجليد، ولسوف يزول كما يزول هذا الماء.. هذا الماء يزول ليَنْشأ من زواله، وفي اللحظة عينها، "البخار".

الطبيعة اعتذرت إلى أرسطو عن رفضها "العلَّة الأولى". كما اعتذرت إلى ديموقريطس عن رفضها "الذرَّات الأوَّلية"، مؤكِّدة أنَّها لا تعمل وفق رغباتنا وأهوائنا الفلسفية.

منهجية المعرفة

المعرفة Knowledge في معناها العام، هي شرط للبقاء الإنساني قَبْلَ أنْ تكون شرطاً لنشوء الحضارة وللارتقاء الحضاري، فمِنْ دونها، أو بسبب ضعفها، لا يستطيع البشر، أفرادا وجماعات، أن يدرأوا عنهم خطر الهلاك في كل صوره وأشكاله.

المعرفة، في مستوياتها وأشكالها كافة، قد تصيب أو تخطئ هدفها الأعظم، وهو أنْ تكون جزءاً من "عالم الحقائق الموضوعية"، الذي قَبْلَ، ومن أجل، أنْ تَدْخُلَه وتنضم إليه ينبغي لها أنْ تجتاز، في نجاح، اختبار "الممارَسة"، التي هي، في نتائجها، المقياس الوحيد لمنسوب "الحقيقة الموضوعية" في أي فكرة (نظرية، رأي، تصُّور، مفهوم..).

"الفكرة"، كما قلنا، قد تكون صائبة أو خاطئة (كليِّاً أو جزئياً) ولكن طريقة التوصُّل إليها هي التي يجب أنْ تكون صائبة وسليمة، دائماً، ولو كانت "النتائج" (الأفكار) غير ذلك، فعندما ينهار بناء، مثلاً، يجب أنْ نعزو انهياره إلى "خطأ في الفكرة" التي جاء بها عقل المهندس لا أنْ نعزوه إلى "خطأ علم الهندسة". إنَّ الطريقة في النظر إلى الأشياء والأحداث والظواهر، وفي فهمها وتفسيرها، هي التي يجب أنْ نُولي تطويرها وتحسينها الأهمية القصوى.

في حديثنا عن جوانب وعناصر هذه الطريقة، لا يمكن أنْ نتحدث إلا قليلاً وجزئياً، وفي اختصار شديد، وبما يبرز ويؤكِّد الأهمية المعرفية في اتِّباعها والأخذ بها.

إنَّنا نرى أنَّ كل شيء يمكن ويجب أنْ يتبدَّل، في سرعةٍ أو في بُطءٍ. ونرى، أيضاً، "السبب" الذي أدَّى إلى تبدُّله. ولكن ثمَّة أمر في منتهى الأهمية نجهله أو نتجاهله، وهو أنَّ ما من شيء يتعرَّض لضغوط "التغيير" إلا ويبدي "مقاوَمة" Resistance لهذه الضغوط، التي كلَّما ازدادت زادت مقاومته. ولن يحدث "التغيير" إلا بَعْد، وبسبب، استنفاد الشيء لقدرته على "المقاوَمة".

ضغوط أو قوى "التغيير"، لا يمكن أنْ تُوْجَد، أو تمارِس تأثيرها، إلا باستثارتها وتحريكها وتغذيتها، في الوقت نفسه، لكل "القوى المضادة" للتغيير، الكامنة في الشيء الخاضع لتأثير "قوى التغيير"، فهذه هي العاقبة الطبيعية الحتمية لفعل قوى التغيير وتأثيرها، فالشيء الذي يتغيَّر من دون التغلُّب على القوى المضادة للتغيير في داخله، وفي بيئته، لا وجود له البتَّة.

وعلى سبيل المثال نقول إنَّ أي نظام حكم استبدادي لا يمكنه إخضاع المجتمع لمزيدٍ من إجراءات وتدابير القمع من دون أنْ يستنهض، في الوقت نفسه، كل ما في هذا المجتمع من قوى مضادة للاستبداد. كما أنَّ هذه الإجراءات والتدابير لن تتحوَّل إلى جزء مِنَ الواقع الحي، وتفعل فعلها، إلا بَعْد، وبسبب، التغلُّب على هذه القوى، واستنفاد المجتمع، بالتالي، لقدرته على الصدِّ والمقاوَمة.

غير أنَّ التغلُّب على "القوى المضادة"، قَبْلَ، ومن أجل، وقوع "التغيير"، لا يعني، أبداً، زوالها المطلق، بل يعني أنَّ قهرها والتغلُّب عليها في الجولة التالية من الصراع صارا أشد صعوبة، ولا بدَّ، بالتالي، من أنْ تكون "قوى التغيير"، هذه المرَّة، أشد بأساً من ذي قَبْل.

لقد لاحظ علماء "الفيزياء الجسيمية" أنَّ الإلكترون كلَّما ضاعفوا سرعته ازدادت صعوبة تسريعه، فالقوى الداخلية المضادة لهذا التغيير تَخْرُج من كل هزيمة تمنى بها أكثر قوَّة وحيوية.

إنَّ الاستنتاج الذي يمكن وينبغي لنا أنْ نستنتجه من ذلك، هو أنَّ ما من شيء إلا ويُنْتِج كل ما يجب أنْ يؤدِّي إلى زواله، فالنتائج المترتبة على وجود الشيء، وعلى تأثيره وفعله وتفاعله، لا يمكنها أنْ تكون حليفاً له أو صديقاً، وإنَّما عدو وخصم.

لو أنَّ القائلين بنظرية "تمدُّد الكون"، من علماء الفيزياء الكونية،ة أو علماء الكوزمولوجيا، أخذوا بهذه الطريقة في النظر إلى الأمور لما ظَهَر من بينهم من يقول بأنَّ الكون يمكن أن يتابع تمدُّده وتوسُّعه إلى الأبد!

لو أخذوا بها لنظروا إلى "تمدُّد Expansion الكون" على أنَّه ظاهرة تُنْتِج، بقوَّة الضرورة، ومن تلقائها، كل القوى والأسباب والعوامل المؤدِّية إلى زوالها، أي المؤدِّية إلى ظاهرة "تقلُّص Contraction الكون"، فزوال "التمدُّد" هو ذاته نشوء وظهور "التقلُّص"، أو "الانكماش".

والخطأ المنهجي الآخر الذي يقعون فيه، هو النظر إلى ظواهر "التزايد Increase" و"التناقص Decrease"، أي ظواهر "الكم"، على أنَّها غير منتهية "المسار"، الصاعد أو الهابط، فـ "تمدُّد الكون"، مثلاً، يمكن أنْ يستمر في "التزايد" إلى الأبد، وكأنْ ليس لـ "التزايد" حد أقصى، أو نهاية عظمى، إنْ تخطاه، أو تخطاها، "التمدُّد الكوني" فلا بدَّ له من أنْ يشرع يتحوَّل إلى "تقلُّص".

كذلك نظروا إلى تقلُّص، أو انكماش، أو تركُّز، "المادة الكونية"، مِنْ كتلة وطاقة، فقالوا بأنَّ التقلُّص الكوني يمكن أنْ يستمر في التزايد حتى بلوغ المادة مرحلة "البيضة الكونية"، التي تختزن في داخلها "كل الكتلة والطاقة" في الكون، ولكن حجمها يكاد أنْ ينعدم؛ لأنَّه سيكون أقل من حجم نواة الذرَّة بنحو 100 مليار مرَّة!

هُم في تصُّورهم "الفيزيائي" هذا إنَّما أذلُّوا عقولهم الفذَّة لبعض المفاهيم الفلسفية، فاقتلعوا مفهوم "العدم" من تربة "الميتافيزيقا" ليغرسوه في تربة "الفيزياء"، وكأنَّ الهدف النهائي الأسمى لبعض علماء الكوزمولوجيا هو هدم قانون "حفظ المادة" ليشيدوا على أنقاضه مفهوم "العدم" في نسخته الفيزيائية!

ولعلَّ الخوف من سعي كهذا هو ما حمل نيوتن على إطلاق صرخته الشهيرة: "أيَّتها الفيزياء احترسي من الميتافيزياء!".

عالم الأفكار

من أين تأتي "الأفكار" إلى رؤوسنا؟ بعض الفلاسفة ربَّما يعترضون على هذا السؤال؛ لأنَّه، بحسب وجهة نظرهم، ينطوي على فرضية خاطئة منطقياً، فـ "الأفكار"، في مبادئها وأُصولها وأجنَّتها وعناصرها الأوَّلية، لا تأتي إلى الرأس البشرية من خارجها، فهي تُوْلَد، بحسب زعمهم، مع الإنسان، وهي، بالتالي، فطرية الأصل والمنشأ، أي أنَّ دماغ الطفل البشري لا يُولَدُ "صفحة بيضاء"، لا خط فيها ولا لون ولا نقش.

قد يصعب دحض هذا الرأي أو الاعتقاد الفلسفي، لا لكونه مؤسَّساً على أرضية علمية صلبة، وإنَّما لكونه من ذلك النوع مِنَ الفكر الذي يُعبِّر عن أشياء لا وجود واقعي أو فعلي لها، البتة، فيستحيل، بالتالي، إثباته أو دحضه، فأنا، على سبيل المثال، أستطيع أنْ أقول لكَ إنَّ الإنسان ما أنْ تَخْرُج الروح من جسده، عائدةً إلى بارئها، حتى يرى صورة والدته. أستطيع أنْ أقول لكَ ذلك، وأنْ أتحداك، في الوقت نفسه، على أنْ تأتي ولو بدليل واحد ينفيه ويدحضه. وكم هي كثيرة المعتقدات والأفكار والآراء الفلسفية التي من هذا النمط. إنَّ أصحابها غير معنيين بالإتيان بأدلة تثبتها وتؤكدها، ولكنهم، في الوقت نفسه، يتحدُّونكَ على الإتيان بأدلة تنفيها وتدحضها!

لا شيء يدعونا إلى نبذ الاعتقاد بأنَّ العقل البشري يُوْلَد "صفحة بيضاء"، وبأنَّ "الأفكار الفطرية" هي من اختراع عقل فُطِرَ على الأوهام الميتافيزيقية. وما دام الأمر كذلك، وهو لا يمكن أنْ يكون إلا كذلك، نسأل: من أين تأتي الأفكار إلى رؤوسنا؟ إنَّها تأتي من حيث يمكن اختبارها، أي من حيث يمكن إقامة الدليل على صدقها أو بطلانها. إنَّها تأتي من "العالم الخارجي الواقعي"، الذي فيه يُوْجَد الإنسان، ولا يمكن أنْ يُوْجَد هو ذاته في داخل الإنسان.. في داخل "وعي" الإنسان.

ولكن عقل الإنسان ليس بالكاميرا التي تلتقط صوراً فوتوغرافية للأشياء، فالصور التي يلتقطها تشبه، إذا جاز التشبيه، "صور الأشعَّة"، أي أنَّ "عين" هذا العقل ترى من الأشياء ما لا يُرى بالعين البشرية.. ترى منها "الجوهر"، الذي يُعدُّ "المفهوم" صورته.

عقل الإنسان ليس مرآة تعكس، أو كاميرا تُصِّور، فحسب، وإنَّما هو "خالق" يَخْلِق.. يَخْلِق أشياء لا وجود فعلياً لها في الواقع.. لم تُوْجَد قط، ولن تُوْجَد أبداً. ولكنَّه ليس خالقاً يَخْلِق من "العدم"، فكل ما يخلقه من أشياء لا وجود لها في الواقع، يجب أنْ تكون لها "عناصر أوَّلية" موجودة، فعلاً، في الواقع.

إنَّه، مثلاً، يَخْلِق "عروس البحر"، التي هي كائن خرافي لا وجود له في الواقع، ولكن عناصرها الأوَّلية (ذيل سمكة ورأس إنسان) موجودة في الواقع. إنَّ عقل الإنسان، ومهما أوتي من قوَّة الخيال وخصبه، يعجز عجزاً مطلقاً عن خَلْق شيء لا وجود لعناصره الأوَّلية في الواقع. هذا العقل لا يُوْجَد فيه، ولا يمكن أنْ يُوْجَد، أي شيء لا وجود له (أو لعناصره الأوَّلية) في الواقع، فأكثر الأفكار بُعْداً عن الواقع ومجافاةً لحقائقه الموضوعية لا يمكن أنْ تَظْهر في رؤوسنا إلا إذا كان لها أصول ومنابع في الواقع.

يكفي أنْ نتمثَّل هذه الفكرة، ونتعمَّق ونتوسَّع في فهمها، حتى نشعر بأنَّ زلزالاً قوياً قد ضرب عقولنا، وحطَّم أوثاننا الفكرية، التي نسمِّيها "مسلَّمات"، وكسَّر تلك "القيود الفكرية"، التي تمنع عيوننا من النظر إلى الأشياء نظرة حرَّة طليقة.. نظرة هي، بالتالي، صحيحة وسديدة.

عندما نبلغ بعيوننا (وعقولنا) هذه الدرجة الرفيعة في النظر إلى الأشياء تتبدَّل "موازين الحقيقة" لدينا، وتنقلب، ليس رأسا على عقب، وإنَّما عقب على رأس، فلا يعود في عقلنا من متَّسع في المكان إلا لأفكار، لم تجرِ فيه إلا بعدما نبعت من العالم الخارجي الواقعي.. لتصبَّ في هذا العالم أيضاً. ينبغي لـ "الأفكار"، التي تكوَّنت في عقل الإنسان كتكوُّن الجنين في رحم أُمِّه، أنْ تَخْرُجَ من الرأس، فمكانها الطبيعي (بعد تكوُّنها ونضجها هناك) في خارج الرأس، أي في العالم الخارجي، حيث يقوم المقياس الوحيد للحقيقة وهو "الممارَسة".

عقلنا، بفضل هذه النظرة الجديدة، لن يسمح لأفكارٍ بأنْ تعبره، أو تستوطنه، إلا إذا كانت من النوع الذي يمكن إثباته أو نفيه في الواقع، وبالواقع. كما لا يسمح لنفسه بأنْ ينظر إلى أي شيء نظرة "غير تاريخية"، فكل شيء، في هذا الوجود، لا يمكن أنْ يُوْجَد وأنْ تقوم له قائمة، إلا بصفة كونه "ظاهرة تاريخية".. ظاهرة لها ماض وحاضر ومستقبل. إنَّ الشيء الذي نراه، الآن، كان له ماض، وسيكون له مستقبل.

ليس من شيء سرمدي، خالد، أزلي وأبدي، لا يتبدَّل ويتغيَّر، فكل شيء له "تاريخ". كل شيء "يُوْلَد"، و"يعيش"، و"يموت"، إلا ذلك "الشيء" الكامن في كل شيء، وهو "المادة"، التي هي "ثابت التغيُّر" في المعنى الفلسفي والفيزيائي والكوزمولوجي.

ولكن ما معنى ذلك؟ معناه أنَّ هذا الشيء ، في صفاته وخواصه.. كان مختلفاً في الماضي، وسيكون مختلفاً في المستقبل، فلا شيء يمكن أنْ يَظْهَر إلى حيِّز الوجود إذا كان هو ذاته في الماضي والحاضر والمستقبل. ثمَّ أنَّ شيئاً كهذا ( وهو شيء مستحيل الوجود) لا وجود له إلا في خارج الزمان، أي في خارج الوجود!

إذا لم نتسلَّح بهذه "النظرة التاريخية" إلى الأشياء فلسوف نسأل أسئلة من قبيل: "كيف خرج هذا الرجل البدين وطويل القامة من رحم أُمِّه؟". وكثيرةٌ جدَّاً أسئلتنا التي من هذا النوع، وإنْ كنا لا نرى فيها ما نراه من سخف هذا السؤال!

ألمْ ننتقد، مثلاً، نظرية داروين، ونعترض عليها ونناصبها العداء، انطلاقاً من نظرتنا "غير التاريخية" للكائن البشري.. انطلاقا من اعتقادنا بأنَّ هذا الكائن كان في صفاته وخواصه.. قبل مئات الآلاف من السنين مثلما هو الآن؟!

"الأفكار" التي في رؤوسنا إنَّما هي "صور" متفاوتة الدقَّة، ولا يمكننا، بالتالي، فهمها في دقَّة إلا إذا رددناها إلى "أُصولها" في العالم الخارجي الواقعي، فعندما يزعمون، مثلاً، أنَّ دولة مثل الولايات المتحدة هي "الحرِّية" و"الديمقراطية" و"العدالة".. فلن نقف على "المعاني الحقيقية الملموسة" لهذه "المفاهيم"، أو الصور الفكرية، إلا إذا رددناها إلى "أُصولها" الواقعية، وكسونا هذه "العظام الفكرية" لحماً حياً، تتدفق في شرايينه الدماء.. إلا إذا حلَّت هذه "الأرواح"، أي "المفاهيم"، في أجساد، تُرى بالعين، وتُلمس باليد، وتُوْجَد في "المحدَّد" من المكان والزمان.. أجساد لها ماض وحاضر ومستقبل، وتختلف باختلاف موقعها في الزمان.

الصور والأصول في فكر الإنسان

كان لأحد الفلاسفة الملاحظة الذكية الآتية: ليس في رأس الإنسان من أفكار سوى تلك التي جاءت إليه من منبعها في العالم المادي (الخارجي)، والتي ينبغي لها أنْ تعود إليه لتصبَّ فيه، بَعْدَ جريانها في الدماغ الإنساني، أي أنَّ "كاميرا" الدماغ لا تلتقط صوراً (ذهنية) إلا للأشياء الموجودة بالفعل، أكانت تلك الصور علمية أم خرافية.

إنَّ الصور الذهنية (الأفكار) هي صور لأشياء موجودة بالفعل، ولكن ليس لكل شيء موجود بالفعل صورة في رأس الإنسان، فثمَّة أشياء لا عدَّ لها ولا حصر، موجودة بالفعل، ولكننا لم نكتشف وجودها بَعْد، ولا نملك، بالتالي، صوراً ذهنية لها. وغنيٌّ عن البيان أنَّ اكتشاف الشيء لا يعني خَلْقه، فتلك القارَّة التي اكتشفها كولومبوس، على سبيل المثال، كانت موجودة بالفعل قَبْلَ أنْ يكتشفها. ومع أنَّ هذا الأمر في عداد البديهيات فقد تجرَّأ بعض الفلاسفة على القول بأنَّ الشيء الذي لا صورة ذهنية له في دماغ الإنسان لا وجود فعلياً له!

و"الصور الذهنية"، التي تلتقطها "كاميرا" الدماغ للأشياء الموجودة في عالمنا المادي، على نوعين: "صور بسيطة"، من قبيل أنَّ البالون ينفجر إذا ما تجاوزنا، في نفخه، حدَّاً معيَّناً، و"صور معقَّدة" مثل صورة "عروس البحر"، وصورة "نهر من ذهب".

الحكايات الخرافية هي مستودع الصور الخرافية، التي تبدو لنا على أنَّها لا تمت إلى الواقع بصلة، فصورة "عروس البحر"، مثلاً، هي من نسج الخيال، ولا وجود واقعي لها. ولعلَّ ذلك هو ما حمل بعض الفلاسفة على القول بأنَّ الدماغ البشري يمكن أنْ يشتمل على صور ذهنية لأشياء لا وجود لها في الواقع.

ولكنَّنا، إذا ما أمعنا النظر في هذه الصور الذهنية الخرافية، نجد أنَّ الجانب الخرافي فيها لا يكمن في "العناصر" التي تتركَّب منها الصورة، وإنَّما يكمن في "تركيب هذه العناصر"، ففي مثال "عروس البحر"، وهي كائن خرافي نصفه الأسفل ذيل سمكة ونصفه الأعلى هو النصف الأعلى للإنسان، يُوْجَد في الواقع العياني كل العناصر التي تتألَّف منها "عروس البحر".. يُوْجَد "السمك" ويُوْجَد "الإنسان". أمَّا ما لا يُوْجَد في الواقع العياني فهو تلك الصلة بين هذين العنصرين الواقعيين، أي المركَّب. ويعود إلى الخيال الإنساني ودرجة خصوبته الفضل الأوَّل في إبداع تلك المركَّبات الذهنية الخرافية، التي مهما كان منسوب الخرافة فيها عالياً تظلُّ، في عناصرها ومكوِّناتها، بنت الواقع العياني.

مثال آخر هو "الأحلام". فأنتَ ابن القرن الحادي والعشرين تستطيع أنْ ترى في حُلْمِكَ "طائرة" أو "صاروخ" أو "جهاز كمبيوتر" أو "شخص يصعد في مصعد كهربائي".. أمَّا أحلام الإنسان، قَبْلَ بضعة قرون، فكانت خالية تماماً من تلك "الصور الذهنية"؛ لأنَّ أُصولها في الواقع لم تكن قد وُجِدت بَعْد. وهكذا يؤكِّد الإنسان، في يقظته ونومه، أنْ ليس في رأسه من "صٌوَر" إلا تلك التي لها أُصول في الواقع الموضوعي.

ويكفي أنْ نقف على هذه الحقيقة.. حقيقة أنْ لا صور ذهنية (أفكار) في رأس الإنسان سوى صور الأشياء الموجودة بالفعل، حتى نمتلك المنهجية الصحيحة في تحليل وتعليل كل ما ظهر ويظهر من أفكار، ومهما بدت لنا بعض هذه الأفكار على أنَّها لا تمت بصلة إلى الواقع العياني.

وللوقوف على حقيقة كل صورة ذهنية، كل فكرة، ينبغي لنا البحث عن أصل هذه الصورة أو الفكرة في العالم الواقعي الذي نعيش، آخذين بعين الاعتبار الطابع التاريخي للأفكار، فليس هناك من فكرة معدومة التاريخ.. فكرة لا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل لها. وليس هناك من فكرة تظل هي ذاتها في ماضيها وحاضرها ومستقبلها.

إنَّ الصورة الذهنية (الفكرة) تختلف باختلاف أصلها الواقعي، الذي في حاضره لا يكون مثلما كان في ماضيه، وفي مستقبله لن يكون مثلما هو في حاضره.

قصارى القول، إنَّ الصور الذهنية (الأفكار) لا يمكن فهمها إلا بمقارنتها دائماً بـ "أصولها الواقعية"، التي يجب التعرُّف إليها أوَّلاً.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل الذي يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- بعض من تجربتي في الفساد!
- -العَلَم العراقي-.. قصة ظلٍّ فقد جسمه!
- لِمَ تعادي الولايات المتحدة -إيران النووية-؟
- حلالٌ أن يتزوَّج الرجل ابنته.. حرام أن يتزوَّج مجتمعنا الديم ...
- صناعة تسمَّى -الاحتواء الإيديولوجي-!
- الحوار المستوفي لشروطه
- لهذا السبب ينبغي لإسرائيل استئناف الحرب!
- تناقض يطلب تفسيرا!
- -الأخلاق النووية- للولايات المتحدة!
- رياح الحرب ذاتها تتجه نحو إيران!
- غيض من فيض الدروس!
- -الدولة الأمْنِيَّة-.. قانون -الرعب المتبادَل-!
- لغز الموت!
- حزيران الذي انتهى في تموز!
- نصر يريدون إهداءه إلى إسرائيل!
- الاحتلال -الفارغ-!
- هذا القرار يجب أن يسقط!
- -أنا- و-الآخر-!
- دبلوماسية لإطالة زمن الحرب!


المزيد.....




- أورسولا فون دير لاين تصف العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصي ...
- هدية من -القلب-؟.. بوتين أهدى برلسكوني قلب غزال اصطاده فتقيأ ...
- احتفالا بمرور 60 عاما على العلاقات الصينية الفرنسية.. شي جين ...
- رئيس وزراء ساكسونيا الألمانية: يجب تسوية النزاع في أوكرانيا ...
- لن نرسلهم إلى حتفهم.. هنغاريا ترفض تسليم الرجال الأوكرانيين ...
- تحذير هام لمرضى الكبد من غذاء شائع
- موسكو: سنعتبر طائرات -إف-16- في أوكرانيا حاملة للأسلحة النوو ...
- غرامة مالية جديدة.. القاضي يهدد ترامب بسجنه لتجاهله أمرا قضا ...
- بلجيكا تحذر إسرائيل من التداعيات الخطيرة لعمليتها العسكرية ف ...
- مجازر جديدة للاحتلال برفح وحصيلة الشهداء تقترب من 35 ألفا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - بين الكوزمولوجيا والميثولوجيا