أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - استقالات جماعية..














المزيد.....

استقالات جماعية..


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7278 - 2022 / 6 / 13 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء إعلان مكتب السيد مقتدى الصدر ، يوم الجمعة ، 10 حزيران / يونيو ، أن جميع ممثلي التيار الصدري في مجلس النواب قد وقعوا استقالاتهم في منطقة الحنانة، وبعد ذلك تقديم الاستقالات الجماعية وقبولها وكأن الأمر دبر بليل ، ليزيد الأزمة السياسية في البلاد المزيد من التعقيد.
فقد قال السيد الصدر يوم الخميس 9 حزيران / يونيو ، مهددا بالانسحاب من عملية تشكيل حكومة عراقية جديدة "إن كان بقاء الكتلة الصدرية عائقاً أمام تشكيل الحكومة، فكلّ نواب الكتلة مستعدون للاستقالة من مجلس النواب ولن يعصوا لي أمراً". وطلب من ممثلي فصيله تحضير استقالاتهم.قدموها وقبلت.

بعد ثمانية أشهر من الانتخابات البرلمانية المبكرة التي شهدت تلاعباً مفضوحاً ، ما زالت البلاد بلا حكومة ولا يوجد مخرج واضح من المأزق الخطير الذي وضع التحالف الثلاثي نفسه فيه عندما أصر على اقصاء الاطار التنسيقي وهو بدونه لايستطيع تمرير المرشح الرئاسي وبالتالي تشكيل الحكومة.

ينخرط التحالف الثلاثي في سباق دموي على السلطة حيث تواجه البلاد تحديات متزايدة ، مثل أزمة الغذاء الوشيكة الناجمة عن الجفاف الشديد والحرب في أوكرانيا اضافة الى صعود تنظيم داعش الارهابي .بالنسبة لمعظم العراقيين ، كل شيء مؤجل. حكومة تصريف الاعمال المؤقتة غير قادرة على دفع تكاليف الكهرباء. كما لا يمكن وضع خطط استثمارية لموسم الصيف الحار عدا التعمد في افتعال الأزمات مع الجارة ايران بحجج واهية رغم وقوفها المستمر الى جانب العراق . كما توقف الاستثمار في تحسين البنية التحتية للمياه، وأثارت البطالة ونقص المياه ومخاوف الأمن الغذائي غضب العراقيين، إذ تشتعل المظاهرات في المدن بهم، وتواجهها السلطة بمزيد من القمع.
جرت الانتخابات المبكرة استجابة للمظاهرات الشعبية التي اجتاحت مناطق الشيعة فقط في عام 2019 وخرج عشرات الآلاف إلى الشوارع ضد الفساد والبطالة وسوء الخدمات وما إلى ذلك، لكنها شهدت أعمال عنف وقتل وتخريب وحرق وتعطيل دوام المدارس قام بها مندسون ومخربون كانوا ينفذون أجندة خارجية واضحة ومكشوفة أبرزها بالتأكيد أمريكية وخليجية، اماراتية بشكل خاص.

أُريد لتلك الانتخابات أن تكون لمقتدى الصدر انتصاراً يجري تضخيمه في وسائل الاعلام الغربية بشكل واضح ، وهزيمة للقوى السياسية التي تدعم الحشد الشعبي وفصائل المقاومة، وتعارض الاحتلال وترفض استعداء الجارة ايران.

لقد سيطرت على مقتدى الصدر وحلفائه في الثلاثي ، الرغبة في الانتقام من الحشد الشعبي وسلاح المقاومة ، ولم يخف التحالف الثلاثي على الاطلاق هذه الرغبة ، وأعلنها وكررها مرارًا بينما هو نفسه أي التحالف الثلاثي، يملك فصائل مسلحة تجاهر بسلاحها خارج سيطرة الدولة عبر الاستعراضات وأعمال البلطجة التي تمارسها علنًا في رابعة النهار.

هذه الصراعات التي تدفع باتجاهها قوى مدعومة من الخارج في التحالف الثلاثي ، وتؤكد أن الأمر لا يتعلق بالسلطة فقط ، بقدر ما يتعلق بصراع البقاء ، وهو ما تشير له صراحة توصيات معهد واشنطن وهي تدعو الادارة الأمريكية الى التخلص من قادة الفصائل دون الاعلان عن ذلك.(تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في 28 حزيران يونيو 2021 ).

في خضم هذه الخلافات ، أثارت الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الغذائية غضب الشعب العراقي ، وتفاقم الوضع مع انقطاع التيار الكهربائي في البلاد ، وهو ما تستغله كما فعلت في مظاهرات تشرين، جينين هينيس-بلاسخارت ، مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة للعراق ، التي خاطبت مؤخراً القادة السياسيين في تدخل واضح وتجاوز لحدود مهامها ، محذرة من احتجاجات وشيكة قائلة : "الشوارع على وشك أن تفيض".

سعى التحالف الثلاثي الى تشكيل حكومة من شأنها استبعاد قوى الاطار التنسيقي، لكن هذه الحكومة لايمكن أن تتشكل الا بالاستعانة بعدد من ممثلي الاطار في مجلس النواب وهذه معادلة تنمر علنية على قوى الاطار ، بمن فيهم رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ، فضلاً عن الاتحاد الوطني الكردستاني.

و يُعزى المأزق السياسي الحالي في العراق إلى نجاح أطراف فاعلة في الثلاثي في تقسيم البيت الشيعي بحجة باهتة هي الابتعاد عن الطائفية . في الماضي ، شكلت التحالفات الشيعية جبهة موحدة للتفاوض مع القوى السنية والكردية ، لكن الآن وتحت غلاف" تجاوز خط الطائفية" ، تجري اثار التوترات داخل كل طائفة ، تمهيداً لجر البلاد الى الفوضى ، والاقتتال الداخلي.

في غياب اتفاق ، يخشى الكثيرون من أن يشهد العراق مظاهرات عنيفة من قبل أنصار مقتدى الصدر الذين كانوا جزءاً أساسيًا من مظاهرات سابقة رغم أن الكتلة الصدرية كانت مشاركة في كل الحكومات(فهي هكذا دائمًا ، في الحكومة والبرلمان وفي الشارع، قبل أن تستحوذ عليها فكرة اقصاء قوى الحشد نهائيًا) ، وكانت لها حصة الأسد في الكعكة.
قبل نحو شهر ، قال السيد مقتدى الصدر بغضب إنه لن يتوصل إلى اتفاق مع الاطار . كما ألمح إلى قدرات سرايا السلام ، التي بدأت مؤخرا في التجنيد في منطقتي بابل وديالى ومدن أخرى، وهذا مؤشر تدفع باتجاهه أطراف اقليمية ودولية.
مقتدى الصدر غاضب أيضا من قرار المحكمة الاتحادية العليا بحظر توفير القوانين وتمريرها من قبل حكومة تصريف الأعمال. أدى مثل هذا القرار إلى وقف مشروع قانون الطوارئ المتعلق بالغذاء الذي تم تمريره على رغم رفض المحكمة ، والذي تثار حوله الكثير من الشبهات.
وأخيرا، وبعد تمرير المطلوب خاصة قانوني التطبيع والتجويع ، و مع تلاشي احتمال تشكيل حكومة توافقية بعد الاستقالات الجماعية لنواب مقتدى ، يبرز هناك بعض الحديث عن خيار انتخابي جديد ، لكن مثل هذه الخطوة "تبدأ من الصفر" و تؤكد أن هناك خطرًا على الجميع في العراق.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة التي نريد ..
- الأجندة الخارجية !
- إنسداد أم اتفاق ؟!
- الانتداب البريطاني باق ..
- نقد للحوار المتمدن ..
- المتورطون في اغتيال سليماني ومخاوفهم الأبدية.
- اليمن : هدنة زائفة ..!
- قانون الأمن الغذائي لسرقة المال العام..!
- الناتو.. يدقّ آخر مسمار في نعش السلام العالمي. ..!
- الناتو يطيل أمد الصراع في أوكرانيا..
- بعد المصادقة على قانون تجريم التطبيع..!
- تركيا أطماع مستمرة ..!
- شرعنة التطبيع من الباب العريض !
- قانون الأمن الغذائي ، تدوير الفساد والفاسدين ..
- مبادرات واستحقاقات عراقية ..
- زوال إسرائيل مسألة وقت ليس إلا ..
- الضياع الأمريكي في العراق…
- هم شرقية وهم غربية..
- كيف تستخدم إسرائيل كردستان العراق كنقطة انطلاق لمهاجمة إيران
- إنقاذ وطن ..!


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - استقالات جماعية..