أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الضياع الأمريكي في العراق…















المزيد.....

الضياع الأمريكي في العراق…


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7238 - 2022 / 5 / 4 - 03:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس ما يعكس حال الضياع الأمريكية أكثر من الوضع العراقي، صحيح أنّ كلّ الأبواب السياسيّة مسدودة لكنّ الصحيح أيضا أنّ ثمة مخاوف من انفجار داخلي في ظلّ أزمة سياسية عميقة.

أجريت الانتخابات النيابيّة في العراق في تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي، أي قبل نحو ستة أشهر. كانت الانتخابات مطلباً أيدته المرجعية الدينية والقوى السياسية الوازنة بأمل ايجاد تغيير حقيقي في العملية السياسية ، وهي بالتالي نجاحا لمظاهرات تشرين السلمية قبل أن يجري حرفها واستغلالها لصالح المحور الأمريكي البريطاني الاسرائيلي الخليجي الذي وعد بأن تقصي الانتخابات قوى قاتلت داعش والاحتلال وترفض التطبيع.

أكّدت الوقائع وعملية الاقتراع في مختلف أنحاء العراق أنّ الانتخابات كانت مزورة وشهدت تلاعبًا أيد ذلك مسارعة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والولايات المتحدة ومحورها الى تأييد النتائج والمطالبة بتشكيل حكومة وفق ذلك.
بعد أكثر من ستة أشهر، لا حكومة جديدة تعكس ما أسفرت عنه الانتخابات ، نظرا إلى أنّ التحالف الثلاثي الذي أيدته الولايات المتحدة وساهمت مع بريطانيا وأطراف إقليمية أخرى ، أخفق في تحقيق ذلك، فيما ليس ما يشير إلى أنّ “الولايات المتحدة ” نفسها قادرة، كما كانت في الماضي، على التحكّم باللعبة السياسيّة في العراق وفرض ما تريده، كما فعلت في إقصاء عادل عبد المهدي والمجيء بمصطفى الكاظمي.
يدفع العراق، في ما يبدو، ضريبة انتصاره العسكري على داعش ، ورغبته في الخروج من الوصاية الأمريكية البريطانية المباشرة.
في غياب القدرة على ممارسة الوصاية المباشرة، تلجأ الولايات المتحدة بعد تحويل الملف السياسي الى بريطانيا إلى ألاعيب جديدة مختلفة مستخدمة أدواتها العراقيّة ببراعة كبيرة. أدت هذه الألاعيب الأمريكية البريطانية إلى وضع العراق كلّه في قاعة الانتظار وجعلت الأزمة المحلية تراوح مكانها في غياب من يستطيع فرض حلّ. أخطر ما في الأمر أنّ الانتظار لعبة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك جر البلاد الى انفجار ذي طابع شيعي – شيعي في الشارع، عندما تصبح كلّ المخارج والأبواب مسدودة!

لكن دفعت التطورات في أوكرانيا الإدارة الأميركية الحالية الى العودة مجدداً الى سياسة تبريد الأزمات الاقليمية وأكدت من خلال محادثات فيينا النووية ، واستئناف المحادثات الايرانية السعودية في بغداد، أنها مستعدة لتفاهمات جديدة مع إيران تنعكس إيجابًا على الشأن العراقي، خصوصا بعد رضوخ السعودية الى الاعتراف بالحل السياسي في اليمن. وفي هذا السياق قالت مسؤولة أمريكية كبيرة يوم الجمعة إنه يتعين على القادة السياسيين العراقيين الإسراع في عملية تشكيل الحكومة لدرء ما تسميه عدم الاستقرار.
وأضافت جينيفر جافيتو ، نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون العراق وايران : "إن مخاوفنا متعددة الأوجه ، والتأخير المستمر في تشكيل الحكومة هو أولاً وقبل كل شيء تأخير في قدرة الحكومة العراقية الجديدة على تقديم الخدمات وتنفيذ التفويض الذي تم انتخابهم من أجله".

يؤكد تصريح المسؤولة الأمريكية الرفيعة مرة أخرى أن العراق من وجهة نظرها رهينة أمريكية بريطانية في ضوء رغبة “الولايات المتحدة” في فرض شروطها في أي صفقة تعقدها مع “الجمهورية الاسلامية ” في شأن برنامجها النووي. لا تعترف الولايات المتحدة بأنّ العملية الانتخابية التي تم التلاعب بها ، يمكن أن تتوصل إلى ترتيبات محلية من دونها . لا يستطيع أطراف العملية السياسية الرافضين للوصاية الأمريكية البريطانية قبول هذا الواقع والاعتراف به بعدما حققت انتصارات لافتة في الحرب على داعش ، وأفشلت قبل ذلك حلم السيطرة الأمريكية على العراق الذي كانت تبشر به إدارة بوش الابن في العام 2003!

لا حكومة جديدة في العراق، كذلك، لا رئيس جديدا للجمهوريّة خلفا لبرهم صالح الرئيس المنتهية ولايته. هناك استخدام مدروس للثلث الضامن الذي لم يكن في حسبانهم و بات جزءا لا يتجزّأ من العملية السياسيّة. فالعراق دفع في الماضي، ثمن تحكّم الولايات المتحدة وحليفتها بريطانية بالعملية السياسية. و يدفع حاليا ثمن تحرير هذه العملية من يديْ “الانتداب البريطاني الجديد ”، خصوصا مع رفض الثلث الضامن أن تكون الكتلة التابعة لمقتدى الصدر لوحدها الكتلة الأكثر عدداً في البرلمان. تكمن المشكلة في أنّ الدول التي تدخلت لتقسيم البيت الشيعي ، تواجه هزائم وتخلياً لافتاً من الولايات المتحدة لها في جبهات صراع أخرى في المنطقة ما يجعلها تفكر في التراجع عن دعم فكرة اقصاء الإطار التنسيقي كما يصر السيد مقتدى الصدر.
طرأ تحوّل ما على معادلات المنطقة، الى جانب ما تتركه الأزمة الأوكرانية و محادثات فيينا النووية من تأثيرات، وقرّرت هذه الدول ، أقلّه في الوقت الحاضر، أن تصرح القوى المحلية التي تمثلها ولو بالكلام ، أنها لا تمانع على العمل من أجل تشكيل حكومة عراقيّة تمثّل الأكثريّة في البرلمان بالتفاهم بين شيعة الإطار وشيعة التيار.
هل مطلوب أن تجري انتخابات جديدة في العراق من أجل تأكيد النفوذ الأمريكي البريطاني الصهيو اماراتي السعودي التركي وتكريسه بدل أن يكون هناك نظام ديمقراطي حقيقي وفق الاستحقاق الانتخابي رغم تزوير النتائج ؟
ليس ما يعكس حال الضياع الأمريكية أكثر من الوضع العراقي. صحيح أنّ كلّ الأبواب السياسيّة مسدودة حاليًا في العراق، لكنّ الصحيح أيضا أنّ التلويح أمريكياً وبريطانيا، وحتى دوليا كما تفعل ممثلة الامم المتحدة ، بمخاوف من انفجار داخلي في ظلّ أزمة سياسية عميقة بدأت عمليا مع الغزو الأميركي البريطاني في العام 2003، ليس إلا كذبة جديدة ستفشل كما فشل الغزو الذي أنتج قادة لمنظمات ارهابية مرتبطة عضويًا بالمحور المعادي للعراق ولمصالحه القومية العليا.
ليس العراق في العام 2022 سوى نتيجة طبيعية لجريمة الغزو التي ارتكبتها إدارة بوش الابن عندما اتخذت قرارا بإسقاط نظام صدّام الذي كان ينفذ أجندتها بالقوّة. كان يجب إسقاط هذا النظام الديكتاتوري الذي ارتكب الجرائم بحق العراقيين قبل غيرهم ، ولكن كان يجب أيضا التفكير في النتائج التي ستترتب على مثل تلك الخطوة وعلى المنطقة برمتها.
فشلت أمريكا وحليفتها بريطانيا وباقي حلفائهما في العراق الذي أكد أنه لن يكون مجرّد جرم يدور في فلكهما بسبب مقاومة العراقيين السياسية والعسكرية ، وبسبب دعم إيران التي قدمت الكثير في دفع الارهاب و تحقيق الانتصار العسكري على داعش . الأهمّ من ذلك كلّه، لم يعد الولايات المتحدة وحلفاؤها قادرين على تحقيق باقي مراحل مشروع تقسيم العراق وجره الى التطبيع كحتمية نهائية حتى بعد تغييب الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس . كان العراق بين الملفات التي يتولاها قاسم سليماني الذي اغتاله الأميركيون في أثناء خروجه من مطار بغداد وليس في أيّ مكان آخر.
يتبيّن اليوم كم كان دور القائدين مهمّا ومحوريا بالنسبة إلى المشروع الأمريكي البريطاني الصهيو خليجي ، أكان ذلك في العراق نفسه أو في سوريا ولبنان وفلسطين واليمن.
أخيراً ، بعد أكثر من ستة أشهر على الفراغ الحكومي المفتعل ، وأقل من ذلك على الفراغ الرئاسي، بسبب سياسة الاقصاء الحالية التي يمارسها التحالف الثلاثي يصح السؤال: العراق إلى أين… وهل يمكن إعادة تركيب العراق وإلى أين سيقود الضياع الأمريكي الذي يعبّر عن نفسه في كلّ يوم في المنطقة وفي العالم ؟
ألم يتعلموا من الخذلان وأن المتغطي بأمريكا عريان ؟!

لمتابعة نجاح محمد علي على تويتر @najahmalii



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هم شرقية وهم غربية..
- كيف تستخدم إسرائيل كردستان العراق كنقطة انطلاق لمهاجمة إيران
- إنقاذ وطن ..!
- داعش البعثية ..!
- كيف انطلقت مظاهرات تشرين و من هو القناص..؟!
- نحن وإيران والحرب في أوكرانيا ..
- الربط الكهربائي ، كل عقدة ولها حلال..
- ضربة قاسم سليماني أضرت بمصالح الولايات المتحدة
- حكومة أغلبية فاسدين ..
- أخطر ما يواجه العراق..
- شريك غير موثوق..
- الرقص مع الشيطان..
- تكتك وأكفان ..!
- التطبيع المطلوب ..!
- -خطوة أولى أمريكية هادفة- مطلوبة لانقاذ الاتفاق النووي ..
- الجريمة والعقاب !
- السيد روب مالي :الساعة لا تدق في صالحك!
- يبدو اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وكأنه منذ زمن بعي ...
- خريطة أهداف إسرائيلية..ماذا عن العراق ؟!
- اغتيال سليماني ، تدمير عملية صنع القرار المتعلق بالأمن القوم ...


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الضياع الأمريكي في العراق…