أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الانتداب البريطاني باق ..














المزيد.....

الانتداب البريطاني باق ..


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7272 - 2022 / 6 / 7 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التدخلات البريطانية المستمرة في العملية السياسية تعيد للذاكرة تأسيس العراق الحديث في العام 1921 عندما تم دمج المحافظات الثلاث ، الموصل وبغداد والبصرة في كيان سياسي واحد ، وإنشاء أمة من العناصر الدينية والعرقية المتنوعة التي تسكن هذه الأراضي بعد الحرب العالمية الأولى . وقد دفعت الإجراءات التي قامت بها السلطات العسكرية البريطانية خلال الحرب وظهور القومية التي كانت أحد أسباب سقوط دولة الخلافة العثمانية ، في تحديد ومسار و شكل الدولة العراقية الحديثة حتى ظهر العراق ككيان سياسي مستقل في عام 1932.

حتى بعد صعود الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية واستغلال مشروع مارشال للهيمنة على الدول المتضررة بسبب الحرب، فقد استمر الدور البريطاني مؤثرًا في العراق ، وبرز التعاون البريطاني مع الولايات المتحدة في العديد من مناطق النفوذ ومنها في الشرق الأوسط عبر الأحزاب القومية الحديثة وعلى رأسها حزب البعث.
في العراق اعترف قادة الحزب المؤسسون الأوائل بأنهم جاؤوا الى السلطة في كل المرات منذ انقلاب 1963 بقطار انجلو أمريكي.
بعد عهد الانتداب البريطاني في العراق رسمياً ، تخلت بريطانيا عن سياساتها السابقة في الاستعمار العسكري المباشر الذي كان دعا إليه مكتب المستعمرات و شدد على سياسة السيطرة المباشرة لحماية المصالح البريطانية في منطقة الخليج والهند . لكن وبعد بتقييم السياسة البريطانية في الهند ، تبنت بريطانيا نظرية السيطرة غير المباشرة بواسطة القوميين . في العراق تؤكد الوثائق البريطانية التي أفرج عنها لاحقاً ، أن السلطات البريطانية كانت منقسمة حول سياساتها العامة في العراق . دعا البعض ، تحت تأثير السير أرنولد ويلسون ، القائم بأعمال المفوض المدني ، إلى السيطرة المباشرة ؛ نصح آخرون ، لامتصاص الاستياء العراقي المتزايد من الإدارة البريطانية ، بالسيطرة غير المباشرة واقترحوا إنشاء نظام محلي تحت إشراف بريطاني.كانت بريطانيا لا تزال مترددة بشأن تلك السياسة التي يجب أن تتبعها عندما غيرت الأحداث في الدول العربية الأخرى الأوضاع في العراق بشكل جذري.

بعد كل تلك السنين ، و بعد انقلاب 17-30 تموز 1968 الذي تواطأت في انجازه كما تبين لاحقاً الدولتان الولايات المتحدة وبريطانيا، وأيضًا بعد إزاحة الرئيس حينها أحمد حسن البكر بعد مجزرة صالة الخلد وتولي صدام السلطة في تموز 1979 ، اتضح أن جوهر الانتداب البريطاني ، وإن لم يكن شكله ، لا يزال قائماً وأن الاستقلال الكامل لم يتحقق وكان مجرد كذبة ساهمت في الترويج لها هزيمة الدول العربية في الحرب قبل وبعد قيام الكيان الاسرائيلي، ومجيء صدام هو الآخر على ظهر قطار أنجلو امريكي ليشن الحرب على الشعبين العراقي والايراني ويغزو الكويت
، ويمهد بالتالي لعودة الاستعمار العسكري المباشر مرة أخرى في العام 2003 .

بعد الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة بالتعاون الوثيق مع بريطانيا ، عاد الخلاف مرة أخرى بين مدرستين فكريتين للتأثير على صانعي السياسات العامة في لندن : الأولى العودة الى سياسة السيطرة المباشرة التي كانت في زمن الانتداب لحماية المصالح البريطانية في عموم المنطقة من خلال العراق.والثانية التي كانت تسمى مدرسة الفكر الهندية، أي الانسحاب والبقاء من خلال العملاء والأتباع المحليين.
معارضة الصحافة البريطانية الشديدة للاحتلال العسكري بعد وصول توابيت الجنود البريطانيين،و بعد انفضاح كذبة أسلحة الدمار الشامل ، كما أن الرأي العام البريطاني لم يكن راضيا عن السياسة البريطانية العسكرية تجاه العراق ، دفعا الحكومة البريطانية الى تبني سياسة الانتداب غير المباشر مرة أخرى في العراق لكن هذه المرة بالابقاء على وحدات بريطانية قتالية في العراق ضمن قوات التحالف الدولي بقيادة القوات الأمريكية، على الرغم من المزاعم بالانسحاب وتحويل مهامها الى استشاريين ومدربين.

منذ تشكيل الحكومة الوطنية بعد كتابة الدستور واجراء انتخابات عامة عام 2005 ، كان هناك اهتمام بريطاني كبير بالأحزاب والشخصيات السياسية التي رفضت بعد اغتيال قادة النصر التصويت على قرار البرلمان الذي طالب بخروج القوات الأجنبية . وقد تطور الأمر قبل الانتخابات المبكرة الأخيرة وبعدها الى تدخل بريطاني مباشر لايجاد انقسام شيعي شيعي ، وقد واجه القيادي في الاطار التنسيقي الحاج هادي العامري ، السفير البريطاني الجديد بهذه الحقيقة بالاستناد الى وثائق ومعلومات استخبارية أكيدة.

تم تشكيل التحالف الثلاثي من قوى رفضت المصادقة في عام 2020 على قرار خروج القوات الأجنبية ، واحد من قبل المجموعة التي تشكلت في تركيا وأسمت نفسها ائتلاف السيادة، والثاني تكشفت علاقاته بالموساد ويمارس علنا لعبة التواطؤ مع اسرائيل ودول غربية في مشاريع النفط والغاز خارج السيادة العراقية، أي أن ضلعين من أضلاع المثلث ، لهما وجهات نظر متشابهة وهدف سياسي أساسي : إبقاء الانتداب بأشكال أخرى ، ونقض السيادة و الاستقلال.، حتى وإن اشتد الصراع على السلطة والمال والنفوذ ، خاصة بين الجماعات السنية ، بشكل كبير.

• لمتابعة نجاح محمد علي على توتيتر @najahmalii



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد للحوار المتمدن ..
- المتورطون في اغتيال سليماني ومخاوفهم الأبدية.
- اليمن : هدنة زائفة ..!
- قانون الأمن الغذائي لسرقة المال العام..!
- الناتو.. يدقّ آخر مسمار في نعش السلام العالمي. ..!
- الناتو يطيل أمد الصراع في أوكرانيا..
- بعد المصادقة على قانون تجريم التطبيع..!
- تركيا أطماع مستمرة ..!
- شرعنة التطبيع من الباب العريض !
- قانون الأمن الغذائي ، تدوير الفساد والفاسدين ..
- مبادرات واستحقاقات عراقية ..
- زوال إسرائيل مسألة وقت ليس إلا ..
- الضياع الأمريكي في العراق…
- هم شرقية وهم غربية..
- كيف تستخدم إسرائيل كردستان العراق كنقطة انطلاق لمهاجمة إيران
- إنقاذ وطن ..!
- داعش البعثية ..!
- كيف انطلقت مظاهرات تشرين و من هو القناص..؟!
- نحن وإيران والحرب في أوكرانيا ..
- الربط الكهربائي ، كل عقدة ولها حلال..


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الانتداب البريطاني باق ..