أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - الهروب من سجن الرملة حمزة يونس















المزيد.....

الهروب من سجن الرملة حمزة يونس


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7276 - 2022 / 6 / 11 - 23:05
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


الهروب من سجن الرملة
حمزة يونس
الجميل في العمل الأدبي أنه يقدم مادة معرفية بصيغة أدبية ممتعة، وهذا ما يجعله يتفوق على أنواع الكتابة الأخرى، ففي هذه الرواية نجد الصيغة الأدبية السلسة، وهذا ما سهل على المتلقي تناولها، فهي تقرأ على مرة واحدة، فالرواية قسمت إلى ثلاثة أقسام، الهروب الأول وهو متعلق بسجن عسقلان إلى غزة، والهروب الثاني كان من المستشفى، والهروب الثالث من سجن الرملة، فالطريقة الجميلة التي قدم بها سرد لا تقل أهمية أو قيمة عن المعلومات التي يقدمها "حمزة" في روايته، وهذا التوازن بين المعرفة والشكل الأدبي يحسب للسارد، الذي أحسن صياغة الرواية وطريقة توزيع الأحداث بطريقة سلسة.
البدايات
سنحاول التوقف قليلا عند ما جاء في الرواية، ونبدأ من المشاهدات البريئة التي مر بها حمزة في طفولته: "شن حرس الحدود، وهم أكثر شراسة من الجيش، حملات تفتيش ونهب وتخريب بعد أن جمعوا رجال القرية وأمروهم بالجلوس على الأرض، ...شعرت بالخوف، كيف يجلس الرجال على الأرض، وكيف يسمحون للغرباء باقتحام منازلهم؟ أدركت أن مواسير الحديد، ...هي سبب ذلك الإذعان الذي جعلني أشعر بالخوف" ص9، بهذا الشكل تم تكوين شعور عند "حمزة"، عن الظلم الواقع على أهله وشعبه من قبل غرباء، الذين كانوا يقتلون بوحشية: " وهؤلاء الذين يقال لهم حرس الحدود يقتلون لمجرد الرغبة في القتل ودون تميز بين صغير وكبير... ها هي سياراتهم تأتي بالجثث المجهولة، ويؤمر أهالي قريتنا بدفنها بسرعة في مقبرة القرية، بعد أغلاق مداخلها وحظر دخولها على أهالي الجوار، كانوا يجردون القتلى من أي شيء يدل على أسمائهم أو شخصيتهم" ص9و10، هذه البدايات كان لها أثر في حياة "حمزة يونس" فالطفل يختزن في داخله كل ما يراه ويشاهده ويمر به، واعتقد أن هذا جزء من الدوافع التي جعلته يعمل لمقاومة المحتل.
عنصرية الصهاينة
كما أن المعاملة العنصرية تجاه الفلسطيني كان لها اثر على "حمزة" ففي مرحلة الصبا كان الصبيان اليهود يذهبون للتدريب على السلاح، وعندما يلتقوا مع الفلسطينيين كانوا يتحدثون فيما بينهم بهذا الشكل: "فجلسنا عربا ويهودا نتحدث عن رحلتهم، وإذا ذكر أحدهم السلاح الذي تدرب عليه صاح به أكثر من واحد تذكر مع من تتحدث؟... إذا اختلف عربي مع يهودي سرعان ما كان الأخير يصرخ قائلا: (عربي عربي) وكان هذا بمثابة نداء لليهود وإشعار لهم بوجود شخص غير مرغوب فيه" ص11، ولم تقتصر العنصرة على المعاملات العادية، بل طالت أيضا المتفوقين، حمزة يونس" يفوز ببطولة الدولة للملاكة، لكن، لأنه عربي حاولوا استثناءه من السفر إلى اليونان: "ـ لا يريدون أن تسافر مع المنتخب" ص13، وعندما حاولوا أن يقصوه نهائيا من خلال مواجه مع يهودي من وزن أثقل، ونحج "حمزة في المواجهة، لكن، لجنة الحكام تلاعبت بالنتيجة وجعلت المنافس اليهودي يفوز في المواجهة: "وعلى ارغم من أن الجمهور كان من اليهود، فقد علا صراخه محتجا على الانحياز المكشوف، وسمعتهم يرددون بالعبرية عبارة: (لدفوك آت هشخوريم).
وهي عبارة مناهضة للسود تقال ضد العرب، وتعمد الجمهور ترديدها لإشعار الحكم بأنه منحاز، وأن النتيجة غير موضوعية" ص15، نلاحظ أن "حمزة" موضوعي فيما ينقله لنا، فهو تحدث عن الجمهور بموضوعية، ومبينا احتاجه على الظلم الذي وقع عليه من قبل لجنة التحكيم، وهذا يشير إلى دقة ما يكتبه، حيث يشعر المتلقي أنه لا يريد تهيج القارئ بقدر إيصال ما جرى، وهذه الموضوعية سنجدها عندما تحدث عن بعض الشخصيات اليهودية التي تعاملت معه باحترام رغم أنه عدو لدولة الاحتلال.
وعندما يذهب للعمل كمنقذ وبعد أن أثبت جدارته في العمل، يتم رفض تمديد عمله كمنقذ رغم أنه حصل على ترتيب متقدم في السباحة، وعندما سأل عن سبب ذلك، رد عليه: "لم يكونوا يعرفون أنك عربي" ص17، ولم يقتصر الأمر على الفصل من العمل بل طال أيضا النقابات التي لم تكن تقبل في عضويتها إلا من هو يهودي فقط: "مجمل هذه الظروف دفع الشباب العربي إلى القبول بأي عمل يعرض عليهم في المدن، خصوصا وأن القانون الإسرائيلي يشترط في الراغبين في العمل أن يكونوا أعضاء في (الهستدروت) أي نقابات العمال، وعضوية هذه النقابات تشترط أن يكون المنتسب إليها يهوديا، هذا يعني بوضوح أن العرب ممنوعون من العمل بموجب القانون" ص35، كل هذا دفع بحمزة يونس للتمرد، ورغم أن بداية الأحداث كان عادية، إلا أن هذا المخزون من الظلم والعنصرية جعله يتوغل أكثر بحيث لا يمكنه أن يكون جزء من هذا الكيان الظالم له ولشعبه.
ردة الفعل والمواجهة
أول ما فكر به حمزة لردء الأذى عنه هو التسلح بالقوة فما كان منه إلا أن توجه لتعليم الملاكمة: "فرض علي هذا الواقع أن أتعلم الملاكمة لأدافع عن نفسي ولا أكون فريسة سهلة تمارس عليها المزاجيات العدوانية المتعصبة" ص12، وفي أول شجار مع العنصريين حقق مراده وهزم أعداءه، وعدما تم مطاردته من قبل المحتلين وتم اعتقاله في سجن عسقلان، ومنه فر إلى غزة، وهناك عمل مع المخابرات المصرية كمترجم لما تصدره الصحف والإذاعة العبرية، وما يلتقطه جهاز اللاسلكي.
وعندما نشبت حرب 67، صدر أمر من قيادة الجيش المصري للقوات بالانسحاب، إلا أن حمزة رفض قرار القيادة، وما كان من إلا أن قاتل ببسالة: "كنت أفضل الموت على الحياة في ظل الهزيمة، كان أمامي نحو عشرين آلية عسكرية تضم حوالي مائة وعشرين جنديا وضابطا، وجهت رشاشي وهو من طراز (كارلوستاف) نحوهم و أطلقت النار، فانبطح المشاة أرضا، وراحت دباباتهم تمطر الموقع الذي كنت فيه بوابل من الرصاص، وكنت أقف في ذلك الموقع دون سائر، بل كنت في وسط الشارع الرئيسي، تمكنوا من إصابتي في الساق اليمنى، والقدم اليسرى فسقطت على الأرض دون حراك فتوقفوا عن إطلاق النار" ص40و41، وهنا يتم أسره وهو مصاب إصابة بليغة، يؤخذ للعلاج إلى المستشفى، وهناك يبدأ يفكر في الهرب من المستشفى، وينجح في الهروب بعد أن تلقى المساعدة من "صالح" الذي اقنع الحارس بخروج "حمزة" لاستقبال والدته المقعدة" وهنا تتم عملة الفرار من المستشفى. رغم الإصابة البليغة في الرجل اليمنى والقدم اليسرى، إلا أن إرادة حمزة في الحرية جعلته يتحامل على الألم ويقوم بتدريبات شاقة: " وفي الليل كنت أتدرب على المشي، واستمريت على هذا الحال لمدة تقارب شهرا، وتمكنت خلال هذه الفترة من السير لمسافة عشرة امتار" ص52، تحديد المسافة والزمن يشير إلى حجم الإصابة، وأيضا إلى قوة الإرادة التي يملكها، كما يشير إلى طول فترة (اختفاءه) عن عيون الاحتلال، وقدرته على التكيف مع الظروف الصعبة.
ينجح "حمزة" في الوصول إلى لبنان، وهناك ينخرط في صفوف حركة فتح، ويقوم بمهام تدريب المقاتلين وتسليم السلاح وإيصاله إلى الأرض المحتلة، إلى أن يقع أسيرا من جديد، حيث عومل بعنف وشدة من قبل قوات الاحتلال، حتى أنه كان الوحيد الذي يتم تقيده بالحديد في قدميه، وعدما جاء مدير السجن يتبجح بالكلام: "ـ عليكم أن تكونوا مطيعين لي، (وأعلموا أن الله لن يخرجكم من هذا السجن إلا بأمري). ص88 فرد عليه حمزة مباشرة: "أنا سأخرج من هذا السجن بعد سنتين ودون أمرك" ص88، بهذا التحدي كان حمزة، ورغم أنه لم يكن يمتلك حينها خطة واضحة للهرب، إلا أنه نجح ووصل إلى لبنان من جديد.
نفسية حمزة
لم يقدم حمزة نفسه على أنه بطل خارق، يقرر كل شيء ويفعله هكذا، بل كان إنسانا يشعر بالخوف والإحراج والقلق والاضطراب، من هنا عندما فكر في الهروب من سجن الرملة، الهروب الثالث لازمته مجموعة مشاعر، منها: " والسؤال الذي كان يلح علي ويزعجني هو:
"ماذا سيقولون عني إذا مرت السنتين دون أن أهرب؟" ص90، فعدم وجود خطة أو أدوات جعله بحالة غير متزنة: " فقد صرت عصبيا في التعامل مع زملائي بسبب ما اعانيه من ضيق" ص92.
وهنا يبدأ بالبحث عن طريقة للخروج، يتصل به أحد اليهود للهرب، وهذا استدعى مشاورة صديقه "عبد الرحمن" فالقرار لم يكن سهرا خاصة أنه يعلم أن المخابرات الاحتلال يمكنها أن تهيء له عمليه الهروب لكي تصفيه جسدا، وهذا زاد من معاناته النفسية: "مضى يومان وأنا مضطرب ومتوتر الأعصاب ولا استطيع أن أتخذ قرارا" ص101.
وبعد أن يتجاوز هذه المرحلة يحسم أمره في الهرب مع محمد وسمير، لكن سمير لم يتمكن من الخروج من السجن، وعندما جاء الحرس تظاهر بالإغماء حتى يعطيه رفاقه الوقت الكافي للابتعاد مسافة آمنة.
نبل ووفاء حمزة ونزاهته
بعد أن يصل بيروت، تقرر القيادة عقد مؤتمر صحفي، ليتحدث عن تفاصيل هروبه، لكنه لا يتكتم عن العمليات الساقبة ويكتفي بالحديث عن العملية الأخيرة فقط، ذلك حفاظا على سلامة من ساعدوه: "... ورغم إلحاح بعض الصحفيين علي في أن أتحدث عن الهروبين السابقين، فقد رفضت، إكراما لمدير السجن العسكري في صرفند الذي عاملنا بلطف وأمر بفك القيد عن قدمي، وبصرف علبة سجائر من نوع ممتاز (تايم) يوميا" ص141، وهذا تأكيد من حمزة أن الوفاء يقابله الوفاء، حتى لو كان متعلق بالعدو.
الأم
من المشاهد الرائعة في الرواية حديث "حمزة" عن أمه، فبعد أن سمحت قوات الاحتلال لأهله بالسفر لأداء فريضة الحج، يقابل عائلته ومجموعة من أقاربه، تم ترتيب اللقاء بهذا الشكل: "...قررت النسوة أن أبيت تلك الليلة مع زوجتي بينهن، وقلن: (لينم بجوار والدته وزوجته) لكن أمي اعترضت وتركتني بين قريباتي، مكتفية بأن تنام حيث يمكنها أن تمد يدها بين حين وآخر لتلمس رأسي، وكنت أسمعها وهي تقرأ القرآن وتسبح، وتدعو. ثم قالت وهي تداعب شعري:
ـ الحمد الله، الحمد الله، الحمد الله، كررتها ثلاث مرات" ص144.
الآخر الإيجابي
ما يحسب للأدب الفلسطيني، خاصة ذلك المتعلق بأدب السجون أنه يتناول العدو بموضوعية، بمعنى أنه ينقل الحدث كما هو، ودون أن يزيد من وحشية المحتل، "حمزة" يحدثنا عن بعض الشخصيات اليهودية التي تعاملت معه كجندي وكمقاتل يستحق الاحترام والتقدير.
مدير السجن يحاور حمزة بهذا الشكل: "ثم تطرق الحديث إلى المقاومة، وما إذا كنا نعتقد فعلا بأننا سننتصر ونحرر فلسطين؟! قلت له:
ـ لا اعتقد بأننا نستطيع ذلك، وعلى سبيل المثل فان السبب المباشر لحرب 1967 هو وجود المقاومة، وسوف نعمل على دفع الأنظمة العربية إلى استمرا حالة الحرب!
ـ ولماذا تصرون على القتال وأنتم تعلمون أننا أقوى منكم بكثير؟!
أجبته قائلا
ـ: لو هاجمك في بيتك مائة شخص، ماذا تفعل؟
ـ: سأقاتلهم وأدافع عن بيتي حتى لو كنت أضعف منهم.
ـ:أهذا ما نفعله بالضبط" ص76، تقبل مدير السجن لهذا الإجابة هو بمثابة قبوله لما تقوم به الثورة الفلسطينية، ولم يتوقف الأمر عند قبول مدير السجن للحوار وما يحمله من تأكيد على حالة الصراع بينا وبينهم، لكنه يتخذ قرارا بازالة القيود عن حمزة:
"ـ: سأطلب منهم فك الحديد، والتوقف عن تعذيبك
ـ: شكرا، علما بأنني لم أطلب ذلك
ـ: ألا يؤلمك هذا القيد؟
ـ: بالطبع يؤلمني، ولكن هذه هي الحرب، أنا أسير لديكم ونحن أعداء، لو قابلت المحق وأنا أحمل السلاح، فماذا كنت سأفعل؟ بالطبع كنت سأقتلهم"
صمت لحظة، وهو يتأملني ثم قال
ـ: هكذا تنظر إلى الأمور، خسارة أنك لست يهوديا" ص76.
ولم يتوقف الأمر عند مدير السجن، بل طال المحقق أيضا، الذي قام بإغلاق الباب لكي لا يتم ضرب حمزة أو إيذائه من قبل شرطة السجن: " قام المحقق وأغلق الباب بنفسه، ثم صافحني بحرارة، وقال مبررا إغلاق الباب
ـ: إن كثيرا من الشرطة يريدون أن يؤذوك، لأنك السجين الوحيد الذي ترك بصمته على هذا السجن، ولسنوات طويلة" ص81.
وينقل لنا موقف ضابط المخابرات عندما زار أهله مستفسرا عن أحوال حمزة: "...مدير المخابرات زار القرية بعد هروبي، وسأل عن أخباري، فقالوا له بشيء من الخجل والخوف: بعد أن خرج لا نعرف أخباره، فقال لهم: لماذا تتحدثون عن حمزة بهذه اللهجة؟ لكم الحق بأن تفخروا لأنه من أبناء هذه القرية، مضيفا أن هروب حمزة الثالث جرحنا أكثر من عبور المصريين لخط بارليف" ص145.
نقد حركة فتح
ما يحسب لهذه السيرة أنها تنتقد بموضوعة السلبيات التي مارست من بعض المتنفذين في فتح، منها عندما تم الهروب الثالث بنجاح، عملت المخابرات الاحتلال على بث معلومات تقول فيها، أن حمزة يونس تم هروبه بالتنسيق مع مخابرات الاحتلال، وذلك يعني أنه اصبح جاسوسا للاحتلال، وفعلا تم تمرير هذه المعلومة من بعض الأفراد وتقديمها للأنظمة العربية، لكي يتم محاصرة ومطاردة ومراقبة حمزة يونس: "بعض المرجفين والمشككين لم يكتفوا بترويج الإشاعة في أوساط الثورة، بل قاموا بتوصيلها إلى بعض الأجهزة العربية" ص142.
ومن السلبيات تحويل مهنة سائق إلى سفير بجردة قلم: " ...تم ترقية الديب من سائق إلى سفير، وبموجبه أيضا جرى تعين ولديه بمرتب وسيارة وسكن، فصار المستجد في العمل أعلى مرتبا ممن قضى شبابه وبلغ من الكهولة في صف المقاومة" ص149، وتأكيدا على أن هذا الإجراء حقيقي، ما تقوم به السلطة الأن، فيكفي أن يحصل أي شخص على توقيع مسؤول ليكون مديرا عاما، أو سفيرا أو أي مركز حساس، دون أخذ المؤهلات والقدرات المهنية لهذا الشخص.
وبعد حرب الخليج قام السائق/السفير الديب بإعطاء معلومات للسعودية بضرورة التحفظ على حمزة من هنا تم زجه في السجن دون أي تهمة أو جريمة اقترفها: " قضيت في السجن عامين وأربعة شهور دون أن يسمح لزوجتي وأولادي بزيارتي خلال تسعة شهور، ...تم بناء على اقتراح أو نصيحة من أحد العملاء المزدوجين، وهو ذلك الديب الذي كان سائقا وصار وزيرا" ص150.
الخاتمة
المذهل في هذه السيرة الخامة التي جاءت كصاعقة لكل من قرأها، فنهاية هذا الرجل المناضل، الصادق كانت مخزنة له ومخزية لنا في المنطقة العربية، فبعد أن اعتقل من قبل السلطات السعودية أصبح بين (حانا ومانا): "والآن يا حمزة.. أين تقيم، أو إلى أين تهرب؟
ها أنت تحاصرك الدوائر الحمراء وكأن الخط الأبيض الذي يقطعها وتريا يقول:
ممنوع مرور حمزة من هنا. فقدت حق الإقامة وحق المرور لدى الأشقاء، بعضهم يسمح لك بالإقامة وحدك دون أسرتك، وبعضهم يقبل أسرتك دونك، فأين تلم شملك وتنصب خيمتك؟
طلبت الدخول إلى حي السلطة، فقالوا رفض الحي الآخر طلبك بحجة أنك من (عربهم).
قف يا حمزة على المفترق بين إشارات الحمراء وأصره في الصحراء العربية: قولي يا أم لأبنائك الأقحاح البررة.. عار أن لا يتسع صدر الوطن العربي بمن فر إليه ليقاتل من أجله
..عار أن يغلق الربع الخالي في وجهه!
..عار أن يدفع إلى التفكير في الهرب منه متسائلا وفي حلقه كل مرارة المرحلة: إلى أين هذه المرة؟!" ص150و151.
اعتقد أن هذه الخاتمة كافية لوحدها لتبين عقم النظام الرسمي العربي، وعقم البرلمانات ومجالس الشعب ومجالس الأمة، التي ما زالت تعيش في عصر القبائل والعشائر، ولا تعي معنى المواطنة، الدولة، الأمة، العروبة.
الرواية طبعت في مطبعة الصخرة، عمان، الطبعة الأولى 1999.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة رواية حرب وأشواق للروائية نزهة أبو غوش بتاريخ 4/6/202 ...
- رواية الحب المحرم محمد عبدالله البيتاوي
- العهد التركي والمجتمع المتعدد في رواية -احتضار عند حافة الذا ...
- تعدد المهارات الشعرية في ديوان -أنا سيد المعنى- ناصر الشاويش
- الطرح الطبقي في رواية حدائق شائكة صبحي فحماوي
- السارد في رواية حدائق شائكة صبحي فحماوي
- حجم القصة وعلاقته بالقص وموضوع القصة في مجموعة -سلم لي على ا ...
- تماثل الزمن مع الشكل في رواية -يصعدون في السماء- سرمد فوزي ا ...
- عبد السلام عطاري ورؤيته للموت -إلى شيرين المقدسيَّةِ
- علي أبو عجمية - شِيرينُ شاعت شعاعاً -
- التماهي مع القصيدة نزيه حسون
- رسالة زكريا مروان البكري
- رابطة الكتاب الأردنيين تحتفي بديوان -أنانهم- للأسير أحمد الع ...
- الرواية والحكاية في -جبينة ... أكلها الغول، مأساة امرأة- خال ...
- مناقشة رواية العناب المر لأسامة مغربي بتاريخ 7/5/2022
- ديوان قلوب شفافة منير توما
- ديوان رؤوس تحت الرمال حبيب شريد
- السرد المدهش في رواية حدائق شائكة، لصبحي فحماوي.
- المكان في قصة -سر حكاية القدس- للأسير الكاتب زكريا مروان الب ...
- الخطاب في -الرسالة الأخيرة لأب ذر الغفاري- هادي زاهر


المزيد.....




- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - الهروب من سجن الرملة حمزة يونس