أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - شيوخ وفقهاء يرون العلة في الواقع وليس في أفكارهم؟














المزيد.....

شيوخ وفقهاء يرون العلة في الواقع وليس في أفكارهم؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7274 - 2022 / 6 / 9 - 16:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شيوخ وفقهاء يرون العلة في الواقع وليس في أفكارهم؟
من الظواهر الخطيرة التي ابتليت بها بلادنا في العقود القليلة الماضية تكاثر جحافل الذين يسمون أنفسهم برجال الدين ، الذين لا هم لهم غير قولبة المجتمع حسب تصنيفاتهم الضيقة الجاهزة وفرض التوافق مع أفكارهم وآرائهم على كل البشر ، وإلا أصبحوا أعداءً لهم فيخرجونهم من الملة والدين ويجزون بهم في جهنم خالدين فيها.
حتى لا افهم خطأ ، فإنه لا مشكلة لي مع أي مدرسة أو مذهب أو طائفة أو جماعة دينية -كما ييمكن أن يتبادر للبعض- ومن المستحيل أن أعترض او اختلف مع أي من فقهائها وشيوخها ووعاضها حول ما يعبرون عنه من آراء في ضوء سقفهم المعرفي ، مادام رأيهم لم يخرج عن تعاليم الدين الصحيح غير المزور الذي يحث على الإنسانية والعدل والسلام والأخلاق الحسنة ، ولا يهمني أمرهم كأشخاص وما دامت فتاوهم ومواعضهم لا تؤثر سلبا على حياة الناس الذين عادة ما يكونون من العوام الذين كثيرا ما لا يملكون من العلم ما يؤهلهم للفصل في القضايا المختلف عليها، وتبقى مشكلتي الوحيدة مع بعض ضعاف الموهبة من الفقهاء والشيوخ والوعاض العاجزين عن تحقيق أنفسهم بعيدا عن "البوز" وطلب الشهرة والمال ، الذين شوّهوا من أجلهما كل علوم أصول الفقه والمقاصد ، ووسعوا مفهوم البدعة ومجال الفتوى المتشددة في كل أمور المسلمين الحياتية التي جردت حياتهم من كل مظاهر الجمال والفرح والسرور ، بما انتصرت له من الدعاية للعنف والكراهية بأحكام شاذة ومتشددة وغريبة، ومواضيع غيبية ، وآراء مثيرة للسخرية لا يستوعبها العقل السليم ولا التفكير العلمي المنطقي ، بدعوى نصرة الله ورسوله والدفاع عن الإسلام الذي حطموا باسمه الأمة ومزقوا وحدتها وجعلوها شيعا منصرفين عن عظائم أمورها ، مشغولين بالتفاهات والسفاهات والسفاسف ، ودفعوا بالكثير منهم للارتداد عن الإسلام ، وفتحوا للمعادين أبواب الانتقاد الاسلام والقدح في رموزه ، غير آبهين بما يلحقعون بمستقبل الأمة من الإساءة والأذية التي اعتادوا تعليق اسبابها على مشجب المؤامرة ضد الإسلام ، تلك المؤامرة التي يظهر المنطق أنه ليس هناك مؤامرة على الإسلام من الخارج ، وإنها منبتقة من الداخل وكامنة في جحافل النقصاء الفقهاء والشيوخ والوعاض الذين يقتاتون على جهل العامّة ، ويتاجرون بأعطابهم النفسية والخلقية ، ويجعلونها وسيلة ضغط يدوسون بها عليهم من اجل جمع المال ونيل الشهرة بدون إنجاز، والذين لم تصنعهم أميركا ولا روسيا ولم تبرمجهم اليابان ولا الصين على تعويض نقصهم بأذية الناس ، الأذية التي ليس في الإمكان تخليص المجتمع منها إلا باستعمال العقل الذي عملوا على تعطيله ، وأوقفوا مواكبته للتاريخ الذي يدوس بالإقدام من لا يُساير تطوره ،مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.
ومما يؤسف حقا في كل هذه الظاهرة ، هو يتنازل بعض المثقفين -أو أشباههم على الأصح- عن عقولهم أمام رجال الدين ، ويستسلموا لما ينشر من أوهام وخرافات تجعل العبوس والتجهم علامة تقوى ودليل صدق ، والاستغفار والتسبيح والأدعية والإبتهالات والتمتمات الدينية هي الحل الأمثل لكل مشاكل الناس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى السلوكية ، أما إيمان البسطاء وتسليمهم واستكانتهم للقيود الوهمية التي نُسجت في مخيلاتهم الواهية، فأمر طبيعي تدفعهم إليه الحاجة لما يملأ فراغ جهلهم الذي لا يسمح لأعينهم بأن ترى إلا ما يستحسنه من يسمون أنفسهم فقهاء وشيوخ ورجال الدين ،والذي يدَّعون أنه عمل في سبيل الله، أو سبيل الحق و الحقيقة.
وختاما اتوجه برجاء لهذه الفئة العبوسة الوجوه ، المكشّرة الأنياب، الممسوخة الجمال ، المنزوعة السماحة والذكاء الحضاري ، أن تدع العامة على فطرتها النقية ولاتقحم من لا ملك منهم القدرة على فهم ألاعيبهم الشيطانية في مشاحناتهم الخائبة ، وأن يتقوا الله في الشباب الذي سيحمل مشعل الأمة ،
وليتوجهوا بمواعضهم وحواراتهم ومناظراتهم -إن استطعوا ذلك -إلى الفلاسفة والعلماء ورجال الدين والمتخصصين، الذين يملكون العلم والقدرة على مناقشهم بالحجة والأدلة والراهين في كل قضيا الإيمان والإلحاد، الأمر الذي لا أظنهم يستطيعون فعله ولو اجتمعوا جميعهم في جبة واحدة وتحت عمامة واحدة ، لضعف رصيدهم العلمي والمعرفي ، وفقر معلوماتهم الدينية ، وقلة موهبتهم الأدبية، وكثرة أخطائهم التعبيرية ، واقتصارهم على بعض المحفوضات الفقية الشادة المحرمة على الناس المجادلة في الدين بالحجة والمراجعة بالأدلّة التي يحاربونها بالنفخ في أبواق اللغو والجعجعة التي يضاربون بها في سوق الغوغاء لعلهم يجدوا لأنفسهم مكانا ومكانة لا يستحقونهما.

مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور البلدان مرهون بمصداقية منتخبيه وليس بسلفياتهم !
- كرة القدم أخلاق وثقافة ومتعة !
- هستيريا التهافت على تحريم التعاطف والتراحم؟
- عهر التدين!!
- ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر!
- لا يعرف الناس قيمة بعضهم إلا في المحن أوالنهايات.
- الاهتمام بالحدائق واجب أخلاقي وطني وديني !
- الرمزية النضالية لفاتح ماي لدى الطبقة العاملة
- ظواهر رمضانية مستفزة!!!
- أي نفع نجنيه من التطاول على شيخة يعلم الله وحده ظروفها؟:!
- الصيام ، الرياضة الروحية!
- ويسألونني عن تهنئة اليهود المغاربة بال-پيتسَح- !
- تمثال المهدية السيئ الذكر !
- -فتح الأندلس ، التزوير السافر للتاريخ المغربي !
- التراويح بين الفرض والسنو والبدعة !
- رمضان ليس للتجويع ولكن لإعادة رمجة النفوس وإعدادها !
- هل نحن فعلا في حاجة الى إعادة التربية؟
- عقاب المجرمين رادع لهم وحافظ للأمم من الضياع !
- مؤسسات تعليمية لكوكب أشد تخلفا من عالمنا !
- كم هو مشجٍ أن تُغبن الأمازيغيات في يوم المرأة !


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - شيوخ وفقهاء يرون العلة في الواقع وليس في أفكارهم؟