أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - عهر التدين!!














المزيد.....

عهر التدين!!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7256 - 2022 / 5 / 22 - 14:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من مظاهر عهر التدين !!
على الرغم من كون المسيحية هي أكبر ديانة في فرنسا إلا أنه نادرا ما نصادف من يتمظهر فيها بسمات التدين بهدف تحقيق المكانة الجماهرية المؤثرة ، سياسيا أو اجتماعيا، أو لكسب ثقة الناس واحترامهم ، وبالتالي قلما نجد منهم من يفرط أو يبالغ في الحديث عن الدين دون أن يضمنوه في تصرفاتهم وسلوكاتهم المعبرة عن إيمانهم الحق بمعتقداتهم النابعة عن علمهم ومعرفتهم بدينهم ، الذي يدعو –كما أي دين آخر-إلى التحلي بمكارم الأخلاق وجميل الصفات والتمسك بأفعال الخير ، بخلاف التدين الشكلي "المظهري" الذي يمارسه الكثير من اصحاب النفوس المريضة الذين يتقمصون شخصية الرجل التقي الملتحف برداء الزهد والعفة المصطنعة، التي يتعمدون اظهارها بكل الوسائل ، عبر بعض المظاهر التي وقفت عند واحدة منها بل واخطرها والتي صارت -في غفلة منا -في العقود الثلاثة الأخيرة مرضا مزمنا يحتاج للدراسات المعمقة للوقوف على أسبابها ودوافعها ونتائجها ،والمتمثلة في تديين كل شيء ، وتحويل أي نقاش علمي او عقلي حول أي موضوع في أي مجال من مجالات الحياة ، السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، إلى نقاش في الدين والتدين الهواية التي استهوت الكثير من المتشددين الأميين ،الذين الفوا الخوض في الدين بدون علم ، وضدا في أمر الله سبحانه وتعالى في الإسراء 36 : "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ " ، وخاصة حينما يتعلق الأمر بالمرأة والحجاب وضرب الزوجة ، وتحريم الاختلاط ، والسبي ؛ الظاهرة الخطيرة التي تواجهنا اينما ولّينا وجوهونا، حيث أننا وبمجرد أن نفتح أي نقاش ، أو نحاور أي كان في أي مكان في منطقتنا الموبوءة بهوس التدين المظهري حد التخمة، إلا ونصاب بالذهول والحيرة ، أمام إنحراف محدثنا بموضوع النقاش ، بوعي كامل وعن سبق اصرار وترصد، إلى نقاش ديني ، حسب الفهم السائد عن الدين المحرف والمعزز بفوضى الفتاوى المحرضة على الكراهية والمذهبية ، والشروحات والتفاسير المستوردة من ثقافة القبور التي يزخر بها ثرات السلف الماضوي الزاخر بالحقائق الدينية المشوهة ، والبعيد كل البعد عن الفهم الصحيح للدين والمنطلق من الدراسة الموضوعية للقرآن الكريم .
ولكي لا نختبئ خلف أصبعنا ، وحتى يعي من له شك فيما قلته حول هذه الظاهرة المعقد - التي ربما لم يلق عليها الضوء الكاف ، أو لم يلق أي ضوء على ما تشكله من خطورة على صفاء الدين الحنيف - أورد هنا بعض النماذج الصارخة لسلوكيات أولئك الذين يدعون الالتزام الديني في مقالاتهم ، ويواظبون على افساده بأفعالهم و أخلاقهم ، والذين قال فيهم ابن تيمية: "فلا يغرنكم من قرأ القرآن ، إنما هو كلام نتكلم به ، ولكن انظروا من يعمل به"، من رجال الدين الشرفاء الصادقين ، وأئمة المسلمين المعروفين بالنخوة والكرم والإباء والشهامة الإسلامية النابعة من مخافة الله ، التي تبعدهم عن هذا "العهر التديني" الذي نصطدم بجدار حقيقته في حياتنا اليومية ، والتي سأكتفي منها بهذا النزر القليل على سبيل المثال : حيث أنك لا تفتح حاسوبا إلا وتواجه بسيل من أدعية أصحاب "جمعة مباركة" ولا تشغل هاتفا إلا وتسمع آي القرآن الكريم تتلا بصوت عال ، ولا تدخل مقهى أو متجرا أو أي مصلحة عمومية أو عيادة استشفائية ، أو تركب الترام أو الحافلة أو التاكسي ، إلا وتسمع الهواتف تصدح بالآذان والتكبير أو بالأذكار والأناشيد الدينية ، ولا تلج مدرسة ، إبتدائية أو إعدادية، إلا وتجد أن مسابقات تجويد القرآن تحتل معظم أنشطتها ، وحتى في الحضانات ورياض الأطفال لا يلقن الأطفال الصغار فيها إلا الأحاديث النبوية التي احتار في معانيها الكبار ، ولا ترمق أي سيارة فارهة كانت أو مترهلة ، إلا و قد كتب على نوافذها الخلفية عبارات : "لا تنس ذكر الله" أو "هذا من فضل ربي" وغير ذلك كثير من شعارات التدين المظهري الذي يراهن عليه أصحابه لتغطية بعضا من الفساد والفسوق الذي يعم المجتمع، الحال الذي يفرض العديد من الأسئلة حول هذا الهوس التديني، والذي غابت معه ثمار الدين ، وخرج في الأزمنة المتأخرة ، -أو شطر كبير منه على الأقل- عن تعاليم الدين الأصلية ، وتحول إلى محاباة المجتمع والدولة والفقهاء والمذاهب والجماعات الدينية المختلفة ، الانحراف التديني الذي يكاد يجهل عموم الناس حقيقة ما هم فيه وعليه من تقصير وعصيان وانقطاع عن الله ، والذي هو وبال عليهم وعلى مجتماعتهم بما ينشره فيهم من عداوة وعنف وإقتتال حتى بين أصحاب والمذهب الواحد.
ليست الغاية من هذا المقال ، هو نقد الإسلام - كما يتبادر لبعض الأذهان المغيبة -وإنما هو التنبيه إلى وجود ظاهرة خطيرة منتشرة على نطاق واسع في المجتمعات العربية والإسلامية وحدها من غير أمم وشعوب العالم -التي عبرت منذ قرون مسألة الفهم الديني ، وحسمت امرها بشأن دياناتها - وهو لتحفيز وعي الفرد بمخاطر التدين الظاهري ، الذي تعمل الحركات الإسلاموية على تكريسه بيننا الناس في الآوانة الأخير ، في ظل صمت المجتمع المدني‮، وغفلت الصحافة، ‬‬وتراجع الدولة، أو "‬إسترخاؤها‮" في تطبيق القانون،‬ وسكوت وزارة الأوقاف المعني الأول بالتصدي لهذا المسخ المشوه للدين ، وكأنهم سلبت منهم الإرادة ، أو أُلجموا ،هم أيضا، بلجام تلك الأفكار، أو فقدوا نباهتهم السياسية المعهودة في مواضيع أقل خطورة على الأمة ودينها.

[email protected] حميد طولست
رئيس تحرير جريدة " الأحداث العربية".
مؤسس مدير جريدة " منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
مدير جريدة " منتدى سايس"
مدير ورئيس تحرير جريدة منتدى سايس اللإلكترونية .
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر!
- لا يعرف الناس قيمة بعضهم إلا في المحن أوالنهايات.
- الاهتمام بالحدائق واجب أخلاقي وطني وديني !
- الرمزية النضالية لفاتح ماي لدى الطبقة العاملة
- ظواهر رمضانية مستفزة!!!
- أي نفع نجنيه من التطاول على شيخة يعلم الله وحده ظروفها؟:!
- الصيام ، الرياضة الروحية!
- ويسألونني عن تهنئة اليهود المغاربة بال-پيتسَح- !
- تمثال المهدية السيئ الذكر !
- -فتح الأندلس ، التزوير السافر للتاريخ المغربي !
- التراويح بين الفرض والسنو والبدعة !
- رمضان ليس للتجويع ولكن لإعادة رمجة النفوس وإعدادها !
- هل نحن فعلا في حاجة الى إعادة التربية؟
- عقاب المجرمين رادع لهم وحافظ للأمم من الضياع !
- مؤسسات تعليمية لكوكب أشد تخلفا من عالمنا !
- كم هو مشجٍ أن تُغبن الأمازيغيات في يوم المرأة !
- رفع اعلام الغير جريمة أخلاقية بحق المجتمع.
- صراعات انتفاعية ينخفض الرأس انكساراً لسماعها !
- العمر أقصر وأثمن من أن يغامر به في الإنتظار!
- حتى تتحقيق الأهداف الحقيقية لليوم الأممي للمرأة.


المزيد.....




- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - عهر التدين!!