أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حميد طولست - كرة القدم أخلاق وثقافة ومتعة !














المزيد.....

كرة القدم أخلاق وثقافة ومتعة !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7267 - 2022 / 6 / 2 - 04:33
المحور: عالم الرياضة
    


كثيرة هي المشاعر الإنسانية المشتركة بين بني البشر القادرة على كشف الذهنية الثقافية الاجتماعية والسياسية والدينية لأي إنسان ، وفضح سلوكياته الاجتماعية والإنسانية مدى تفاعله سلوكياته مع المحفزات الداخلية والخارجية التي يحاول إخفاءها عن الناس، وذلك من خلال استجاباته لثنائيات ما يفرحه ويرضيه ، وانفعالاته مع ما يحزنه ويغضبه ، وغيرها من المشاعر التي تتمايز بها الأخلاق ، في جميع الثقافات الإنسانية ، تماما كما هو الحال بالنسبة للتصرف المفاجئ وغير المقبول المتمثل في نزع لاعبي فريق الأهلي المصري للميداليات الفضية أمام أنظار رئيسي الفيفا والكاف، وملايين المشاهدين المتابعين للمباراة عبر العالم ، تعبيرا منهم عن رفض خسارة لقب دوري أبطال إفريقيا أمام الوداد بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، والذي زاد من استفزازية الموقف، رمي لاعب " عمرو السولية " ميداليته على الأرض أثناء مغادرته الملعب نحو غرفة الملابس ، التصرف اللامسؤول الذي يفضح تجرد لاعبي فريق الأهلي المصري من الروح الرياضية التي من المفروض أن يتسم بها كل ممارس للرياضات وعلى رأسها كرة القدم ، التي يعتبرها علماء الاجتماع والأنثربولوجيين من المناسبات الحاشدة التي تظهر فيها و بكل وضوح القيم الثقافية والضوابط التي تحكم بشكل غير معلن العديد من المجتمعات ، وتكشف بوضوح مدهش المفاهيم الشائعة للشعب الذي يمارسها لاعبوه بإيقاع يلائم المفاهيم التي استقرت في بلدانهم منذ عقود طويلة وصارت جزءاً من سلوكهم اليومي المعتاد ، السلوك الذي يسهل معه التعرف على بلد وجنسية أي فريق من فرق العالم ، فإذا تميزت المياراة بالفرح والطرب والإيقاع وتنقل اللعبين من موقع في الملعب إلى آخر بروح وثابة، ويمررون الكرة بأقدام راقصة، وكأنهم يعزفون الموسيقى، فإننا ، سنعرف على الفور أن الفريق آت من بلد يعشق ويتعامل مع الكرة وكأنها معشوقته الفاتنة وسندرك وبسهولة أن المباراة لفريق من أمريكا اللاتينية، وبالضبط من " البرازيلي "، أما إذا ساد على مباراة تطبيق قوانين وومبادئ كرة القدم وغلب على لاعبيها احترام الأخلاق الكروية وتقديس التخطيط والتصميم والابتكار ، فنذرك بيسر أن الفريق من الدول المتحضرة التي حققت ثورة العقول الفعالة المؤثرة في صناعة الحياة المبنية على الأخلاق في كل شيئ، قبل المتعة الكروية، وتكتيكاتيها وتقنياتيها، وقبل لمسات اللاعب الفلاني الرائعة، وتمريرات المهاجم العلاني الهادفة ، الأخلاق التي هي منارة كل لاعب نحو الرقي والإتزان، والتي من دونها تكون اللعبة ولاعبيها وجماهيرهما ناقصين، وهنا أسوق كمثال على تشبع بعض الفرق بالأخلاق الاجتماعية السامية ، سلوك لاعبي المنتخب الهولندي الرائع والجميل الذي يجب أن يقف أمامه الجميع بكل احترام وتقدير، والذي اتمنى من كل قلبي أن يكون درساً وعبرة للاعبي المنتخبات المغاربية والعربية قاطبة لعلها تستفيد منه، والمتمثل في الحقيقة التي فرضت نفسها خلال إحدى مباريات كأس العالم التي كان المنتخب الهولندي –وما ادراك ما المنتخب الهولندي -يمني النفس بالظفر بها ، كباقي المشاركين ، غير أن الحظ عاكس مبتغاه ، ليس لتقصير من لاعبيه ، ولا لعيب في مدربه ، لكنه الحظ أعطى الفوز للمنتخب الإسباني المستحق ، والذي قدم له الفريق الهولندي الإنساني الخارق تهنئة الفوز كما تفرضها الأخلاق الإنسانية قبل المبادئ والقيم الرياضية المتعارف عليها كونيا ، والتي لم يسليه عنها ، لا الضغط النفسي الذي عاشه طيلة المباراة، ولا الإنذارات والبطاقات الصفراء والحمراء التي حصل عليها معظم لاعبيهم ،ولاغضبهم الجام على حكم المباراة، ويبقى الموقف الكثر إنسانية عن وقوف لاعبي المنتخب الهولندي جميعهم تحت منصة التتويج في انتظار المنتخب الإسباني ليتبادلوا مع لاعبيه تهنئة التتويج في منظر يسعد العين و ينم عن الثقافة الراقية والأخلاق السامية ، التي نحن بعيدون كل البعد عنها ، في مقابل ثورة كروية مغاربية وعربية عاطفية تعيش هياجات انفعالية متواصلة يسحق لهيبها العقول الفاعلة ويقبر الأفكار المبدعة ، ويسوغ للأعمال المبلدة لها والمانعة للإبداع والابتكار فيها ، ويشرع للدسائس والمؤامرات التي تجعل كرة القدم عندنا ترقد في قيعان مستنقعات عفنة ، وتحول ملاعبها إلى سعير لا تسمع فيها غير السب والشتم والكلام النابي ، وبكاء ونواح المسيرين وحنينهم لمنجزات السالفين الغابرين..
وفي الختام هنيئا لعموم الشعب المغربي و كل مكونات نادي الوداد الرياضي من مكتب مسير و طاقم تقني و لاعبين و جماهير بهذا الفوز المستحق وبلقب عصبة الأبطال الإفريقية، وتحياتي للشعب المصري الشقيق ، وفريق الأهلي الذي لابأس من تذكيره بأن كرة القدم أخلاق وثقافة ومتعة مبنية على مبدأ الفوز و الخسارة يجب تقبلها ..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هستيريا التهافت على تحريم التعاطف والتراحم؟
- عهر التدين!!
- ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر!
- لا يعرف الناس قيمة بعضهم إلا في المحن أوالنهايات.
- الاهتمام بالحدائق واجب أخلاقي وطني وديني !
- الرمزية النضالية لفاتح ماي لدى الطبقة العاملة
- ظواهر رمضانية مستفزة!!!
- أي نفع نجنيه من التطاول على شيخة يعلم الله وحده ظروفها؟:!
- الصيام ، الرياضة الروحية!
- ويسألونني عن تهنئة اليهود المغاربة بال-پيتسَح- !
- تمثال المهدية السيئ الذكر !
- -فتح الأندلس ، التزوير السافر للتاريخ المغربي !
- التراويح بين الفرض والسنو والبدعة !
- رمضان ليس للتجويع ولكن لإعادة رمجة النفوس وإعدادها !
- هل نحن فعلا في حاجة الى إعادة التربية؟
- عقاب المجرمين رادع لهم وحافظ للأمم من الضياع !
- مؤسسات تعليمية لكوكب أشد تخلفا من عالمنا !
- كم هو مشجٍ أن تُغبن الأمازيغيات في يوم المرأة !
- رفع اعلام الغير جريمة أخلاقية بحق المجتمع.
- صراعات انتفاعية ينخفض الرأس انكساراً لسماعها !


المزيد.....




- تشيلسي يهزم أستانا بثلاثية في دوري المؤتمر الأوروبي
- غاتوزو نجم إيطاليا السابق يعرض لحيته للبيع في مزاد
- بعد رحيله المفاجئ عن الزمالك المصري.. غوميز يوقع لفريق جديد ...
- رابطة الدوري الفرنسي ترفض شكوى مبابي ضد سان جيرمان
- -كاف- يعلن القوائم النهائية لجوائز الأفضل في 2024
- أول تعليق رسمي للهلال السعودي بشأن التعاقد مع رونالدو قبل مو ...
- هل يغيب مبابي عن نهائي كأس القارات للأندية في قطر؟
- ما هي تحضيرات السعودية لاستضافة كأس العالم 2034؟
- الإصابة تضرب لاعب الأهلي المصري قبل مواجهة باتشوكا
- وفاة المدرب الجزائري يوسف بوزيدي


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حميد طولست - كرة القدم أخلاق وثقافة ومتعة !