أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - الموت الرحيم














المزيد.....

الموت الرحيم


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظهيرة يوم قائض، تخطت درجة حرارته الخمسين؛ فيه شمس لاهبة، لا يفيد معها اية وقاية؛ أصوات المولدات الكهربائية "تنعر"، ودخانها يملأ السماء؛ جميع الوجوه التي تراها هي عابسة، غاضبة، متوترة، حانقة؛ يزداد هذا الغضب والتوتر بعد صعودك حافلات النقل "كيا او كوستر"، فالطريق كعادته مزدحم بشكل كبير، وهذه السيارات تزيد من المعاناة.

وانت جالس في هذه السيارة التي تمشي الهوينا، ترى الصبية الصغار يملئون الشوارع، يطلبون عطفك واحسانك عليهم، معهم الكثير من النساء وكبار السن، وهناك أيضا بعض الشباب الذي يعتاش على بيع "مي بارد، كلنس، وصل بازه".

تسمع الأحاديث الجانبية "مرغما"، أحاديث يغلب عليها الواقع الحياتي والمعيشي والسياسي؛ "هذا أبو المولد ابن ال.. صعد الامبير وسواه ب 25 ألف" "المواد كلها صعدت" "عمي الناس اكلت حرام والله غضب عليها" " النفط معلك فوگ الميه وهم السفلة مخلين الدولار صاعد" "والله ما تصير حكومة لو حضيري يجي" "يمكن هاي السنة هم ماكو موازنة" .......

سائق السيارة وكبقية اقرانه يسمعك رغما عن انفك ذوقه الديني البشع "لطميات وصفگات"، ليزيد من معاناتك؛ تنظر عبر زجاج السيارة عن مناظر البؤس والمأساة، سيارات نقل الازبال "اللوريات" وهي تحمل الاطنان من الازبال، ينتظرها مجموعة من النسوة والشباب، فالعشرات يعتاشون على مقالع النفايات في أطراف بغداد.
أحد عشر مليار دولار وأكثر يدخل لهذا البلد في الشهر من مبيعات النفط فقط، ولكن لا أثر لحياة فيه، معاناة في كل شيء، الكهرباء، وهذه اسطورة الاساطير، الماء الشحيح وهو أصلا غير صالح للشرب، التربية والتعليم المنهار تماما، اما الصحة فحديث لا ينتهي، ثم طامة البطالة المليونية، المعطلين والمعطلات عن العمل يملئون ساحات الاحتجاج، غير قضية العقود والمحاضرين المجانيين، اللذين يتاجر بقضيتهما؛ ثم هل اتاك حديث الجفاف والتصحر، بحيرات وانهار واهوار انتهت، ام الغبار والتراب الذي أصبح لا يفارق سماءك، اما انت فقد أمسيت " كما الاسفنجة تمتص الحانات ولا تسكر".

في المساء، تتعالى أصوات المولدات والاذان سويتاً، ويعلو التراب والغبار، وتشعر بالاختناق، ويتراءى لك ان الحياة في هذا البلد صارت معدومة، فأنت تشعر انه مريض ويعاني سكرات الموت، فسرطان الإسلاميين قد انتشر في كل انحاء جسده؛ لا يوجد مكان سليم فيه، يبدو وكأنه يطلب ويترجى "الموت الرحيم"، لم يتبقى له سوى فسحة امل، ان يقاوم وينتصر على هذا المرض الخبيث واللعين.
#طارق_فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الدين والسلطة)
- مفهوم -التداول السلمي للسلطة- لدى الإسلاميين
- (نمو اقتصادي، تجريم التطبيع) من هزليات سلطة الإسلاميين
- انسداد سياسي ام طريق مسدود
- الوشاح والعامري وحرية التعبير والعمل السياسي
- تماثيل لرجال دين
- الثقوب السوداء
- كشف ومحاكمة قتلة المتظاهرين!
- حاكم الزاملي والتربية
- (الحملة الايمانية) عند هادي العامري
- بصدد القصف التركي لإقليم كوردستان
- كرسي الاشانتي
- صناعة المشهد
- الطوطمية وحرية التعبير
- التاسع من نيسان سفر الألم الذي لا ينتهي
- فراش الموت والاعترافات اياد علاوي وفائق زيدان
- التوجهات (المدنية) للمجاميع المنبثقة من الانتفاضة
- قيادات التظاهر.. هل هي بمستوى طموح الجماهير؟
- استراتيجية التظاهر: لماذا لا تطور الوعي الثوري؟ وهل من افق ل ...
- في نقد التصورات المثالية - القسم الرابع


المزيد.....




- لماذا تزداد أمراض القلب بين الشباب؟
- بعد قمة أوكرانيا في ألاسكا - بماذا يمكن أن تساهم ألمانيا؟
- مشاهدة الكلاب للتلفاز .. جدل علمي حول الفوائد والمخاطر!
- تراب يطوي صفحة آينتراخت فرانكفورت برسالة مؤثرة
- إسرائيل تتخذ الخطوات الأولى في عملية للسيطرة على مدينة غزة و ...
- انتقادات إسرائيلية وتحذيرات واسعة من -عربات جدعون 2-
- مبادرة -صمود نوسانتارا-.. الوجه الآسيوي في أسطول الصمود العا ...
- عمير دعنا بائع مقدسي حول -بسطة- صحف إلى مقر حزبي سري
- توجيه من ترامب بطلاء الحاجز الحدودي مع المكسيك بالأسود وسبب ...
- بابتسامة أمام صيحات استهجان.. نائب ترامب ووزير دفاعه يتعرضان ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - الموت الرحيم