السبهلله (5)

محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 7266 - 2022 / 6 / 1 - 04:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تحالف السادات مع الاخوان والسلفيين كان له آثار كارثيه - زي ما قلنا في الحلقات السابقة - علي حياة المصريين ، سواء أيام السادات نفسه أو في أيام مبارك ، متقدرش تقول إن كان في دولة كاملة الأركان في ظل إدارة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية متهتكة ومنهاره في العهدين ، وفي ظل سيطرة الدعاة والمشايخ علي عقل ووعي وضمير المصريين ، هؤلاء الذين تولوا تحت عين السلطة تفريغ منابع المعرفة وملاحقة المفكرين ومطاردة الإبداع وتسفيه العلم وإفشاء نسق أخلاقي غاية في الانحطاط والتفسخ.
آثار ذلك كله كانت أكثر وضوحا علي النخب الثورية بعد رحيل مبارك ، مكنش في فصيل عارف سكته وهدفه غير الاخوان والسلفيين ، الباقي كانوا منقوعين في مية المخلل بتاع الصحوه ، مكنش في فصيل له أحلام منظمة وآمال مرسومه ورؤيا واضحه لأن السبهلله إللي بدأها السادات وعمقها مبارك ونقع المشايخ فيها الشعب كله كانت أفقدت الجميع القدرة علي طرح سؤال عقلاني واحد أو التفكير بمنطقية عما يجب فعله بعد رحيل مبارك لاستعادة الوطن ثم استعادة حياتنا ممن سرقوها منّا.
كان الفصيل الوحيد إللي عارف إللي هو عايزه هو الإخوان والسلفيين وعلشان كده ساقوا الجميع قدامهم ، وبقوا يمطوحوهم مرة شمال ومره يمين ، دفعوا البعض للحرق والتحطيم ، ودفعوا البعض الآخر للمواجهة مع الجيش ، واستغلوا البعض لتقديمه أمام الرأي العام كوجوه شابه ذات طابع مدني وسلمي للثورة ، ثم استغلوا من يتميزون بالخسة والانتهازية من القوي المدنية علشان يبدو الأمر وكأن القوي السياسية في مصر موحده وعلي قلب رجل واحد وإن الموضوع زي ماقال محمد بديع وهو بيسقي الشعب آخر جرعة من الخديعة : الموضوع مشاركة لا مغالبة ، إنما الحقيقة هي إن الاخوان كانوا في الوقت إللي الجميع فيه بيصرخ ويخطب ويجعر وبيسنتر نفسه أمام الكاميرات كثوري استطاع خلع مبارك وفي سبيله لبناء دولة بطاطسية مدنية بلوظية ديمقراطية فلحوطية حديثة وحشيفة كان الإخوان في الوقت ده رتبوا أمورهم مع أمريكا وقطر وتركيا وحماس وجهزوا جيشا عرمرما من الارهابيين واستعدوا لضرب الجميع بالجزمة وإنشاء دولتهم .
يتبع

#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل