|
شقة في مدينة نور
محمد أبو قمر
الحوار المتمدن-العدد: 6936 - 2021 / 6 / 22 - 11:24
المحور:
الادب والفن
أول ما شوفت الإعلان بتاع مدينة نور إللي هايبنيها طلعت مصطفي روحت حاجز علي طول ، حجزت شقه بمقدم تقريبا 38 ألف جنيه وشوية فكة ، ميلغ هايف والله ، ودفعت بقشيش كمان للأخ إللي كتبلي التعاقد ، مقدم الحجز هايف جدا والقسط أي كلام ، إيه يعني 3 تلاف جنيه وكسور أو حتي أربع تلاف ، دا الواحد لو بطل السجاير يقدر يدفع ضعف المبلغ ده قسط شهري . بعد ما حجزت نفسي اتفتحت للدنيا ، شقة في مدينة عالمية ووضع تاني خالص غير الزبالة إللي الواحد عايش في وسطها ، لقيت الوضع ده فرصة لتغيير كل حاجه في حياتي ، لازم بأه يكون في عربية حديثه تليق بالمكان ، مهو الواحد مش معقول هايمشي في مدينة زي دي بعجلة أو حتي بعربية أي كلام ، بيني وبينك نفسي اتفتحت للدنيا وقلت في نفسي ما بدهاش وعلشان كده روحت مقايس وشاري عربية B.M.W ، واشتريت كم بدلة آخر موديل وكم جزمة آخر آلاجه وشوية كرافتات وشرابات وقمصان ، بعد ما عملت المشتريات دي قلت لنفسي أنا طبعا مش معقول هاقعد في المدينة دي لوحدي ، لازم اتجوز طبعا ، ولازم اتجوز واحدة تناسب وضعي الجديد ده ، واحده من عيلة كبيرة وتكون حلوه أوي الواحد يتباهي بها في المدينة العالمية دي ، قعدت أفكر ياتري مين العيلة إللي إللي يتوافق وضعها مع وضعي الجديد ده ويكون عندها البنت إللي لما تقعد جنبي في العربية الواحد ما يستعرش منها ، استعرضت العائلات الكبيرة إللي في البلد هما خمس أو ست عائلات يدوب والباقي كلهم زبالة ، بس الخمس أو الست عائلات دول مطلعش منهم حد يناسبني غير عائلة زينهم ، الراجل دا غني جدا ومش بخيل ومربي عياله ع الغالي وعنده بنت مقلوظه وزي الفرسة لما بشوفها قلبي بيتخطف وروحي بترفرف ، ياله توكلت علي الله ، دخلت الحمام علشان استحمي وأطلع ألبس بدلة جديدة من البدل إللي أنا اشترتها وألبس شراب جديد وجزمة جديدة وأروح أخطبها ، خطبة إيه ، كتب كتاب ودخله علي طول ، كنت فرحان أوي وأنا بستحمي وقعدت أغني وأنا برغي الصابون علي دماغي ووشي مرة واتنين وتلاتة وأربعة وأكحت جسمي بالليفة أوي وأنا بغني ومبسوط ، بعد ما خلصت ونشفت نفسي بالفوطة ولبست ملابسي الداخلية وبفتح باب الحمام لقيت مراتي في وشي لاوية بوزها وهي بتقولي مش عوايدك يعني تستحمي كل عشر أيام ، ولقيتها بصت في الحمام وراحت مصوته وهي بتقولي : إنت خلصت الصابونة؟؟!! ، جريت أنا علي أوضتي وأنا متفاجيء ومخنوق ومديت إيدي جبت علبة السجاير علشان أولع سيجارة لقيت العلبة فاضية ، ناديت عليها وقلت لها : كان في سيجارة فاضلة في العلبة راحت فين؟ ، ردت هي وقالت لي : إنت كمان بتشرب السجاير وانت سرحان وبعدين شوف بأه هاتغسل وشك إزاي الصبح علشان تروح الشغل بعد ما خلصت الصابونة . مراتي لما تتفتح في الكلام أجارك الله ، اتفتحت زي الراديو مش عايزه تسكت ، قعدت تقول : فاضل 9 أيام علي آخر الشهر ومعدش معانا غير 18 جنيه ، هانجيب صابونة بخمسة جنيه ، وإنت هاتجيب سيجارتين فرط ب 2 جنيه وهاتاخد الصبح 3 جنيه علشان تفطر بيهم وانت رايح الشغل ( وأنا بصراحة مش فاكر هي قالت تفطر ولا تطفح ) يبقي فاضل 8 جنيه ، وبعدين صرخت في وشي وهي بتقول : قوم اتصرف استلف من أي حد عشرة ولا عشرين جنيه علي ما تقبض ، أنا غمضت عيني وهي قاعده تقول : مرتبك يدوب 2700 وقلتلك ألف مرة شوفلك شغلانة بعد الضهر علشان نقدر نعيش بدل ما بتيجي تقعد تتنيل تقرا وتكتب حاجات تجيب المرض . مراتي قعدت تعدد وتتكلم وتنيلني بستين نيله لغاية أنا ما سرحت خالص ومديت إيدي جبت التليفون وضربت رقم تليفون مدينة نور ولما اتفتح الخط معرفش مين إللي رد وقال : أيوه ، أنا علي طول قلت له : والله أنا عايز ألغي الحجز إللي عملته النهارده وعايز البقشيش كمان إللي دفعته للموظف علشان بس عايز أجيب صابونة وسجايري خلصت ، هو قال لي: إنت مين ، لما قلت إسمي مش عارف ليه هو اتنرفز جدا وراح شاخط فيا وقال لي : إقفل السكة يامعفن يا ابن الكلب ، أنا ساعتها فوقت علي صوت مراتي وهي بتضحك وبتقولي : كتك ألف وكسه ...إنت بتحلم وإنت صاحي؟.... مدينة نور مش للي زيك...دا القسط الشهري ياجربان يامقشف يملا البلد صابون.
#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أصل الحكاية
-
امتحان
-
ليس ممكنا
-
شيه دولة
-
شكل تاني
-
الخط الساخن
-
القانون والفتوي
-
أيوه أنا حبتها
-
أهم حدث في زنزبار السنة إللي فاتت
-
مجرد أسئلة
-
المناصفة
-
التفاحة
-
الوطن الجمر
-
مجرد رأي
-
السودان
-
غفوة عاشق
-
الفأر السمين
-
شرط ، أم قيد ، أم نكتة مملّة
-
الصنف الثالث
-
أوهام وكوابيس
المزيد.....
-
وفاة الأديب السوري شوقي بغدادي
-
وزيرة الثقافة الأردنية: فخرون باختيار الأردن ضيف شرف في معرض
...
-
«القاهرة للكتاب».. تجربة تتيح للقراء صياغة أحداث الرواية
-
كاريكاتير العدد 5358
-
جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تعلن الفائزين بموسمه
...
-
ذاع صيته فنانا ملتزما.. الرئيس الجزائري يعزي بالمجاهد الهادي
...
-
الكاتب والمؤرخ اللبناني فواز طرابلسي: ما حصل في ثورات الربيع
...
-
خبر انفصال الممثل مايكل بي جوردان يجذب السيدات.. ماذا فعلن؟
...
-
مايك بومبيو: ولي العهد السعودي رجل إصلاحي وشخصية تاريخية على
...
-
بهدف دعم التواصل والحوار.. انطلاق البطولة الآسيوية للمناظرات
...
المزيد.....
-
كناس الكلام
/ كامل فرحان صالح
-
مقالات الحوار المتمدن
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الشعر والدين : فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي
/ كامل فرحان صالح
-
(تنهيدة الكامل (مشى في أرضٍ لا زرع فيها
/ كامل فرحان صالح
-
نجيب محفوظ وأحلام فترة النقاهة دراسة بين المؤثرات النفسية وا
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
خاطرة وفكرة (ب)
/ ياسر جابر الجمَّال
-
خاطرة وفكرة(ج)
/ ياسر جابر الجمَّال
-
خاطرة وفكرة(أ)
/ ياسر جابر الجمَّال
-
يُوسُفِيّاتُ سَعْد الشّلَاه بَيْنَ الأدَبِ وَالأنثرُوبُولوجْ
...
/ أسماء غريب
-
المرأة في الشعر السكندري في النصف الثاني من القرن العشرين
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|