أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - شرط ، أم قيد ، أم نكتة مملّة














المزيد.....

شرط ، أم قيد ، أم نكتة مملّة


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6650 - 2020 / 8 / 18 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيل إن اللائحة الجديدة للمركز القومي للترجمة تتضمن شرطا يقول : ( ألا يتعارض الكتاب مع الأديان ، وألا يتعارض مع القيم الاجتماعية والأخلاق والأعراف ).
ألا يتعارض الكتاب مع الأديان ممكن تكون مقبولة إذا كان الهدف منها ألا يزدري الكتاب الأديان ، لكن ما أفهمه هو أن إزدراء الأديان غير نقد الفكر الديني ، فإذا كان نقد الفكر الديني السائد أو تقديم قراءات مختلفة للأديان غير القراءات والتفسيرات التقليدية مشمولا بهذا الشرط فلن تكون الترجمة في هذه الحالة إلا لكتب هزيلة وبائدة تزيد من تخبطنا وتغرقنا في أوحال لا نجاة لنا منها علي المدي القريب أو البعيد.
أما الجزء الثاني من الشرط وهو ألا يتعارض الكتاب مع القيم الاجتماعية والأخلاق والأعراف ، فإن الذي صاغ هذا الشرط يغفل أو يتغافل عن أن القيم الاجتماعية والأخلاق والأعراف تختلف من مجتمع لآخر ، وبالتالي فإن الانتاج الفكري والفلسفي والنقدي والأدبي والعلمي لكل مجتمع يتضمن أفكارا وقيم اجتماعية وأخلاقية وأعرافا مختلفة تمام الاختلاف عن مثيلتها في المجتمعات الأخري ، بل إن وظيفة الأديان في الحياة العامة سواء الحياة الفكرية أو العلمية أو الاجتماعية أو حتي الأخلاقية تختلف في أوروبا وفي الغرب عموما عن وظيفتها في مصر وفي الشرق العربي والاسلامي بصفة عامة.
لا أعرف من أين سيحصل المركز القومي علي كتاب في الفلسفة مثلا تتوافق أعرافه مع الأعراف التي يحاول المركز الحفاظ عليها في هذا الشرط.
هذا الشرط في مجمله ربما لا يتيح أي فرصة لتطورنا الثقافي والفكري ، بل ربما لا يؤدي إلا إلي ترجمة الفتات والبقايا التي تساقطت - من شدة عفونتها - من مسيرة الحضارة الإنسانية.
إن ما هو مجهول في هذا الشرط هو أن من صاغوه لم يقولوا لنا ما هي بالضبط القيم الاجتماعية والأخلاقية والأعراف التي يقصدونها ، هل هي ما يطبقونه هم أنفسهم علي حياتهم الخاصة ، أم هي التي يفرزها الخطاب الثقافي والديني المسيطر عبر الإعلام أو من خلال مناهج التعليم المختلفة ، أم هي المنتظر أن تفرزها حركة التطور العلمي والصناعي والحضاري والإنساني في المجتمع؟؟!!.
القيود البدائية المتخلفة العقيمة لا تؤدي إلا إلي مزيد من التخلف والتردي ، لكن حرية تداول الأفكار بل خوف وبلا حسابات شديدة الظلامية هي التي تمنحنا القدرة علي التواصل الحضاري والإنساني مع العالم من حولنا.
لقد مرت علينا فترات كانت حركة الترجمة فيها شديدة التنوع والتوهج ، وها نحن بهذه الشروط المتخلفة البائدة نتوغل أكثر في العتمة التي تحيط بنا من كل اتجاه ، وأنا صراحة لا أعرف ما إذا كان هذا الشرط قيد علي حركة الترجمة أم هو مجرد نكتة ساذجة من النكت شديدة الملل التي اجتاحت حياتنا الثقافية.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصنف الثالث
- أوهام وكوابيس
- ليلة سوداء في حياة امرأة
- الهوي هوايا
- الحلوة برموشها السودا الحلوة
- ما يحيرني!!
- الغنوشي والفريضة الغائبة
- مسلم بالوراثة
- وجهة نظر
- المستشفيات الخاصة في مصر وحلاق الصحة
- حزني عليك لن ينتهي إلا بموتي
- هل يستوي الأعمي والبصير؟؟!!
- إبعد شوية يمكن نفوق
- صدر زوجتي
- البالوعة
- العربجي
- الحمار له ذيل
- البحث عن الأصل
- مستشفي الصلاة ع النبي
- رمضان والكتلة اللزجة


المزيد.....




- بعد تحريك ترامب لوحدات -نووية-.. لمحة عن أسطول الغواصات الأم ...
- مقبرة الأطفال المنسيّة.. كيف قادت تفاحة مسروقة صبيين إلى سرّ ...
- الوداع الأخير.. طفل يلوح لجثامين في جنازة بخان يونس وسط مأسا ...
- مستشار سابق للشاباك: حرب غزة غطاء لمخطط تغيير ديمغرافي وتهجي ...
- نفاد تذاكر -الأوديسة- قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نول ...
- بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قص ...
- أزمة حادة بين زامير ونتنياهو بشأن استمرار الحرب على غزة
- فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟ ...
- فيديو الجندي الأسير لدى القسام يثير ضجة في إسرائيل
- بلغراد تندد بتثبيت حكم على زعيم صرب البوسنة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - شرط ، أم قيد ، أم نكتة مملّة