أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو قمر - رمضان والكتلة اللزجة














المزيد.....

رمضان والكتلة اللزجة


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6544 - 2020 / 4 / 23 - 10:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علي فكرة الناس في الأحياء الشعبية مش مشغولين خالص بمسألة الروحانيات ، ولا بمسألة صلاة التراويح ولا بموضوع ضرر أو نفع الصيام في ظل وجود كورونا.
المشغولين بالمسائل دي هم فصيل من الأفندية المتعلمين أساتذة جامعات ، ومعلمون ، وموظفون ، وفصيل كبير من التنابلة ، سيبك من السلفيين والاخوان وكل من يرفعون شعارات الحرام والحلال لأن هؤلاء لا يتحدثون في هذه المواضيع من منطلق ديني كما يوهمونك ، وإنما أطروحاتهم في هذه المواضيع هي في الأساس أطروخات سياسية مغلفة بالدين للتعمية ولإحداث تأثيرات معينة تحقق أغراضهم الحقيرة ، فالدين بالنسبة لكل من يدعون أو لكل من يقال عنهم إنهم بتوع ربنا قد صار في أيديهم مثل علبة مذهبة ، أو قنينة جذابة فاخرة ، عبوة شديدة الإبهار يضع فيها وأكاذيبه وخرافاته وكل ما يريد أن يستولي به علي عقلك وروحك ووجدانك ، وأنا لست معنيا بهؤلاء فأمورهم مكشوفة ومفضوحة وأغراضهم لن تصلح من عفونتها أية عبوة مهما كانت درجة جاذبيتها.
أنا معني بهؤلاء الأفندية الذين يمثل التعليم بالنسبة إليهم قشرة أرق من ورق البافرا لكن بمجرد أن تدخل مع أحدهم في نقاش تزول هذه القشرة علي الفور وتكتشف أن ما تحتها كتلة من الجهالة اللزجة التي تشبه البربور ، الروحانيات بالنسبة له ليست لحظة صفاء بينه وبين الله ، ولا هي لحظة مراجعة للنفس ، وإنما الروحانيات بالنسبة له هي مجموعة الأصوات المتداخلة التي تأتيه عبر ميكروفونات الجوامع ..صوت قاريء يقرأ القرآن ممزوج بصوت أدعية رمضانية مخلوط بصوت تواشيح دينية متداخل مع صوت بائع الفوانيس مع بائع الكنافة ، أي أن الروحانيات بالنسبة لمجموعة الأفندية الذين يشبهون البربور في قوامه ولزوجته هي الهيصة والزنبليطة التي تشعره بالجو الرمضاني علي حد قوله .
النوعية دي من المصريين هم الأكثر تأثرا بالخطاب الديني التلفيقي المحشو بالسياسة وبأمور الوصاية علي العقل وبخبث الحفاظ علي المكانة الدينية والاجتماعية والسياسية كذلك ، الرجل البسيط في الأحياء الشعبية لا ينصت جيدا لرجال الدين لأنه فقط يذهب إلي الجامع لأداء ما عليه من واجب تجاه خالقه ، وهو ليس علي استعداد للدخول في مناقشات بيزنطية حول حرمانية كذا أو عدم حرمانيته لأن وقته كله مرهون لأكل عيشه وأكل عيش عياله ، ومعندوش الوقت المتوفر للأفندية الزلنطحية البرابير إللي بيشتغلوا في اليوم يدوب ست أو سبع ساعات وبقية اليوم بيقضوه في محاولة إثبات إنهم بيفهموا في كل حاجه ، النوعية البرابيرية دي هي إللي بتعقد تستمع للخرافات وللحكايات وللفتاوي لغاية ما عقولهم تعفنت وتحللت وصار المجتمع بفضل جهالتهم لا ينتج معرفة جديدة وتحجر وعيه ، ولعلمك النوعية دي هي التي تؤمن بالعفاريت ، وبالأعمال ، وبالدجل ، ولو حطيت إيدك في جيب أي حد فيهم هاتلاقي حجاب مخبيه سيادته في جيبه اتقاء الحسد أو لجلب الحظ أو للحفاظ علي الصحة.
هؤلاء هم من يحدثونك عن ضرورة إقامة صلاة التراويح رغم مخاطر كورونا ، ويجادلك الواحد منهم وهو يحاول إقناعك بأن الإيمان بدون التراويح في رمضان يصبح ناقصا ويؤدي إلي غضب الله وعدم رضائه عنّا وقد يصيبنا بزلزال يعصف بنا لإهمالنا أداء صلاة التراويح ، وإذا حاولت إثبات أن التراويح ليست سنة وليست فرضا يتهمك بالكفر والزندقة ويعوصك ويلوصك بلزوجته البربورية المقرفة.
العوام في بلادي ، الشغيلة الطيبين ، المنتجون الحقيقيون ، الناس إللي البلد دي متشاله علي اكتافهم ، الغلابة إللي لو ما اشتغلوش يوم البلد دي تجوع شهر ، النوعية الحلوة الطيبة البسيطة الشقيانة دي ملهمش دعوة بالكلام ده كله ، محدش فيهم بيناقش لا في الروحانيات ولا في التراويح ، ولا حتي في مسألة الصيام في ظل وجود كورونا ، منطق الناس دي في المواضيع إللي زي دي واضح زي الشمس ، بكل بساطة وبكل حكمة يقولك : ربنا ما يرضاش بأذية عباده ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ...أنا بشتغل شيال لو لقيت نفسي كويس وقادر هاصوم ، ولو تعبت هافطر وربك غفور رحيم ........أنا بشتغل حداد ، أو بناء ، أو أي شغلانة محتاجة عافية ، لو قدرت هاصوم ، مقدرتش هافطر ، وربك رب قلوب.
الناس البسيطة دي ، الشقيانين دول ، إللي البلد من غيرهم ماتنفعش بمليم معندهمش وقت لا للجدل ولا لسماع الخطاب التلفيقي الخرافي المعبأ بالخباثة والسياسة والسخافة والخرافة ، الناس دي نضيفه ، عقلهم معاهم سليم لم يتبربر، وحكمتهم إللي ورثوها عن أجدادهم إللي بنوا الأهرامات وحنطوا جثث موتاهم وصنعوا حضارة أذهلت ومازالت تذهل الدنيا حكمتهم مستقرة ماتزال في ضمائرهم ، لم يتلوثوا بخطاب التكفير والكراهية ، الناس دي بيحترموا زوجاتهم والبنت عندهم بألف راجل ، عارف بناتهم بيلبسوا حجاب ليه؟ بيلبسوا حجاب خوفا من انتقاد الأفندية البرابير ، الراجل البسيط ده شرفه متعلق في دراعه ، لكن إسأل بأه عن شرف الأفندي إللي الخطاب التلفيقي حوله لكتلة من الجهالة اللزجه المقرفة إسأل وشوف شرفه متعلق بإيه.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُفار مكة
- هذيان
- كورونا في خطابي الدين والثقافة
- مخدرات
- كيف ننجو؟؟!!
- صاحب المعالي
- من غير لف
- قول علي قول
- بعض مصادر الاختلال
- حالة حب مصرية
- الرسالة
- مأساة الذوق العام
- يا ابيض يا اسود
- إلهي ما يوعي يرجع
- حتي المسبحة!!
- الحلوة
- ليست صيني ولا تيواني
- مثقفون وعلماء
- حرب بلا بنادق
- الجميلة واللص


المزيد.....




- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
- صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد ...
- حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا
- وفاة شاب في الجامع الأموي.. السبب يشعل مواقع التواصل
- الأردن.. النيابة تستدعي -متسترين- على أملاك جماعة الإخوان
- مقتل الشاب يوسف اللباد بعد اعتقاله بالجامع الأموي يثير جدلا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو قمر - رمضان والكتلة اللزجة