أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو قمر - يا ابيض يا اسود














المزيد.....

يا ابيض يا اسود


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 15 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لما تقولي إنك وسطي معني ذلك إنك بتتبع منهج في المنتصف بين نقيضين ، ولما يكون النقيضين دولهما مثلا يعني طرف منهم أبيض والطرف التاني اسود ، فمعني ذلك إنك واقف في المنطقة الرمادية إللي لا هي بيضاء ولا هي سوداء ، يعني واخد من الأبيض شوية ومن الاسود شويه ، يعني من الآخر كده عملتلك توليفة من النقيضين وقدمت لنا نفسك علي إنك بتمثل الاعتدال .
خليني أفكرك بمسرحية شاهد ما شافش حاجه علشان أبين لك المسألة بشكل أوضح ، عادل إمام إللي هو الشاهد الرئيسي لما سأله القاضي إذا كان شاف المتهم في شقة القتيلة ولا لأ ، قال إيه؟؟ ، قال مقدرش اقول شوفته ومقدرش أقول ما شافتوش ، القاضي كان عايز يعرف الحقيقة وعلشان كده قال للشاهد : أنا عايز إجابة واضحة ومحددة وقاطعة ، وقاله كمان : اللون الرمادي ده أنا ما بحبوش يا ابيض يا اسود ، القاضي كان يريدنا أن نعرف إن الإجابة الوسطية تشوه الحقيقة ، وتزيفها وتضيع الحقوق وتبريء المجرم ويموت الضحايا بسببها مجانا .
حاجه تانية لازم جنابك تعرفها هي إن من يختار اللون الرمادي ، أي من يقدم لنا نفسه علي أنه ليس مع الأبيض ولا مع الأسود إما أنه يفعل ذلك لكونه ساذجا عبيطا وجاهلا كما كان حال الشاهد في المسرحية ، وإما أن يكون واعيا لما يفعله بقصد التمويه وإخفاء الحقائق ، وإما أن يكون متعمدا لعملية التلفيق بين النقيضين لكي نظل في حاجة دائمة إليه بوصفه المالك الوحيد للحقيقة والمتحكم الوحيد في مصائرنا ويظل علي الدوام يعطينا معلومات عبارة عن خليط مشوه من النقيضين أو يسرب لنا أجزاء من الأسود مرة وأجزاء من الأبيض مرة وهكذا يتربع علي عرش أفئدتنا كلية فنتحرك في حياتنا وفق ما يهوي بل تصطبغ حياتنا باللون الرمادي الذي تتوه في الحقائق وتصبح حياتنا بالكلية اشبه بالجريمة.
وهقولك دلوقتي إزاي إحنا تأثرنا بيك واتبعنا طريقتك الوسطية إللي جردتنا مش من عقولنا بس بل ومن إنسانيتنا كمان.
شوف ياسيدي ....لما واحد من المتوحشين الأندال بيغتصب أي بنت إيه إللي بيحصل؟ ، بنقول بلاش فضايح ، وبنقول لنفسنا لو لجأنا للقانون البنت هاتتفضح وحالها هايقف ، وبنقول كمان احتمال البنت تحبل وتجيب مولود من الحرام ، يالا وبسرعة نجوز البنت للمغتصب ويادار ما دخلك شر ، كويس خالص ، الحل ده وسطي لا ضرر فيه ولا ضرار ، وزي ما انت علمتنا الحل الوسطي هو الاعتدال بعينه وهو كل الحكمة والعقل ، كويس خالص ، لكن هل الحل ده خلص المغتصب من وحشيته أو من همجيته؟؟؟!! ، هل الحل ده عالج القهر والذل الذي عانتهما الضحية لحظة العدوان الوحشي والهمجي والحيواني عليها؟؟!!، هل الحل ده يمحو الآثار النفسية والانسانية بالغة الهوان التي ملأت روح الضحية جراء إهدار كرامتها ؟؟؟!!.
عارف سيادتك الحل الوسطي إللي اتعلمناه منك نتيجته إيه ، نتيجته إن المغتصب الحيوان القذر تحول من مغتصب إجرامي إرهابي إلي مغتصب قانوني شرعي ، ولن يعامل ضحيته هذه بعد تزويجها له إلا علي أنها مجرد نفاية جنسية يفرغ فيها شحناته الحيوانية تحت طائلة القانون والشرع ، الشيء الأهم هو أن الفتاة المسكينة سوف تعيش ذليلة بعد أن ضاعت كل أحلامها وأمنياتها وكل تصوراتها التي كانت تحلم بها بشأن حياتها ، هذا علاوة علي أننا بدلا من الاقتصاص منه كافأناه ، أهديناه الضحية كي يستمر في التهام ما بقي من إنسانيتها.
كلمة نظيم شعراوي في المسرحية مازالت ترن في أذني ...يا أبيض يا اسود ، أي لابد أن يكون الخطاب واضحا ، مع الحق الواضح الذي لا لبس فيه والذي يتفق مع العقل ويخضع لكل آليته حتي تستقيم الحياة ونسترد إنسانيتنا ونتحرر من الخوف ونتخلص من الاتكالية ونبدع طرقا مختلفة للعيش دون الاعتماد علي من يلونون حياتنا باللون الرمادي التلفيقي المزيف .
الانسان مسئول عن أفعاله ...أبيض ، كل شيء يخضع للعقل ...أبيض ، المرأة ليست وعاء جنسيا.....أبيض .
اتخاذ الموقف الوسطي بين نقيضين ...اسود، احتكار الحقيقه أو تشويهها باسم الاعتدال ....اسود.
أنا عايز أسأل سيادتك سؤال : الوسطية دي يافندم بين إيه وإيه ؟ ، بين الخير والشر؟؟، بين الضلال والهدي؟؟!! ، بين الصدق والكذب؟؟!! ، ولا بين الخير الكامل والخير النص نص؟؟!! ، ولا بين الصدق الصادق والصدق إللي كده وكده؟؟؟!!!!.
عموما أنا مع القاضي في مسرحية شاهد ما شافش حاجه ، أنا عايز إجابة حادة وحاسمه وقاطعة ، يا ابيض يا اسود ، اللون الرمادي ده أنا ما بحبوش.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلهي ما يوعي يرجع
- حتي المسبحة!!
- الحلوة
- ليست صيني ولا تيواني
- مثقفون وعلماء
- حرب بلا بنادق
- الجميلة واللص
- جذر واحد
- رفع المبتدأ وشنق الخبر
- الجميلة فيوليت
- الكذابون
- أنا لا أعرف
- سقوط حتمي
- وردة في شعر الحبيبة
- البزازة
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- هلوسات
- لا صوت يعلو فوق صوت المرأة
- أنا مصري ثم مسلم مسيحي أو مسيحي مسلم
- فن الشعر وحدودنا البحرية


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو قمر - يا ابيض يا اسود