أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو قمر - ليلة سوداء في حياة امرأة














المزيد.....

ليلة سوداء في حياة امرأة


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 12:58
المحور: الادب والفن
    


كلما خرجت من بيتي كان جاري يتحرش بي ، أحيانا يتلفظ بألفاظ خارجة ، وأحيانا أخري يستوقفني بحجة سؤالي عن شيء ثم لا يلبث أن يمد يده ليلمس أجزاء من جسدي ، ليس هو وحده الذي أعاني من تحرشاته ، فرحلتي اليومية من بيتي إلي مقر عملي هي رحلة معاناة وخوف ورعب من أن يتطور التحرش إلي محاولة اختطافي حيث يجري اغتصابي وتصبح حياتي بعد ذلك مستحيلة.
جاري هو أكثر الناس تحرشا بي ، ولأنه جاري وبيتي ملاصق لبيته فإنني أقضي الليل يقظة مرعوبة فلربما يهاجمني وأنا وحيدة لا أستطيع المقاومة.
فعلت كل شيء لكسب وده وإثنائه عن تحرشاته التي جعلتني أتمني الموت خلاصا من هذا العذاب والألم الذي يسببه لي دون جدوي.
كنت أبكي طوال الليل وأقول لنفسي لماذا لم يخلقني الله علي هيئة فرخة ، أو حمامة ، أو حتي بومة كي لا أعاني كل هذه المعاناة.
في الليلة الفائتة استلقيت علي فراشي وأنا مرهقة ومعذبة ومقهورة ومرعوبة ، حين غطست في النوم حلمت أنني ذهبت إلي ساحر المدينة وطلبت منه أن يحولني إلي بطّة ، وبالفعل بعد أن أحرق الساحر كمية كبيرة من المستكة والحبهان وبودرة العفريت والبخور والشبّة وبعد أن قرأ عدة تعاويذ حولني إلي بطّة جميلة ، غير أنني حين خرجت إلي الشارع ورحت أسير معجبة بجمالي التقطني جاري فجأة وراح يلاطفني وهو يقول لي : أنت بطة جميلة وسمينة ومن المؤكد أن شوربتك ستكون لذيذة ، حينئذ ارتعبت ودق قلبي هلعا فقد عرفت أنه سيذبحني ويطبخني ويأكلني ، انتفضت بقوة وطرت متخلصة من قبضته واتجهت مسرعة إلي الساحر مرة أخري وطلبت منه أن يحولني إلي قطة حتي لا ينتهي بي المطاف مأكولة في معدة أي متوحش حقير.
بعد أن تحولت من بطة إلي قطة سيامي جميلة خرجت من بيت الساحر وفي نيتي البحث عن قطة أخري لتكون رفيقة لي أثناء نزهتي في شوارع المدينة ، غير أن جاري التقطني هذه المرة أيضا وأخذني إلي بيته ، كان رجلا ساديا قميئا يريدني أن ألاعبه طوال اليوم ، يقذف الكرة ثم يأمرني بإعادتها إليه ، وحين أتعب وأريد التوقف لكي أرتاح لبعض الوقت يزعق ويصرخ ويمتنع عن تقديم الطعام لي ، في النهاية أردت الخروج من هذه الدار اللعينة والتخلص من قهر هذا المتسلط الغبي ، لكنه قال لي : القطط مكانها البيت لا تخرج منه إلا حين تموت ، لكنني كنت قد وصلت إلي حد اليأس ، لذا فقد غافلته وقفذت من النافذة واتجهت بأقصي سرعة إلي بيت الساحر الذي حين رآني علي هذه الحالة من الإنهاك والضمور والحزن أشفق عليّ وأراد أن يفعل من أجلي أي شيء يخلصني من عذاباتي ، حينئذ طلبت منه أن يعيدني كما كنت امرأة جميلة ثم يبذل كل ما في وسعه ويحول هذا الرجل الذي يرعبني إلي صرصار .
كانت ليلة سوداء ، وكان حلم مليء بالقهر ، لكنني لا أعرف لماذا صحوت في الصباح سعيدة نشطة ومتفائلة ، أخذت حمامي وأنا أغني ، ثم ارتديت أجمل فستان لدي ، ومشطّ شعري ، ثم لبست أجمل وأبهي وأقوي حذاء لدي ، وتناولت حقيبتي وخرجت من بيتي وفي نيتي أن أدهس بحذائي كل صرصار في الطريق.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوي هوايا
- الحلوة برموشها السودا الحلوة
- ما يحيرني!!
- الغنوشي والفريضة الغائبة
- مسلم بالوراثة
- وجهة نظر
- المستشفيات الخاصة في مصر وحلاق الصحة
- حزني عليك لن ينتهي إلا بموتي
- هل يستوي الأعمي والبصير؟؟!!
- إبعد شوية يمكن نفوق
- صدر زوجتي
- البالوعة
- العربجي
- الحمار له ذيل
- البحث عن الأصل
- مستشفي الصلاة ع النبي
- رمضان والكتلة اللزجة
- كُفار مكة
- هذيان
- كورونا في خطابي الدين والثقافة


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو قمر - ليلة سوداء في حياة امرأة