أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو قمر - العربجي














المزيد.....

العربجي


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 13 - 20:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت واثقا أنهم سيتراجعون عن فتواهم بعدم إجازة إعطاء الزكاة لغير المسلم ، أعلنوا فتوي أخري تجيز ذلك لأنه - كما قالوا نوع من البر الذي أوصي به الاسلام!!...
كنت واثقا من تراجعهم لسببين :
- السب الأول هو قناعتي التي يستحيل التنازل عنها بأن الفتوي ، أي فتوي هي عمل سياسي بامتياز ، عمل من أعمال السياسة التي يتكئون فيها علي الدين حتي لا يعارضهم أحد ، بحيث تصبح الفتوي بمجرد إعلانها بمثابة قانون ، أو هي نص فوق القانون ، بل فوق الدستور .
السبب الثاني هو يقظة الشعب المصري العظيم الذي من الواضح أنه يفهم جيدا لعبة السياسة المغلفة بالدين ، وقد بدا ذلك واضحا وضوح الشمس في حملة الانتقادات الهائلة التي قام بها المصريون علي وسائل الاتصال الجماعي..

لماذا كانت هذه الفتوي بالنسبة لي عمل من أعمال السياسة التي تعودوا أن يغلفوها لنا بالدين ؟
من صاغ هاتين الفتوتين لا يقرأ في الناريخ ، وليست له دراية بعلم الاجتماع ، ولا صلة له بأي علم من العلوم الإنسانية المختلفة ، لذا فهو لا يفهم أن المسيحية عنصر من العناصر البيولوجية التي تتكون منها الشخصية المصرية ، وهو بالتالي لا يفهم أن للمصريين مسلمين ومسيحيين جذر واحد يمتد إلي آلاف من السنين ، وأن الاسلام والمسيحية عنصران طارئان علي الوجود المصري الأصيل ، وهو لايفهم أيضا أن وظيفة الدين هي الحفاظ علي هذه الوحدة العضوية وتعزيزها وعدم المساس بروح المحبة والتآخي ، من صاغ هاتين الفتوتين لا يعرف أن الله لم يرسل رسله للتفرقة بين الناس أو نشر روح الكراهية بينهم .

لعبة السياسة التي تتواري خلف الدين هي التربة التي يننبت في حضنها التطرف الذي يزهر ويثمر الارهاب في النهاية ، هل تستطيع أن تقول لي ما هو معني الفتوي الأولي التي تم التراجع عنها؟!!
ببساطة ودونما بذل أي جهد فإنها لا تعني سوي أن شركاء الوطن كفار لا يستحقون شيئا من أموال المسلمين ، هكذا تعني الفتوي دون الحاجة لأن يقول مباشرة إنهم كفار.
هل تعرف ما هي التوابع النفسية التي تنشأ في ذهن وضمير المسلم تجاه غيره من المسيحيين أو غير المسيحيين؟؟!!!!.
إذن فالخطاب الذي يتخذ الدين تكئة لنشر قيم سياسية وثقافية واجتماعية محددة يهدف فيما يهدف إلي شق وفسخ العنصر المصري عن بعضه وإنتهاك قدسية هذه الوحدة التاريخية بحيث نتحول ببساطة إلي شعبين ، شعبين ليس لدي أي منهما حقوق لدي الآخر ، ولا علي أي منهما نفس الواجبات ، شعب متعال ، مسيطر ، له الحق في في التكفير والتنكيل والكراهة ، شعب له الحق في أن يعطي أو يمنع ، وشعب آخر أقل درجة مآله إلي النار حتي لو قضي حياته كلها يفعل الخير مع التزامه بأداء كل ما عليه من واجبات وطنية تفرضها مصريته.
ما أدهشني أكثر هو اختيار كلمة البر التي برروا بها إجازة استحقاق شركاء الوطن للزكاة ، فهل كان الجندي المسيحي وهو يجدف مع شقيقه الجندي المسلم عبورا إلي الضفة الأخري من القناة في حرب أكتوبر العظيمة هل كان يفعل برا أم كان يقوم بمهمة وطنية مصرية لا دخل لها بالبر أو بالاحسان؟؟.
أنا لي حقوق لدي هذا المجتمع أفرادا وجماعات وحكومة وشعبا بفض النظر عن ديني ، وأنا ملتزم بأداء كافة واجباتي تجاه هذا المجتمع أفرادا وجماعات وشعبا ودولة ، أنا وجاري وأخي المسيحي إذا وقعنا في حاجة فإن ما علي هذا المجتمع أن يفعله تجاهنا ليس إحسانا ولا برا ولا لقمة تُرمي إلينا كما يرمي العظم للكلاب ، فلسنا كلابا ، نحن مصريون قبل أن نري هذه الوجوه التي ملأت حياتنا بالشك والريبة والكراهية والكذب والتضليل.
لا أعرف لماذا يذكرني الخطاب السياسي المغلف بالدين ، أو الخطاب الديني المحشو بأغراض سياسية كالسيطرة وفرض النفوذ وإزاحة كل أنواع المعارف الإنسانية والعلمية واعتبار التراث هو كل العلم وكل المعرفة وكل الوعي وكل الدين كذلك ، لا أعرف لماذ يذكرني هذا الخطاب بذلك العربجي الذي يُحمّل عربته بأكثر مما يطيق حماره ، ثم يقول له : شيييييييييييييي ، فيجر الحمار المسكين قدميه جرا ويمشي ، ثم يقول له : هسسسسسسسسس فيتوقف الحمار وهو يئن من ثقل الحمولة ، العربجي بالطيع يعتمد علي أن الحمار لا يسأل ، ولا يعترض ، يمشي في الاتجاه الذي يحدده العربجي ، ويتوقف في المكان الذي يحدده العربجي.
وما يدعو لكثير من الأمل أن زمن العربجي قد ولي ، ففترة السبعينيات من القرن الماضي شيء ، وما نحن فيه الآن مسألة أخري ، فلسنا حميرا يقال لنا شييييييي ، أو هسسسسسسسسس ، وعلي كل عربجي أن يلم خلجاته ويرحل.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمار له ذيل
- البحث عن الأصل
- مستشفي الصلاة ع النبي
- رمضان والكتلة اللزجة
- كُفار مكة
- هذيان
- كورونا في خطابي الدين والثقافة
- مخدرات
- كيف ننجو؟؟!!
- صاحب المعالي
- من غير لف
- قول علي قول
- بعض مصادر الاختلال
- حالة حب مصرية
- الرسالة
- مأساة الذوق العام
- يا ابيض يا اسود
- إلهي ما يوعي يرجع
- حتي المسبحة!!
- الحلوة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو قمر - العربجي