أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - الصنف الثالث














المزيد.....

الصنف الثالث


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6641 - 2020 / 8 / 9 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا تعني هذه العبارة التي وصف السلفيون بها أنفسهم :
( لا نصنف أنفسنا معارضين أو مؤيدين ، نحن نوع ثالث ).
أنا أفهم هذه العبارة علي النحو التالي :
عندما يؤيدك أو يعارضك شخص ما فيما تقوله أو تفعله فهو يعترف بك ، اعترافه بك يدفعه إما لتأييدك أو لمعارضتك ، وحين يؤيدك فهو يقف بجانبك ويساعدك ويدافع عنك ويحاول بكل قوة إقناع معارضيك بما تقوله وبما تفعله ، أما حين يقف أمام ما تقوله أو تفعله موقف المعارض فهو يناقشك بمنطق العقل لا بغرض الإساءة إليك وإنما بغرض إقناعك بأن ما تفعله أو تقوله يلزمه بعض التنقيح .
هو يفعل ذلك فقط في حالة اعترافه بك واحترامه لك واقتناعه بأنك علي صواب.

أما في حالة عدم اعترافه بك فإنه يعتبرك خارج حساباته فلا يؤيدك ولا يعارضك ، ويقول : ( أنا لست معارضا لك ولا مؤيدا فأنا صنف ثالث ).

ماذا تعني هذه المقولة إذن؟؟؟!!!
ماذا يقصد السلفيون بقولهم إنهم ( صنف ثالث لا يؤيد ولا يعارض )؟؟؟!!.
السلفية ياسيدي هي الوعاء الذي أفرز فكر الارهاب بكافة تنوعاته ، الاخوان ، القاعدة ، داعش ، النصرة ، الجماعة الاسلامية ، جيش الاسلام ، بيت المقدس ، الذئاب المنفردة ، كافة صنوف الارهاب كلها من إفراز الفكر السلفي ، وأذكرك بأن الصحوة الاسلامية التي اجتاحتنا في السبعينيات من القرن الماضي والتي نشأت وفق مؤامرة مع المخابرات السعودية والأمريكية والتي لم تعد تفاصيلها خافية علي أحد، هذه الصحوة كانت هجمة سلفية استهدفت العقل المصري والروح المصرية وقيم التعايش والسلام الاجتماعي التي كانت تعيش عليها مصر منذ القدم.
هذا الوعاء السلفي الذي لا يفرز سوي الارهاب والخوف والموت والكراهية هو بالأساس وعاء سياسي يرتكز علي أكثر زوايا التراث الاسلامي ظلمة وجمودا ودموية وخرافية ويغلف ذاته بالدين لكي يعطي لمشروعه السياسي قداسة ومشروعية ، هذا المشروع هو الدولة الاسلامية ، دولة الخلافة التي ستطبق الشريعة الاسلامية والتي تتلخص تفاصيلها في قطع يد السارق ، ورجم الزانية وقتل تارك الصلاة وإذلال الأغيار وإبعاد المرأة تماما عن ساحة الحياة ، ومعاداة كل ما هو غير إسلامي ، واللجوء إلي الغزو كوسيلة لحل المشاكل الاقتصادية ، وسبي النساء الأجنبيات ، وإعادة فتح أسواق النخاسة لبيع وشراء العبيد ، وما إلي ذلك من الفظائع التي يسمونها الشريعة الاسلامية.

فالقصد إذن من قولهم إنهم ( نوع آخر لا يعارض ولا يؤيد ) هو عدم اعترافهم بأي نظام يخالف رؤيتهم للدولة الاسلامية ، دولة الخلافة والشريعة والفظائع والتخلف الذي عهدناه وخبرناه في الدولة العثمانية الاسلامية التي أخرجت المنطقة العربية كلها من التاريخ وارتكبت أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية ، وفي مختلف مراحل الحكم الأموي والعباسي حيث كان الأخ يقتل أخاه في صراعهما علي الخلافة ، وحيث قتل المفكرين ومطاردة المخالفين واضطهاد الأغيار وإذلالهم .

اعتراف السلفيين علنا بأنهم نوع ثالث لا هو معارض ولا هو مؤيد يعني أن كل ما يخالف فكرتهم عن الدولة الاسلامية عبث لا يستحق التأييد أو المعارضة ، الدساتير الوضعية وفق منظورهم السياسي المغلف بالدين عبث ، القوانين عبث ، التعليم المدني عبث ، العلم عبث ، إنجازات الحضارة الإنسانية كفر ، خروج المرأة للعمل مخالف لشرع الله ، الديمقراطية مخالفة لمشيئة الخالق ، حياة الناس في مجملها مخالفة للاسلام ، أي أنهم يكرهون كل شيء فكيف يعارضون أو يؤيدون ما يكرهونه؟؟!!.

لماذا إذن يشترك السلفيون في الانتخابات بالرغم من أنهم نوع ثالث لا هو مؤيد ولا هو معارض ولا هو مؤمن بالديمقراطية ؟؟!
السلفيون يشتركون في الحياة السياسية التي لا يعترفون بها لثلاثة أسباب :
1- التقية التي تجعلهم في مأمن من الملاحقة الأمنية .
2- قد تمنحهم هذه المشاركات يوما ما فرصة التمكن من الصعود إلي السلطة.
3- الاشتراك في الحياة السياسية بهذه الطريقة الساكنة الخبيثة التي لا يعارضون فيها ولا يؤيدون تمنحهم - مع غفلة الدولة - فرصة التداخل في زوايا المؤسسات والسيطرة علي مفاصلها وقد رأينا كيف اخترقوا الأزهر اختراقا كليا ، وكيف شاعت أفكارهم وخرافاتهم وفتاويهم وكيف تحالف بعض إعلامنا معهم بحيث تمكنوا من إجهاض أي مشروع ثقافي يحترم العقل والوجدان.

السلفيون هم أنفسهم من قالوا عن أنفسهم إنهم نوع ثالث يفكرون ويعملون ويدبرون خارج المنظومة الدستورية والقانونية ، نوع آخر سيظل دائما هو الوعاء الذي يفرز علي الدوام التخلف والخرافة والجمود والارهاب فضلا عن تلك الحالة من التهافت الثقافي والفكري والانهيار الاخلاقي والتكفير والكراهية واحتقار المرأة.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام وكوابيس
- ليلة سوداء في حياة امرأة
- الهوي هوايا
- الحلوة برموشها السودا الحلوة
- ما يحيرني!!
- الغنوشي والفريضة الغائبة
- مسلم بالوراثة
- وجهة نظر
- المستشفيات الخاصة في مصر وحلاق الصحة
- حزني عليك لن ينتهي إلا بموتي
- هل يستوي الأعمي والبصير؟؟!!
- إبعد شوية يمكن نفوق
- صدر زوجتي
- البالوعة
- العربجي
- الحمار له ذيل
- البحث عن الأصل
- مستشفي الصلاة ع النبي
- رمضان والكتلة اللزجة
- كُفار مكة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - الصنف الثالث